"اتنين بالليل" مسرحية تمنح الشباب اللبناني الأمل لمواجهة الاكتئاب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "اتنين بالليل" مسرحية تمنح الشباب اللبناني الأمل لمواجهة الاكتئاب

    "اتنين بالليل" مسرحية تمنح الشباب اللبناني الأمل لمواجهة الاكتئاب


    العمل أنتجته شركة جوكبوكس للإنتاج وقامت بأدواره يارا أنطون وجوليان شعيا وجوزيان بولس.
    السبت 2024/11/30
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    كوميديا عن إحباط الشباب

    تونس - قدّم المخرج اللبناني سامر حنّا عمله المسرحي “اتنين بالليل” ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية في دورتها الخامسة والعشرين التي تختتم السبت. والعمل أنتجته شركة جوكبوكس للإنتاج وقامت بأدواره يارا أنطون وجوليان شعيا وجوزيان بولس. وقال مخرج وكاتب العمل، سامر حنا، إنه استوحى موضوع المسرحية من حالات إحباط تحيط به، فرغب في التعبير عنها في قالب كوميدي ليُسهم في تغيير المشهد العام عند شباب اليوم.

    ينكشف فضاء المسرحية على ما يشبه الصالون، مكتب وكرسي وأريكة وطاولة صغيرة يبدو المكان كأنه على ملك شيخ يعيش بعيدا عن عالم التكنولوجيا والدلالة على هذا الاعتقاد آلة الرقن على المكتب والهاتف القار ذي اللون الرمادي، لكنّنا نتفاجأ بدخول شاب في بداية الثلاثينات ويتّجه مباشرة إلى المكتب ليكتب رسالة توديع للحياة وقد قرّر الانتحار نتيجة حالة الاكتئاب التي يعيشها لكن هذا لا يمنعه من تناول وجبته الأخيرة “ذات الرائحة الشهيّة.”

    كانت الساعة متأخّرة عندما سمع طرقا على الباب وبعد رفض وتردّد يفتح ليجد جارته “ليزا” التي طردها مالك العمارة لكثرة زوّارها الرجال وسهراتها الماجنة، يتّضح أن جارها وائل هو المتسبّب في ذلك لأنه من وشى بها فتحمّله مسؤوليّة وجودها بلا مأوى وأموال تحمل بعض الملابس في أكياس بلاستيكيّة تنمّ عن حياة الفوضى التي تعيشها هذه الفتاة المفعمة بالحيويّة، حضورها أربك وائل الذي اعتاد الهدوء والرتابة ويجري بينهما حوار يتبادلان خلاله التّهم.
    "اثنين بالليل" حكاية بسيطة في نصّها والسينوغرافيا المعتمدة، تلك البساطة التي لا ترهق المتفرّج ولا تدفعه للبحث عن فكّ الشيفرات ومحاولات التأويل

    اثنان لا شيء يجمع بينهما يعيشان على طرفي نقيض كالماء والنار، هيّ اختارت حياة تعجّ بالعلاقات وهو كاتب منعزل وسيناريست لأفلام لا تعرض في بلده لأنها حسب رأيه ذات أبعاد فلسفيّة ومغرقة في الرّمزيّة وبقدر ما يستهجن وائل أسلوب ليزا في الحياة بقدر ما تسخر هذه الأخيرة من كتاباته السوداويّة الغامضة التي لا تنتهي نهايات سعيدة.

    في النهاية يوافق وائل أن تقضي ليزا الليلة في بيته على أن تغادر عند طلوع الشمس، لكن القدر يتدخّل ليُحدث منعرجا في حكايتهما وذلك بوصول والدة وائل من السفر والمضطرّة لقضاء الليلة عنده، وهنا يتضح أن الأم غير راضية عن الحياة التي يعيشها ابنها وتقارنه بشقيقه الناجح وشقيقته الغنيّة وتلومه على فشله وتنظر باحتقار لليزا التي تتصرّف بعفوية مطلقة.

    تتقدّم الأحداث وتقرأ ليزا رسالة وائل فتتحايل عليه وتُجبره على الخروج لاكتشاف العالم فيراه بعينيها بسيطا دون تعقيد فإذا به وكأنه يُولد من جديد ليرى العالم من زاوية مختلفة، غيّرته ليزا وغيّرها وصارت الحياة ممكنة رغم ما فيها من شرور وعندما طلع الصباح وهمّت ليزا بالمغامرة تمسّك بها وائل وطلب منها البقاء وفهمت الأم أن ابنها شفي من حالة الاكتئاب والعزلة التي أغرق فيها نفسه.

    “اثنين بالليل” حكاية بسيطة في نصّها والسينوغرافيا المعتمدة، تلك البساطة التي لا ترهق المتفرّج ولا تدفعه للبحث عن فكّ الشيفرات ومحاولات التأويل، تبلورت معظم أحداثها في قالب غنائي فردي وثنائي.
يعمل...
X