في محرابِ الأنوثة للأديبة نورا الصّالح

لا يمكنك الرقص بعبثية
ففي أناملها الطرية نبع احذر إضعاف ضفته فيجف
وفي خصر الأنثى زجاج
حذاري أن تكسره فتصبح بمرآة مهمشة مهشمة.
في نظري أجمل الرقصات ياسيدي
رقصة زوربا حين كان في كف الكأس
فعلى رؤوس الرمال كان خفيفا جدا
وفي عين السماء كان عظيما جدا
وفي عيني كان حقيقيا جدا
وما بين الخفة والعظمة والحقيقة
غدا الرقص أكسير حياة
وتسألونني عن الرقص
وكأنه العزف الأول والأخير
يا سادة....
للرقص الأبيض حكاياه المترفعة عن المناديل الحمراء فقد يكون لانحناء الأبدان محرك من لهفة وشغف
وقد يكون وقع السكين محرّرا للريح في خصر الناي
بعضنا يرقص طربا و بعضنا يرقص عتبا
بعضنا يرقص لينسى
وبعضنا الأخر بالرقص يحضّر عوده ليصبح أقسى
جميعنا نرقص
...فكل على ليلاه يغني وعلى رؤوس أصابعه الهشة يدوس..
كل لشمسه يتبع ولبدره يرنو
وعلى خصر الحنين تبقى مناديل الوداع معلقة
فكلما هز الحنين جذعه عبقت في الأجواء أغان لفيروز ورائحة البن والهال
فما الرقص يا سادة
سوى حوار سريع بين الخليج والشاطئ
وغمزة طرف بين العمر الراحل والأتي
وصلة وصل بين الروح والجسد