"عدن تقرأ" مبادرة تتحدى ظروف الحرب بالتشجيع على القراءة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "عدن تقرأ" مبادرة تتحدى ظروف الحرب بالتشجيع على القراءة

    "عدن تقرأ" مبادرة تتحدى ظروف الحرب بالتشجيع على القراءة


    الحملة ساهمت في انتشال كثير من الشباب من حالة اليأس بسبب معاناة الحرب ودفعت بهم إلى الإندماج في فعاليات شبابية وأنشطة إبداعية.


    تحريك المياه الراكدة في المشهد الأدبي والثقافي

    عدن- في أعقاب تحرير مدينة عدن جنوب اليمن من سيطرة ميليشيات الحوثيين في أغسطس 2015، أطلق نشطاء في المدينة مبادرة بعنوان "عدن تقرأ"، عبر صفحة على "فيسبوك" والتي تهدف للتشجيع على القراءة والكتابة الإبداعية.

    ونفذت المبادرة برامج لتحريك المياه الراكدة في المشهد الأدبي والثقافي في مدينة عانت من حرب دامية استمرت زهاء 5 أشهر.

    وتقول صاحبة فكرة المبادرة الطالبة الجامعية زهراء علي إنها التقطت الفكرة من مبادرات مماثلة انتشرت على صفحات "فيسبوك" في عدد من المدن الرئيسية بدول عربية، تحمل كل منها اسم مدينة أو دولة متبوعة بكلمة "تقرأ"، وبدأت التواصل مع نشطاء وطلاب جامعات في عدن، وأطلقوا بالفعل "عدن تقرأ".

    وأوضحت أنه "في البدء كان النشاط يقتصر على إجراء نقاشات في الصفحة حول أهمية القراءة ودورها في رفع مستوى الوعي والثقافة، ثم توسعت المبادرة بانضمام أعضاء جدد".

    وأضافت: "انتقلنا بداية العام 2016 إلى النشاط العملي في الميدان وخارج الفضاء الإلكتروني، كإقامة معارض للكتاب وتقديمه بأسعار رمزية تشجيعا للقراء، بالتعاون مع مكتبات تجارية وشخصيات داعمة".

    وتابعت: "وأعقب ذلك تشكيل إطار قيادي باسم (مبادرة آفاق الثقافية)، لإدارة الحملة وتنظيم الأنشطة والبرامج، يتألف من عدد من النشطاء الشباب".



    وعن أبرز المعوقات التي واجهت أعضاء المبادرة، أجابت زهراء بأن "الأوضاع العامة في عدن، لاسيما الأمني، كانت في الغالب غير مشجعة، حيث كانت الأولوية عقب الحرب للجوانب الإغاثية وإعادة الإعمار وتوفير الخدمات الأساسية".

    وأوضحت أن هذا يعني أن "العمل في المجال الثقافي يبدو ترفا لا طائل منه في نظر البعض، وربما يرى فيه آخرون ضررا يجب التصدي له، حيث تعرض نشطاء للتهديد حينها، وأُجبروا على مغادرة المدينة أو التخلي عن النشاط الثقافي".

    وحسب الناشط أحمد البغدادي (27 سنة)، رئيس مبادرة "آفاق الثقافية"، فإن أنشطة الحملة لقيت تفاعلا كبيرا، لاسيما معارض الكتاب والفعاليات الثقافية والإبداعية التي استهدفت عددا من كليات جامعة عدن، وجامعات خاصة.

    وأوضح البغدادي أن أحدث هذه الفعاليات كان الاحتفال، في سبتمبر الماضي، بالذكرى الخامسة لتأسيس الحملة ودخولها العام السادس، واحتضنت الفعالية جامعة العلوم والتكنولوجيا (خاصة)، وتم فيها تكريم المبدعين والفائزين في مسابقات "عدن تقرأ".

    وأضاف أنه من البرامج التي أقامتها المبادرة، برنامج "لقاء الشهر"، وهو لقاء مفتوح على شبكة الإنترنت يستضيف في كل مرة، عبر "فيسبوك"، أحد أعلام الثقافة والإبداع على مستوى الوطن العربي، ويشارك الأعضاء في توجيه الأسئلة والاستفسارات، ويتولى الضيف الرد عليها وإفادة المتابعين.



    وأردف أن المبادرة استضافت كلا من الروائي الأردني، أيمن العتوم، والشاعرة المغربية، ماجدة البارودي، والروائية الفلسطينية، نبال قندس، والكاتبة المصرية، هاجر عبد الصمد، فضلا عن استضافة كتاب ونقاد وشعراء يمنيين.

    وتضم هذه الحملة الثقافية حاليا قرابة 37 ألف عضو في صفحتها "عدن تقرأ"، أغلبهم من عدن ومحافظات يمنية أخرى، كما تضم أعضاء من دول عربية عدة.

    وقالت مروى أحمد، وهي كاتبة وناشطة ثقافية إن الحملة أسهمت في تعزيز القراءة وتسهيل الحصول على الكتاب وطرح كثير من القضايا الأدبية والمعرفية للنقاش.

    وتابعت أن هذه الإسهامات جعلت المبادرة تلفت انتباه الشباب، ويقبلون على المشاركة والتفاعل الإيجابي مع فعالياتها، سواء أكانت في صفحات التواصل الاجتماعي أو في أرض الواقع، كمعارض الكتاب والأمسيات والصباحيات الثقافية المختلفة.

    وأوضحت أن الحملة شاركت في انتشال كثير من الشباب من حالة اليأس والإحباط، التي وصلوا إليها بسبب الحرب والمعاناة، ودفعت بهم إلى الإندماج في فعاليات شبابية وأنشطة إبداعية".

    واختتمت مروى حديثها بالتشديد على أنه رغم صعوبة الوضع بعد الحرب في المدينة، إلا أن حملة "عدن تقرأ" استطاعت أن تتجاوز حالة العجز والسلبية إلى فضاء الحركة والتفاعل الإيجابي.
يعمل...
X