السينما أداة للتطهر وإعادة بناء العلاقات
في الفيلم الوثائقي «أبو زعبل 89»
القاهرة ـ «سينماتوغراف»
بعد مرور 35 عاماً على أصعب حدث مر في حياته وهو طفل، يحاول المخرج المصري بسام مرتضى تذكر تفاصيل زيارته الوحيدة إلى والده في السجن مما يستدعي شريطاً طويلاً من الذكريات والمكاشفات يراها المشاهد على الشاشة دون مواربة أو تجميل في الفيلم الوثائقي (أبو زعبل 89) المشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
الفيلم يمثل تجربة ذاتية بامتياز للمخرج مع والده محمود مرتضى صاحب التاريخ الكبير في ملف حقوق العمال والذي سُجن أكثر من مرة كانت أصعبها عام 1989 في سجن أبو زعبل على خلفية إضراب عمال الحديد والصلب بحلوان.
إلا أن هذه الواقعة شكلت نقطة فارقة في حياة الاثنين وأخذت كلا منهما في طريق خاصة بعد انفصال الأب عن والدة بسام.
وبينما يستعيد المخرج ذكريات ليلة القبض على والده والأيام والشهور التالية، يستدعي بالتبعية الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر آنذاك عبر لقطات أرشيفية للشوارع والمواصلات وحتى وجوه المارة إلى أن يقرر الأب السفر للخارج فتتحول العلاقة بينهما إلى خطابات وشرائط تسجيل متبادلة.
وبعودة الأب لبلده تعود العلاقة المباشرة بين الاثنين لكن ثمة حواجز تظل قائمة بينهما لم يسع أي منهما لتجاوزها.
وفي الطريق نحو إعادة تركيب الأجزاء المبعثرة من صورة الماضي، يضع المخرج والده وبعض أصدقائه الذين سجنوا معه عام 1989 أمام الكاميرا ليتحدث كل منهم عن تجربته وعلاقته بأبنائه أثناء وبعد السجن ويستحضروا سنوات ربما عمدوا إلى اسقاطها من ذكرياتهم. لكن بسام يصر على نبش الماضي فيتحول الخاص إلى عام وينهدم الجدار الذي لم يحتجز السجناء خلفه فحسب بل حاصر ذويهم في الخارج رغم كونهم طلقاء.
وجاءت حكاية الممثل المعروف حالياً سيد رجب عن تجربة سجنه ضمن تلك المجموعة آنذاك، والتي حولها في وقت سابق إلى عرض مسرحي، لتخفف كثيرا من أجواء الشجن ومشاعر الألم التي هيمنت على مجريات الأحداث.
فيما شكلت المشاهد التمثيلية التي أداها المخرج على مدى الفيلم، تجسيداً لما مر به والده داخل السجن وبعده، أداة لتبديد شعور بالذنب ظل ملتصقا بالأب لعقود.
وبعد أحاديث طويلة وتفاصيل كثيرة طفت على السطح لأول مرة بين الاثنين يقفز سؤال مباغت على لسان الأب لابنه.. "أنت شايفني إزاي"؟، ليعيد الاثنان معاً تشكيل علاقتهما انطلاقا من نقطة جديدة بعيدا عن عذابات الماضي.
وقال المخرج بسام مرتضى بعد عرض الفيلم ضمن قسم (أسبوع النقاد) بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دار الأوبرا "أنا إنسان تاني من بعد ما عملت الفيلم دا، قبل كده طول الوقت كنت بخاف قوي على شكلي، منظري، الناس شايفاني إزاي!، حجم موهبتي!، كل الحاجات دي. بس اللي عمله محمود مرتضى والدي باشتراكه في الفيلم إنه قرر إن لأ إحنا ممكن نكسر الصورة دي، لما نكسر الصورة دي هنعرف نفسنا أكتر، لما نكسر الصورة دي ونقعد نسأل نفسنا هنبقى بني آدمين تانيين".
