❖ فيلم اليوم: Escape From Alcatraz
القصّة التي يرويها الفيلم حقيقية: ثلاثة سجناء استطاعوا الفرار، سنة 1960، من السجن الشهير ألكاتراز الذي يبعد نحو 2 كلم عن ساحل مدينة سان فرانسيسكو. أُسس كسجن عسكري أولاً سنة 1910 ثم تحوّل، سنة 1934 إلى سجن تشرف عليه الحكومة الفدرالية وتبعث إليه بالمحكومين لجرائم كبيرة إلى أن تم إغلاقه سنة 1963 بعد عام واحد من نجاح السجناء الثلاثة من الهرب.
بما أن الفارين الثلاثة لا يملكون مركباً فإن السبيل الوحيد للهرب هي السباحة في مياه باردة وسط أسماك القرش. لهذا لا يعرف أحد إذا ما استطاع السجناء (أو أحدهم) الوصول إلى البر سالمين أو ماتوا غرقاً في اليَم. لذلك، وبما أن الفيلم لا يستطيع تأكيد النهاية على نحو أو آخر يمكن قبول إغفاله تاريخ بطله فرانك موريس (كلينت ايستوود) وما هي الجريمة التي ارتكبها لكي يتم نقله إلى هذا السجن. يصوّره بلا تاريخ معروف وعندما يسأله أحد السجناء «كيف كانت حياتك كولد؟” يختصر فرانك الجواب بكلمة واحدة: قصيرة (Short).
حياة فرانك في السجن لا تقل قتامة عن ماضيه. هناك وولف (بروس فيشر) الذي يترصّد لقتله بعدما حاول استمالة فرانك لفعل جنسي. عندما يفشل يحاول طعن فرانك وينتهي الأمر بسجن كل منهما في حجرة ضيفة لا ترى النور لأسابيع. بعد خروجه من الحفرة يبدأ خطّته للهرب مع مشاركة آخرين.
يعمد الفيلم لتقديم شخصيات أخرى أهمها مدير السجن (باتريك ماكوهن) المثير للكراهية بسبب ساديّته وعنفه خصوصاً بعدما أمر بتمزيق رسومات دوك (روبرتس بلوسوم) وحرمان ليتموس (فرانك رونزيو) من سلواه الوحيدة (العناية بفأر في زنزانته). قساوة مدير السجن تمنح العذر المنشود لإدانته مقابل تأييد الفيلم للمسجونين (في غالبيّتهم) وتشي بأن المدير هو سجين تلك الجدران وشخصيّته المتعجرفة. نريد لفرانك وصاحبيه النجاح في خطة النفاذ من السجن رغم المخاطر.
يتابع الفيلم، في نصفه الثاني تلك المحاولات الشاقة للهروب من السجن (بالحفر واستخدام الدٌمى للتمويه). هذا العنصر تشويقي ومحاط تلقائياً وبنجاح بالبيئة المُعاشة في ذلك السجن وبتقديم استعراض لشخصياته على جانبي تلك البيئة: السجّانين والمسجونين.
الفيلم مقتبس عن كتاب غير روائي وضعه ج. كامبل بروس حول الواقعة وكتبه للسينما رتشرد تَغل- Tuggle (أول سيناريو له) الذي أجاد التنفيذ والتغيير (من نص تسجيلي إلى آخر روائي) جيداً. لكن من نفّذ الفيلم فعلياً أمر فيه تساؤل. يحمل الفيلم إسم دونالد سيغل كمخرج لكن المشاع أن ايستوود ساهم في تنفيذ الفيلم وأن الرؤية الواقعية والإدارة الفنية للتصوير لضمان البيئة المنشودة تنتمي إليه. في كل الأحوال كان هذا هو التعاون الخامس والأخير بين ايستوود ممثلاً وسيغل مخرجاً.
مدير التصوير (بروس سورتي الذي أصبح مدير تصوير أفلام كلينت ايستوود كمخرج لسنوات طويلة) يؤمن التنوّع الضوئي بين الباحة الخارجية والزنزانات الداخلية جيداً (أفضل مما فعل برونو تيوتن مثلاً عندما صوّر للمخرج ستيوارت روزنبيرغ فيلم السجون الآخر Brubacker بعد سنة من انتاج هذا الفيلم) | ★★★☆
[هذا النص جزء من كتاب جديد للمؤلف].
القصّة التي يرويها الفيلم حقيقية: ثلاثة سجناء استطاعوا الفرار، سنة 1960، من السجن الشهير ألكاتراز الذي يبعد نحو 2 كلم عن ساحل مدينة سان فرانسيسكو. أُسس كسجن عسكري أولاً سنة 1910 ثم تحوّل، سنة 1934 إلى سجن تشرف عليه الحكومة الفدرالية وتبعث إليه بالمحكومين لجرائم كبيرة إلى أن تم إغلاقه سنة 1963 بعد عام واحد من نجاح السجناء الثلاثة من الهرب.
بما أن الفارين الثلاثة لا يملكون مركباً فإن السبيل الوحيد للهرب هي السباحة في مياه باردة وسط أسماك القرش. لهذا لا يعرف أحد إذا ما استطاع السجناء (أو أحدهم) الوصول إلى البر سالمين أو ماتوا غرقاً في اليَم. لذلك، وبما أن الفيلم لا يستطيع تأكيد النهاية على نحو أو آخر يمكن قبول إغفاله تاريخ بطله فرانك موريس (كلينت ايستوود) وما هي الجريمة التي ارتكبها لكي يتم نقله إلى هذا السجن. يصوّره بلا تاريخ معروف وعندما يسأله أحد السجناء «كيف كانت حياتك كولد؟” يختصر فرانك الجواب بكلمة واحدة: قصيرة (Short).
حياة فرانك في السجن لا تقل قتامة عن ماضيه. هناك وولف (بروس فيشر) الذي يترصّد لقتله بعدما حاول استمالة فرانك لفعل جنسي. عندما يفشل يحاول طعن فرانك وينتهي الأمر بسجن كل منهما في حجرة ضيفة لا ترى النور لأسابيع. بعد خروجه من الحفرة يبدأ خطّته للهرب مع مشاركة آخرين.
يعمد الفيلم لتقديم شخصيات أخرى أهمها مدير السجن (باتريك ماكوهن) المثير للكراهية بسبب ساديّته وعنفه خصوصاً بعدما أمر بتمزيق رسومات دوك (روبرتس بلوسوم) وحرمان ليتموس (فرانك رونزيو) من سلواه الوحيدة (العناية بفأر في زنزانته). قساوة مدير السجن تمنح العذر المنشود لإدانته مقابل تأييد الفيلم للمسجونين (في غالبيّتهم) وتشي بأن المدير هو سجين تلك الجدران وشخصيّته المتعجرفة. نريد لفرانك وصاحبيه النجاح في خطة النفاذ من السجن رغم المخاطر.
يتابع الفيلم، في نصفه الثاني تلك المحاولات الشاقة للهروب من السجن (بالحفر واستخدام الدٌمى للتمويه). هذا العنصر تشويقي ومحاط تلقائياً وبنجاح بالبيئة المُعاشة في ذلك السجن وبتقديم استعراض لشخصياته على جانبي تلك البيئة: السجّانين والمسجونين.
الفيلم مقتبس عن كتاب غير روائي وضعه ج. كامبل بروس حول الواقعة وكتبه للسينما رتشرد تَغل- Tuggle (أول سيناريو له) الذي أجاد التنفيذ والتغيير (من نص تسجيلي إلى آخر روائي) جيداً. لكن من نفّذ الفيلم فعلياً أمر فيه تساؤل. يحمل الفيلم إسم دونالد سيغل كمخرج لكن المشاع أن ايستوود ساهم في تنفيذ الفيلم وأن الرؤية الواقعية والإدارة الفنية للتصوير لضمان البيئة المنشودة تنتمي إليه. في كل الأحوال كان هذا هو التعاون الخامس والأخير بين ايستوود ممثلاً وسيغل مخرجاً.
مدير التصوير (بروس سورتي الذي أصبح مدير تصوير أفلام كلينت ايستوود كمخرج لسنوات طويلة) يؤمن التنوّع الضوئي بين الباحة الخارجية والزنزانات الداخلية جيداً (أفضل مما فعل برونو تيوتن مثلاً عندما صوّر للمخرج ستيوارت روزنبيرغ فيلم السجون الآخر Brubacker بعد سنة من انتاج هذا الفيلم) | ★★★☆
[هذا النص جزء من كتاب جديد للمؤلف].