اسحاق (اديب)
Ishak (Adib-) - Ishak (Adib-)
إسحاق (أديب ـ)
(1272ـ 1302هـ/ 1856ـ 1885م)
أديب وصحفي بارز، ولد في دمشق ودرس في مدرسة العازاريين اللغتين العربية والفرنسية وظهرت ميوله الأدبية وهو صغير، فبدأ نظم الشعر في الثانية عشرة من عمره.
استدعاه والده إلى بيروت وهو في الخامسة عشرة فعمل مدة في الجمارك. وتولى تحرير جريدة «ثمرات الفنون» ثم جريدة «التقدم» ودخل جمعية «زهرة الآداب» التي كان يرأسها سليمان البستاني، وأبدى فيها نشاطاً.
غادر بيروت إلى الاسكندرية حيث اشتغل في الترجمة والتأليف للمسرح مع سليم النقّاش ومثّل بعض المسرحيات معه، ثم قصد القاهرة وهناك تعرف إلى جمال الدين الأفعاني، فانضم إلى حلقاته ولازمه، وقد ساعده هذا على إصدار جريدة «مصر» في عام 1877 في مدينة القاهرة أولاً ثم في الاسكندرية، وبعدها أصدر جريدة «التجارة». وعندما ألغيت الصحيفتان هاجر إلى باريس عام 1880، وأنشأ فيها جريدة «مصر القاهرة». وهناك تعرف إلى صحفيين ورجالات دولة فرنسيين وأتراك، كما طالع الكثير من الكتب الفرنسية، مما وسع ثقافته الغربية، غير أنه أصيب بمرضٍ في صدره بتأثير البرد الذي لم يعتده.
عاد إلى بيروت عام 1881م واشترك في تحرير جريدة «التقدم». ولماتغيرت الوزارة في مصر، عاد إليها وعيّن ناظراً لقلم «الإنشاء والترجمة بديوان المعارف». ورخصت له الحكومة في استئناف إصدار جريدة «مصر». لكنه اضطر إلى العودة إلى بيروت بعد الثورة العرابية وعندما احتل الإنكليز مصر حاول الرجوع إليها، فلم يسمح له، فأقام في بيروت متولياً تحرير جريدة «التقدم» للمرة الثالثة.
كان أديب إسحاق يؤمن بحرية الفكر وسيادة العقل، وكان يدعو إلى الحياة الدستورية ويطالب بالحريات الديمقراطية القائمة على الشورى، ويدعو إلى التقدم والإصلاح بعيداً عن العنف وقد تأثر في ذلك كله بجمال الدين الأفعاني والثقافة الفرنسية.
استغرقت السياسة والصحافة عمره القصير، أما السياسة فقد بدأها مع جمال الدين الأفغاني، ثم انضم إلى المحفل الماسوني الوطني فالحزب الوطني الحرّ الذي كان يدعو إلى حياة دستورية وتخليص مصر من السلطة المطلقة ودفع التدخل الأجنبي عن البلاد.
وكان تفكيره السياسي يقوم على ركيزتين: المحافظة على السلطة العثمانية، والإصلاح الداخلي المتطور المتدرج، والمنسجم مع حاجات الزمان والمكان والناس. وكان أديب إسحاق يهاجم الامتيازات التي حصل عليها الأجانب، ويدعو إلى اتحادٍ عربي بعيد عن التعصب المذهبي.
وأما الصحافة العربية فقد كان له تأثير في تطويرها ودفعها إلى الأمام. ويقوم منهجه الصحفي على حسن الاختيار وتهذيب العبارة. أما مقالاته فأكثرها افتتاحيات مهمة أو مقالات مترجمة كان يتناول فيها الموضوعات العلمية أو الاجتماعية أو السياسية.
وكان أسلوبه أدبياً بليغاً يشبه نثر القرن الرابع الهجري في تفصيل الفقرات، والأخذ بالسجع، واستعمال المحسنات البديعية والصور البيانية.
وعلى الرغم من حذقه اللغتين العربية والفرنسية لم تكن ترجماته دقيقة لأنه كان يعنى بنقل المعنى المجمل بالصيغة البليغة التي يتحرى فيها تناغم الفقرات، وموسيقى السجع، شأنه في ذلك شأن مترجمي عصره.
ترك أديب إسحاق مجموعة من الآثار، بعضها مطبوع وبعضها مخطوط، وقد جمعت آثاره مع ترجمة لحياته، وأقوال الصحف فيه في كتاب سمي «الدرر».
ومن آثاره: «نزهة الأحداق في مصارع العشاق» وكتاب «آثار الأزهار» وقد شارك سليم الخوري في تحريره. ومن الكتب التي ترجمها مسرحية «اندروماك» لراسين و« شارلمان» و«الباريسية الحسناء»، وله شعر لم يجمع في ديوان، توفي في قرية الحدث قرب بيروت.
ج.ت
الأفغاني (جمال الدين ـ).
ـ فيليب دي طرازي، تاريخ الصحافة العربية (المطبعة الأدبية، بيروت 1913).