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
في الفيلم الوثائقي «أبو زعبل 89»
القاهرة ـ «سينماتوغراف»
بعد مرور 35 عاماً على أصعب حدث مر في حياته وهو طفل، يحاول المخرج المصري بسام مرتضى تذكر تفاصيل زيارته الوحيدة إلى والده في السجن مما يستدعي شريطاً طويلاً من الذكريات والمكاشفات يراها المشاهد على الشاشة دون مواربة أو تجميل في الفيلم الوثائقي (أبو زعبل 89) المشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
الفيلم يمثل تجربة ذاتية بامتياز للمخرج مع والده محمود مرتضى صاحب التاريخ الكبير في ملف حقوق العمال والذي سُجن أكثر من مرة كانت أصعبها عام 1989 في سجن أبو زعبل على خلفية إضراب عمال الحديد والصلب بحلوان.
إلا أن هذه الواقعة شكلت نقطة فارقة في حياة الاثنين وأخذت كلا منهما في طريق خاصة بعد انفصال الأب عن والدة بسام.
وبينما يستعيد المخرج ذكريات ليلة القبض على والده والأيام والشهور التالية، يستدعي بالتبعية الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر آنذاك عبر لقطات أرشيفية للشوارع والمواصلات وحتى وجوه المارة إلى أن يقرر الأب السفر للخارج فتتحول العلاقة بينهما إلى خطابات وشرائط تسجيل متبادلة.
وبعودة الأب لبلده تعود العلاقة المباشرة بين الاثنين لكن ثمة حواجز تظل قائمة بينهما لم يسع أي منهما لتجاوزها.
وفي الطريق نحو إعادة تركيب الأجزاء المبعثرة من صورة الماضي، يضع المخرج والده وبعض أصدقائه الذين سجنوا معه عام 1989 أمام الكاميرا ليتحدث كل منهم عن تجربته وعلاقته بأبنائه أثناء وبعد السجن ويستحضروا سنوات ربما عمدوا إلى اسقاطها من ذكرياتهم. لكن بسام يصر على نبش الماضي فيتحول الخاص إلى عام وينهدم الجدار الذي لم يحتجز السجناء خلفه فحسب بل حاصر ذويهم في الخارج رغم كونهم طلقاء.
وجاءت حكاية الممثل المعروف حالياً سيد رجب عن تجربة سجنه ضمن تلك المجموعة آنذاك، والتي حولها في وقت سابق إلى عرض مسرحي، لتخفف كثيرا من أجواء الشجن ومشاعر الألم التي هيمنت على مجريات الأحداث.
فيما شكلت المشاهد التمثيلية التي أداها المخرج على مدى الفيلم، تجسيداً لما مر به والده داخل السجن وبعده، أداة لتبديد شعور بالذنب ظل ملتصقا بالأب لعقود.
وبعد أحاديث طويلة وتفاصيل كثيرة طفت على السطح لأول مرة بين الاثنين يقفز سؤال مباغت على لسان الأب لابنه.. "أنت شايفني إزاي"؟، ليعيد الاثنان معاً تشكيل علاقتهما انطلاقا من نقطة جديدة بعيدا عن عذابات الماضي.
وقال المخرج بسام مرتضى بعد عرض الفيلم ضمن قسم (أسبوع النقاد) بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دار الأوبرا "أنا إنسان تاني من بعد ما عملت الفيلم دا، قبل كده طول الوقت كنت بخاف قوي على شكلي، منظري، الناس شايفاني إزاي!، حجم موهبتي!، كل الحاجات دي. بس اللي عمله محمود مرتضى والدي باشتراكه في الفيلم إنه قرر إن لأ إحنا ممكن نكسر الصورة دي، لما نكسر الصورة دي هنعرف نفسنا أكتر، لما نكسر الصورة دي ونقعد نسأل نفسنا هنبقى بني آدمين تانيين".
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك