مقاومة المضادات الحيوية من شأنها أن تتسبب بوفاة أكثر من 39 مليون شخص بحلول 2050

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقاومة المضادات الحيوية من شأنها أن تتسبب بوفاة أكثر من 39 مليون شخص بحلول 2050

    مقاومة المضادات الحيوية من شأنها أن تتسبب بوفاة أكثر من 39 مليون شخص بحلول 2050


    تحسين علاج الالتهابات وإتاحة المضادات الحيوية قد يمنعان من تسجيل 92 مليون حالة وفاة في مختلف أنحاء العالم.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    مقاومة المضادات الحيوية تحدّ صحي مستقبلي

    باريس - أفادت دراسة نموذجية نُشرت الثلاثاء بأنّ 39 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم قد يموتون بسبب أمراض مقاومة للمضادات الحيوية خلال السنوات الـ25 المقبلة، مؤكدة أنه لا يزال من الممكن تجنب هذا السيناريو القاتم. ومن المتوقع أن تتفاقم مقاومة المضادات الحيوية التي تُعدّ أصلا تحديا صحيا كبيرا، عندما تخضع البكتيريا أو مسببات أمراض أخرى لتغيّرات تمنعها من الاستجابة للعلاجات المضادة للميكروبات.

    وللمرة الأولى، تقيّم هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة “ذي لانسيت” تأثير مقاومة المضادات الحيوية مع مرور الوقت وتحاول توقّع تطورها. ومن 1990 حتى 2021، مات أكثر من مليون شخص سنويا في مختلف أنحاء العالم بسبب مقاومة المضادات الحيوية، بحسب معدّي الدراسة. وقد درس هؤلاء 22 مسببا للأمراض، و84 مجموعة بين مسببات أمراض وعلاجات، و11 متلازمة معدية لدى أشخاص من مختلف الأعمار من 204 من الدول والمناطق، باستخدام بيانات لأكثر من 520 مليون شخص.

    وعلى مدى هذه العقود الثلاثة، انخفضت وفيات الأطفال دون سن الخامسة والناجمة بشكل مباشر عن مقاومة المضادات الحيوية بنسبة تزيد على 50 في المئة، مع تحسّن الوقاية من الأمراض ومكافحتها بين الرضّع والأطفال الصغار.

    وبات علاج الأمراض أكثر صعوبة عند الإصابة بها، على الرغم من أنها أقل شيوعا لدى هؤلاء الأطفال. وفي الوقت نفسه، ارتفعت وفيات البالغين الذين تتخطى أعمارهم 70 عاما بنسبة تزيد على 80 في المئة خلال هذه الفترة، مع تسجيل تسارع في الشيخوخة السكانية وزيادة تعرض كبار السن للإصابة بالأمراض.

    ♦ مقاومة المضادات الحيوية ستظل تمثل تهديداً كبيراً ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك الأدوية

    أما بالنسبة إلى مسببات الأمراض، فقد سجلت الوفيات الناجمة عن المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين أكبر زيادة في مختلف أنحاء العالم. وبالنسبة إلى “بكتيريا سلبية الغرام” ، فمقاومة الكاربابينيمات هي الأكثر تطوّرا. وفي العقود المقبلة، ستتزايد الوفيات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية. وقد يصل عدد الضحايا المباشرين إلى 1.91 مليون سنوياً في مختلف أنحاء العالم بحلول عام 2050، ممّا يمثل ارتفاعا بأكثر من 67 في المئة مقارنة بالعام 2021، بحسب نماذج وضعها الباحثون.

    وبحلول منتصف هذا القرن، ستؤدي مقاومة المضادات الحيوية دورا أكبر في 8.22 مليون حالة وفاة سنويا، بزيادة قدرها 74.5 في المئة مقارنة بعام 2021. وفي المجمل، قد تتسبب مقاومة المضادات الحيوية بشكل مباشر بين عامي 2025 و2050، بتسجيل أكثر من 39 مليون حالة وفاة في مختلف أنحاء العالم، وستكون مرتبطة بوفاة 169 مليون شخص، بحسب العلماء. لكنّ السيناريوهات الأقل تشاؤما ممكنة.

    فقد يمنع تحسين علاج الالتهابات وإتاحة المضادات الحيوية من تسجيل 92 مليون حالة وفاة في مختلف أنحاء العالم بين 2025 و2050، وتحديدا في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفق معدّي الدراسة. والمضادات الحيوية هي أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية.

    وتبدي البكتيريا وليس الإنسان أو الحيوان، مقاومة للمضادات الحيوية وقد تسبّب للإنسان والحيوان عدوى التهابات يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات. وتؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى ارتفاع التكاليف الطبية وتمديد فترة الرقود في المستشفى وزيادة معدل الوفيات.

    وتمس حاجة العالم إلى تغيير طريقة وصف المضادات الحيوية واستعمالها، وحتى في حال استحداث أدوية جديدة فإن مقاومة المضادات الحيوية ستظل تمثل تهديداً كبيراً ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك الأدوية، وهو تغيير يجب أن ينطوي أيضاً على اتخاذ إجراءات تحدّ من انتشار عدوى الالتهابات بفضل التطعيم وغسل اليدين وممارسة الجنس على نحو آمن والاعتناء جيداً بنظافة الأغذية.
يعمل...
X