وداعاً كريستوفر روبن
..........................
على الرغم من أن القصة سحرت ملايين الأطفال في العالم خلال العقود الماضية، وما زالت تمارس سطوتها على قلوب الصغار حتى يومنا هذا، كانت فترة كتابة وانتشار السلسلة فترة عصيبة في حياة بطلَيْها الابن والأب.
ترتكز قصة فيلم الدراما البريطاني “وداعاً كريستوفر روبن” على السيرة الذاتية للكاتب البريطاني الراحل أ. ألكسندر. ميلن وتحديداً المرحلة الزمنية التي كتب فيها سلسلة حكايات “ويني ذه بو” أو “الدبدوب بو ومغامراته”. كان الكاتب يمرّ بمرحلة عصيبة بسبب توقفه القسري عن الكتابة، وبعد أن وجد نفسه مصادفة وحيداً مع ابنه بعد غياب أمه ومربيته ولشدّة تعلقه بالفتى الصغير، استطاع أن يمضي معه أوقاتاً سعيدة في التجوال في الغابة، هذه الجولات هي التي ألهمته قصة وشخصية ويني ذه بو حيث ساعد كريستوفر عن غير قصد والده.
وكانت يوميات الطفل الملقب بـ”بيلي مون” محوراً أساساً لقصص السلسلة الشهيرة، حيث ظهر الطفل كريستوفر في قصص السلسلة باعتباره البشري الوحيد مع دميته المفضلة بو ومجموعة من الحيوانات.
أحب الجميع ويني ذه بو لروحه المرحة، فكان الدب ذو اللون البرتقالي والأصفر، والقميص الأحمر وحبه العسل علامة مميزة في تاريخ قصص الأطفال حيث صنع من خلالها مع أصدقائه “تايجر” و”بيجليت” والطفل كريستوفر، أجمل أجواء لحكاية كانت أشبه بأسطورة تناقلتها الأجيال.
أنتجت السينما أكثر من فيلم تناول سيرة الكاتب والفترة التي ألهمه فيها وجوده في الريف مع طفله، لينتج بغزارة سلسلة هي من ضمن الأشهر في مجال قصص الأطفال، لكن نسخة العام 2017 للمخرج سيمون كورتيس، التي جسدها دومينال غليسون في دور الأب أو الكاتب “ميلن” ومارغوت روبي في دور الأم، إضافة إلى كيلي مكدونالد في دور المربية وهو دور محوري في قصة الابن كريستوفر، كانت أكثر التصاقاً بالروح القاتمة التي غلبت على ظروف الكتابة.
أحب كريستوفر الطفل دميته “الدب ويني” كثيراً وكان يحدثه ويشاركه لعبه وطعامه وكأنه كائن حي، لكنه حين تحول إلى مجرد حيوان مسلٍّ في قصة للأطفال، كف عن أن يكون صديقاً وهو يراه ملكاً مشاعاً بين ملايين الأطفال في العالم. حاصرت وسائل الإعلام بجميع أشكالها إضافة إلى الجمهور الفضولي صانع الدب ويني وابنه تحديداً.
أما الكتاب الذي حاز على أعلى المبيعات في حينها، فقد حرّض الصحافيين ووسائل الإعلام على البحث عن كريستوفر روبن الحقيقي وهو الطفل “بيلي مون”، فلم يمر يوم على الصبي إلا كان ضيفاً في حفلة أو نجماً على صفحات الجرائد في الوقت الذي ازدحمت فيه غرفته برسائل المعجبين، وكان مجبراً على الرد عليها مقتطعاً من وقت لعبه البريء.
كان نجاح السلسلة محطة غير سعيدة للأسرة الصغيرة، بعد أن وجه كريستوفر مشاعر الضيق والانزعاج التي كان يكابدها جرّاء تطفل الغرباء على حياته، إلى والديه ووالده تحديداً محملاً إياه مسؤولية تشويه طفولته وزجه في أنفاق الشهرة التي كان يراها أكثر ظلمة من شوارع ليالي الشتاء الطويلة.
الفيلم، بحسب وصف النقاد، يصور الظلال القاتمة التي سيطرت على أجواء خلق حكاية الدب بو، وهي في أغلبها كانت تمثل روح الكاتب الحزينة والمحارب القديم الذي سكنت وجدانه ذكريات الحرب العالمية الأولى.
يبدو أن للشهرة وجهها الآخر غير ما نراه في وسائل الإعلام، يدفع ثمنها الباهظ عادة أبطالها الذين يخبئون حزنهم خلف ابتسامة منكسرة أشبه ما تكون بطلب النجدة!
