من هو أبو الكلام آزاد .مواليد مكة.. علم من أعلام السّياسة والصّحافة والكتابة في الهند

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هو أبو الكلام آزاد .مواليد مكة.. علم من أعلام السّياسة والصّحافة والكتابة في الهند

    ازاد (كلام)

    Azad (Abu Al-Kalam) - Azad (Abu Al-Kalam)

    آزاد (أبو الكلام)
    (1306ـ1378هـ/1888ـ1958م)

    محيي الدّين أحمد بن خير الدّين، كُنِّي بأبي الكلام لقوّة خطابته وطلاقة لسانه، ولَقَّبَ نفسَه آزاد أي الحرّ ليدلَّ على تحرُّره الفكري. علم من أعلام السّياسة والصّحافة والكتابة في الهند، وزعيمٌ هندي رافقَ غاندي ونهرو في النِّضال من أَجْلِ استقلالِ بلدِهم.
    وُلد بمكّة التي اختارَها أهلُه مقاماً لهم بعدَ ثورةِ الهند عام 1957م، إلاّ أَنّه ما لبثَ أنْ عادَ إلى موطنِ أبيه الهند عام 1898م، ثمّ تولّى أبوه تعليمَه؛ فاختار له من كلِّ علمٍ نصّاً مختصراً ليحفظَه عن ظهر قلب، ثمّ أتاه بطائفة من المؤدّبين فنهل منهم العربيّة والفارسية والحساب والهندسة، ولاحت بوادر مستقبله المشرق عندما نشر أوّل مقالة له بالأُردية في مجلة «المخزن»، وهو في الرابعة عشرة من عمره.
    طالع مقالات أحمد خاند [ر] مِمّا دفعه إلى دراسة اللُّغة الإِنكليزيّة، وما إِنْ تعلّم شيئاً منها حتى بادر إلى قراءة ترجمات الإنجيل الإنكليزيّة والفارسيّة والأُردية مقارناً بينها، مِمّا يَسّر له الاطلاع على الفلسفة، ثمّ واكب تطور العلوم الحديثة ليستتمَّ بذلك بنيانه العلمي. يقول آزاد: «أدركْتُ أنَّهُ ليس لأحدٍ أَنْ يصبحَ عالماً حقيقياً في هذا العصر إلاّ إذا درس الفلسفة والعلوم والآداب الحديثة».
    عندما قامت ثورة الهند سنة 1905م محتجة على تقسيم حاكم الهند الإنكليزي كُرزن Curzan ولايةَ البنغال شارك آزاد في تخفيف حدة التوتر بين المسلمين والهندوس.
    تجوَّل آزاد في البلاد؛ فزار العراق وسوريّة وتركية ومصر التي لبث فيها للنظر في علوم الأزهر، فَأَلْفَاها لاتواكب العلوم الحديثة، ثم توجّه إلى فرنسة التي لم يمكث فيها طويلاً بعد أَنْ علم بمرض والده في كلكوتة. ومن فوائد تجواله رؤيته الروح الثورية المتأجّجة في نفوس الشباب مِمّا جَعَلَ استقلالَ الهند غايةً لا يحيد عنها.
    أَنْشَأَ آزادُ صحيفة «الهلال» عام 1912م التي شاعت وألهبت روح الثورة في عامة المسلمين مِمّا أثار حفيظة الإنكليز الذين صادروها، ولم يَفُتَّ هذا في عَضُدِ آزاد الذي أصدر صحيفة «البلاغ»، إلاّ أنَّها انتهت إلى ما انتهت إليه الأولى، واعتقله الإنكليز غيرَ مرّة، يقول أنور الجندي: «أمضى في السجن أحد عشر عاماً ولم يصرفْه هذا عن هدفه في مقاومة الإنكليز». في هذه الآونة توهّجت شعلة نضاله السياسي إِذ التقى بغاندي ونهرو ومحمد علي جناح، وانتمى آزاد إلى حزب المؤتمر الهندي، وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية أصبح رئيساً لهذا الحزب وطالب الإنكليز بدستور يضمن استقلال الهند والوحدة الوطنية، فاعتُقل مع نَفَرٍ من الزعماء منهم غاندي مِمّا أَججّ في الشعب الهندي نار الثورة التي انتهت إلى استقلال الهند عام 1947م. وكذلك أسهم آزاد في تأسيس جمعية العلماء الهنديّة التي عُنيت بتدريس الفقه الإسلامي، وانمازت بصبغتها الوطنيّة التي عملت على إِجلاء الإنكليز.
    آثر آزاد البقاء في الهند بعد أن قُسّمت البلاد إلى هند وباكستان، وعُيِّنَ نائباً لرئيس الوزراء ورئيساً لمجلس الهند للروابط الثقافية، وتقلّد منصب وزير التربية في الحكومة المركزية حتى وافاه الأجل.
    من أهم كتبه التي طغى عليها الطابع السياسي «سيرته الذاتية» و«التذكرة» التي كتبها في السجن، وأودع فيها فلسفته الثورية وعقيدته السياسية، و«غبار خاطر»، وتفسير للقرآن أسماه «ترجمان القرآن»، وطائفة من المقالات وكلّ ذلك بالأُرديّة، ومِمّا تُرجم له إلى العربيّة «من دلائل النبوّة».
    وبالجملة كان آزادُ زعيماً حصيفاً، وخطيباً نافذاً، وقائداً شجاعاً، وأبعدَ مايكون عن التعصُّب والطائفيّة.

    ج.ت
    الموضوعات ذات الصلة
    جناح (محمّد علي) ـ غاندي ـ نهرو.
يعمل...
X