جماجم عمرها 10 آلاف عام في "تل أسود" بغوطة دمشق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جماجم عمرها 10 آلاف عام في "تل أسود" بغوطة دمشق


    الاكتشاف الأثري الأهم لعام (2006 ) .
    جماجم عمرها 10 آلاف عام في "تل أسود" بغوطة دمشق
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    المعتقدات الدينية والممارسات الجنائزية في "تل اسود"
    ---------------------------------------------------------------------------
    قدم موقع "تل أسود" وثائق غنية عن التنوع الكبير في الممارسات الجنائزية وعادات الدفن إذ وصل عدد القبور التي تم اكتشافها إلى 100 قبر فردي، حفظت جثث اصحابها بشكل جيد،مرتبطة جميعها بالبيوت وبالفترة التي استمر فيها استخدام البيوت للسكن.
    .
    وقد تنوعت طرق الدفن :
    ▪︎ بين دفن في الجدار؛
    ▪︎ أو في حفر محفورة تحت أرضيات البيوت حيث توضع الجثة غالباً على شكل القرفصاء، ثم تغطى الحفر بقطع عديدة من الطين الأحمر
    ▪︎ أو وضع الجثث فوق سطح الأرض وتغطيتها. وهذه القبور كانت أولية وثانوية ومعظمها محمي بسلل أو قماش أو صناديق، وتعود إلى أفراد من مختلف الأعمار، وبصورة عامة كانت فقيرة بالأثاث الجنائزي.
    ▪︎ وأحياناً وضعت عدة جماجم في حفرة واحدة, وهذا يدل على ممارسة طقوس عبادة الأسلاف التي كانت سائدة خلال هذه المرحلة في المنطقة. أما لاحقاً فقد كانت الجثث توضع خارج البلدة،
    .
    كما وُجِدَت دلالات عن المعتقدات الدينية، لدى انسان "تل اسود".. فقد كان الإنسان حين وفاته، يُدفن في حفرة عادية بوضعية الجنين وحده أو مع طفل، وفي إحدى الحفر تظهر فيها جمجمة منفصلة مع هيكل عظمي لطفل، وتحتها هيكل عظمي تام مع أربع جماجم منها اثنتين لطفلين، ومعهم خرزة من الصدف، وأربع نصلات مناجل،ورأسي سهم من الصوان، تأسيساً على ذلك، يفترض أن القبر كان قد استخدم عدة مرات، وقد يعود لأسرة واحدة…
    .
    ☆ من أهم ما كشف عنه في "تل أسود": الجماجم المليّسة أو الملونة بالمغرة الحمرا ، وبأقنعة جصية وكانت العيون منزلة من مادة القار الاحمر،
    وقد أشار مكانها إلى وظيفتها الطقسية فقد عدُّت ودائع تأسيس لأنها كشفت تحت القبور.
    .
    مما يشير الى وجود طقوس شعائرية وجنائزية في ذلك العصر اضافة الى بدايات التحنيط الامر الذي شكل ثورة معرفية في التاريخ.
    ويعد هذا الاكتشاف من اهم الاكتشافات الاثرية في سورية لعام 2006 م.
    .
    ولاحقاً توصّل الخبراء إلى كشف النقاب عن الطقوس التي صاحبت هذه الممارسة..
    .
    فقبل 10 آلاف عام، سكن إلانسان القرى وربّى الحيوانات الداجنة، زرع الأرض وانتظر الحصاد. وكانت حياة الإنسان اليومية والموسمية قد بدأت تتّخذ شكلها الحالي..
    وكان لمسائل الدين والموت حيز كبير فيها.
    وكما في كل العصور، حاول الإنسان القديم كشف أسرار الحياة والموت من خلال إيمانه بمعتقدات وشعائر دينية معينة..
    إحداها كانت ترتكز على إعادة تكوين جماجم الأقدمين وعرضها في البيوت.
    .
    فقد وجد علماء الآثار على أرضية أحد المنازل ثلاث جماجم قد أعيد تكوين ملامح وجوهها بطبقة ملوّنة من الطين والكلس.
    وكان اكتشافاً هائلاً حرّك مشاعر كلّ من كان على الموقع، حتى ان العمال راحوا يبكون...
    .
    وجدت الجماجم مجصصة ومقولبة بالجص وقد تم طلائها بالمغرة الحمراء، و تم معالجتها بعد فصلها عن الهيكل بعد الدفن ومن ثم تم نزع الفك السفلي وجزء من الجمجمة السفلية ليتم إدخال مادة جصية، وتعطى العيون شكلها في بعض الأحيان بواسطة وضع الصدف أو إنشاء تجويف يدل عليها، ويتم بعد الانتهاء من هذه الأعمال تلييس الجمجمة بالمغرة الحمراء. والنتيجة هي اعتقاد بأنها تعيد الحياة لوجه إنسان فارق الحياة وكأنه موجود بينهم.
    .
    وقد نشرت العالمة الفرنسية "دانيال ستوردور" في العدد (84) من مجلة "Syria" العلمية المتخصصة. نتيجة الأبحاث عن الطقوس الجنائزية المذكورة، حيث تقول:
    «كان سكان القرية ينتقون الأشخاص الفريدين من نوعهم بالنسبة إلى المجموعة ويقرّرون إعادة تكوين تقاطيع وجوههم بالطين والكلس. لا نستطيع أن نحدد هوية الأشخاص ولا سبب انتقائهم، بل نستطيع أن نؤكد أن هذه الشعائر كانت تجري في قرى سوريا الوسطى وصحراء النقب في الفترة الممتدة بين عامي 8200 و7000 قبل المسيح.
    ولكن تجدر الإشارة إلى أن مزاولة هذه الشعائر بقيت محدودة جداً، فلم تكتشف تلك الجماجم إلا في بعض المواقع الأخرى مثل (اريحا -تل السلطان) في فلسطين و(عين غزال) في الأردن، حيث كانت موضوعة على أرض غرف بعض المنازل، مما يشير إلى أنها كانت قيد الاستعمال كشعائر دينية أو على سبيل التعبير عن احترام الأموات. أما في موقع تل الأسود، فقد كان بعض تلك الجماجم مدفوناً في المقابر والبعض الآخر معروضاً».
    .
    ومن الملاحظات التي دوّنتها عالمة الآثار، وتبدو مهمة جداً في مجال تراتبية الشعائر الدينية:
    ▪︎عملية استخراج الجمجمة من الأرض بعد دفنها بعدة أشهر،
    ▪︎يتم من بعدها العمل على إعادة تكوين ملامح الوجه من جانب حرفيّي القبيلة الذين يجيدون استخدام الطين وممارسة فن النحت. ▪︎ومن بعدها، عملية عرض الجمجمة في أحد بيوت القبيلة، وإخراجها في بعض المناسبات إلى العلن والطّواف بها في أرجاء القرية.
    .
    اللافت للنظر أن بعض الجماجم كانت تبقى معروضة لعدة أجيال فيما يعاد دفن جماجم أخرى بعد عدة سنوات من عرضها والطواف بها.
    .
    سمحت مراقبة هذه التقاليد للدكتورة "ستوردور" بتقديم نظرية عن هذه الممارسة في موقع "تل الأسود". تشرحها قائلة:
    «إن الجماجم التي عثرنا عليها على أرض أحد البيوت كانت لا تزال تحتفظ بتأثير «هيبتها» و«سلطتها» على مجتمع الأحياء، إذ كانت تستخدم خلال الشعائر لتقديم الاحترام إلى الأجداد والأموات. أما تلك التي دفنت في المقابر، فكانت سلطتها قد ولّت، لذلك أعيد دفنها في الأرض مع باقي أهالي القرية».
    .
    وتجدر الإشارة إلى أن عدد المقابر التي تحيط بتلك الجماجم كان مرتفعاً جداً، ما يشير إلى أن دفنها لم يكن ليقلّل من أهميتها في عالم الأموات.
    .
    أما عن البيت الذي كانت تعرض فيه الجماجم التي يأتي الأحياء لزيارتها، فكانت بمثابة «بيوت يقدّمها سكان القرية إلى الأموات».
    .
    وتقول "ستوردود" إن اللافت للنظر هو «السكون المرسوم على وجوه تلك الجماجم. لا يستطيع أي عالم آثار أن يقف لحظة اكتشافها ساكناً. فالسلام الذي يطفو على ملامحها مؤثر جداً ويعطي الناظر شعوراً بالهيبة لا يزال فاعلاً حتى بعد 10 آلاف عام».
    .
    وتبقى فكرة تقديس الأسلاف هي العنوان الأبرز مع بروز مكانة المرأة واليافعين بدليل أن جماجم "تل اسود" وعددها 40 جمجمة المدفونة كانت من الجنسين بينما كانت الجماجم المتكلسة في "أريحا" جميعها لذكور وهذا يعني أن مكانة المرأة لدى سكان "تل أسود" كانت موازية لمكانة الرجل ولم يكن هناك تمييز في الجنس أو العمر
    =====================
    مدى نادين كنعان - جريدة الاخبار
    جوان فرشخ بجالي
    بدر الهرمزي - سانا





يعمل...
X