..........................
على الرغم من أن القصة سحرت ملايين الأطفال في العالم خلال العقود الماضية، وما زالت تمارس سطوتها على قلوب الصغار حتى يومنا هذا، كانت فترة كتابة وانتشار السلسلة فترة عصيبة في حياة بطلَيْها الابن والأب.
ترتكز قصة فيلم الدراما البريطاني “وداعاً كريستوفر روبن” على السيرة الذاتية للكاتب البريطاني الراحل أ. ألكسندر. ميلن وتحديداً المرحلة الزمنية التي كتب فيها سلسلة حكايات “ويني ذه بو” أو “الدبدوب بو ومغامراته”. كان الكاتب يمرّ بمرحلة عصيبة بسبب توقفه القسري عن الكتابة، وبعد أن وجد نفسه مصادفة وحيداً مع ابنه بعد غياب أمه ومربيته ولشدّة تعلقه بالفتى الصغير، استطاع أن يمضي معه أوقاتاً سعيدة في التجوال في الغابة، هذه الجولات هي التي ألهمته قصة وشخصية ويني ذه بو حيث ساعد كريستوفر عن غير قصد والده.
وكانت يوميات الطفل الملقب بـ”بيلي مون” محوراً أساساً لقصص السلسلة الشهيرة، حيث ظهر الطفل كريستوفر في قصص السلسلة باعتباره البشري الوحيد مع دميته المفضلة بو ومجموعة من الحيوانات.
أحب الجميع ويني ذه بو لروحه المرحة، فكان الدب ذو اللون البرتقالي والأصفر، والقميص الأحمر وحبه العسل علامة مميزة في تاريخ قصص الأطفال حيث صنع من خلالها مع أصدقائه “تايجر” و”بيجليت” والطفل كريستوفر، أجمل أجواء لحكاية كانت أشبه بأسطورة تناقلتها الأجيال.
أنتجت السينما أكثر من فيلم تناول سيرة الكاتب والفترة التي ألهمه فيها وجوده في الريف مع طفله، لينتج بغزارة سلسلة هي من ضمن الأشهر في مجال قصص الأطفال، لكن نسخة العام 2017 للمخرج سيمون كورتيس، التي جسدها دومينال غليسون في دور الأب أو الكاتب “ميلن” ومارغوت روبي في دور الأم، إضافة إلى كيلي مكدونالد في دور المربية وهو دور محوري في قصة الابن كريستوفر، كانت أكثر التصاقاً بالروح القاتمة التي غلبت على ظروف الكتابة.
أحب كريستوفر الطفل دميته “الدب ويني” كثيراً وكان يحدثه ويشاركه لعبه وطعامه وكأنه كائن حي، لكنه حين تحول إلى مجرد حيوان مسلٍّ في قصة للأطفال، كف عن أن يكون صديقاً وهو يراه ملكاً مشاعاً بين ملايين الأطفال في العالم. حاصرت وسائل الإعلام بجميع أشكالها إضافة إلى الجمهور الفضولي صانع الدب ويني وابنه تحديداً.
أما الكتاب الذي حاز على أعلى المبيعات في حينها، فقد حرّض الصحافيين ووسائل الإعلام على البحث عن كريستوفر روبن الحقيقي وهو الطفل “بيلي مون”، فلم يمر يوم على الصبي إلا كان ضيفاً في حفلة أو نجماً على صفحات الجرائد في الوقت الذي ازدحمت فيه غرفته برسائل المعجبين، وكان مجبراً على الرد عليها مقتطعاً من وقت لعبه البريء.
كان نجاح السلسلة محطة غير سعيدة للأسرة الصغيرة، بعد أن وجه كريستوفر مشاعر الضيق والانزعاج التي كان يكابدها جرّاء تطفل الغرباء على حياته، إلى والديه ووالده تحديداً محملاً إياه مسؤولية تشويه طفولته وزجه في أنفاق الشهرة التي كان يراها أكثر ظلمة من شوارع ليالي الشتاء الطويلة.
الفيلم، بحسب وصف النقاد، يصور الظلال القاتمة التي سيطرت على أجواء خلق حكاية الدب بو، وهي في أغلبها كانت تمثل روح الكاتب الحزينة والمحارب القديم الذي سكنت وجدانه ذكريات الحرب العالمية الأولى.
يبدو أن للشهرة وجهها الآخر غير ما نراه في وسائل الإعلام، يدفع ثمنها الباهظ عادة أبطالها الذين يخبئون حزنهم خلف ابتسامة منكسرة أشبه ما تكون بطلب النجدة!