كتب الأستاذ: مصطفى رعدون ..عن الحابوسة ،،، أم القصص

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الأستاذ: مصطفى رعدون ..عن الحابوسة ،،، أم القصص


    مصطفى رعدون

    الحابوسة ،،،
    أم القصص
    شد أبوعمر الحلبي على راحلته سرجها ، وطلب من معاونيه أن يمشوا فجرا في مجموعة البغال والكدش التي إستطاع شراءها للتجارة ، مربوطة كل واحدة برسنها ، وكل من معاونيه يشرف على سير مجموعة منها ، وهو يسير معهم على الطريق الترابي المتعرج الذي يصل المعرة بقلعة المضيق ،
    قد تكون عشرة أو أكثر بقليل ،
    كانت مجمعة في إصطبل واحد ،،
    إنه متفائل بأن يقيم في الحابوسة بازارا طيبا ،
    فكل فلاح هناك ، عليه أن يكون لديه فدان ( جوز بغال أو كدش ) مع الصمد والمساس وتوابعه ، ليقوم بأود أرضه ، فلاحة وحصادا ودراسا ونقل المحاصيل حيث يريد ،
    وكذلك خدمة بيته من نقل للأشخاص ، وشمبل الحنطة إلى الطاحون ، وجلب القش والحطب والجللي وباقات القصب والزل التي يمكن أن يستخدمها، في قبو بيته ، مكان المؤونه لكل تلك الأشياء التي سيحتاجها في الشتاء ،
    بالإضافة إلى خم ، أو قن بابه للخارج ، يربي به مجموعة من طيور الدجاج البلدي والديوك ،،
    كانت الدواب دولاب حركة النقل في البيت ، وصلة الوصل بين السهول والبيوت ،
    وكان أهل الدار يتركونها مع ( الرعية ) لتسرح في البراري والحقول مع راعي الطرش القبضاي ،
    ويدفعون له أجرة رغيف خبز عن كل رأس يسرح معه ،
    وسلاحه في جولته اليومية عصاه التي يهش بها دوابه ،
    ويتوكئ عليها ، ويصد بها أي هجوم يتعرض إليه من ضواري السفوح والتلال والوديان البعيدة ،
    وكان يجلب الطرش الى البركة من جهة الشرق ليشرب براحته ،
    ويستريح قليلا ،
    و يتبورد وقد سمي هذا المكان من البركة ،( المقيل ) ،
    وصل أبو عمر إلى الحابوسة ، وعرض بضاعته من خيول متنوعة في جانبها الشرقي ، وبدأ الناس الذين يودون شراء بعضها في التحلق حول تلك الخيول ، متفحصين ومستمتعين برؤيتها مجتمعة في بازار واحد ،
    في الزقاق المبلط الذي يتجه شمالا من وسط الحابوسة ،
    ثمة رجل يمشي الهوينا ، قادما الى الحابوسة من بيته ،
    إنه المواطن ( ملحم الحميدي ) وكان قد أضاع في الوديان الشرقية منذ سنين مضت كديشا أسودا ذو همة وإقتدار ، وبحث عنه كثيرا ولم يجده ،
    عندما وصل ملحم إلى الحابوسة راعه منظر الخيول المجتمعة ،
    في بازارها المنعقد بين الناس ،
    وبغريزته البسيطة تعرف على كديشه الأسود الضائع منذ سنوات ،
    وشهد عليه بعض أصدقائه وجيرانه ،
    وحدثت بلبلة مع أبو عمر راعي الخيول ،
    وحلف له بأن هذا الكديش هو له ، وقد ضاع منذ بعض السنين ، وأبو عمر يورد لهم من أين إستحوز عليه بالمال ،
    وبعد جدل وحوار ساخن ،
    تدخل أحد العقلاء ، وقال للجميع :
    إذا كان هذا الكديش للحج ملحم ، فإن ذلك سيظهر ،
    وقد فوض من قبل الجميع لحل هذه المشكلة ،،
    فجلبه إلى تم الزقاق المبلط المؤدي لبيت الحج ملحم ، وضربه ،،،
    فتوجه الكديش شمالا ،،،
    وسار بهدوء ،،
    والناس تتبعه من الخلف ،،
    الى أن وصل الى مفترق زقاقين ، فتوجه بالزقاق الصحيح ،
    وعندما وصل إلى دار الحج ملحم ،توجه الى باب قبوهم ،
    وكان ينزل بدرجات قليلة خفيفة ،
    ودفع بابه ودخل إلى جرنه القديم ،،
    فضج الناس الحاضرين بالتصفيق ،
    وعلت زغرودة من زوجة الحج ملحم ،،
    فالآن حصحص الحق وظهر ،،
    وقد عرف الكديش الأسود جرنه القديم بعد أن غاب عنه سنين عديدة ،
    مصطفى رعدون





    Jabber Ahmad، مصطفى رعدون
    
    • هاشم قاسم
      سرد جميل لحكاية واقعية من الماضي البسيط الجميل والاجمل المسميات كما هي ذكريات لا يمحوها النسيان الله يديم عليك الصحة والعافية تحياتي العاطرة أبا شام

يعمل...
X