من النص إلى الشاشة.. كتّاب يناقشون تحويل الرواية إلى فيلم
ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، سلط عدد من الكتاب الضوء على العمليات الإبداعية والتقنية المتعلقة بعملية تحويل القصة من الكلمة المكتوبة إلى السينما.
الاثنين 2024/11/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook
كتاب عززوا حركة الإنتاج السينمائي
الشارقة- تعد عملية تحويل الرواية أو المنتج الأدبي عموما إلى فيلم سينمائي من الأمور الشاقة والصعبة لأنها تحول عملا فنيا له سمات خاصة إلى عمل فني آخر بصورة مختلفة، مما يكسب الكلمة فضاء مغايرا عن الفضاء الذي تكسبه إياه الكتابة رغم تداخل بعض تقنيات الرواية والسينما.
وانتقال الرواية من نص إلى خطاب سينمائي يحتاج إلى تقنيات مضاعفة حتى لا يضيع محتوى الخطاب الروائي أثناء تحويل الكلمة إلى صورة، فالرواية تعتمد على اللغة في رسم الملامح الداخلية والخارجية للشخصيات، بينما يعيد الخطاب السينمائي صياغة الواقع، بحيث تؤدي الصورة الدلالة المرجوة.
يحيى صفوت: من الصعب تحويل رواية جيدة إلى فيلم وتقديم عناصرها بطريقة مختلفة
حول هذه الفكرة، استعرض عدد من الكتاب خبراتهم في كتابة السيناريو ومسارات تكييف النصوص لتناسب الأعمال السينمائية مسلطين الضوء على العمليات الإبداعية والتقنية المتعلقة بعملية تحويل القصة من الكلمة المكتوبة إلى الشاشة الكبيرة والعلاقة بين الكاتب وشركات شراء حقوق الملكية الفكرية والإنتاج متطرقين إلى أهمية الموسيقى التصويرية في الأفلام وكتبهم المفضلة التي تحولت إلى أفلام.
جاء ذلك في جلسة بعنوان “من النص إلى الشاشة الكبيرة” خلال فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بمشاركة كل من ستيف تشا، وجون ج. نانس، وإيزابيلا مالدونادو، ويحيى صفوت، وأدارته الكاتبة كيه. جي. هوي.
وقالت الكاتبة ستيف شا: «هناك أدوات متوافرة في صناعة الأفلام تعزز النسخة المرئية بعكس العمل المكتوب الذي يتضمن كثافة عاطفية، ويجب على كاتب السيناريو محاولة ترجمته إلى وسيط بصري، وتحويل رواية تتألف من 400 صفحة إلى نص من 100 صفحة فقط، لتحويله إلى فيلم، وهناك فرق كبير بين العمل الذي يكتبه المؤلف ليبيعه كرواية، وبين الذي يكتبه لتحويله إلى فيلم».
من جانبه، أشار المؤلف الأميركي جون ج. نانس إلى أهمية أن تكون التجربة مفيدة، وإلى ضرورة الاستفادة من الاستشارة الفنية، والتعاون مع المخرج والمنتج ومحاولة عدم التدخل بشكل مباشر في العمل السينمائي أو المسلسل التلفزيوني لكي لا يفقد الكاتب علاقاته الجيدة معهما، مع ضرورة العثور على جوهرة الفيلم أو المسلسل وركيزته الأساسية التي ستبقى في قلوب المشاهدين، وتنال إعجابهم، وتبقى في ذاكرتهم.
بدورها، قالت إيزابيلا مالدونادو، مؤلفة قصص الإثارة الأكثر مبيعا على المستوى الدولي: «تختلف الخيارات عند الحديث عن حقوق الملكية الفكرية، وربما يقدم الكاتب بعض التنازلات مقابل مزايا معينة، ومن المهم التفاوض والمناورة وطلب مساعدة الوكيل الذي يجب أن يتمتع بالبراعة، لا سيما في حالات تنامي الطلب على الكتب. ففي بعض الأحيان، تسعى شركات النشر والإنتاج إلى الحصول على نسبة مئوية من المبيعات، وفي أحيان أخرى يحاولون شراء الحقوق بالكامل».
