مراجعة الناقد «آلان هانتر» في «سكرين ديلي» ..
«أحلام عابرة» لـ رشيد مشهراوي
فيلم يحتفي بالصمود ويُبرز الأمل على اليأس
«سينماتوغراف» ـ متابعات
«أحلام عابرة» فيلم طريق فلسطيني (80 دقيقة) متفائل ومفعم بالتحدي عن صبي صغير وحمامته الزاجل المفقودة.
ورغم أن أي إنتاج فلسطيني في ظل الصراعات الحالية جدير بالملاحظة، لكن «أحلام عابرة» هو الأكثر لفتاً للانتباه بسبب طابعه وقرار كاتبه ومخرجه رشيد مشهراوي بإبراز وتفضيل الأمل على اليأس.
هكذا تتحول قصة بحث صبي عن حمامته الزاجل المفقودة إلى فيلم يعد بمثابة احتفال بالصمود، ومن المفترض أن تدفع تلك الإيجابية غير المتوقعة للعمل بدخوله إلى دائرة المهرجانات، بعد عرضه العالمي الأول في ليلة افتتاح الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
ولد مشهراوي (صاحب أفلام، تذكرة إلى القدس، عيد ميلاد ليلى، وغيرها) في غزة ونشأ في مخيم للاجئين. ويستند في فيلمه «أحلام عابرة» إلى هذا الإرث لشخصية سامي (عادل أبو عياش)، صبي يبلغ من العمر 12 عاماً يعيش في مخيم قلنديا للاجئين في القدس الشرقية مع والدته. في غضون أسبوعين فقط، أصبحت هدية الحمامة الزاجل، التي أصبحت مركز عالمه مشكلة تؤرقه، لأن الطائر خرج ولم يعد منذ ثلاثة أيام ويصمم سامي العثور عليها مهما كلفه الأمر.
وجهته الأولى هي بيت لحم حيث يدير عمه كمال (أشرف برهوم) متجراً لتصنيع وبيع الهدايا التذكارية السياحية. ثم تستمر رحلة سامي بعد ذلك بالشراكة مع كمال وابنة الأخير مريم (إميليا ماسو)، وهي مراسلة صحفية طموحة. يسافران إلى حيفا، على افتراض أن الطائر عاد إلى مالكه الأصلي.
ركزت أفلام مشهراوي السابقة على التضامن والتسامح، ساعيةً إلى تقديم ما يجمع بين الناس بدلًا من إبراز ما يفرقهم، ويطرح من خلال فيلمه «أحلام عابرة» رؤية لكيفية استمرار الحياة اليومية بغض النظر عما قد يحدث في مكان آخر. فهناك أسواق الشوارع التي تعج بالسياح الذين يزورونها، والباعة المشكوك في أمرهم الذين يعرضون عطورًا عالية الجودة بأسعار زهيدة.
تبدأ الرحلة في سيارة نقل ركاب ثم تستمر في «عربة فان» يقودها كمال، وعلى عكس المتوقع، تمكّن مشهراوي من تصوير الفيلم في مواقع التصوير داخل الضفة الغربية وخارجها، مما زاد من أصالة الفيلم، حيث تتضافر الطرق المتعرجة والقرب من الغرباء لتسمح بالمحادثات العشوائية والحياة أثناء التنقل، في استحضار لسينما عباس كيارستمي.
يحافظ «مشهراوي» على التداخلات المتفرقة وينجح في حزم الكثير من الأمور خلال وقت قصير من العرض، ويكشف جوانب من تاريخ عائلة سامي بما في ذلك أسباب سجن والده المستمر وتفسير القطيعة بين كمال ووالدة سامي.
يبرز المخرج الإيجابيات، لكنه لا يخجل من الحقائق الكامنة وراء كونهم فلسطينيين. يتم نقل خلفية كل ما يحدث من خلال نقاط التفتيش التي لا تنتهي، وعمليات التفتيش المكثفة، والمناطق المسورة والجنود المسلحين الذين يجوبون الشوارع. إنه واقع يبدو أنه مقبول رغم رفضه. حتى أن مشهراوي يدمج بعض الفكاهة الجافة عندما يتم التحايل على إحدى نقاط التفتيش بسهولة، أو عندما يُفترض سريعاً أن أحد الأغراض التي يتم التخلص منها عرضاً هي «أمتعة مشبوهة».
يضيف التصوير السينمائي الواضح والمضيء بنور الشمس لدريد منجم إلى روح الفيلم الدافئة والسخية، وهو مزاج يتجسد أيضًا في الأداء.
يُضفي برهوم طابعًا لطيفًا مرهقًا على كمال، الرجل الذي غالبًا ما يغضب من مطالب وإلحاح رفاقه الأصغر سنًا ولكنه يواصل السفر دائمًا إلى الأمام.
أما «سامي» الذي يؤديه عياش فهو شخصية مفعمة بالحيوية؛ وغامض بشأن ما قد يخبئه له المستقبل، ولكنه حازم في تركيزه للعثور على حمامته الزاجل.
