حديث مع عبد الحميد العلوجي ..حول حكايات الموصل الشعبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حديث مع عبد الحميد العلوجي ..حول حكايات الموصل الشعبية





    مع عبدالحميد العلوجي
    وحديث حول حكايات الموصل الشعبية
    أ.دابراهيم خليل العلاف

    رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين

    ارتبطت مع الباحث التراثي الموسوعي الأستاذ عبدالحميد العلوجي (1924_1995) بعلاقة صداقة امتدت لأكثر من ربع قرن .. وكان رحمه الله يعبر باستمرار عن إعجابه بكتابتي وقد أعرب مرة عن آسفة لانتقال مكتبة الأستاذ الدكتور محمد صديق الجليلي رحمه الله إلى بغداد بعد تبرع ابنه بها وقال لي بالحرف الواحد (إن الموصل هي المكان الطبيعي لهذه المكتبة).
    و عبدالحميد العلوجي، ولد ببغداد سنة 1924، وعمل في التعليم وتخرج في كلية الحقوق، ولكنه انصرف إلى الصحافة والكتابة، وكان له دور فاعل في إصدار (مجلة المورد) وفي كل الموسوعات التي أصدرتها وزارة الثقافة والإعلام في الثمانينات من القرن الماضي ومنها حضارة العراق (13) مجلدا ، والعراق في مواجهة التحديات (3) مجلدات، والجيش والسلاح في العراق (4) مجلدات ، وألف كتبا عديدة لعل من أبرزها كتابه (تاريخ الطب الرياضي) وقد اهتم بالتراث الشعبي العراقي وكتب عنه وحرر الكثير من المقالات في هذا الميدان..

    كتب عنه الاستاذ حميد المطبعي في "موسوعة أعلام وعلماء العراق " فقال : بأنه باحث موسوعي وان مؤلفاته بلغت 41 كتابا منها :"مؤتمر الموسيقى العربية 1964 " ووالمد الصهيوني والهجرة المضادة " 1970 و "الاصول التاريخية للنفط العراقي " 1973 الفه بالاشتراك وهو كتاب وثائقي كتب عنه المستشرق البريطاني بيرسون وقد حصل على وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب .
    في 28 آب 1991 أجرت معه الصحفية هدى جاسم حواراً حول (الحكايات الشعبية العراقية) نشر في جريدة الجمهورية . وقد ذكر في الحوار أن الأب انستاس الكرملي أول من جمع الحكايات الشعبية من أفواه النساء في بغداد سنة 1911، وان الليدي دراور ليست أول من قام بجمع هذه الحكايات، واستطرد العلوجي للحديث عن مجهودات من قام بتوثيق هذا اللون من الأدب العراقي، وللأسف، فانه لم يتطرق إلى جهود أستاذنا المؤرخ والكاتب الموصلي المرحوم احمد علي الصوفي (1897_1982) في مجال توثيق عدد كبير من حكايات الموصل الشعبية في كتابه الذي ألفه سنة 1953 عندما كان يعمل مدرسا للتاريخ في متوسطة المثنى في الموصل، ولم يتح لهذا الكتاب الظهور إلا في سنة 1962 وقد صدر بعنوان : (حكايات الموصل الشعبية) وفي هذا الكتاب جمع الصوفي (22) حكاية من الحكايات المتداولة وهي حكايات ذات بعد أخلاقي وتربوي بالدرجة الأولى، كما أنها تتناول شتى مناحي الحياة ومن ابرز هذه الحكايات: حكاية المطلقات السبع، وحكاية ابن الملك والبنات الثلاث، وحكاية الخنفساء، حكاية حديدان مع الدامية، حكاية السعلوة وابنها مع النساجين، وتعالج بعض هذه الحكايات مواضيع فساد نظام الحكم، وسيادة الرشوة، وعاقبة الظلم والجور، وخيانة العهد، ونبذ الكسل، والدعوة إلى العمل والتأكيد على الإخلاص والشجاعة.
    كتبت مقالة في جريدة الجمهورية في عددها الصادر يوم 14 أيلول 1991 وقلت أن أستاذنا العلوجي اغفل، كمعظم من ارخ للحكايات الشعبية، جهود الأستاذ احمد الصوفي ، وفي عدد الجمهورية الصادر يوم 24 أيلول 1991 بعث الأستاذ عبدالحميد العلوجي برسالة الى محرر جريدة الجمهورية قال فيها بالحرف ((قرأـ صباح يوم 14 أيلول.. جريدتنا الجمهورية ، ما يستقيم عقوقا جارحا في رسالة الصديق المؤرخ الدكتور إبراهيم خليل احمد من جامعة الموصل .. وقد أسعدني أن أجد رسالته تضج بالعتاب على أمثالي ممن اساغوا لأنفسهم العقوق وحجب الريادة في مواجهة الجهد اللامع الذي غرسه المرحوم احمد علي الصوفي
    في مضمار الحكايات الشعبية )). وأضاف العلوجي يقول: (والدكتور إبراهيم في هذا العتاب معه الحق، ولايزعجني الاعتراف بجدارة المرحوم الصوفي على ذلكم الصعيد، وأنا أعجب لقلمي يجتاز الصوفي بصمت على الرغم من الروابط التي كانت تشدني به يوم يغادر الموصل إلى بغداد ليبثني همومه التراثية).
    وختم العلوجي رسالته وهو يردد ((دفعا لعقوقي غير المقصود سأقدم لمؤرخي الحكاية الشعبية مااحسبه كفارة قادرة على تشريد الغبن وعقيدتي أن هذه الكفارة تستق ان تكون المعلومة كما للباحثين في الموروث الشعبي)). وكانت المعلومة كما ألخصها الآن تتضمن خبرا عن كتاب صدر في السويد سنة 1965 الفته امرأة مستشرقة دانماركية دخلت الإسلام واطلقت على نفسها (سامية الأزهرية) بعنوان Arab Rakonti وفي هذا الكتاب حللت بعض الحكايات التي ذكرها الصوفي في كتابه وهي حكاية حديدان وهذا يدل على أن المرحوم الصوفي اقتحم العالم الأرحب وقال العلوجي ((إنني بعد ذلك أجدني في غاية القناعة بأنني عاقبت ضميري بما يدين الغفلة التي صرفته عن التغني بريادة احمد علي الصوفي أسوة بالأب انستاس الكرملي)).
    سردت هذه الواقعة لأذكر بان أخلاق العلماء والمبدعين ينبغي أن تكون هكذا.. فالعلوجي كان بحق عالما جليلاً، وباحثا متميزا، وإنسانا فاضلاً يعترف بجهود الآخرين ويعتذر عندما يغفل عن ذكر ذوي الفضل وخاصة أولئك الذين خدموا التراث الشعبي العراقي من اجل إحيائه وفي مقدمتهم الأستاذ احمد علي الصوفي.
    *المصدر:
    http://wwwallafblogspotcom.blogspot....g-post_27.html


    في ديسمبر 29, 2009
يعمل...
X