عبد الحميد جودة السحار.. كاتب ومؤلف مصري، ولد في القاهرة عام 1910م

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبد الحميد جودة السحار.. كاتب ومؤلف مصري، ولد في القاهرة عام 1910م

    سحار (عبد حميد جوده)

    Al-Sahhar (Abd al-Hamid Judah-) - Al-Sahhar (Abd al-Hamid Joudah-)

    السحار (عبد الحميد جودة ـ)
    (1328 ـ 1394هـ/1910 ـ 1974م)

    عبد الحميد بن جودة السحار كاتب ومؤلف مصري، ولد في القاهرة لأسرة فقيرة في حي شعبي، وتعلم في المدارس الأميرية، ثم تابع دراسته في جامعة القاهرة (فؤاد الأول) بكلية التجارة وتخرج فيها سنة 1934 ثم عين موظفاً في وزارة الحربية. بدأ إنتاجه الأدبي المبكر بكتابة بعض القصص التاريخية المستمدة من ماضي العرب والمسلمين، فلقيت رواجاً بين الناشئة والطلاب. وقد حفزه ذلك إلى مزيد من العطاء، وراح يؤلف ويكتب في هذا الصدد، حتى بات معدوداً بين كتاب القصة المرموقين في مصر وسائر الأقطار العربية منذ خمسينيات القرن العشرين، وقد كاد السحار ينفرد من بين أقرانه بغزارة إنتاجه وكثرة كتبه وقصصه ورواياته التي زادت على مئة كتاب. ومثل هذا العدد الكبير يثير الإعجاب بل يبعث على الدهشة، وقد لا يبلغ شأوه كاتب قصة عربي سواه، برغم كون معاصريه من أمثال يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وكامل كيلاني يعدون من المكثرين في هذا الجنس الأدبي.
    كتب عبد الحميد السحار الروايات كما كتب (القصص) فهو قاص وروائي معاً. ومن أشهر رواياته :«إحمس بطل الاستقلال» و«سعد بن أبي وقاص» و«أميرة قرطبة» و«النقاب الأزرق» و«الشارع الجديد» و«قلعة الأبطال» و«جسر الشيطان» و«السهول البيض» و«أذرع وسيقان» و«أم العروسة» و«الحصاد» و«همزات الشياطين» و«عمر ابن عبد العزيز» و«حياة الحسين»، وغيرها.
    غير أنه كان قاصاً مكثراً، من كتابة القصص القصيرة التي تؤلف ما يزيد على ثلاثة أرباع كتبه. أما المنحى الذي غلب عليه في مجمل أعماله القصصية والروائية معاً فهو المنحى التاريخي في الأغلب الأعم. وهو في ذلك أقرب إلى جرجي زيدان الذي عرف أيضاً برواياته التاريخية، بل إنه يشبهه أيضاً من حيث الكم والغزارة في تأليف هذا اللون من الأدب القصصي والروائي.
    ولم يقتصر السحار في استمداد أحداث قصصه وأبطاله على حقبة تاريخية معينة، بل استمد مادته من العصور التاريخية الغابرة حتى العصر الحديث.
    ومن هذا القبيل قصصه ورواياته «خديجة بنت خويلد» و«غزوة بدر» و«غزوة أحد» و«غزوة الخندق» و«فتح مكة» ثم روايته «قلعة الأبطال» التي تدور وقائعها في أيام الخديوي إسماعيل من حياة مصر الحديثة.
    ويوازي هذا القصص التاريخي، بل قد يربو عليه ما ألفه السحار من قصص كثيرة أيضاً تتناول أحداثاً وأنبياء وأعلاماً من العهود السابقة، وهو القصص الديني الذي يمكـن عدّه موازياً من حيث المضمون أو مقارباً للقصص التاريخي، من مثل «خطيئة آدم» و«إبراهيم أبو الأنبياء» و«هاجر المصرية أم العرب» و«بنو إسماعيل» و«المسيح ابن مريم». ومن هذا القبيل كتابه «قصص من الكتب المقدسة» الذي يتناول فيه آدم وموسى وسواهما.
    وقد حرص السحار على أن يخص الأطفال بمجموعات من هذا القصص الديني والتاريخي، فألف في موضوع قصص الأنبياء 18جزءاً، وفي موضوع قصص السيرة 24جزءاً، وفي موضوع الخلفاء الراشدين 20جزءاً، وفي موضوع العرب في أوربا 24جزءاً.
    وما يجدر ذكره في هذا الصدد أنه ليس من اليسير في قصص السحار وما شابهها فصل ما بين القصص الديني والقصص التاريخي، إذ يتداخل المضمون بينهما، بل يكون واحداً في كثير من الأحيان. ومن هذا القبيل روايات «عمر بن عبد العزيز» و«أبو ذر الغفاري»، كما يلاحظ على صعيد آخر التداخل أيضاً بين فن القصة وفن السيرة في أعمال عبد الحميد جودة السحار، وهذا معهود أيضاً عند غيره.
    أما سائر قصص السحار ورواياته الأخرى فيمكن وضعها في زمرة القصص العاطفي والاجتماعي مثل «النقاب الأزرق و«الشارع الجديد» و«جسر الشيطان» و«أذرع وسيقان» و«أم العروسة» و«امرأة الحان» و«وكان مساء» و«النصف الآخر» و«المستنقع و«الحداد الثائر» و«كشك الموسيقى» و«ليلة عاصفة» و«في الوظيفة» و«أرملة من فلسطين» و«همزات الشياطين» و«الحصاد».
    وللكاتب السحار كتب قليلة مختلفة عن معهـود أعمالـه أحياناً مثل كتاب «الرسول، حياة محمد» من تأليف ر.ف بودلي. وقد تولى ترجمته عن الإنكليزية هو وزميله محمد محمد فرج. وهذا الكتاب كما هو واضح لا يخرج في مضمونه عن معهود اهتمامات السحار بصدد منحاه الذي عرف به في مجال سير العظماء في الدين وفي التاريخ. وربما كان من أهم مؤلفات السحار هو كتابه «هذه حياتي» وهو على الرغم من إغراقه في تفصيلات جانبية، يلقي بعض الضوء على مفهوم هذا الكاتب لمجمل جهوده وخبرته في الإبداع القصصي والروائي، وقد أخلى كتبه من أي مقدمة ومن أي إهداء.
    حظيت قصص السحار ورواياته باهتمام الطلبة والمتأدبين بضعة عقود من السنين في القرن العشرين، وأسهمت، إلى مدى بعيد، في تثقيف الجيل، وفي تقديمه المادة الدينية والشخصيات التاريخية ضمن قالب قصصي شائق وأسلوب سلس عذب، ولاسيما ما كان يحرص عليه في مجمل أعماله من إبراز مآثر العرب والمسلمين، والكشف عن الصفحات المشرقة والشخصيات الرائدة في حياة هذه الأمة وتاريخها. وإنها لرسالة فنية أدبية، ورسالة تثقيفية وقومية معاً. وقد توفي عبد الحميد جودة السحار في القاهرة.
    عمر الدقاق
    مراجع للاستزادة:
    ـ عبد الحميد جودة السحار، هذه حياتي (مصر، 1974)
    ـ صفوة يوسف زيد، التيار الإسلامي في قصص عبد الحميد جودة السحار (القاهرة، بلا تاريخ)
    ـ سيد قطب، كتب وشخصيات، ط2 (بيروت، بلا تاريخ)

يعمل...
X