الهيئة العربية للمسرح تناقش كتابا كل شهر
إيمانا منها بترسيخ فعل القراءة تطلق الهيئة العربية للمسرح برنامجا شهريا بعنوان "اقرأ كتب الهيئة" وهو بمثابة دعوة لمطالعة كتاب كل شهر على موقعها الإلكتروني.
يمكن الاستفادة من التقنية في المسرح
الشارقة- القراءة فعل نقدي أساسا، تتخلله عملية مركبة تبدأ بالتحليل فالشرح والتقييم وغيره من مراحل الاستفادة، وإعجابنا بكتاب أو نفورنا من كتاب ما هو في جوهره فعل نقدي، شأنه شأن حوارنا حوله ونقاشنا لموضوعاته.
وتشييد فعل القراءة الحق لا يتحقق إلا بامتلاك الأدوات النقدية ومنسوب معرفي كبير من القراءات الواسعة في مختلف المجالات الثقافية والفكرية، والدراية بالمناهج العلمية والأساليب الأدبية. كل هذا وغيره يضمن للقارئ ملكة تسمو بفعل قراءته إلى مدارج الرأي الحصيف والتقييم الرصين.
بهذا التمشي تساءل القائمون على الهيئة العربية للمسرح “لماذا إذن، لا نقدمُ على نقاش فاعل وحوار جاد حول كتب نرى أنها تستحق القراءة وتطرح ما يستوجب التداول والحوار، لنمارس النقد بشكل جماعي داخل إطار تُحترم فيه الآراء وتقدر فيه وُجهات النظر.. النقاش يطور الإفهام ويفتح آفاق المعرفة”.
وإيمانا منها بترسيخ فعل القراءة وبعد إصدارها لعدد من الدراسات المسرحية أطلقت الهيئة العربية للمسرح أخيرا برنامجا شهريا بعنوان “اقرأ كتب الهيئة”، هو بمثابة دعوة لمطالعة كتاب كل شهر على الموقع الإلكتروني للهيئة والتفاعل معه بالتعليق والتعقيب والمساءلة والتنقيب، وبذلك يكوّن ملف إلكتروني حول الكتاب من مساهمات وازنة، يتم نشره إلكترونيا في وقت لاحق بعد انتهاء الشهر المحدد.
الكتاب يبين كيف يمكن للمسرح أن يستفيد من التقنية الرقمية وأن يوظفها دون أن يفقد جوهره وحيويته
وكان كتاب شهر أغسطس الجاري كتاب “الدراما الرقمية والعرض الرقمي – تجارب غربية وعربية” تأليف سباعي السيد، الذي صدر عن الهيئة في طبعته الأولى سنة 2018، وهو بالأصل رسالة ماجستير عن المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة في يناير 2016 تحت إشراف الدكتور حسن عطية، بحسب ما جاء في تقدير وإهداء المؤلف بتاريخ فبراير 2017.
ينطلق الكتاب في مقدمته عبر تساؤل مهم هو “كيف إذا للمسرح أن يستفيد من التقنية الرقمية وأن يوظفها في العرض المسرحي، دون أن يفقد جوهره وطبيعته الحيوية؟”.
وكتب الناقد محمد حسين حبيب أن المؤلف عبر هذا التساؤل الإشكالي يسعى إلى أن “يلقي الضوء على الأشكال الجديدة من العرض المسرحي والتي تستخدم التقنية الرقمية استخداما كثيفا ومتصلا بموضوع العرض، وعلى التفاعل بين المسرح وفنون الأداء الأخرى من ناحية وعلى علاقة التقنية الرقمية بجمهور المسرح المعاصر، وكيف يمكن للتقنية الرقمية بشكل عام أن تنتج نموذجا مغايرا وأكثر ملاءمة وقبولا للمتفرج العربي المعاصر الذي أحاط به، أو فلنقل داهمته العديد من المتغيرات السياسية والاجتماعية والتي جعلته أكثر إقبالا على المشاركة والتفاعل”.
ويؤكد حبيب على أهمية اختيار الموضوع من قبل الباحث، فقد جاء الاختيار هنا واعيا ومنتميا وجادا ومواكبا لمتطلبات العصر والثقافة المسرحية الغربية والعربية، إذ شكلت هذه التوظيفات التقنية الرقمية ظاهرة مسرحية كبرى أثرت الساحة المسرحية بتنظيرات وعروض مسرحية معاصرة للثورة الرقمية والانفجار المعرفي لشبكة المعلومات العالمية التي تفاعلت فيها وعبرها جميع أنواع الاتصالات الوسائطية وبامتياز.
وهذا ما يسجل في رأيه نجاحا للمؤلف وسبقا معرفيا من شأنه أن يثري مشهدنا الثقافي العربي طروحات علمية هو أحوج ما يكون بحاجة إليها كي يواكب العلوم العصرية وتطورها المتسارع لا بالسنوات أو الأشهر بل بالأيام وأحيانا بالساعات.
حوى الكتاب ستة فصول، جاء الفصل الأول بعنوان “الثقافة الرقمية” اجتهد فيه المؤلف وبجهد كبير قام باستعراض مكثف من تاريخ التكنولوجيا وعلاقتها بالمجال الثقافي والتوقف عند بعض المحطات ذات العلاقة، أما الفصل الثاني وعنوانه “الفنون والتكنولوجيا الرقمية” فيحاول المؤلف فيه أن يحدد العلاقة بين الفنون بشكل عام والمسرح بشكل خاص، وبين التكنولوجيا الرقمية من جهة أخرى، فيقف عند ما طرحه وليم فوجان في مقالة له بعنوان “تاريخ الفن في العصر الرقمي مشكلات وإمكانات”.
وجاء عنوان الفصل الثالث “الدراما الرقمية وعروض الكمبيوتر” في إشارة من المؤلف إلى أنه وفي بداية التسعينات من القرن الماضي دارت مناقشات موسعة حول الروابط الأصيلة التي تجمع بين تقنيات الوسائط المتعددة والحداثة. ليقوم في الفصل الرابع بتعريف “العرض الرقمي”.
وفي الفصل الخامس “تجارب عربية في العرض الرقمي” يقدم المؤلف مهادا تنظيريا عن بداية الاهتمام عربيا بإدماج التكنولوجيا في الفن المسرحي، ولم يكن الفصل السادس والأخير من الكتاب أقل أهمية من بقية الفصول، إذ ناقش وبعلمية كبيرة إشكاليات العرض الرقمي.
إيمانا منها بترسيخ فعل القراءة تطلق الهيئة العربية للمسرح برنامجا شهريا بعنوان "اقرأ كتب الهيئة" وهو بمثابة دعوة لمطالعة كتاب كل شهر على موقعها الإلكتروني.
يمكن الاستفادة من التقنية في المسرح
الشارقة- القراءة فعل نقدي أساسا، تتخلله عملية مركبة تبدأ بالتحليل فالشرح والتقييم وغيره من مراحل الاستفادة، وإعجابنا بكتاب أو نفورنا من كتاب ما هو في جوهره فعل نقدي، شأنه شأن حوارنا حوله ونقاشنا لموضوعاته.
وتشييد فعل القراءة الحق لا يتحقق إلا بامتلاك الأدوات النقدية ومنسوب معرفي كبير من القراءات الواسعة في مختلف المجالات الثقافية والفكرية، والدراية بالمناهج العلمية والأساليب الأدبية. كل هذا وغيره يضمن للقارئ ملكة تسمو بفعل قراءته إلى مدارج الرأي الحصيف والتقييم الرصين.
بهذا التمشي تساءل القائمون على الهيئة العربية للمسرح “لماذا إذن، لا نقدمُ على نقاش فاعل وحوار جاد حول كتب نرى أنها تستحق القراءة وتطرح ما يستوجب التداول والحوار، لنمارس النقد بشكل جماعي داخل إطار تُحترم فيه الآراء وتقدر فيه وُجهات النظر.. النقاش يطور الإفهام ويفتح آفاق المعرفة”.
وإيمانا منها بترسيخ فعل القراءة وبعد إصدارها لعدد من الدراسات المسرحية أطلقت الهيئة العربية للمسرح أخيرا برنامجا شهريا بعنوان “اقرأ كتب الهيئة”، هو بمثابة دعوة لمطالعة كتاب كل شهر على الموقع الإلكتروني للهيئة والتفاعل معه بالتعليق والتعقيب والمساءلة والتنقيب، وبذلك يكوّن ملف إلكتروني حول الكتاب من مساهمات وازنة، يتم نشره إلكترونيا في وقت لاحق بعد انتهاء الشهر المحدد.
الكتاب يبين كيف يمكن للمسرح أن يستفيد من التقنية الرقمية وأن يوظفها دون أن يفقد جوهره وحيويته
وكان كتاب شهر أغسطس الجاري كتاب “الدراما الرقمية والعرض الرقمي – تجارب غربية وعربية” تأليف سباعي السيد، الذي صدر عن الهيئة في طبعته الأولى سنة 2018، وهو بالأصل رسالة ماجستير عن المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة في يناير 2016 تحت إشراف الدكتور حسن عطية، بحسب ما جاء في تقدير وإهداء المؤلف بتاريخ فبراير 2017.
ينطلق الكتاب في مقدمته عبر تساؤل مهم هو “كيف إذا للمسرح أن يستفيد من التقنية الرقمية وأن يوظفها في العرض المسرحي، دون أن يفقد جوهره وطبيعته الحيوية؟”.
وكتب الناقد محمد حسين حبيب أن المؤلف عبر هذا التساؤل الإشكالي يسعى إلى أن “يلقي الضوء على الأشكال الجديدة من العرض المسرحي والتي تستخدم التقنية الرقمية استخداما كثيفا ومتصلا بموضوع العرض، وعلى التفاعل بين المسرح وفنون الأداء الأخرى من ناحية وعلى علاقة التقنية الرقمية بجمهور المسرح المعاصر، وكيف يمكن للتقنية الرقمية بشكل عام أن تنتج نموذجا مغايرا وأكثر ملاءمة وقبولا للمتفرج العربي المعاصر الذي أحاط به، أو فلنقل داهمته العديد من المتغيرات السياسية والاجتماعية والتي جعلته أكثر إقبالا على المشاركة والتفاعل”.
ويؤكد حبيب على أهمية اختيار الموضوع من قبل الباحث، فقد جاء الاختيار هنا واعيا ومنتميا وجادا ومواكبا لمتطلبات العصر والثقافة المسرحية الغربية والعربية، إذ شكلت هذه التوظيفات التقنية الرقمية ظاهرة مسرحية كبرى أثرت الساحة المسرحية بتنظيرات وعروض مسرحية معاصرة للثورة الرقمية والانفجار المعرفي لشبكة المعلومات العالمية التي تفاعلت فيها وعبرها جميع أنواع الاتصالات الوسائطية وبامتياز.
وهذا ما يسجل في رأيه نجاحا للمؤلف وسبقا معرفيا من شأنه أن يثري مشهدنا الثقافي العربي طروحات علمية هو أحوج ما يكون بحاجة إليها كي يواكب العلوم العصرية وتطورها المتسارع لا بالسنوات أو الأشهر بل بالأيام وأحيانا بالساعات.
حوى الكتاب ستة فصول، جاء الفصل الأول بعنوان “الثقافة الرقمية” اجتهد فيه المؤلف وبجهد كبير قام باستعراض مكثف من تاريخ التكنولوجيا وعلاقتها بالمجال الثقافي والتوقف عند بعض المحطات ذات العلاقة، أما الفصل الثاني وعنوانه “الفنون والتكنولوجيا الرقمية” فيحاول المؤلف فيه أن يحدد العلاقة بين الفنون بشكل عام والمسرح بشكل خاص، وبين التكنولوجيا الرقمية من جهة أخرى، فيقف عند ما طرحه وليم فوجان في مقالة له بعنوان “تاريخ الفن في العصر الرقمي مشكلات وإمكانات”.
وجاء عنوان الفصل الثالث “الدراما الرقمية وعروض الكمبيوتر” في إشارة من المؤلف إلى أنه وفي بداية التسعينات من القرن الماضي دارت مناقشات موسعة حول الروابط الأصيلة التي تجمع بين تقنيات الوسائط المتعددة والحداثة. ليقوم في الفصل الرابع بتعريف “العرض الرقمي”.
وفي الفصل الخامس “تجارب عربية في العرض الرقمي” يقدم المؤلف مهادا تنظيريا عن بداية الاهتمام عربيا بإدماج التكنولوجيا في الفن المسرحي، ولم يكن الفصل السادس والأخير من الكتاب أقل أهمية من بقية الفصول، إذ ناقش وبعلمية كبيرة إشكاليات العرض الرقمي.