من جهته، أشار الكاتب والسيناريست المصري يحيى صفوت إلى أن الميزانية تشكل تحديا حقيقيا، لكن التحدي الأكبر هو كتابة الرواية بطريقة مختلفة؛ لأن الروايات الجيدة تخلق روايات جيدة بالضرورة ومن الصعب نقل هذا النوع من الفن وتقديم العناصر بطريقة مختلفة، مشددا على أهمية اختصار الرواية وتحويلها إلى سيناريو من غير التفريط بالأفكار والعبارات والكلمات الجوهرية، تماما كما تُستخدم قطع الليغو لتصميم أشكال معينة، حيث يُستخدم السيناريو لاستغلال كافة عناصر القصة، والتعامل معها كهيكل وجوهر تُبنى عليه عناصر الرواية كما لو أنها عملية هندسية.
وقد أسهمت روايات وقصص العديد من الأدباء المصريين والعرب الكبار في صنع مجد السينما العربية، إذ تم تحويل ما يقرب من 300 عمل روائي إلى أفلام خالدة، بجانب ما تم تحويله إلى مسلسلات درامية، قام ببطولتها عشرات النجوم عبر أجيال مختلفة، وحصدت العديد من الجوائز المحلية والعالمية، وتنوعت بين الاجتماعية والتاريخية والوطنية والرومانسية.
ومن أشهر الأدباء الذين تحولت مؤلفاتهم إلى أفلام ناجحة نذكر إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي وطه حسين وتوفيق الحكيم ويحيى حقي وغسان كنفاني.
ويعد أديب نوبل نجيب محفوظ، من أكثر الأدباء الذين تم تحويل رواياتهم لأفلام، وفي مقدمتها الثلاثية «بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية»، وبلغ عدد الأفلام المأخوذة عن روائعه 74 فيلما، أولها «بداية ونهاية»، فيما دخل 21 فيلما منها قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية عام 1996.
◄ المعرض يحتفي بالفنون من موسيقى ومسرح وسينما، حيث يستضيف كتابا ومفكرين وفنانين مؤثرين في هذه المجالات الفنية
وفي السنوات القليلة الماضية، انضم الروائي أحمد مراد إلى القائمة، حيث حولت رواياته إلى أفلام من أشهرها “تراب الماس” و”الفيلم الأزرق” و”فيرتيجو” و”كيرة والجن”.
يذكر أن معرض الشارقة الدولي للكتاب المستمر حتى 17 نوفمبر الجاري يستضيف نخبة من الكتاب والشعراء والمفكرين الإماراتيين منهم الدكتور سلطان العميمي والدكتور سعيد الظاهري والكاتبة إيمان اليوسف، كما يشارك في البرنامج الثقافي مجموعة من الأدباء والفنانين العرب مثل الممثل المصري أحمد عز والروائي أحمد مراد والشاعر هشام الجخ. وعلى الصعيد الدولي يشارك الشاعر البلغاري غيورغي غوسبودينوف والفيزيائي الكندي لورنس م. كراوس والروائية الباكستانية آمنة مفتي إلى جانب المؤرخ البريطاني بيتر فرانكوبان والممثلة الهندية هوما قريشي والبريطاني ستيفن بارتليت رجل أعمال ومستثمر ومؤلف لكتب من الأكثر مبيعا ومقدّم البودكاست الأشهر في أوروبا “مذكرات رئيس تنفيذي”.
ويحتفي المعرض بالفنون من موسيقى ومسرح وسينما، حيث يستضيف كتابا ومفكرين وفنانين مؤثرين في هذه المجالات الفنية إلى جانب تنظيمه ورشات وجلسات حوارية وعروضا فنية من بينها 105 عروض مسرحية وفنية وجوالة من أبرزها مسرحية “ترينو” الثقافية ومسرحية “الياثوم”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، سلط عدد من الكتاب الضوء على العمليات الإبداعية والتقنية المتعلقة بعملية تحويل القصة من الكلمة المكتوبة إلى السينما.
