اميه عبد عزيز صلت
Omamayah ibn Abdul Aziz ibn abi al-Saltt - Omamayah ibn Abdul Aziz ibn abi al-Saltt
أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت
(460 - 529هـ/1067 - 1134م)
أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت الإشبيلي الأندلسي. عالم موسوعي، ذو عناية بالطب وهندسة الميكانيك والفلسفة والتاريخ والشعر والموسيقى.
ولد في بلدة دانية في شرقي الأندلس، ونشأ فيها وأخذ علوم اللغة والنحو عن قاضيها أبي الوليد الوقشي (ت 488هـ/1095م). ثم انتقل إلى إشبيلية فنسب إليها واستقر فيها إلى حين سقوط طليطلة بيد ألفونسو السادس، ملك قشتالة سنة478هـ/1094م. فهاجر منها نحو سنة 489هـ/1096م متجهاً إلى ميناء المهدية التونسي شرقي القيروان. حيث دخل في خدمة صاحبها ابن باديس الصنهاجي، الذي أرسله في سفارة يحمل منه رسالة إلى الملك الأفضل بن بدر الجمالي أمير الجيوش في زمن المستعلي بالله أحمد بن معد الفاطمي. وبقي مدة مقرباً عنده لحسن معشره وفصاحة لسانه. لكنّ الأفضل تغير عليه فسجنه بفرية افتراها عليه بعض حاسديه من حاشية الأفضل، ووضعه في خزانة للكتب فقضى في سجنه هذا ثلاث سنوات ونيفاً، ولكن إقامته في المكتبة عادت عليه بفوائد جمة فقد نهل في أثنائها من مختلف العلوم والفنون من مخطوطاتها وألف كتاب «الحديقة» الذي نهج فيه نهج الثعالبي في يتيمة الدهر. ثم خرج من سجنه هذا بشفاعة بعض الوجهاء ومتوسلاً بقصيدة مدح بها الأفضل.
زار الاسكندرية واستقر فيها مدة من الزمن، ثم سجن مرة ثانية بسبب إخفاقه في انتشال مركب كان محملاً بكمية من النحاس. إذ ابتكر رافعة استطاع بوساطتها رفع المركب الذي طفا ووصل إلى سطح الماء، ولكن تقطعت الحبال الموثق بها المركبة على بكرات دوارة، فغرق المركب ثانية. لأن أبا الصلت لم يحسب حساب ثقل المركب ولا الماء في جوفه ولاوزن النحاس والماء وضغط الهواء. فغضب الأفضل عليه وسجنه ثانية ثم خرج من سجنه بقصيدة تشفع فيها إلى الأفضل.
فارق أبو الصلت الاسكندرية و قصد المرتضى أبا طاهر يحيى بن تميم بن باديس الصنهاجي صاحب المهدية فحظي عنده وانصرف إلى التأليف وتلحين الأغاني «الإفريقية» (التونسية)؛ إذ كان عازفاً على العود. كما نشر الألحان الأندلسية فيها، كما يقول ابن سعيد المغربي في كتابه «المُغْرب في حُلى المَغْرب».
آثاره ومؤلفاته:
صنف أمية بن أبي الصلت كتباً عديدة في الطب والفلك والأدب والتاريخ منها:
ـ كتاب الأدوية المفردة: تحدث فيه عن منافع هذه الأدوية بحسب فعلها في كل عضو من أعضاء البدن. وأتمه في أثناء سجنه. ترجمه إلى اللاتينية آرنولد الفيلانوفي، منه نسخٌ في المكتبات العربية في دمشق والمغرب وبعض مدن أوربة.
ـ كتاب في الصيدلة: ترجمه إلى اللاتينية آرنولد الفيلانوفي.
ـ الرسالة المصرية (في الطب): وصف فيها أحوال مصر جغرافياً وبشرياً واجتماعياً وثقافياً. وضمنها تراجم وانتقادات لبعض أطبائها. وحققها عبد السلام هارون سنة 1951م.
ـ الوجيز في علم الهيئة: قدمه للأفضل بن بدر الجمالي.
ـ رسالة في العمل بالاسطرلاب: كتبها وهو في سجنه. نسخه الخطية موزعة بين دمشق والموصل وإيران وتركية وأكسفورد.
ـ عمل صفيحة جامعة تكون فيها جميع الكواكب السبعة. نسختها الخطية في بيروت.
ـ نَظْم في الفلك والاسطرلاب: بين فيه عدم اعتقاده بالتنجيم. ورفضه لأقوال المنجمين.
ـ رسالة في الموسيقى: أصلها العربي مفقود. لها في باريس نسخة خطية مترجمة إلى العبرية.
ـ الملح العصرية من شعراء أهل الأندلس والطارئين عليها.
ـ كتاب الحديقة: استعرض فيه ما شاهده في مصر وعرفه من العلماء القراء. كما تحدث فيه عما لقيه في سجنه.
ـ ديوان شعر: مرتب بحسب الحروف. مفقود، ذكر العماد الأصفهاني مختارات منه.
ـ كتاب عن تاريخ الزيريين حكام المهدية: وذيله بكتاب الرقيق.
ـ كتاب تقويم الذهن: في المنطق، مطبوع.
توفي أمية بن أبي الصلت بالمهدية في أول المحرم في نحو السبعين من عمره ودفن ببلدة المنستير غربي تونس.
زهير حميدان
ـ المقري، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت 1388هـ/1968م).
ـ ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق نزار رضا.
ـ ياقوت، معجم الأدباء، تحقيق إحسان عباس (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1995).
ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب (دار المسيرة، بيروت).
Omamayah ibn Abdul Aziz ibn abi al-Saltt - Omamayah ibn Abdul Aziz ibn abi al-Saltt
أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت
(460 - 529هـ/1067 - 1134م)
أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت الإشبيلي الأندلسي. عالم موسوعي، ذو عناية بالطب وهندسة الميكانيك والفلسفة والتاريخ والشعر والموسيقى.
ولد في بلدة دانية في شرقي الأندلس، ونشأ فيها وأخذ علوم اللغة والنحو عن قاضيها أبي الوليد الوقشي (ت 488هـ/1095م). ثم انتقل إلى إشبيلية فنسب إليها واستقر فيها إلى حين سقوط طليطلة بيد ألفونسو السادس، ملك قشتالة سنة478هـ/1094م. فهاجر منها نحو سنة 489هـ/1096م متجهاً إلى ميناء المهدية التونسي شرقي القيروان. حيث دخل في خدمة صاحبها ابن باديس الصنهاجي، الذي أرسله في سفارة يحمل منه رسالة إلى الملك الأفضل بن بدر الجمالي أمير الجيوش في زمن المستعلي بالله أحمد بن معد الفاطمي. وبقي مدة مقرباً عنده لحسن معشره وفصاحة لسانه. لكنّ الأفضل تغير عليه فسجنه بفرية افتراها عليه بعض حاسديه من حاشية الأفضل، ووضعه في خزانة للكتب فقضى في سجنه هذا ثلاث سنوات ونيفاً، ولكن إقامته في المكتبة عادت عليه بفوائد جمة فقد نهل في أثنائها من مختلف العلوم والفنون من مخطوطاتها وألف كتاب «الحديقة» الذي نهج فيه نهج الثعالبي في يتيمة الدهر. ثم خرج من سجنه هذا بشفاعة بعض الوجهاء ومتوسلاً بقصيدة مدح بها الأفضل.
زار الاسكندرية واستقر فيها مدة من الزمن، ثم سجن مرة ثانية بسبب إخفاقه في انتشال مركب كان محملاً بكمية من النحاس. إذ ابتكر رافعة استطاع بوساطتها رفع المركب الذي طفا ووصل إلى سطح الماء، ولكن تقطعت الحبال الموثق بها المركبة على بكرات دوارة، فغرق المركب ثانية. لأن أبا الصلت لم يحسب حساب ثقل المركب ولا الماء في جوفه ولاوزن النحاس والماء وضغط الهواء. فغضب الأفضل عليه وسجنه ثانية ثم خرج من سجنه بقصيدة تشفع فيها إلى الأفضل.
فارق أبو الصلت الاسكندرية و قصد المرتضى أبا طاهر يحيى بن تميم بن باديس الصنهاجي صاحب المهدية فحظي عنده وانصرف إلى التأليف وتلحين الأغاني «الإفريقية» (التونسية)؛ إذ كان عازفاً على العود. كما نشر الألحان الأندلسية فيها، كما يقول ابن سعيد المغربي في كتابه «المُغْرب في حُلى المَغْرب».
آثاره ومؤلفاته:
صنف أمية بن أبي الصلت كتباً عديدة في الطب والفلك والأدب والتاريخ منها:
ـ كتاب الأدوية المفردة: تحدث فيه عن منافع هذه الأدوية بحسب فعلها في كل عضو من أعضاء البدن. وأتمه في أثناء سجنه. ترجمه إلى اللاتينية آرنولد الفيلانوفي، منه نسخٌ في المكتبات العربية في دمشق والمغرب وبعض مدن أوربة.
ـ كتاب في الصيدلة: ترجمه إلى اللاتينية آرنولد الفيلانوفي.
ـ الرسالة المصرية (في الطب): وصف فيها أحوال مصر جغرافياً وبشرياً واجتماعياً وثقافياً. وضمنها تراجم وانتقادات لبعض أطبائها. وحققها عبد السلام هارون سنة 1951م.
ـ الوجيز في علم الهيئة: قدمه للأفضل بن بدر الجمالي.
ـ رسالة في العمل بالاسطرلاب: كتبها وهو في سجنه. نسخه الخطية موزعة بين دمشق والموصل وإيران وتركية وأكسفورد.
ـ عمل صفيحة جامعة تكون فيها جميع الكواكب السبعة. نسختها الخطية في بيروت.
ـ نَظْم في الفلك والاسطرلاب: بين فيه عدم اعتقاده بالتنجيم. ورفضه لأقوال المنجمين.
ـ رسالة في الموسيقى: أصلها العربي مفقود. لها في باريس نسخة خطية مترجمة إلى العبرية.
ـ الملح العصرية من شعراء أهل الأندلس والطارئين عليها.
ـ كتاب الحديقة: استعرض فيه ما شاهده في مصر وعرفه من العلماء القراء. كما تحدث فيه عما لقيه في سجنه.
ـ ديوان شعر: مرتب بحسب الحروف. مفقود، ذكر العماد الأصفهاني مختارات منه.
ـ كتاب عن تاريخ الزيريين حكام المهدية: وذيله بكتاب الرقيق.
ـ كتاب تقويم الذهن: في المنطق، مطبوع.
توفي أمية بن أبي الصلت بالمهدية في أول المحرم في نحو السبعين من عمره ودفن ببلدة المنستير غربي تونس.
زهير حميدان
مراجع للاستزادة |
ـ ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق نزار رضا.
ـ ياقوت، معجم الأدباء، تحقيق إحسان عباس (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1995).
ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب (دار المسيرة، بيروت).