مهرجان العين للكتاب نافذة للإبداع وجسر تواصل مع القراء
25 دار نشر حرصت على المشاركة في المهرجان للمرة الأولى ما يرسّخ مكانته في المشهد الثقافي الإماراتي.
الجمعة 2024/11/22
حراك نوعي يتناغم مع إنجازات ثقافية ومعرفية
العين (الإمارات) – شهدت النسخة الـ15 من مهرجان العين للكتاب الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية نموا لافتا بعدد المشاركين، بالإضافة إلى أكثر من 200 فعالية ونشاط، بمشاركة نخبة من رواد الثقافة والفنون والشعر ومختلف جوانب الإبداع، تعزيزاً لثقافة القراءة، وتحفيزاً لأفراد المجتمع وفي مقدمتهم الشباب والناشئة على التواصل مع التراث الثقافي الإماراتي، والتعرف إلى مخزونه العريق.
ويعد مهرجان العين للكتاب، الذي يستقطب سنوياً أكثر من 140 ألف زائر، حدثاً ثقافياً مهماً يعكس رؤية دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي وأهدافها الإستراتيجية في خلق مجتمع يهتم بالمعرفة.
وقال الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية أن المهرجان يعزز مكانة مدينة العين الثقافية والمعرفية، وارتباطها الوثيق بالثقافة، والكتاب والتعليم، كونها تضم أهم الجامعات الإماراتية وأقدمها، كما يدعم المهرجان حضور مدينة العين عاصمة للسياحة الخليجية لعام 2025، عبر ترويج أبرز مواقعها الثقافية والتراثية التي تحتضن فعاليات المهرجان الثقافية والترفيهية المستمدة من الرصيد الثري للتراث الإماراتي.
علي بن تميم: المهرجان يدعم حضور مدينة العين عاصمة للسياحة الخليجية
وحرصت 25 دار نشر على المشاركة في المهرجان للمرة الأولى ما يرسّخ مكانته في المشهد الثقافي الإماراتي.
وأكد مسؤولون في دور نشر تشارك للمرة الأولى أهمية المهرجان الاستثنائية في دعم الكتّاب الإماراتيين، والترويج لإصداراتهم، ودفع عجلة الصناعات الإبداعية في الدولة معتبرين المهرجان نافذة للإبداع، وجسر تواصل مع القراء.
وقال محمد حسن، مدير دار “مهارات ناشرون”، المتخصصة في كتب الأطفال الهادفة إن مهرجان العين للكتاب فرصة ذهبية للالتقاء بجمهور جديد، والتعريف بإصداراتنا التي تركز على القيم التعليمية، والترفيهية، وثمّن جهود القائمين على هذا الحدث الذي يعدّ منصة مثالية تعزّز التواصل مع القرّاء وتفتح آفاقاً جديدة للتوسع والانتشار.
ويقدم المعرض لزواره أهم الإصدارات في المجالات الثقافية كافة عبر استضافة 200 عارض يقدمون 100 ألف عنوان في شتى مجالات العلوم المعرفية.
وعبّرت إسراء الريس، مديرة دار “الريس للنشر والتوزيع والترجمة” عن اعتزازها بالمشاركة الأولى للدار في مهرجان العين للكتاب وقالت “نفخر بالمشاركة في المهرجان، ونسعى من خلاله لإبراز تنوع إصداراتنا التي تشمل مختلف المجالات الثقافية، والعلمية، مع الحرص على تعزيز التفاعل بين المؤلفين والقرّاء.”
ودعا مركز “أبوظبي للغة العربية” الجمهور لزيارة المهرجان الذي يشكل حراكاً نوعياً يتناغم مع ما تقدمه أبوظبي من إنجازات ثقافية ومعرفية، والاستمتاع بفعالياته التي تتوزع في ستة مواقع رئيسة هي العين سكوير، وإستاد هزاع بن زايد، وقلعة الجاهلي، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى فعاليات خزانة الكتب في ثلاثة مراكز تجارية في مدينة العين، وبما يعكس رؤية المركز وأهدافه الإستراتيجية في خلق مجتمع يهتم بالمعرفة، وتحفيز الحراك الثقافي المجتمعي.
وأعربت رانيا بشار مديرة دار “أكسل بيكسلز للنشر والتوزيع” عن تقديرها للدور المحوري الذي يلعبه المهرجان في تعريف الجمهور بإصدارات الدار وخاصة أننا “نقدم محتوى تعليميا متميزا من خلال كتب تعكس الروح المحلية بمعايير عالمية، مثل كتاب الرياضيات بمعايير أميركية مع عناصر من التراث الإماراتي، ومنهج مهارات الحياة للأطفال الذي يركز على التفكير الإبداعي والمسؤولية الاجتماعية.”
ويتضمن المهرجان فعاليات متنوعة تهتم بثقافة الأطفال والناشئة، وتشتمل على أنشطة وعروض وورش عمل فنية وبيئية وتراثية تسهم في تعزيز نموهم، وتطوير مهاراتهم.
