سراج قاري (جعفر احمد)
Al-Sarraj al-Qari’ (Jaffar ibn Ahmad-) - Al-Sarraj al-Qari’ (Jaffar ibn Ahmad-)
السَّرَّاج القارئ (جعفر بن أحمد)
(417 ـ 500هـ/1026 ـ 1106م)
أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسن السرَّاج، الأديب المحدِّث المعروف بالقارئ البغدادي، ولد في بغداد وتوفي فيها، واشتهر بأنه حافظ عصره وعلاّمة زمانه، وكان وسيماً مشهوراً بفهمه، صاحب لغة ونحو وقراءات، أوتي قريحة سمحة في نظم الشعر، وغلب عليه نظم الكتب شعراً، ومن الكتب التي نظمها كتاب «المبتدأ» لوهب بن منبه، وكتاب «التنبيه» لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، ونظم الكثير في الفقه والمواعظ واللغة، وخرَّج له الخطيب البغدادي فوائد في خمسة أجزاء معروفة.
حدَّث في بغداد، وسافر إلى مصر ودمشق وحدَّث فيهما أيضاً، وتردَّد إلى صُوْر مراراً، ومكث فيها زماناً، ثم عاد إلى بغداد وأقام فيها إلى أن وافته المنية، وله شعر عذب في فنون القريض، ومنه قوله:
بان الخليطُ فأَدمعي
وَجْداً عليهم تَسْتَهلُّ
وحَدا بهم حادي الفرا
ق عن المنازل فاستقلُّوا
وساق من شعره مقطوعات غزلية كثيرة في كتابه «مصارع العشاق»، وسار على نهج الشعراء المتقدمين في ذكر الأطلال والمعاني والأغراض.
عُرف بأنه صدوق مأمون صالح ثبت ثقة عالم مقرئ أديب، وكان من الذين يُفْتَخَر برؤيته ورواياته لديانته ودرايته.
سمع من أشياخ أعلام في بلدان شتَّى قصدها، ولقي أعيان زمانه، ومن العلماء الذين سمع منهم الحافظ أبو نصر السِّجزي، لقيه بمكة، والشيخ عبد العزيز بن الحسن الضَّرَّاب، سمع منه في مصر، والشيخ أبو القاسم الحِنَّائي، سمع منه في دمشق، ومن الذين لقيهم وسمع منهم في بغداد أبو علي بن شاذان، وأحمد بن علي التَّوَّزي، وعبيد الله بن عمر بن شاهين.
أخذ عن السرَّاج خلق كثير، وحدَّث عنه ابنه ثعلب وأبو القاسم السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي وغيرهم، وسمع منه شيخه أبو إسحاق الحبَّال.
ونسخ بخطه كتباً كثيرة، وصنف مؤلفاتٍ عدَّة في فنون شَتَّى، وأهم الكتب التي ألفها:
«مصارع العشاق» مطبوع في دار صادر، 1958م، و«حُكْم الصبيان»، و«مناقب الحبش» وسمّي أحياناً «مناقب السودان».
وأهم هذه الكتب هو «مصارع العشاق»، جمع فيه روايات العشاق الذين أودى بهم الحب، وقد يوجد في بعض هذه الروايات ما لا يطيقه العقل، وذلك على نحو ما جاء في خبر الغراب الشاعر الذي كان من وسطه إلى أعلاه رجلاً ومن وسطه إلى أسفله غراباً، والروايات التي ذكرها السراج روايات جاهلية وإسلامية وأموية وعباسية، والصفة المشتركة بينها هي العفاف والطهر وخوف الله وعذابه، لذا بدت الصبغة الدينية الصوفية ظاهرة في كثير من القصص التي ساقها، وكذلك الشعر الذي رواه في الكتاب شعر نظيف نزيه ما خلا بيتاً واحداً.
ويتألف هذا الكتاب في أصله من اثنين وعشرين فصلاً، جعل السراج في مبتدأ كل فصل منها مقطوعة غزلية من شعره.
يعد كتاب «مصارع العشاق» من الكتب المحببة إلى النفس، يستميل القارئ ويستهويه بما فيه من قَصَص ممتع ومسلٍّ.
إبراهيم عبد الله
ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت).
ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة).
ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء (مؤسسة المعارف، بيروت).
ـ السيوطي، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (عيسى البابي الحلبي وشركاه).
