فنانات مغربيات يعرضن جذور الفن المغربي وآفاقه في البرتغال
تجربة خمس فنانات من أجيال مختلفة في مجال السيريغرافيا والطباعة والنقوش والصور الفوتوغرافية التي تنهل من التراث.
الثلاثاء 2024/11/12
ShareWhatsAppTwitterFacebook
بعض من إبداع نساء المغرب
لشبونة- يقدم معرض تشكيلي جماعي انطلق السبت، برحاب المركز الثقافي بليم في العاصمة البرتغالية لشبونة، بعنوان “جذور وآفاق: الفن المغربي بنون النسوة”، صورة عن الإبداعات النسائية المغربية عبر تجارب لفنانات مغربيات ودورهن في إثراء الفن التشكيلي المغربي المعاصر الذي يشكل رافدا مهما في الموروث الثقافي والفني المغربي.
ويقدم هذا المعرض، المنظم بمبادرة من المركز البرتغالي للسيريغرافيا، بالتعاون مع سفارة المغرب في لشبونة، تجربة خمس فنانات مغربيات من أجيال مختلفة، في مجال السيريغرافيا وتقنيات الطباعة والنقوش والصور الفوتوغرافية التي تنهل من التراث والإرث الثقافي العريق للمملكة. ويتعلق الأمر بالفنانات مليكة أكزناي، ونجية مهادجي، ومديحة الصباني، وغزلان أكزناي، ورحمة لحوسيك.
وأبرزت منسقة المعرض، ألكساندرا سيلفانو، أن تنظيم هذه الفعالية التي تتواصل إلى غاية 21 نوفمبر الجاري، يشكل مناسبة لتعزيز العلاقات الثقافية والفنية بين المغرب والبرتغال، مشيرة إلى أهمية الثقافة والفن في تقريب وتعزيز التفاهم والتواصل بين الشعوب.
◄ تجربة خمس فنانات من أجيال مختلفة في مجال السيريغرافيا والطباعة والنقوش والصور الفوتوغرافية التي تنهل من التراث
وقالت إن استضافة هذا الحدث الثقافي المتميز تهدف إلى تسليط الضوء على الثراء الثقافي والفني للمغرب من خلال إبداعات اختارت أساليب جديدة ومتعددة تنهل من الموروث الثقافي الذي يتميز بالغني والتنوع، وأيضا الانفتاح على اتجاهات فنية جديدة مثل التصوير الفوتوغرافي والسيريغرافيا من خلال تقديم تجارب وإبداعات فنانات مغربيات تركن بصمة لا تمحى في المشهد الفني الدولي.
من جانبه، أشار سفير المغرب في البرتغال عثمان أبا حنيني في كلمة بهذه المناسبة، إلى أن تنظيم هذا المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على إبداع وحيوية الفنون التشكيلية في المغرب، ولاسيما الفن التشكيلي النسائي.
وأضاف السفير المغربي أن هذه الفعالية تتيح للجمهور البرتغالي اكتشاف الفن التشكيلي بالمغرب، البلد الذي يتقاسم مع البرتغال تاريخا مشتركا غنيا، حيث تعكس هذه اللوحات التحديات وجماليات المجتمع المغربي الذي يشهد تحولا كبيرا، مع الحفاظ على جذوره الثقافية التي تمزج بين التقاليد العربية، والأمازيغية، والأندلسية، والأفريقية.
وبعد أن أكد على أهمية الفنون التشكيلية في المغرب بالنسبة إلى المشهد الفني في البلاد، حيث تجمع بين التراث التقليدي الغني والتأثيرات المعاصرة، أبرز الدبلوماسي المغربي أن التعبير التشكيلي يعكس الهوية الثقافية لمغرب متعدد الثقافات، مضيفا أن هذا المعرض يعكس ديناميكية وتطور المشهد الفني المغربي، مع ظهور جيل جديد من الفنانين الذين يجمعون بين التقنيات الغربية والتأثيرات المحلية.
وتابع قائلا “على الرغم من أن الفن التشكيلي المغربي في القرنين العشرين والحادي والعشرين تميز بهيمنة ذكورية، إلا أننا شهدنا ظهور العديد من الفنانات اللواتي تحدين الأعراف المجتمعية والثقافية ليضعن بصمتهن في المجال الفني، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي”.
من جانبها، قالت غزلان أكزناي، المعروفة بالأشكال الهندسية ورسوماتها الفريدة واستخدامها للألوان، في تصريح مماثل، إنها تقدم خلال هذا المعرض تجربة مميزة حيث تعرض منحوتة ملونة “توتيم” من ورق بأشكال هندسية مستقبلية، مع لوحة من الألوان النابضة بالحياة.
وأضافت الفنانة المغربية الشابة، التي اكتسبت أعمالها شهرة واسعة في الفضاءات العامة، حيث أسهمت في تجديد وتحسين التراث العمراني للمدن، أنها تحمل رسالة اجتماعية وروحية من خلال إبداعاتها التي تصفها بـ”التوتِيمات”، مبرزة أن هذه “التوتِيمات، المليئة بطاقة متناقضة، حيث تنقل الحركة والسكون في الآن ذاته، هي تعبيرات مادية لأرواح خيّرة تنثر الفرح والإيجابية والتفاؤل”.
يشار إلى أن المعرض يكشف أعمال فنانات من مختلف الأجيال وبرغم تنوع مساراتهن، يتقاسمن شغفا لامحدودا بالفن، واهتماما عميقا بالإرث الثقافي والتراث المغربي العريق. ويتجلى هذا الارتباط بوضوح في أعمال كل من مليكة أغزناي ونجية مهادجي وغزلان أغزناي اللاتي يجمعن بين الخط الإسلامي والزخارف النباتية والهندسية، بينما اختارت مديحة الصيباني ورحمة لحوسيك تناول ثيمات تعكس قضايا اجتماعية مثل العولمة والمواطنة والهوية العربية النسائية.