«أحلام عابرة» فيلم يؤمن بطيبة الغرباء ويحيي التضامن الذي صاغته الشدائد، يتعامل مع المشاعر، ووضع مخرجه في قلبه الأمل لفلسطين - وهو ما يحققه مشهراوي بسحر وصدق.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
«أحلام عابرة» لـ رشيد مشهراوي
فيلم يحتفي بالصمود ويُبرز الأمل على اليأس
«سينماتوغراف» ـ متابعات
«أحلام عابرة» فيلم طريق فلسطيني (80 دقيقة) متفائل ومفعم بالتحدي عن صبي صغير وحمامته الزاجل المفقودة.
ورغم أن أي إنتاج فلسطيني في ظل الصراعات الحالية جدير بالملاحظة، لكن «أحلام عابرة» هو الأكثر لفتاً للانتباه بسبب طابعه وقرار كاتبه ومخرجه رشيد مشهراوي بإبراز وتفضيل الأمل على اليأس.
هكذا تتحول قصة بحث صبي عن حمامته الزاجل المفقودة إلى فيلم يعد بمثابة احتفال بالصمود، ومن المفترض أن تدفع تلك الإيجابية غير المتوقعة للعمل بدخوله إلى دائرة المهرجانات، بعد عرضه العالمي الأول في ليلة افتتاح الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
ولد مشهراوي (صاحب أفلام، تذكرة إلى القدس، عيد ميلاد ليلى، وغيرها) في غزة ونشأ في مخيم للاجئين. ويستند في فيلمه «أحلام عابرة» إلى هذا الإرث لشخصية سامي (عادل أبو عياش)، صبي يبلغ من العمر 12 عاماً يعيش في مخيم قلنديا للاجئين في القدس الشرقية مع والدته. في غضون أسبوعين فقط، أصبحت هدية الحمامة الزاجل، التي أصبحت مركز عالمه مشكلة تؤرقه، لأن الطائر خرج ولم يعد منذ ثلاثة أيام ويصمم سامي العثور عليها مهما كلفه الأمر.
وجهته الأولى هي بيت لحم حيث يدير عمه كمال (أشرف برهوم) متجراً لتصنيع وبيع الهدايا التذكارية السياحية. ثم تستمر رحلة سامي بعد ذلك بالشراكة مع كمال وابنة الأخير مريم (إميليا ماسو)، وهي مراسلة صحفية طموحة. يسافران إلى حيفا، على افتراض أن الطائر عاد إلى مالكه الأصلي.
ركزت أفلام مشهراوي السابقة على التضامن والتسامح، ساعيةً إلى تقديم ما يجمع بين الناس بدلًا من إبراز ما يفرقهم، ويطرح من خلال فيلمه «أحلام عابرة» رؤية لكيفية استمرار الحياة اليومية بغض النظر عما قد يحدث في مكان آخر. فهناك أسواق الشوارع التي تعج بالسياح الذين يزورونها، والباعة المشكوك في أمرهم الذين يعرضون عطورًا عالية الجودة بأسعار زهيدة.
تبدأ الرحلة في سيارة نقل ركاب ثم تستمر في «عربة فان» يقودها كمال، وعلى عكس المتوقع، تمكّن مشهراوي من تصوير الفيلم في مواقع التصوير داخل الضفة الغربية وخارجها، مما زاد من أصالة الفيلم، حيث تتضافر الطرق المتعرجة والقرب من الغرباء لتسمح بالمحادثات العشوائية والحياة أثناء التنقل، في استحضار لسينما عباس كيارستمي.
يحافظ «مشهراوي» على التداخلات المتفرقة وينجح في حزم الكثير من الأمور خلال وقت قصير من العرض، ويكشف جوانب من تاريخ عائلة سامي بما في ذلك أسباب سجن والده المستمر وتفسير القطيعة بين كمال ووالدة سامي.
يبرز المخرج الإيجابيات، لكنه لا يخجل من الحقائق الكامنة وراء كونهم فلسطينيين. يتم نقل خلفية كل ما يحدث من خلال نقاط التفتيش التي لا تنتهي، وعمليات التفتيش المكثفة، والمناطق المسورة والجنود المسلحين الذين يجوبون الشوارع. إنه واقع يبدو أنه مقبول رغم رفضه. حتى أن مشهراوي يدمج بعض الفكاهة الجافة عندما يتم التحايل على إحدى نقاط التفتيش بسهولة، أو عندما يُفترض سريعاً أن أحد الأغراض التي يتم التخلص منها عرضاً هي «أمتعة مشبوهة».
يضيف التصوير السينمائي الواضح والمضيء بنور الشمس لدريد منجم إلى روح الفيلم الدافئة والسخية، وهو مزاج يتجسد أيضًا في الأداء.
يُضفي برهوم طابعًا لطيفًا مرهقًا على كمال، الرجل الذي غالبًا ما يغضب من مطالب وإلحاح رفاقه الأصغر سنًا ولكنه يواصل السفر دائمًا إلى الأمام.
أما «سامي» الذي يؤديه عياش فهو شخصية مفعمة بالحيوية؛ وغامض بشأن ما قد يخبئه له المستقبل، ولكنه حازم في تركيزه للعثور على حمامته الزاجل.
«أحلام عابرة» فيلم يؤمن بطيبة الغرباء ويحيي التضامن الذي صاغته الشدائد، يتعامل مع المشاعر، ووضع مخرجه في قلبه الأمل لفلسطين - وهو ما يحققه مشهراوي بسحر وصدق.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك