أنظمة المعرفة التقليدية والممارسات الثقافية والتراثية يمكنها إنقاذ الأرض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنظمة المعرفة التقليدية والممارسات الثقافية والتراثية يمكنها إنقاذ الأرض

    أنظمة المعرفة التقليدية والممارسات الثقافية والتراثية يمكنها إنقاذ الأرض


    كوب 29 يدعو إلى التعاون للتصدي لتغيرات المناخ عبر الثقافة والتراث.
    الخميس 2024/11/21
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    التغير المناخي يمثل تحديا ثقافيا دوليا

    مثل إطلاق مجموعة أصدقاء العمل المناخي المرتكز على الثقافة خطوة تاريخية نحو الاعتراف بدور الثقافة في التخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معه، وهو ما يتواصل النضال من أجل فرضه اليوم عبر التعاون الدولي وتثمين دور الثقافة والتراث اللذين بإمكانهما الحد من النتائج الخطيرة للتغير المناخي واقتراح حلول ناجعة لمعالجته.

    باكو - عقدت مجموعة أصدقاء العمل المناخي المرتكز على الثقافة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “GFCBCA” حوارها الوزاري الثاني رفيع المستوى في COP29 المنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو.

    وكانت المجموعة عقدت اجتماعها الأول في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي استضافته دبي العام الماضي وأعلن رسميا، عن تشكيل مجموعة أصدقاء العمل المناخي المرتكز على الثقافة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ من قبل الرئيسين المشاركين، سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة الإماراتي، ومارغريت مينيزيس، وزيرة الثقافة في دولة البرازيل.
    الاعتراف بدور الثقافة


    ويدعو تحالف مجموعة أصدقاء العمل المناخي المرتكز على الثقافة، الذي يضم 40 دولة، و25 منظمة حكومية دولية إلى الاعتراف بالدور المحوري للثقافة في السياسات المعنية بالتغير المناخي.

    ويهدف إلى دفع الزخم السياسي باتجاه اتخاذ إجراءات عالمية فاعلة، ومتماسكة، ومنسّقة، والاعتراف رسمياً بأهمية الثقافة والتراث في سياسات وخطط ومبادرات المناخ.

    وقال الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة إن هذا الاجتماع يشكل فرصة لتبادل الأفكار والاطلاع على أفضل الممارسات والأساليب المبتكرة لدمج الثقافة في سياسات وبرامج المناخ بهدف إرساء إطار قوي للعمل التعاوني وتعزيز التبادل والشراكة بين الشمال والجنوب.

    دعوة لإرساء إطار للعمل المناخي المرتكز على الثقافة وتحديد المبادئ التوجيهية والأهداف والنتائج المتوقعة لهذه المبادرة

    وأضاف أن “الوقت حان ليعترف العالم بدور الثقافة كأداة أساسية للتصدي للتغير المناخي فهي تشكل أحد الأصول التي يجب حمايتها من الآثار السلبية للاحتباس الحراري، وارتفاع منسوب البحار، وغيرها من العوامل التي تؤثر على كوكبنا.”

    وتابع إنه “انطلاقاً من الحاجة الملحّة إلى العمل الجماعي الشامل لمكافحة التغيّر المناخي، فإننا نرى الثقافة قوة دافعة تشكل القيم، وتؤثر على السلوك، وتلعب دوراً رئيساً في تعزيز حلول المناخ التحويلية، ونتطلع إلى الدور الحيوي الذي ستلعبه المجموعة في زيادة الطموح، وحشد القوى العالمية للعمل معاً، وتعزيز التعاون لدفع التحول في العمل المناخي.”

    واعتمد الاجتماع على الإنجازات التي حققها العام الماضي، بهدف تعزيز الحوار، وبناء رأي جماعي حول الدور الحاسم الذي تلعبه الثقافة في معالجة مشكلات التغير المناخي وتسريع جهود التكيف العالمية.