الاثنين 2024/11/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook
كتاب عززوا حركة الإنتاج السينمائي
الشارقة- تعد عملية تحويل الرواية أو المنتج الأدبي عموما إلى فيلم سينمائي من الأمور الشاقة والصعبة لأنها تحول عملا فنيا له سمات خاصة إلى عمل فني آخر بصورة مختلفة، مما يكسب الكلمة فضاء مغايرا عن الفضاء الذي تكسبه إياه الكتابة رغم تداخل بعض تقنيات الرواية والسينما.
وانتقال الرواية من نص إلى خطاب سينمائي يحتاج إلى تقنيات مضاعفة حتى لا يضيع محتوى الخطاب الروائي أثناء تحويل الكلمة إلى صورة، فالرواية تعتمد على اللغة في رسم الملامح الداخلية والخارجية للشخصيات، بينما يعيد الخطاب السينمائي صياغة الواقع، بحيث تؤدي الصورة الدلالة المرجوة.
يحيى صفوت: من الصعب تحويل رواية جيدة إلى فيلم وتقديم عناصرها بطريقة مختلفة
حول هذه الفكرة، استعرض عدد من الكتاب خبراتهم في كتابة السيناريو ومسارات تكييف النصوص لتناسب الأعمال السينمائية مسلطين الضوء على العمليات الإبداعية والتقنية المتعلقة بعملية تحويل القصة من الكلمة المكتوبة إلى الشاشة الكبيرة والعلاقة بين الكاتب وشركات شراء حقوق الملكية الفكرية والإنتاج متطرقين إلى أهمية الموسيقى التصويرية في الأفلام وكتبهم المفضلة التي تحولت إلى أفلام.
جاء ذلك في جلسة بعنوان “من النص إلى الشاشة الكبيرة” خلال فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بمشاركة كل من ستيف تشا، وجون ج. نانس، وإيزابيلا مالدونادو، ويحيى صفوت، وأدارته الكاتبة كيه. جي. هوي.
وقالت الكاتبة ستيف شا: «هناك أدوات متوافرة في صناعة الأفلام تعزز النسخة المرئية بعكس العمل المكتوب الذي يتضمن كثافة عاطفية، ويجب على كاتب السيناريو محاولة ترجمته إلى وسيط بصري، وتحويل رواية تتألف من 400 صفحة إلى نص من 100 صفحة فقط، لتحويله إلى فيلم، وهناك فرق كبير بين العمل الذي يكتبه المؤلف ليبيعه كرواية، وبين الذي يكتبه لتحويله إلى فيلم».
من جانبه، أشار المؤلف الأميركي جون ج. نانس إلى أهمية أن تكون التجربة مفيدة، وإلى ضرورة الاستفادة من الاستشارة الفنية، والتعاون مع المخرج والمنتج ومحاولة عدم التدخل بشكل مباشر في العمل السينمائي أو المسلسل التلفزيوني لكي لا يفقد الكاتب علاقاته الجيدة معهما، مع ضرورة العثور على جوهرة الفيلم أو المسلسل وركيزته الأساسية التي ستبقى في قلوب المشاهدين، وتنال إعجابهم، وتبقى في ذاكرتهم.
بدورها، قالت إيزابيلا مالدونادو، مؤلفة قصص الإثارة الأكثر مبيعا على المستوى الدولي: «تختلف الخيارات عند الحديث عن حقوق الملكية الفكرية، وربما يقدم الكاتب بعض التنازلات مقابل مزايا معينة، ومن المهم التفاوض والمناورة وطلب مساعدة الوكيل الذي يجب أن يتمتع بالبراعة، لا سيما في حالات تنامي الطلب على الكتب. ففي بعض الأحيان، تسعى شركات النشر والإنتاج إلى الحصول على نسبة مئوية من المبيعات، وفي أحيان أخرى يحاولون شراء الحقوق بالكامل».