ـ ناجي علوش، أديب إسحاق.
Ishak (Adib-) - Ishak (Adib-)
إسحاق (أديب ـ)
(1272ـ 1302هـ/ 1856ـ 1885م)
أديب وصحفي بارز، ولد في دمشق ودرس في مدرسة العازاريين اللغتين العربية والفرنسية وظهرت ميوله الأدبية وهو صغير، فبدأ نظم الشعر في الثانية عشرة من عمره.
استدعاه والده إلى بيروت وهو في الخامسة عشرة فعمل مدة في الجمارك. وتولى تحرير جريدة «ثمرات الفنون» ثم جريدة «التقدم» ودخل جمعية «زهرة الآداب» التي كان يرأسها سليمان البستاني، وأبدى فيها نشاطاً.
غادر بيروت إلى الاسكندرية حيث اشتغل في الترجمة والتأليف للمسرح مع سليم النقّاش ومثّل بعض المسرحيات معه، ثم قصد القاهرة وهناك تعرف إلى جمال الدين الأفعاني، فانضم إلى حلقاته ولازمه، وقد ساعده هذا على إصدار جريدة «مصر» في عام 1877 في مدينة القاهرة أولاً ثم في الاسكندرية، وبعدها أصدر جريدة «التجارة». وعندما ألغيت الصحيفتان هاجر إلى باريس عام 1880، وأنشأ فيها جريدة «مصر القاهرة». وهناك تعرف إلى صحفيين ورجالات دولة فرنسيين وأتراك، كما طالع الكثير من الكتب الفرنسية، مما وسع ثقافته الغربية، غير أنه أصيب بمرضٍ في صدره بتأثير البرد الذي لم يعتده.
عاد إلى بيروت عام 1881م واشترك في تحرير جريدة «التقدم». ولماتغيرت الوزارة في مصر، عاد إليها وعيّن ناظراً لقلم «الإنشاء والترجمة بديوان المعارف». ورخصت له الحكومة في استئناف إصدار جريدة «مصر». لكنه اضطر إلى العودة إلى بيروت بعد الثورة العرابية وعندما احتل الإنكليز مصر حاول الرجوع إليها، فلم يسمح له، فأقام في بيروت متولياً تحرير جريدة «التقدم» للمرة الثالثة.
كان أديب إسحاق يؤمن بحرية الفكر وسيادة العقل، وكان يدعو إلى الحياة الدستورية ويطالب بالحريات الديمقراطية القائمة على الشورى، ويدعو إلى التقدم والإصلاح بعيداً عن العنف وقد تأثر في ذلك كله بجمال الدين الأفعاني والثقافة الفرنسية.
استغرقت السياسة والصحافة عمره القصير، أما السياسة فقد بدأها مع جمال الدين الأفغاني، ثم انضم إلى المحفل الماسوني الوطني فالحزب الوطني الحرّ الذي كان يدعو إلى حياة دستورية وتخليص مصر من السلطة المطلقة ودفع التدخل الأجنبي عن البلاد.
وكان تفكيره السياسي يقوم على ركيزتين: المحافظة على السلطة العثمانية، والإصلاح الداخلي المتطور المتدرج، والمنسجم مع حاجات الزمان والمكان والناس. وكان أديب إسحاق يهاجم الامتيازات التي حصل عليها الأجانب، ويدعو إلى اتحادٍ عربي بعيد عن التعصب المذهبي.
وأما الصحافة العربية فقد كان له تأثير في تطويرها ودفعها إلى الأمام. ويقوم منهجه الصحفي على حسن الاختيار وتهذيب العبارة. أما مقالاته فأكثرها افتتاحيات مهمة أو مقالات مترجمة كان يتناول فيها الموضوعات العلمية أو الاجتماعية أو السياسية.
وكان أسلوبه أدبياً بليغاً يشبه نثر القرن الرابع الهجري في تفصيل الفقرات، والأخذ بالسجع، واستعمال المحسنات البديعية والصور البيانية.
وعلى الرغم من حذقه اللغتين العربية والفرنسية لم تكن ترجماته دقيقة لأنه كان يعنى بنقل المعنى المجمل بالصيغة البليغة التي يتحرى فيها تناغم الفقرات، وموسيقى السجع، شأنه في ذلك شأن مترجمي عصره.
ترك أديب إسحاق مجموعة من الآثار، بعضها مطبوع وبعضها مخطوط، وقد جمعت آثاره مع ترجمة لحياته، وأقوال الصحف فيه في كتاب سمي «الدرر».
ومن آثاره: «نزهة الأحداق في مصارع العشاق» وكتاب «آثار الأزهار» وقد شارك سليم الخوري في تحريره. ومن الكتب التي ترجمها مسرحية «اندروماك» لراسين و« شارلمان» و«الباريسية الحسناء»، وله شعر لم يجمع في ديوان، توفي في قرية الحدث قرب بيروت.
ج.ت
الموضوعات ذات الصلة |
مراجع للاستزادة |
ـ ناجي علوش، أديب إسحاق.