Al-Sarraj al-Qari’ (Jaffar ibn Ahmad-) - Al-Sarraj al-Qari’ (Jaffar ibn Ahmad-)
السَّرَّاج القارئ (جعفر بن أحمد)
(417 ـ 500هـ/1026 ـ 1106م)
أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسن السرَّاج، الأديب المحدِّث المعروف بالقارئ البغدادي، ولد في بغداد وتوفي فيها، واشتهر بأنه حافظ عصره وعلاّمة زمانه، وكان وسيماً مشهوراً بفهمه، صاحب لغة ونحو وقراءات، أوتي قريحة سمحة في نظم الشعر، وغلب عليه نظم الكتب شعراً، ومن الكتب التي نظمها كتاب «المبتدأ» لوهب بن منبه، وكتاب «التنبيه» لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، ونظم الكثير في الفقه والمواعظ واللغة، وخرَّج له الخطيب البغدادي فوائد في خمسة أجزاء معروفة.
حدَّث في بغداد، وسافر إلى مصر ودمشق وحدَّث فيهما أيضاً، وتردَّد إلى صُوْر مراراً، ومكث فيها زماناً، ثم عاد إلى بغداد وأقام فيها إلى أن وافته المنية، وله شعر عذب في فنون القريض، ومنه قوله:
بان الخليطُ فأَدمعي
وَجْداً عليهم تَسْتَهلُّ
وحَدا بهم حادي الفرا
ق عن المنازل فاستقلُّوا
وساق من شعره مقطوعات غزلية كثيرة في كتابه «مصارع العشاق»، وسار على نهج الشعراء المتقدمين في ذكر الأطلال والمعاني والأغراض.
عُرف بأنه صدوق مأمون صالح ثبت ثقة عالم مقرئ أديب، وكان من الذين يُفْتَخَر برؤيته ورواياته لديانته ودرايته.
سمع من أشياخ أعلام في بلدان شتَّى قصدها، ولقي أعيان زمانه، ومن العلماء الذين سمع منهم الحافظ أبو نصر السِّجزي، لقيه بمكة، والشيخ عبد العزيز بن الحسن الضَّرَّاب، سمع منه في مصر، والشيخ أبو القاسم الحِنَّائي، سمع منه في دمشق، ومن الذين لقيهم وسمع منهم في بغداد أبو علي بن شاذان، وأحمد بن علي التَّوَّزي، وعبيد الله بن عمر بن شاهين.
أخذ عن السرَّاج خلق كثير، وحدَّث عنه ابنه ثعلب وأبو القاسم السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي وغيرهم، وسمع منه شيخه أبو إسحاق الحبَّال.
ونسخ بخطه كتباً كثيرة، وصنف مؤلفاتٍ عدَّة في فنون شَتَّى، وأهم الكتب التي ألفها:
«مصارع العشاق» مطبوع في دار صادر، 1958م، و«حُكْم الصبيان»، و«مناقب الحبش» وسمّي أحياناً «مناقب السودان».
وأهم هذه الكتب هو «مصارع العشاق»، جمع فيه روايات العشاق الذين أودى بهم الحب، وقد يوجد في بعض هذه الروايات ما لا يطيقه العقل، وذلك على نحو ما جاء في خبر الغراب الشاعر الذي كان من وسطه إلى أعلاه رجلاً ومن وسطه إلى أسفله غراباً، والروايات التي ذكرها السراج روايات جاهلية وإسلامية وأموية وعباسية، والصفة المشتركة بينها هي العفاف والطهر وخوف الله وعذابه، لذا بدت الصبغة الدينية الصوفية ظاهرة في كثير من القصص التي ساقها، وكذلك الشعر الذي رواه في الكتاب شعر نظيف نزيه ما خلا بيتاً واحداً.
ويتألف هذا الكتاب في أصله من اثنين وعشرين فصلاً، جعل السراج في مبتدأ كل فصل منها مقطوعة غزلية من شعره.
يعد كتاب «مصارع العشاق» من الكتب المحببة إلى النفس، يستميل القارئ ويستهويه بما فيه من قَصَص ممتع ومسلٍّ.
إبراهيم عبد الله
مراجع للاستزادة: |
ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة).
ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء (مؤسسة المعارف، بيروت).
ـ السيوطي، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (عيسى البابي الحلبي وشركاه).