"تفكك".. معرض يوثق صمود الهوية الفلسطينية في مواجهة المحو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "تفكك".. معرض يوثق صمود الهوية الفلسطينية في مواجهة المحو

    "تفكك".. معرض يوثق صمود الهوية الفلسطينية في مواجهة المحو


    المعرض يسلط الضوء على العلاقة بين الفنانين الفلسطينيين الذين بقوا في أرضهم وأولئك الذين تفرقوا جامعا بين عوالمهم.
    الجمعة 2024/11/15
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    تجسيد للشتات الفلسطيني

    الدوحة - افتتح الخميس معرض “تفكك”، الذي ينظمه أنيما جاليري في الدوحة بالشراكة مع متحف فلسطين ـ بيرزيت، بمشاركة نخبة من الفنانين الفلسطينيين من داخل فلسطين والمهجر، ويستمر إلى يوم 15 ديسمبر المقبل.

    ولا شك أن الحركة التشكيلية الفلسطينية هي حركة مميزة، تمتلك هوية خاصة شديدة التأثر بالأوضاع السياسية، فالمتتبع لتاريخ البلد سيجد أنه عاش طوال القرن الماضي تغيرات سياسية وديموغرافية كبيرة ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة، ولعل الفن التشكيلي هو أحد نماذج هذا التغير، وأحد الشواهد المهمة عليه، ومن بينها مسألة التفكك التي يواجهها الفنان الفلسطيني، ويتناولها من نواحي مختلفة المعرض الجديد في الدوحة.

    ويتناول المعرض موضوع التفكك الثقافي، مسلطا الضوء على العلاقة بين الفنانين الذين بقوا في أرضهم وأولئك الذين تفرقوا في جميع أنحاء العالم، من خلال أعمالهم، حيث يهدف إلى التأكيد على صمود الهوية الفلسطينية على الرغم من المحاولات المستمرة لمحوها، التي بدأت مع نكبة عام 1948 وما تزال مستمرة إلى يومنا هذا.



    وقالت غادة الشولي، مديرة ومؤسسة “أنيما جاليري” في تصريح إعلامي لها “إن هذا المعرض عبارة عن دعم للفنانين الفلسطينيين الذين يسكنون داخل فلسطين وخارجها”.

    وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أثناء عدوانه على قطاع غزة، استهدف المعارض الفنية والأستوديوهات الخاصة للفنانين، وورش الرسم، مؤكدة أن هذا الدعم يبرز أهميته التعاون بين أنيما جاليري ومتحف فلسطين ـ بيرزيت.

    من جهتها، بينت الفنانة الفلسطينية نور أبوعيسى في تصريح مماثل أنها حاولت أن تشارك بعمل يتماشى مع ثيمة المعرض، وهو عبارة عن لوحات متناثرة يمكن تركيب بعضها ببعض مستوحاة من الفن الإسلامي بطريقة معاصرة، وهي تجسد “الشتات” الفلسطيني.

    بدورها، أوضحت الفنانة الفلسطينية جمانة عباس، في تصريحها، أنها من خلال عملها الفني “عبارة عن خريطة”، تبين الاتصالات الفلسطينية واتصالات الاحتلال الإسرائيلي، وكيف أن هذا الاحتلال لم يكتف بالسيطرة على الأرض، وإنما أطبق سيطرته واحتلاله على الاتصالات، وكل ما هو رقمي.

    وعند مدخل المعرض، يواجه الجمهور، فيديو بعنوان “فيلمي غزة 2023” يوثق لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، حيث تم تصويره من قبل فنانين في غزة خلال وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في نوفمبر 2023. وهو توثيق حقيقي لما تبقى من منازلهم وأستوديوهاتهم ومعارضهم الفنية.

    ويبرز المعرض كيف شكّلت الأيقونات البصرية التي عرفها الفن التشكيلي الفلسطيني علامات وجدانية لم تثبت في مكانها ومساحاتها بل تسرّبت أبعد في أذهان العالم، وذلك على امتداد تاريخ هذا الفن الحديث والمعاصر وفي بداياته التجريبية الفنية، ولكنه يذهب أكثر إلى استكشاف التعابير الجديدة التي تصنعها الأجيال الجديدة من الفنانين الفلسطينيين، في تكامل كبير بين من هم في الداخل ومن هم في الخارج، رغم التفكك الظاهري في وسائل التعبير والرؤى والتصورات الذي فرضه ربما البعد الجغرافي عن رحى الأحداث.


    عوالم فنية راسخة في الأرض


    جدير بالذكر أن المعرض يشارك فيه فنانون من داخل فلسطين وهم: علاء البابا، وعافية نوارة، وأمجد غنام، وبشار الحروب، وعيسى غريب، وفؤاد إغبارية، وهبة طنوس، وجواد المالحي، وخالد حوراني، ومجد مصري، ومحمد صالح خليل، ونبيل عناني، وريم مصري، وريم نتشة، وتيسير بركات. وتجسد أعمالهم واقع وطن متغير دائما، وممزق، لكنه مقاوم بشدة.

    ويعرض فنانون فلسطينيون من المهجر أعمالهم، من بينهم: عبدالرحمن قطاناني، وعيسى ديبي، وحازم حرب، وجمانة عباس، ونور أبوعيسى، وتقدم أعمالهم منظورا مختلفا تشكل بفعل البعد، ولكنه لا يزال مرتبطا بجوهر المعاناة الفلسطينية.

    وتجدر الإشارة إلى أن أنيما جاليري، الذي افتتح في مارس 2012، متخصص في قطاعين رئيسيين وهما: تنسيق المعارض، وتقديم خدمات الاستشارات الفنية.

    ويعرض مجموعة متنوعة من الفنانين، بدءا من المواهب الناشئة إلى الأسماء الراسخة، عبر مختلف التخصصات الفنية.

    ويستضيف الجاليري معرضين رئيسيين سنويا، مع التركيز على الفن المعاصر مع تمثيل مجموعة من الفنانين المحليين والإقليميين والدوليين، مما يجعل أنيما مساهما رئيسيا في المشهد الفني الثقافي النابض بالحياة في قطر.

    أما متحف فلسطين، فهو مؤسسة غير حكومية مكرسة لدعم ثقافة فلسطينية مفتوحة ونابضة بالحياة على المستويين المحلي والدولي. ويوفر المتحف مساحات للمشاريع الإبداعية، والبرامج التعليمية، والبحوث المبتكرة، كما يسهم في أعمال حول التاريخ والثقافة والمجتمع الفلسطيني من منظور جديد ونقدي.

    وتتمثل مهمته في إنتاج ونشر تجارب تعليمية تحررية حول فلسطين وشعبها وتاريخها من خلال معارض وبرامج مبتكرة، على المستويين المحلي والدولي، ويسعى إلى تجاوز الحدود السياسية والجغرافية من خلال تكوين رابط بين الفلسطينيين في فلسطين والخارج من خلال أرشيفه الرقمي ومنصاته الإلكترونية.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X