تل موزان الاثري..تل المال
.................................................. .
يقع "تل موزان Tell Mozan" الأثري ( اوركيش ) في منطقة "الخابور الأعلى" في الجزيرة الفراتية في سوريا في محافظة "الحسكة" غرب مدينة "القامشلي"، على بعد 5 كيلومتر الى الجنوب الشرقي من بلدة "عامودا" ، وشمال مدينة "الحسكة" بنحو 100 كيلومتر
على ممر طرق التجارة من الأناضول الى الهلال الخصيب وباقي مناطق سوريا ويبعد 650 كم عن "دمشق" .
يبلغ طول التل 700 متراً وعرضه حوالي 500 متر، وارتفاعه عن السهل المجاور حوالي 28 متراً،
بينما يبلغ طول المدينة الخارجية حوالي واحد ونصف كيلو متراً.
.
يعدّ تل موزان من أكبر الأماكن الأثريّة، ويعود تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد..و كان معروفا في الأساطير والتاريخ ..
.
وقد توسعت المدينة خلال الألف الثالث ق.م، وبلغت مساحتها حوالي (140هكتاراً).. وتبلغ مساحة التل المركزي الداخلي نحو 30 هكتاراً.
.
ويمتاز شكل هذا التل بأنه يختلف عن كل التلال الموجودة في سورية، ويتألف من سبعة تلال متلاصقة، يحيط بها سور ظاهر للعيان.
.
واسم "تل موزان" غير حديث، فقد أورده ابن الأثير في أخبار فتح رأس العين. ويذكر ياقوت الحموي أنه بلد قديم بين رأس العين وسروج، بينه وبين رأس العين عشرة أميال، ويعرف التل بتل المال
.
☆ حتى الآن لم يتوصل أحد من الباحثين إلى معرفة سبب التسمية وبحسب تخمينات أحد أهالي القرية وهو شخصية مهتمة بالتّاريخ والتّراث: أن سبب التسمية يعود إلى أن التّل كان يحوي أوكاراً للزنابير وهي تعني بالكرديّة (Moz) وهي حشرات حمراء تحفرُ أوكارها في المناطق العالية ويقال أنَّها كانت موجودة بكثرةٍ في التلّ وبالتالي سُمّيت القرية بهذا الاسم, ولكن هذه المعلومة المتعلقة بالتسمية تبقى محلّقة في محيط التوقع والتخمين.
☆ الا إنَّ هناك راي اخر يقول ان موزان هي إحدى المفردات باللغة التركية وتعني (مُوزَا) المتحف, وهي مأخوذة أصلاً من الانكليزية وبعد تأسيس الجمهورية العربية السورية عُرِّبَ اسمها إلى تل المال وذلك لتوفُّر اللقى والتحف الأثرية
.
اكتسب "تل موزان" أهمية خاصة لوقوعه في سهول مروية بشكل جيد بجانب (وادي دارا) ضمن مثلث (الخابور الأعلى)، وعلى طريق التجارة من كافة الاتجاهات في المنطقة الواقعة عند سفوح (جبال طوروس) شمال سورية وتحت الممرات الجبلية المؤدية إلى سلسلة جبال (طور عابدين) التي كانت منطقة الصيد الأولى لأوركيش وبالتحديد تحت ممر مدينة "ماردين" المعبر الرئيس إلى سهول الخابور من الطريق المؤدي إلى منطقة إرجاني (Ergani) الغنية بالمعادن.
.
و"أوركيش" هي المدينة الوحيدة من بين حواضر الألف الثالث قبل الميلاد ، التي يمكن وبثقة تامة اعتبارها مركزاً دينياُ وسياساً رئيساً للحوريين.
.
تبلغ مساحته مع المدينة المنخفضة حوالي 120 هكتارا، ويبلغ ارتفاعه عن السّهل حوالي 27 مترا،..وتعود السّويات الاستيطانية الأولى في التل إلى الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد.
.
يحوي تل موزان على عدة سويات أثرية هامة جداً، وهي:
- فترة ثقافة حلف.
- فترة أوروك المتأخرة.
- فترة حكم السلالات الباكرة.
- الفترة الأكادية.
- العصر البابلي القديم.
- العصر البابلي الوسيط.
بدأ تأريخ الاستيطان في هذا الموقع منذ الألف الخامس ق.م، وذلك من خلال العثور على سوية أثرية عثر في داخلها على مجموعة من الكسر الفخارية تعود إلى فترة "حلف"، تتوضع فوقها سوية تعود إلى فترة (فجر السلالات الباكرة الأولى) (2900ق.م)، وتعتقد البعثة أن بناء مدينة "أوركيش" تم في هذه الفترة.
◘ وقد عثر ضمن السوية العائدة إلى فترة (فجر السلالات الباكرة الثانية) (2650 ق. م) على مصطبة المعبد الضخمة، وعلى سور المدينة الداخلي ، وعن مدافن في المدينة المنخفضة،
.
◘ وضمن سوية فترة (فجر السلالات الباكرة الثالثة) (2400 ق.م) تمّ التعرف على المعبد (BA)، ويبدو أن سور المدينة الداخلي أهمل خلال هذه الفترة، وتم إعمار سور المدينة الخارجي، بالإضافة إلى تشييد المجمع الإداري في المدينة الخارجية، وكشف عن منشآت معمارية عثر بداخلها على طبعات أختام،
◘ كماضمَّت السوية العائدة إلى (الفترة الأكادية) (2300 ق.م) القصر العائد إلى فترة الملك توبكيش وزوجته أوكنيتوم وتأرم – أجاد ا ابنة الملك الأكادي نارام- سين في /أوركيش/ وإيشار- نابشوم، إضافة إلى المجمع السكني وعن استمرارية استخدام المعبد (BA).
◘ أما في السوية العائدة إلى (الفترة ما بعد الأكادية) أي خلال فترة أور الثالثة (2150 ق.م) فقد تعرفت البعثة على منازل خاصة، وقبور في أعلى القصر، وحفرة مقدسة (Favissa)، وطبعات أختام، وأنه تم تجديد بناء المعبد (BA) واستمر استخدامه.
◘ وضمن السوية العائدة إلى (الفترة البابلية القديمة) تم الكشف عن منازل خاصة وقبور في أعلى القصر، ومبان عامة، ومنشآت وقبور، إضافة إلى منشآت في أعلى المعبد.
◘ واستمر الاستيطان في الموقع خلال (الفترة الميتانية) (1500-1400ق.م)، وقد عثر ضمن هذه السوية على منازل خاصة وقبور ومخزن .. وكان آخر استخدام لمصطبة المعبد..، أمَّابعد هذه الفترة فقد تمَّ هجر الموقع ليغفو غفوته الأبدية.
.
أهم اللقى الأثرية:
طبعة ختم - الملكة أوقنيتوم وحاشيتها ومجموعة من الرقم المسمارية، وعلى ما يزيد عن (1000) طبعة ختم نقش بعضها بحروف مسمارية تعود إلى فترة حكم الملك توبكيش وزوجته الملكة أوكنيتوم وحاشيتهم.
ومن بين اللقى الأثرية التي عثر عليها في الموقع، بعض الأواني والأشكال الطينية ذات هيئات إنسانية وأخرى حيوانية مما يشير إلى استخدامها ضمن شعائر وطقوس خاصة.
كما تم الكشف عن مجموعة من الرقم المسمارية والأختام الأسطوانية في أسفل الجدار الغربي من المبنى العائد إلى الفترة الأكادية القديمة أهم ما فيها: كسرتان قدّما نصاً مدروساً من ستة أسطر يعرض قائمة بأسماء مهن، وتأتي أهمية هذا النص كونه يشابه نصين سبق أن عثر عليهما في موقعي (تل أبو الصلابيخ) و(إبلا) مما يرجح وجود علاقات ثقافية و اقتصادية بينهما، وبين تل موزان /أوركيش/، ومن ناحية أخرى يتضح من المشاهد المنقوشة على الأختام الاسطوانية أن مدينة أوركيش كانت مركزاً هاماً لفن صناعة الأختام في شمال سورية خلال الفترة الحورية.
كما عثر فيها على الكثير من الفخاريات التي تعود إلى 6000 سنة قبل الميلاد، والتي تثبت إن هناك من سكن فيها منذ ذلك الوقت. وازدهرت هذه البقعة من الأرض حتى أصبحت مدينة منذ 3500 سنة قبل الميلاد وقد سكن فيها الهوريون ثم أصبحت مركزاً للإمبراطورية الهورية التي وصلت لساحل البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت.
.
أكثر ما ميّز هذه المنطقة في تلك الحقبة الزمنية أن الأكاديين الذين كانوا يعتبرون الأقوى لم يتمكنوا من السيطرة عليها وبقيت مستقلة.
وعثر فيها على الكثير من تماثيل الآلهة كإله الطقس، وكذلك وجود إله كبير وهو رئيس الآلهة ويدعى "كوماريو"
وقد وصلت الإمبراطورية الميتانية إلى "قادش" أو "تل مندو" في مدينة حمص، وأمتدت حتى إلى البحر الأبيض المتوسط.
.
وتؤكد دراسات تاريخية، إن جميع الآثار التي تم اكتشافها في موقع تل موزان هي من الطين وهذا ما جعل مهمة التنقيب صعبة، وكذلك يدل هذا الأمر على قدم هذا الموقع.
.
في التلّ بناء استثنائي لافت للنظر يدعى (الحفرة المقدسة) وهي عبارة عن تجويف واسع وعميق تحت مستوى سطح الأرض لفَّ من داخله بالحجارة وبحسب المفاهيم الحورية كانت تُستدعى فيه أرواح العالم السفلي عبر وسيطة قادرة على فهم وترجمة عبارات الهمس التي تطلقها، وأهمية هذا البناء يكمن في القيم العقائدية التي يحملها ومازال لهذا البناء وقعٌ كبيرٌ على الزوّار بسبب ضخامته التي حافظ عليها عبر الزمن .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
منقووول من عدة مصادر (بتصرف)
+30
كل التفاعلات:
٤٤