وتلقى ورش العمل التفاعلية إقبالاً كبيراً جداً من الأطفال، بحسب مشرفة الورش، فاطمة البستاني، حيث يرتادها أكثر من 1000 طفل يومياً، يأتي معظمهم ضمن وفود مدرسية رسمية، تدرك قيمة المهرجان، وأهمية الورش التي توفر للأطفال فرصة لاكتشاف مواهبهم، وتطوير مهاراتهم، والحصول على ثقافة جديدة، وتكوين ذاكرة جميلة عن الكتاب من خلال مهرجان العين للكتاب.
ووصف علاء أحمد، مدير دار “تريجانتا للنشر والتوزيع” المشاركة في المهرجان بأنها “تجربة تفيض إبداعا،” وقال إن الحدث يقدّم منصة تجمع بين الأصالة والابتكار، ما يفتح آفاقاً واسعة لدور النشر المبدعة لتقدّم مشاريعها وإصداراتها، وتلتقي جمهورها وتتفاعل معه، مؤكداً أن هذا الاستقطاب الذي حققه المهرجان يثري الواقع الثقافي الإماراتي والعربي على حدّ سواء.
ويتضمن البرنامج الثقافي موضوع أدب الرحلة في الإمارات بين الشعر والنثر ويشمل مناقشة كتاب “مدونة مسافر” وديوان “رحلة الأيام السبعة”، وجلسة حوارية بعنوان “أقلام إماراتية”، وندوة حول أهمية الطاقة المتجددة في الإمارات وندوة أخرى بعنوان “خريجات جامعة الإمارات نجاح وإبداع”.
وأكّد محمد زيدان المدير الإداري لجامعة العين أن المشاركة في أبرز حدث ثقافي في العين تسهم في تعزيز التواصل مع مختلف فئات المجتمع، وتسلّط الضوء على إنتاج الجامعة العلمي والأدبي، ما يعكس جودة البحث العلمي والجهود الأكاديمية التي تبذلها. وأوضح أن الجامعة تعرض خلال المهرجان مجموعة متنوعة من الكتب التي ألفها أساتذتها ونشرتها دار نشر الجامعة.
من جهته، أرجع باسم سليم، من دار “سكرول إديوكيشن بوكس”، وهي منصة تقدم الكتب التعليمية للأطفال باللغة الإنجليزية المشاركة في مهرجان العين للكتاب إلى كونه وجهة رائدة تحتفي بالكُتّاب والأدباء، وتعزّز لديهم مفهوم القراءة قيمة حضارية وثقافية”.
ويقدم معرض تصوير “عكاسات 2024” أعمال طلبة من هواة التصوير تهدف إلى التعريف بالبيئة الإماراتية وتراثها، في حين تدمج ورشة “الرسم بالكلمات” بين اللغة والفن، بغية تعليم الطلبة كيفية التعامل مع النصوص الأدبية بنظرة شمولية. كما يقدم المهرجان عروضاً موسيقية حية بالإضافة إلى عروض متجولة في أرجاء المكان وحفل لكورال العرب.
ويسلط برنامج “ليالي الشعر- الكلمة المغناة”، الذي يعد إحدى أهم مبادرات المهرجان، الضوء على تجربة الإمارات الرائدة في الحفاظ على الموروث الشعري الشعبي، من خلال ثلاث فقرات؛ الأولى “الغائب الحاضر” التي يتم خلالها استعادة سير كبار الشعراء الذين أثروا الساحة الشعرية، ممن توفاهم الله هذا العام 2024، والفقرة الثانية “سيرة البدايات والتطوير” التي تناقش دور وسائل الإعلام والمبادرات الحكومية والخاصة في تدوين الشعر وتوثيقه، أما الفقرة الثالثة “مجالس الشعراء” فتحاكي في أجوائها المجالس الشعرية التي كانت تبثها المحطات التلفزيونية في ثمانينات القرن الماضي.
ويحتفي المهرجان عبر “ليالي الشعر” في دورته الحالية، بمسيرة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان وتجربته الثرية في دعم الأدب والشعر، واهتمامه الكبير بتعزيز الثقافة لدى الأجيال ورعاية الأدباء.
وتستضيف “مكتبة زايد المركزية” حفل تكريم الفائزين بجائزة “كنز الجيل” في دورتها الثالثة، بينما تستضيف جامعة الإمارات، مجموعة من جلسات البرنامج الثقافي، التي تتناول موضوعات، مثل الرواية، وأدب الأطفال، والسينما.
ويعزز مهرجان العين للكتاب 2024 الثقافة الصحية في المجتمع، عبر عقد فعاليات توعوية تسلط الضوء على أهمية الإسعافات الأولية والحالات الشائعة التي تتطلب الإسعافات والمبادئ والتقنيات الأساسية للإسعافات مثل إنعاش القلب والتعامل مع الجروح والكسور.