    وتعليقاً على إعلان الإمارات وإطلاق مجموعة أصدقاء العمل المناخي المرتكز على الثقافة، قال القاسمي في تصريح سابق “ندرك أن للتغير المناخي تبعات تتجاوز المنظومة البيئية لتطال آثارها منظوماتنا الاجتماعية والثقافية أيضاً. فهو يشكل حالة طوارئ ثقافية لدوره السلبي في منع المجتمعات من الحفاظ على إرثه الثقافي، حيث يوفر العمل المناخي المرتكز على الثقافة حلاً فعالاً وشاملاً يساعد على تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.”

    من جانبها قالت مارغريت مينيزيس “لا يمكن استبعاد الثقافة التي تعد أحد أهم وأقوى العناصر، من مواجهة تغير المناخ على هذا الكوكب. إن وجودنا يعزز أيضاً الالتزام بالتأكيد على أننا بحاجة، بطريقة مسؤولة وملموسة، إلى وضع أجندة المناخ في المناقشات المتعددة الأطراف.”
    ضرورة التعاون



    الثقافة يمكنها التصدي للتغير المناخي


    ناقش الوزراء سبل تطبيق إطار عمل دولة الإمارات للمرونة المناخية العالمية “2/CMA.5” الذي اعتُمد في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، مع التركيز على حماية التراث الثقافي من آثار المخاطر المرتبطة بالمناخ، حيث أبرزت المناقشات إمكانية أن تسهم أنظمة المعرفة التقليدية في تعزيز الإستراتيجيات الرامية إلى صون المفاهيم، والممارسات الثقافية والمواقع التراثية ودعم التكيّف من خلال البنية التحتية القادرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي.

    وشملت المناقشات مبادرات سياسية مرتكزة على الثقافة لتضمينها في تنفيذ خطط التكيف الوطنية “NAP” والمساهمة المحددة وطنياً “NDC”.

    كما تناول التحالف أيضاً الحاجة إلى تعزيز تنوّع أشكال التعبير الثقافي من خلال دعم المجتمعات الضعيفة وتعزيز البحث والابتكار في هذا المجال، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون على المستويات المحلية والدولية لدفع العمل الجماعي.

    وهدف الحوار إلى إرساء إطار واضح للعمل المناخي المرتكز على الثقافة، وتحديد المبادئ التوجيهية والأهداف والنتائج المتوقعة لهذه المبادرة.

    كما أكد الحاجة إلى تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب، وبين الجنوب والجنوب من خلال تشجيع تبادل المعرفة، وبناء القدرات، والتعاون بين الدول المتقدمة والنامية لتعزيز الحلول المناخية العادلة، بالإضافة إلى ذلك، جرى التأكيد على أهمية جمع البيانات، وتطوير منهجيات لقياس تأثير المبادرات المناخية المرتكزة على الثقافة.

    ومما لا شك فيه أن التغيرات المناخية تؤثر بكثير من الأشكال على ثقافتنا المادية والمعنوية. ومع ذلك، فإن بعض أفضل الأمثلة على الحلول المناخية مستمدة في حد ذاتها من الثقافة والتقاليد والإرث. ومن أجل تعزيز الجهود الرامية للحد من ارتفاع حرارة الأرض والإبقاء عليها عند حدود 1.5 درجة مئوية وحماية كوكب الأرض، ينبغي تسخير الثقافة بجميع أشكالها.

    وقد شدد “إعلان الإمارات للعمل المناخي المرتكز على الثقافة” على أن العالم اليوم لا يواجه فقط تحدياً بيئياً ومالياً وعلمياً فحسب، وإنما يشكل التغير المناخي كذلك تحدياً ثقافياً، وبالتالي، فإن معالجة أزمة تغير المناخ وتحقيق أهداف اتفاق باريس سيتطلب شمولاً وتعاوناً غير مسبوقين عبر جميع القطاعات، وتحديداً الثقافة.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X