عام 2006 وما بعده.. تغيرات جذرية طالت المسلسلات في سوريا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عام 2006 وما بعده.. تغيرات جذرية طالت المسلسلات في سوريا

    أجمل سنوات الدراما السورية


    عام 2006 وما بعده.. تغيرات جذرية طالت المسلسلات في سوريا.
    الأربعاء 2024/11/06
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    "بقعة ضوء" أحد أشهر المسلسلات الكوميدية السورية

    عاشت الدراما السورية خلال العقدين الماضيين تحولات كبيرة غيرت ملامحها وأفقدتها مكانتها المهمة عربيا، وهو ما يستفزنا للمقارنة بين أعمال الماضي والحاضر والوقوف على أجمل سنوات الدراما السورية، وكيف صنعت تلك السنوات ذاكرة أجيال ولا تزال المقارنة بينها وبين مسلسلات اليوم قائمة.

    كان العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عقدا مميزا للدراما السورية ففيه ظهرت أجمل وأفضل المسلسلات السورية على الإطلاق وحدثت نقلات نوعية في الإخراج التلفزيوني على أيدي مخرجين شباب موهوبين تركوا بصمتهم في هذه الدراما.

    استمر هذا البريق حتى عام 2009، ليبدأ بعده الانحدار التدريجي لهذه الدراما وصولا إلى أزمة البلاد السياسية التي اندلعت عام 2011 وأثرت في كل القطاعات ومن ضمنها صناعة الدراما.


    من المسلسلات المشاهدة إلى اليوم "أحلام كبيرة" الذي قدم جرعة اجتماعية واقعية أبدع فيها المخرج الراحل حاتم علي


    ذروة نجاح الدراما السورية وتميزها كانت في العامين 2005 و2006 تحديدا، ففي هذين العامين قدمت مسلسلات سورية لا تزال مشاهدة حتى يومنا هذا ومن أشهرها “أحلام كبيرة”، تأليف أمل حنا الذي قدم جرعة اجتماعية واقعية أبدع فيها المخرج الراحل حاتم علي.

    قدم المسلسل قصة الإخوة الأربعة باسل خياط ورامي حنا وقصي خولي ومكسيم خليل ووالدهم بسام كوسا وووالدتهم سمر سامي واستعرض طموحات الإخوة وصراعاتهم الحياتية. كان عملا متكاملا نصا وتمثيلا وإخراجا أضفت عليه الموسيقى التصويرية التي ألفها طاهر مامللي جمالا خاصا، وخصوصا أغنية الشارة التي غنتها الفنانة السورية نورا رحال وبقيت تتردد على لسان الناس حتى يومنا هذا والتي كانت تتنبأ بالمستقبل المظلم الذي ينتظر البلاد.

    وفي العام التالي 2006 قدم مسلسل “الشمس تشرق من جديد”، من تأليف أمل حنا وإخراج هيثم حقي وبطولة صبا مبارك بأداء لا ينسى وعابد فهد، وفي نفس العام قدم أيضا مسلسل مهما لكنه لم يأخذ حقهُ من الشهرة وهو “خلف القضبان” للكاتب الكبير هاني السعدي والمخرج الليث حجو الذي قدم فيه رؤية بصرية متميزة كانت بمثابة نقلة نوعية في الإخراج التلفزيوني السوري. ويعد هذا العمل من أهم أعمال حجو وقد اجتمعت فيه نخبة من النجوم الذين أدوا أدوارا لا تنسى كباسم ياخور ورامي حنا وبسام كوسا ونضال سيجري وقصي خولي وصبا مبارك وسلافة معمار وقمر خلف. كان المسلسل عملا اجتماعيا مميزا مكتوبا بحرفية عالية وقدم بأجمل صورة وأفضل أداء تمثيلي.

    في هذا العام بدأت أشهر سلسلة كوميدية تلفزيونية وهي “بقعة ضوء” التي امتدت لسنوات طويلة لكن أجزاءها الأولى كانت مميزة جدا وجديدة على الكوميديا السورية، حيث رسخت كوميديا الموقف وقد بدأت تحت إدارة الليث حجو ومن ثم هشام شربتجي أهم مخرج أعمال كوميدية سوري ومن ثم ناجي طعمة فحصدت جماهيرية كبيرة.

    وفي العام نفسه أيضا، أي عام 2006، قدم المسلسل الرومانسي “أهل الغرام”، تأليف زهير قنوع ولبنى مشلح وأخرجه الليث حجو أيضا وكانت كل حلقة من حلقاته الثلاثين تحكي قصة حب مختلفة، وشارك فيه كل نجوم الدراما ووضع الموسيقى التصويرية له طاهر مامللي وأدت أغنية الشارة الفنانة نورا رحال أيضا فراح الناس يرددونها ويسمعونها حتى يومنا هذا. وبالرغم من إنتاج جزأين منه لاحقا إلا أن الجزء الأول يبقى أجمل الأجزاء وأعمقها، فشكلت هذه الأعمال التي تحدثنا عنها سابقا الذاكرة الشعرية لأجيال كاملة.
    ذروة نجاح الدراما السورية كانت في 2005 و2006 حيث قدمت مسلسلات سورية لا تزال مشاهدة إلى اليوم

    كان عام 2006 بالفعل عام الدراما السورية بامتياز، والآن بعد ثمانية عشر عاما ننظر إلى حال الدراما السورية التي نشأنا على مشاهدتها وكونت وعينا وأعطتنا مساحة للحلم في حينها فنكتشف أن المقارنة لا تصلح بين أعمال هذا الزمن ومسلسلات تلك الأيام، فحال سوريا تلك الأيام ليس كحالها اليوم بعد أربعة عشر عاما من حرب ضروس.

    وبالرغم من أننا بدأنا نرى في العامين السابقين تعافيا لهذه الدراما بعد عقد من الانحدار إلا أن ذلك لم يصبح أولوية المواطن مثل تلك الأيام؛ فمن يشغله تأمين لقمة العيش بالتأكيد لن يعنيه إلى أين وصل حال الفن. لذلك حين نرى عملا دراميا مميزا في زحمة الانحدار الفني والثقافي والاجتماعي الذي وصلنا إليه في زمن التريند ندرك أنه لا يزال هناك أمل ولو ضئيل في عودة الفن السوري إلى الواجهة مجددا.


    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    إلياس حموي
    كاتب سوري
يعمل...
X