الإعراب في اللغة: الإبانة، وهو مصدر من نحو قولهم أَعْرَب عن حاجته: إذا أبان عنها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإعراب في اللغة: الإبانة، وهو مصدر من نحو قولهم أَعْرَب عن حاجته: إذا أبان عنها

    اعراب

    Parsing - Analyse grammaticale

    الإعراب

    الإعراب في اللغة: الإبانة، وهو مصدر من نحو قولهم أَعْرَب عن حاجته: إذا أبان عنها. وله في الاصطلاح النَّحْوي معنيان: الأول هو تغيُّر أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً. وعلاماته دلائل عليه، وهي أعلام على المعاني الوظيفية التي تفيدها الكلمة في تركيبها في العبارة، كالفاعلية والمفعولية والإضافة وغيرها. وهو من أكبر خصائص العربية وأوضحها. وقيل: الإعراب: أثر ظاهر أو مقدَّر يجلبه العامل في آخر الكلمة. وهو أصل في الأسماء فرع في الأفعال.
    وما يختلف حرف إعرابه، أي آخره، باختلاف العوامل لفظاً أو تقديراً يسمى المُعْرَب. والمعربات: الأسماء المتمكِّنة ـ وهي أكثر الأسماء ـ والفعل المضارع، وهي قسمان: معرب بالحركات ومعرب بالحروف.
    فالمعرب بالحركات: الاسم المفرد وما جمع بألف وتاء مزيدتين (جمع المؤنث السالم وغيره)، وجمع التكسير، والفعل المضارع من غير الأمثلة الخمسة (الأفعال الخمسة). والمعرب بالحروف: المثنى والملحق به، وجمع المذكر السالم والملحق به، والأسماء الستة، والأفعال الخمسة.
    وأنواع الإعراب: الرفع والنصب في الأسماء والفعل المضارع، والجر في الأسماء، والجزم في الفعل المضارع.
    وعلامات الإعراب: حركة، أو حرف، أو حذف. فالحركات: الضمة، والفتحة، والكسرة. والأحرف: الألف، والواو، والياء ، والنون، والحذف: حذف الحركة (وهو السكون)، وحذف الآخر( حرف العلة)، وحذف النون في الأفعال الخمسة.
    وعلامات الرفع في الأسماء: الضمة في المعرب بالحركات، والألف في المثنى والملحق به، والواو في الأسماء الستة وجمع المذكر السالم والملحق به.
    وعلامات النصب: الفتحة في الاسم المفرد وجمع التكسير، والكسرة المعوَّض بها عن الفتحة فيما جمع بألف وتاء مزيدتين، والألف في الأسماء الستة، والياء في المثنى والملحق به وجمع المذكر السالم والملحق به. وعلامات الجر: الكسرة في الاسم المفرد وجمع التكسير المنصرفين وفيما جُمع بألف وتاء مزيدتين، والفتحة المعوَّض بها عن الكسرة في الممنوع من الصرف، والياء في الأسماء الستة والمثنى والملحق به وجمع المذكر السالم والملحق به. والفعل المضارع من غير الأفعال الخمسة علامة الرفع فيه الضمة، وعلامة النصب الفتحة، وعلامتا الجزم: السكون في الصحيح الآخر، وحَذْفُ حرف العلة في المعتل اللام. والأفعال الخمسة علامة الرفع فيها ثبوت النون، وعلامتا النصب والجزم حَذْفُها.
    والإعراب ثلاثة أقسام: لفظي، وتقديري، ومحلِّي.
    فالإعراب اللفظي: ما تظهر علامته التي يقتضيها العامل على آخر المعربات. ويكون في المعربات الصحيحة الآخر، والأسماء الستة مضافة إلى غير ياء المتكلم، والمثنى والملحق به، وجمع المذكر السالم والملحق به، وما جُمع بألف وتاء مزيدتين.
    والإعراب التقديري: مالا تظهر علامته التي يقتضيها العامل على آخر المعربات. فتقدَّر الحركات الثلاث على ألف الاسم المقصور للتعذّر، وعلى آخر المضاف إلى ياء المتكلم لاشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء وهي الكسرة وقيل: الكسرة في الجر هي الظاهرة، وعلى آخر العلم المحكيّ، كالعلم المركب تركيباً إسنادياً (أي المسمى بجملة) مثل: تأبَّط شرّاً، لاشتغال المحل بحركة الحكاية. وعلى آخر المحكي إن لم يكن جملة مثل: كتب الطلابُ «يقرأُ» لاشتغال المحل بحركة الحكاية.
    وتقدر الضمة والكسرة على ياء الاسم المنقوص للثقل، وتظهر عليها الفتحة (والمضاف منه إلى ياء المتكلم تقدر الفتحة على يائه المدغمة في ياء المتكلم لسكون الإدغام مثل: شكرتُ معطِيَّ الرزقَ). وتقدر الفتحة على آخر المضاف إلى ياء المتكلم المنقلبة ألفاً في النداء والندبة مثل: يا صديقَا، واصاحِبَا، لاشتغال المحل بالحركة المناسبة للألف وهي الفتحة. وتقدر الضمة والفتحة في الفعل المضارع المعتل اللام على الألف للتعذر، وتحذف في الجزم، وتقدر الضمة على الواو والياء للثقل، وتظهر عليهما الفتحة، وتحذفان في الجزم.
    فإن تحرَّك آخر المعربات بحركة عارضة حلت محل الحركة الأصلية التي يستحقها، كالذي يسكن للوقف في القافية وغيرها مثل: جاء محمدْ، وعليٌّ يقرأْ، ولن يذهبْ، وقول طرفة بن العبد:
    أَصَحَوْتَ اليَوْمَ أَمْ شَاقَتْكَ هِرْ ومِنَ الحُبِّ جُنُونٌ مُسْتَمِرْ
    أو لإدغامه فيما بعده مثل: يكتبْ بَكْرٌ، وقراءة من قرأ )وقَتَلَ دَاوُدْ جَالوت( (البقرة 251)، أو للتخفيف مثل قراءة من قرأ )إنَّ الله يأمرْكُم( (البقرة 67) وكالاسم الذي أُتبع لحركة ماتلاه مثل قراءة من قرأ )الَحْمِد لله( (الفاتحة 2) وكالفعل المضارع المجزوم الذي حرك بالكسر لسكون ما بعده مثل: لم يكتبِ الطالبُ، أو لأجل القافية مثل قول زهير بن أبي سلمى:
    أومَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُوّاً صَدِيقَهُ ومَنْ لا يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لا يُكَرَّمِ
    والذي أدغم آخره ففُتح مثل: لم يفرَّ الشجاع = جاز أن يكون إعرابه تقديرياً أو لفظياً. وكذلك المعرب بالحروف كالأفعال الخمسة التي تحذف نونها عند توكيدها لتوالي الأمثال مثل لَتُسْأَلُنَّ.
    والإعراب المحلِّي: مالا تكون العلامة التي يقتضيها العامل ظاهرة ولا مقدرة، ويكون الإعراب منصبّاً على مجموع الكلمة أو الجملة لا على حرف الإعراب. ويكون في الأسماء المبنية كالضمائر وأسماء الإشارة والاستفهام والأسماء الموصولة، والمصادر المؤوّلة مثل: رغب في أن يفعل الخير، والأسماء المجرورة بحرف جر زائد مثل: ما بقي مِن أحدٍ أو شبيه به مثل: رُبَّ أخٍ لك لم تلده أمك (وبعضهم يجعل إعرابها تقديرياً)، والمضارع المبني وقبله ناصب أو جازم مثل: لم يكتبْن ولن يذهبْن، والمجزوم بـ «لم» وقبله أداة شرط مثل: إن لمْ تصبر، والماضي الواقع فعل شرط أو جوابه مثل: إن اجتهدت نجحت، والجمل المحكية مثل: قرأتُ الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، والجمل التي لها محل من الإعراب، كالواقعة خبراً أو صفة أو حالاً أو مفعولاً به وغيرها مثل: قال أكثم بن صيفيّ: رضا الناس غايةٌ لا تُدْرَكُ.
    وثاني معنيي الإعراب في الاصطلاح: هو تطبيق الكلام على قواعد النحو.
    وذلك ببيان ما فيه من أنواع الأسماء وعلامات إعرابها وبنائها ومواقعها في الجمل، وأنواع الأفعال وعلامات بنائها وإعرابها، والحروف العاملة وغير العاملة ومعانيها وعملها، وبيان ما في الكلام أيضاً من الجمل التي لها محل من الإعراب والتي لا محل لها وغير ذلك. ومثاله الكتب المؤلفة في إعراب آيات القرآن الكريم والحديث الشريف وشروح المعلقات والحماسة وشروح شواهد العربية وغيرها.
    محمد الدالي
    الموضوعات ذات الصلة
    الصرف ـ النحو.
    مراجع للاستزادة
    ـ السيوطي، همع الهوامع، تحقيق عبد العال سالم مكرم (الكويت، دار البحوث العلمية 1975).
    ـ الكفوي، الكليات، تحقيق عدنان درويش ومحمد المصري، ط2 (دمشق، وزارة الثقافة 1981).
    ـ مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية ( المطبعة العصرية بيروت 1962).
    ـ عباس حسن، النحو الوافي ( دار المعارف مصر 1975).
يعمل...
X