ازرقي (وليد)
Al-Azraqi (Abu Al-Walid-) - Al-Azraqi (Abu Al-Walid-)
الأزرقي (أبو الوليد -)
(.. - نحو 250هـ/.. - نحو864م)
محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي الغسّاني، أبو الوليد ، مؤرخ، جغرافي. ولد في مكة المكرمة، ولايعرف عن حياته إلا القليل، جاءت شهرته من كتابه «أخبار مكة شرفّها الله تعالى، وما جاء فيها من الآثار» وهو من أوثق المصادر التاريخية عن مكة المكرمة، وأقدمها.
فقد كتب عن مكة المكرمة محمد بن عمر الواقدي (207هـ)، وعلي بن محمد المدائني (225هـ)، والزبير بن بكار (256هـ )، وعمر بن شبة (262هـ)، ومحمد بن إسحاق الفاكهي (نحو 280هـ)، غير أن مؤلفات هؤلاء قد فقدت، ولم يبق إلا كتاب الأزرقي، وهذا ما يجعله من كتب التراث النادرة.
بدأ الأزرقي كتابه بذكر الروايات عن تاريخ الكعبة المشرفة، ثم تحدث عن قدوم إبراهيم مع زوجه هاجر، وابنهما إسماعيل إلى مكة المكرمة، وبناء الكعبة، ومن ولي سدانتها، منذ إسماعيل إلى عهد قصي بن كلاب. وذكر عبادة الأصنام، والانحراف عن الحنيفية دين إبراهيم، وأخبار الكعبة ، وكسوتها، والطواف، وزمزم، وحدود المسجد الحرام. وفي القسم الأخير من الكتاب ذكر سيول مكة المكرمة، ومواضع مِنى، ورمي الجمار، والمُزْدَلِفة، وجبال مكة، وشعابها، وأشهر أماكنها.
وقد أخذ الأزرقي رواياته عن جماعة من العلماء منهم: إبراهيم بن محمد الشافعي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر بن الأزرق العدني. وأكثر الرواية عن جده أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، وهو ثقة، روى عنه البخاري في صحيحه، ويكنّى أبا الوليد أيضاً. وبسبب ذلك وَهِمَ النووي في المجموع، فذكر أن أبا الوليد الأزرقي صاحب أخبار مكة المكرمة كان من أصحاب الشافعي (204هـ)، وقد أخذ عنه الحديث، والفقه. والحقيقة أن أبا الوليد هذا هو الجد، وليس الحفيد. وقد نبّه على ذلك العلامة أبو الطيب تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي في كتابه «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» عندما ترجم للأزرقي الحفيد.
وكتاب الأزرقي مقسّم إلى فصول، وأبواب، وهو غزير المادة، وخلوه من ذكر ولاة مكة المكرمة، وما وقع فيها من الحوادث السياسية، والاجتماعية، لا ينقص من أهميته.
وقد اختصره سعد الدين بن عمر الإسفرائيني المكي، من علماء القرن الثامن الهجري في كتابه المسمى «زبدة الأعمال، وخلاصة الأفعال»، واكتفى بالبحث في فضائل الحج، والعمرة، وما يتصل بذلك. كما اختصره يحيى بن محمد الكرماني من رجال القرن التاسع الهجري بكتابه «مختصر تاريخ مكة المشرفة». وقد نظم عبد الملك بن أحمد الأنصاري من فقهاء الشافعية (772هـ) ما جاء في كتاب الأزرقي بأرجوزة سمّاها :«نظم تاريخ مكة للأزرقي في أرجوزة».
ج.ت
ـ رشدي الصالح ملحس، مقدمة كتاب أخبار مكة للأزرقي ( دار الأندلس، بيروت 1983م).
ـ إسماعيل البغدادي، هدية العارفين ( مكتبة المثنى ، بغداد 1951م).
Al-Azraqi (Abu Al-Walid-) - Al-Azraqi (Abu Al-Walid-)
الأزرقي (أبو الوليد -)
(.. - نحو 250هـ/.. - نحو864م)
محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي الغسّاني، أبو الوليد ، مؤرخ، جغرافي. ولد في مكة المكرمة، ولايعرف عن حياته إلا القليل، جاءت شهرته من كتابه «أخبار مكة شرفّها الله تعالى، وما جاء فيها من الآثار» وهو من أوثق المصادر التاريخية عن مكة المكرمة، وأقدمها.
فقد كتب عن مكة المكرمة محمد بن عمر الواقدي (207هـ)، وعلي بن محمد المدائني (225هـ)، والزبير بن بكار (256هـ )، وعمر بن شبة (262هـ)، ومحمد بن إسحاق الفاكهي (نحو 280هـ)، غير أن مؤلفات هؤلاء قد فقدت، ولم يبق إلا كتاب الأزرقي، وهذا ما يجعله من كتب التراث النادرة.
بدأ الأزرقي كتابه بذكر الروايات عن تاريخ الكعبة المشرفة، ثم تحدث عن قدوم إبراهيم مع زوجه هاجر، وابنهما إسماعيل إلى مكة المكرمة، وبناء الكعبة، ومن ولي سدانتها، منذ إسماعيل إلى عهد قصي بن كلاب. وذكر عبادة الأصنام، والانحراف عن الحنيفية دين إبراهيم، وأخبار الكعبة ، وكسوتها، والطواف، وزمزم، وحدود المسجد الحرام. وفي القسم الأخير من الكتاب ذكر سيول مكة المكرمة، ومواضع مِنى، ورمي الجمار، والمُزْدَلِفة، وجبال مكة، وشعابها، وأشهر أماكنها.
وقد أخذ الأزرقي رواياته عن جماعة من العلماء منهم: إبراهيم بن محمد الشافعي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر بن الأزرق العدني. وأكثر الرواية عن جده أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، وهو ثقة، روى عنه البخاري في صحيحه، ويكنّى أبا الوليد أيضاً. وبسبب ذلك وَهِمَ النووي في المجموع، فذكر أن أبا الوليد الأزرقي صاحب أخبار مكة المكرمة كان من أصحاب الشافعي (204هـ)، وقد أخذ عنه الحديث، والفقه. والحقيقة أن أبا الوليد هذا هو الجد، وليس الحفيد. وقد نبّه على ذلك العلامة أبو الطيب تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي في كتابه «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» عندما ترجم للأزرقي الحفيد.
وكتاب الأزرقي مقسّم إلى فصول، وأبواب، وهو غزير المادة، وخلوه من ذكر ولاة مكة المكرمة، وما وقع فيها من الحوادث السياسية، والاجتماعية، لا ينقص من أهميته.
وقد اختصره سعد الدين بن عمر الإسفرائيني المكي، من علماء القرن الثامن الهجري في كتابه المسمى «زبدة الأعمال، وخلاصة الأفعال»، واكتفى بالبحث في فضائل الحج، والعمرة، وما يتصل بذلك. كما اختصره يحيى بن محمد الكرماني من رجال القرن التاسع الهجري بكتابه «مختصر تاريخ مكة المشرفة». وقد نظم عبد الملك بن أحمد الأنصاري من فقهاء الشافعية (772هـ) ما جاء في كتاب الأزرقي بأرجوزة سمّاها :«نظم تاريخ مكة للأزرقي في أرجوزة».
ج.ت
مراجع للاستزادة |
ـ إسماعيل البغدادي، هدية العارفين ( مكتبة المثنى ، بغداد 1951م).