دلل كتاب اللامنتمي ـ وهو عبارة عن قراءات نقدية تشخيصية لأهم الروايات الأوربية والأمريكية التي صدرت منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى مطلع خمسينات القرن العشرين، إضافة إلى مؤلفات بعض الفلاسفة الوجوديين، على أن كولن ولسن كان قارئا نهما واستقصائيا ويتمتع بحس نقدي من طراز فريد؛ وهذا ما مكنه من الإحاطة بأسباب وتشخيص مرض عصره الروحي/ الفكري، والذي صنفه تحت يافطة اللاانتماء لمرحلة حياة مجتمعه والرافض لقيمها المادية، وأطلق على مريض تلك الأعراض (اللامنتمي). تقوم الوجودية الجديدة ـ باختصار شديد ـ على فكرة البحث عن التجارب الغريبة التي تحقق الرؤى لـ (الانسان الوجودي) والبحث عن وسائل وطرق تكثيفها من أجل تحقيق حالة مستمرة من يقظة الوعي والادراك الذي يجعل الانسان على تماس مستمر ومباشر مع حقيقة الوجود وحقيقة الأشياء، الأمر الذي يحقق لصاحبه حالة استشراف دائمة، وحالة تواصل وطفو على المتطلبات المادية التي تشد الانسان إلى أسفل، أو متطلباته المادية.
وهذه الحالة، ورغم تشابهها فيما يسعى إليه المتصوفة في الكثير من جوانبها، إلا أنها تتميز عن مبتغى المتصوفة أو حالات إشراق لحظات التجلي التي ينشدونها، في كونها لا تعتمد طريق الدين في تحقيق الرؤى، رغم أنها لا ترفضه أو تتخذ منه موقفا (وهذا على عكس ما ظنه أو فهمه مشرقيي العالم فيها)، وهذا ما أفرز من الفلسفة الوجودية ما يصطلح عليه (الوجودية المؤمنة)، وبالمقصد الديني بالضبط.
من كتابي عتبة السلم الرملي
سامي البدري
وهذه الحالة، ورغم تشابهها فيما يسعى إليه المتصوفة في الكثير من جوانبها، إلا أنها تتميز عن مبتغى المتصوفة أو حالات إشراق لحظات التجلي التي ينشدونها، في كونها لا تعتمد طريق الدين في تحقيق الرؤى، رغم أنها لا ترفضه أو تتخذ منه موقفا (وهذا على عكس ما ظنه أو فهمه مشرقيي العالم فيها)، وهذا ما أفرز من الفلسفة الوجودية ما يصطلح عليه (الوجودية المؤمنة)، وبالمقصد الديني بالضبط.
من كتابي عتبة السلم الرملي
سامي البدري