من جهته، أشار الكاتب والسيناريست المصري يحيى صفوت إلى أن الميزانية تشكل تحديا حقيقيا، لكن التحدي الأكبر هو كتابة الرواية بطريقة مختلفة؛ لأن الروايات الجيدة تخلق روايات جيدة بالضرورة ومن الصعب نقل هذا النوع من الفن وتقديم العناصر بطريقة مختلفة، مشددا على أهمية اختصار الرواية وتحويلها إلى سيناريو من غير التفريط بالأفكار والعبارات والكلمات الجوهرية، تماما كما تُستخدم قطع الليغو لتصميم أشكال معينة، حيث يُستخدم السيناريو لاستغلال كافة عناصر القصة، والتعامل معها كهيكل وجوهر تُبنى عليه عناصر الرواية كما لو أنها عملية هندسية.
وقد أسهمت روايات وقصص العديد من الأدباء المصريين والعرب الكبار في صنع مجد السينما العربية، إذ تم تحويل ما يقرب من 300 عمل روائي إلى أفلام خالدة، بجانب ما تم تحويله إلى مسلسلات درامية، قام ببطولتها عشرات النجوم عبر أجيال مختلفة، وحصدت العديد من الجوائز المحلية والعالمية، وتنوعت بين الاجتماعية والتاريخية والوطنية والرومانسية.
ومن أشهر الأدباء الذين تحولت مؤلفاتهم إلى أفلام ناجحة نذكر إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي وطه حسين وتوفيق الحكيم ويحيى حقي وغسان كنفاني.
ويعد أديب نوبل نجيب محفوظ، من أكثر الأدباء الذين تم تحويل رواياتهم لأفلام، وفي مقدمتها الثلاثية «بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية»، وبلغ عدد الأفلام المأخوذة عن روائعه 74 فيلما، أولها «بداية ونهاية»، فيما دخل 21 فيلما منها قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية عام 1996.
◄ المعرض يحتفي بالفنون من موسيقى ومسرح وسينما، حيث يستضيف كتابا ومفكرين وفنانين مؤثرين في هذه المجالات الفنية
وفي السنوات القليلة الماضية، انضم الروائي أحمد مراد إلى القائمة، حيث حولت رواياته إلى أفلام من أشهرها “تراب الماس” و”الفيلم الأزرق” و”فيرتيجو” و”كيرة والجن”.
يذكر أن معرض الشارقة الدولي للكتاب المستمر حتى 17 نوفمبر الجاري يستضيف نخبة من الكتاب والشعراء والمفكرين الإماراتيين منهم الدكتور سلطان العميمي والدكتور سعيد الظاهري والكاتبة إيمان اليوسف، كما يشارك في البرنامج الثقافي مجموعة من الأدباء والفنانين العرب مثل الممثل المصري أحمد عز والروائي أحمد مراد والشاعر هشام الجخ. وعلى الصعيد الدولي يشارك الشاعر البلغاري غيورغي غوسبودينوف والفيزيائي الكندي لورنس م. كراوس والروائية الباكستانية آمنة مفتي إلى جانب المؤرخ البريطاني بيتر فرانكوبان والممثلة الهندية هوما قريشي والبريطاني ستيفن بارتليت رجل أعمال ومستثمر ومؤلف لكتب من الأكثر مبيعا ومقدّم البودكاست الأشهر في أوروبا “مذكرات رئيس تنفيذي”.
ويحتفي المعرض بالفنون من موسيقى ومسرح وسينما، حيث يستضيف كتابا ومفكرين وفنانين مؤثرين في هذه المجالات الفنية إلى جانب تنظيمه ورشات وجلسات حوارية وعروضا فنية من بينها 105 عروض مسرحية وفنية وجوالة من أبرزها مسرحية “ترينو” الثقافية ومسرحية “الياثوم”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook