قصة الطوفان حسب الوثائق و الدراسات الأثرية :
تشير المعطيات الآثارية وتنقيباتها إلى أن بلاد ما بين النهرين شهدت بالفعل قبل خمسة أو ستة آلاف سنة حدثاً طبيعياً يحمل طابعاً كارثياً ويمكن تسميته بالطوفان على الرغم من كونه ليس عالمياً.
وقد قام ليوناردو وولي بإجراء حفريات أثرية في مدينة أور جنوب الرافدين حيث قام ب 12 موسماً تنقيبياً, ويشير إلى أنه حين وصلوا في حفرياتهم إلى الطبقة السفلى التي تتكون من المزيج الاعتيادي الذي تمتاز به المواقع السكنية الأثرية حيث قطع الآجر والفخار والأوساخ والرماد, فجأة يختفي كل شيء بعد ذلك ولم يعد هناك آثار تدل على نشاط بشري لكنه بعد إجراء قياسات معينة أحس أنه ينبغي أن تكون التربة النقية واقعة في عمق آخر.
ثم يمضي في حفرياته عمقاً نحو مترين ونصف وإذا بقطع وشظايا الصوان والفخار والأواني تظهر من جديد.
تساءل المنقب وولي عن وجود تلك الطبقة النقية الخالية من الإشكال والنشاط البشري وتوصل إلى نتيجة أن ذلك يعني الطوفان.
يقول وولي: لقد اقتنعنا بأن الطوفان وقع بالفعل وهو في أساسه حقيقة تاريخية, تقول التوراة أن المياه ارتفعت ثمانية أمتار ويبدو أن الأمر كان كذاك بالفعل.
تقول الأسطورة السومرية أن الناس قبل الطوفان كانوا يعيشون في أكواخ من قصب وقد عثر على هذه الأكواخ في أور في العُبيد. وكان نوح قد صنع سفينته من أشجار خفيفة ثم طلاها بالزفت, وقد عثر في الطبقة العليا على كومة كبيرة من الزفت على آثار السلة التي كان يحفظ فيها الزفت.
ويشير هذا الباحث إلى أن هذا الطوفان لم يكن طوفاناً عالمياً بل مجرد طوفان اعتيادي غمر المناطق السكنية الواقعة بين الجبال والصحراء ووادي دجلة والفرات ولكن الوادي كان عالماً كاملاً بالنسبة لسكانه.
وعن فترة حدوث الطوفان يشير إلى أن الفترة العُبيدية تعتبر فترة نموذجية حضارية للعصر الحجري الحديث حيث كان الناس يعيشون في أكواخ بدائية مطلية بالطين واستخدموا المعادن للزينة. غير أن التنقيبات الحاصلة في موقع أور ومن ثم اريدو حيث "هبط الحكم الملكي من السماء ولأول مرة" حسب أثبات الملوك السومريين وضعت الحضارة العبيدية /ما قبل السومرية/ في وضع جديد. ففي تلك الفترة تم تحقيق الطفرة الكبيرة من المجتمع البدائي نحو المجتمع المدني المبكر وفي تلك الحقبة بالذات تم تدجين البقر والماشية واخترعت العجلة والقوس وفي تلك الحقبة بالذات بدأ الناس بتشييد المعابد والقصور وفي تلك الحقبة أيضاً ظهرت أقدم مدن الرافدين: اريدو – اور – اوروك.
ويصل الباحث وولي للقول: إن الحضارة العبيدية عاشت الطوفان.. فالعبيديون هم من عاش هذه الكارثة.
ويشير الباحث كاسيدوفسكي في كتابه "الواقع والأسطورة في التوراة" إلى أن المدى الذي شمله الطوفان كان بالنسبة لسكان آسيا الأمامية آنئذ يشكل العالم كله ولذلك كان ذلك الغمر بالنسبة إليهم طوفاناً عالمياً صنعته الآلهة عقاباً للبشر على شرورهم وتناقلت الأجيال قصة الطوفان هذه من السومريين إلى الأكديين ثم تسربت إلى أرض كنعان وأخذها قدماء اليهود ودونوا روايتهم عن الطوفان في التوراة .
ولابأس هنا من تتبع معالم الثقافة العبيدية كي تتضح الصورة التاريخية لعصر الطوفان :
الثقافة العبيدية : ظهرت مع بداية الألف الخامس قبل الميلاد واستمرت حتى منتصف الألف الرابع . ،سميت بهذا الاسم نسبة إلى تل العبيد في جنوب الرافدين .
تطورت ثقافة العبيد تبعا للزمن وكذلك توسع انتشارها مع الزمن حيث أصبحنا نتلمس انتشارها في الشمال وحتى سواحل المتوسط .
في مراحلها الأولى نجد أنها صنعت الفخار وأشادت أبنية من اللبن ، ثم تطورت في المراحل اللاحقة لنجد أننا أمام صناعة أدوات من حجر الصوان والأوبسيديان . ويعتقد أن الزراعة بالمحراث عرفت في هذه الفترة ، كما استؤنست الأبقار . وفي مجال المعتقدات نجد أن تقديس الأم الكبرى كان سائداً ، دل على ذلك التماثيل التي عثر عليها في مواقع مختلفة .
مع المرحلة الثالثة انتشرت هذه الثقافة حتى شمال سوريا وغرباً باتجاه سواحل البحر المتوسط ، هنا نجد أنه تم اختراع دولاب الفخار .
وفي المناطق الشمالية استأنسوا الأغنام والماعز ومارسوا الزراعة البعلية .
في مرحلتها الرابعة تميزت هذه الثقافة بتطور اختراعاتها ويلاحظ حصول تطور مهم في مجال العمارة الدينية حيث نلحظ اتساع المباني وكأنها تمنح دليلاً على اتساع أهمية المعبد اجتماعياً .
15 – كانت الأعمار في عهد نوح لاتزيد أبداً عن الأعمار في يومنا هذا، بل لعلها كانت أقل. فلقد أثبتت الوثائق التاريخية أن متوسط الأعمار عند الفراعنة لايزيد عن 40 عاماً. أما الزعم بأن عمر آدم كان ألف عام وأن نوح لبث في قومه تسعمائة وخمسين عاماً يدعوهم إلى الإسلام فهذا ضرب من العبث والتخريف، لانلوم عليه أصحاب التراث التوراتي لأن علوم التاريخ والبيولوجيا كانت مجهولة لديهم، لكننا نلوم المعاصرين الذين مازالوا يظنون – ويفرضون علينا ظنهم – أن الإنسان كان يعيش ألف عام أو أكثر. فإن احتج علينا مستنكر بأن عمر نوح مذكور صراحة في قوله تعالى (ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون) العنكبوت 14. نقول: هذا احتجاج وجيه يجب الوقوف عنده بالتأمل والتوضيح.
في وثيقة تعود لنهاية الألف الثالث قبل الميلاد وضع الكهنة قائمة للملوك السومريين الذين حكموا مدن الرافدين قبل الطوفان وبعده .
يقدم هذا النص معطيات عن وجود خمس مدن في عصر ما قبل الطوفان حيث نزلت الملوكية من السماء وأسست تلك المدن وهي: اريدو حيث حكمها ملكان استمر حكمهما لمدة 64000 سنة.
ثم انتقلت الملوكية إلى مدينة باد - تبيرا وحكمها ثلاثة ملوك لمدة 180000 سنة.
وانتقلت فيما بعد إلى مدينة لرك وحكمها ملك واحد لمدة 28000 سنة.
ثم سبار حيث حكمها ملك واحد لمدة 21000 سنة.
وأخيراً مدينة شوروباك التي حكمها ملك واحد لمدة 18000 سنة.
وما نلاحظه هنا هو فترات حكم الملوك الخيالية والمبالغ فيها, أو ربما لا يمكن فهمها إلا ضمن مساقها السومري آنذاك.
ويبدو أن هذه الفترات الخيالية انسحبت بدورها على ما جاء في التوراة من أعمار خيالية للأنبياء.
إذن في فترة ما قبل الطوفان كان هناك خمس مدن حكمها ثمانية ملوك لمدة 240000 سنة.
ثم حلّ الطوفان /كما ورد في الوثائق السومرية-البابلية/ و "جرف البلاد", لتعود الملوكية مرة ثانية وتنزل في مدينة كيش الرافدية حيث حكمها 23 ملكاً لمدة 24150 سنة وثلاثة أشهر وثلاثة أيام ونصف اليوم.
ثم دمرت كيش (في حرب) وانتقلت الملوكية لإلى مدينة اي- أنّا حيث حكمها 12 ملكاً لمدة 2310 سنوات.
ثم دمرت أوروك وانتقلت الملوكية إلى أور حيث حكمها أربعة ملوك لمدة 177 عاماً.
وبعد دمار أور انتقلت الملوكية إلى أوان وحكمها ثلاثة ملوك لمدة 356 عاماً.
وتدمرت أوان وانتقلت الملوكية إلى مدينة خمازي وحكم ملك واحد لمدة 36 عاماً .
ودمرت خمازي وانتقلت الملوكية إلى أوروك وحكم ثلاثة ملوك لمدة 187 عاماً.
وبعد دمار أوروك انتقلت الملوكية إلى أور حيث حكمها ثلاثة ملوك لمدة 116 عاماً.
ومن أوروك إلى أدب حيث حكمها ملك واحد لمدة 90 عاماً.
ومن أدب إلى ماري حيث حكم فيها 6 ملوك مدة 136 عاماً.
ومن ماري إلى كيش حيث حكمتها ملكة واحدة لمدة 100 سنة.
ومن كيش انتقلت الملوكية إلى مدينة اكشك حيث حكمها 6 ملوك لمدة 99 سنة.
وبعد اكشك انتقلت إلى كيش حيث حكمها سبعة ملوك لمدة 491 سنة.
ثم من كيش إلى أوروك حيث حكمها لوجال زاجيزي لمدة 25 عاماً.
ومن أوروك إلى أكد وحكم فيها 11 ملكاً لمدة 197 سنة.
ومن أكد إلى أوروك حيث حكمها خمسة ملوك لمدة 30 سنة.
وبعد دمار أوروك انتقلت الملوكية إلى الكوتيين حيث حكم 12 ملكاً لمدة 91 سنة.
دُمر الكوتيون وانتقلت الملوكية إلى أوروك وحكم ملك واحد 7 سنوات و6 أشهر و15 يوماً.
ثم دمرت أوروك وانتقلت الملوكية إلى أور.
وينتهي أثبات الملوك السومريين عبر سلالتي أور الثالثة وسلالة مدينة إيسن في 2017-1794 ق.م .
ويبدو أن الفترات المحددة فيما بعد الطوفان ولاسيما في وسط ونهاية القائمة كانت واقعية إلى حد ما.
وقد ذكرت إحدى الوثائق:"أن الطوفان قضى على الجميع وبعد الطوفان نزل الحكم الملكي من السماء من جديد وأصبحت مدينة كيش مقر حكم الملوك. وقبل الطوفان كان الحكم الملكي قد هبط من السماء لأول مرة في مدينة اريدو"
- من مساهمة لنا في كتاب الدكتور محمد شحرور القصص القرآني
تشير المعطيات الآثارية وتنقيباتها إلى أن بلاد ما بين النهرين شهدت بالفعل قبل خمسة أو ستة آلاف سنة حدثاً طبيعياً يحمل طابعاً كارثياً ويمكن تسميته بالطوفان على الرغم من كونه ليس عالمياً.
وقد قام ليوناردو وولي بإجراء حفريات أثرية في مدينة أور جنوب الرافدين حيث قام ب 12 موسماً تنقيبياً, ويشير إلى أنه حين وصلوا في حفرياتهم إلى الطبقة السفلى التي تتكون من المزيج الاعتيادي الذي تمتاز به المواقع السكنية الأثرية حيث قطع الآجر والفخار والأوساخ والرماد, فجأة يختفي كل شيء بعد ذلك ولم يعد هناك آثار تدل على نشاط بشري لكنه بعد إجراء قياسات معينة أحس أنه ينبغي أن تكون التربة النقية واقعة في عمق آخر.
ثم يمضي في حفرياته عمقاً نحو مترين ونصف وإذا بقطع وشظايا الصوان والفخار والأواني تظهر من جديد.
تساءل المنقب وولي عن وجود تلك الطبقة النقية الخالية من الإشكال والنشاط البشري وتوصل إلى نتيجة أن ذلك يعني الطوفان.
يقول وولي: لقد اقتنعنا بأن الطوفان وقع بالفعل وهو في أساسه حقيقة تاريخية, تقول التوراة أن المياه ارتفعت ثمانية أمتار ويبدو أن الأمر كان كذاك بالفعل.
تقول الأسطورة السومرية أن الناس قبل الطوفان كانوا يعيشون في أكواخ من قصب وقد عثر على هذه الأكواخ في أور في العُبيد. وكان نوح قد صنع سفينته من أشجار خفيفة ثم طلاها بالزفت, وقد عثر في الطبقة العليا على كومة كبيرة من الزفت على آثار السلة التي كان يحفظ فيها الزفت.
ويشير هذا الباحث إلى أن هذا الطوفان لم يكن طوفاناً عالمياً بل مجرد طوفان اعتيادي غمر المناطق السكنية الواقعة بين الجبال والصحراء ووادي دجلة والفرات ولكن الوادي كان عالماً كاملاً بالنسبة لسكانه.
وعن فترة حدوث الطوفان يشير إلى أن الفترة العُبيدية تعتبر فترة نموذجية حضارية للعصر الحجري الحديث حيث كان الناس يعيشون في أكواخ بدائية مطلية بالطين واستخدموا المعادن للزينة. غير أن التنقيبات الحاصلة في موقع أور ومن ثم اريدو حيث "هبط الحكم الملكي من السماء ولأول مرة" حسب أثبات الملوك السومريين وضعت الحضارة العبيدية /ما قبل السومرية/ في وضع جديد. ففي تلك الفترة تم تحقيق الطفرة الكبيرة من المجتمع البدائي نحو المجتمع المدني المبكر وفي تلك الحقبة بالذات تم تدجين البقر والماشية واخترعت العجلة والقوس وفي تلك الحقبة بالذات بدأ الناس بتشييد المعابد والقصور وفي تلك الحقبة أيضاً ظهرت أقدم مدن الرافدين: اريدو – اور – اوروك.
ويصل الباحث وولي للقول: إن الحضارة العبيدية عاشت الطوفان.. فالعبيديون هم من عاش هذه الكارثة.
ويشير الباحث كاسيدوفسكي في كتابه "الواقع والأسطورة في التوراة" إلى أن المدى الذي شمله الطوفان كان بالنسبة لسكان آسيا الأمامية آنئذ يشكل العالم كله ولذلك كان ذلك الغمر بالنسبة إليهم طوفاناً عالمياً صنعته الآلهة عقاباً للبشر على شرورهم وتناقلت الأجيال قصة الطوفان هذه من السومريين إلى الأكديين ثم تسربت إلى أرض كنعان وأخذها قدماء اليهود ودونوا روايتهم عن الطوفان في التوراة .
ولابأس هنا من تتبع معالم الثقافة العبيدية كي تتضح الصورة التاريخية لعصر الطوفان :
الثقافة العبيدية : ظهرت مع بداية الألف الخامس قبل الميلاد واستمرت حتى منتصف الألف الرابع . ،سميت بهذا الاسم نسبة إلى تل العبيد في جنوب الرافدين .
تطورت ثقافة العبيد تبعا للزمن وكذلك توسع انتشارها مع الزمن حيث أصبحنا نتلمس انتشارها في الشمال وحتى سواحل المتوسط .
في مراحلها الأولى نجد أنها صنعت الفخار وأشادت أبنية من اللبن ، ثم تطورت في المراحل اللاحقة لنجد أننا أمام صناعة أدوات من حجر الصوان والأوبسيديان . ويعتقد أن الزراعة بالمحراث عرفت في هذه الفترة ، كما استؤنست الأبقار . وفي مجال المعتقدات نجد أن تقديس الأم الكبرى كان سائداً ، دل على ذلك التماثيل التي عثر عليها في مواقع مختلفة .
مع المرحلة الثالثة انتشرت هذه الثقافة حتى شمال سوريا وغرباً باتجاه سواحل البحر المتوسط ، هنا نجد أنه تم اختراع دولاب الفخار .
وفي المناطق الشمالية استأنسوا الأغنام والماعز ومارسوا الزراعة البعلية .
في مرحلتها الرابعة تميزت هذه الثقافة بتطور اختراعاتها ويلاحظ حصول تطور مهم في مجال العمارة الدينية حيث نلحظ اتساع المباني وكأنها تمنح دليلاً على اتساع أهمية المعبد اجتماعياً .
15 – كانت الأعمار في عهد نوح لاتزيد أبداً عن الأعمار في يومنا هذا، بل لعلها كانت أقل. فلقد أثبتت الوثائق التاريخية أن متوسط الأعمار عند الفراعنة لايزيد عن 40 عاماً. أما الزعم بأن عمر آدم كان ألف عام وأن نوح لبث في قومه تسعمائة وخمسين عاماً يدعوهم إلى الإسلام فهذا ضرب من العبث والتخريف، لانلوم عليه أصحاب التراث التوراتي لأن علوم التاريخ والبيولوجيا كانت مجهولة لديهم، لكننا نلوم المعاصرين الذين مازالوا يظنون – ويفرضون علينا ظنهم – أن الإنسان كان يعيش ألف عام أو أكثر. فإن احتج علينا مستنكر بأن عمر نوح مذكور صراحة في قوله تعالى (ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون) العنكبوت 14. نقول: هذا احتجاج وجيه يجب الوقوف عنده بالتأمل والتوضيح.
في وثيقة تعود لنهاية الألف الثالث قبل الميلاد وضع الكهنة قائمة للملوك السومريين الذين حكموا مدن الرافدين قبل الطوفان وبعده .
يقدم هذا النص معطيات عن وجود خمس مدن في عصر ما قبل الطوفان حيث نزلت الملوكية من السماء وأسست تلك المدن وهي: اريدو حيث حكمها ملكان استمر حكمهما لمدة 64000 سنة.
ثم انتقلت الملوكية إلى مدينة باد - تبيرا وحكمها ثلاثة ملوك لمدة 180000 سنة.
وانتقلت فيما بعد إلى مدينة لرك وحكمها ملك واحد لمدة 28000 سنة.
ثم سبار حيث حكمها ملك واحد لمدة 21000 سنة.
وأخيراً مدينة شوروباك التي حكمها ملك واحد لمدة 18000 سنة.
وما نلاحظه هنا هو فترات حكم الملوك الخيالية والمبالغ فيها, أو ربما لا يمكن فهمها إلا ضمن مساقها السومري آنذاك.
ويبدو أن هذه الفترات الخيالية انسحبت بدورها على ما جاء في التوراة من أعمار خيالية للأنبياء.
إذن في فترة ما قبل الطوفان كان هناك خمس مدن حكمها ثمانية ملوك لمدة 240000 سنة.
ثم حلّ الطوفان /كما ورد في الوثائق السومرية-البابلية/ و "جرف البلاد", لتعود الملوكية مرة ثانية وتنزل في مدينة كيش الرافدية حيث حكمها 23 ملكاً لمدة 24150 سنة وثلاثة أشهر وثلاثة أيام ونصف اليوم.
ثم دمرت كيش (في حرب) وانتقلت الملوكية لإلى مدينة اي- أنّا حيث حكمها 12 ملكاً لمدة 2310 سنوات.
ثم دمرت أوروك وانتقلت الملوكية إلى أور حيث حكمها أربعة ملوك لمدة 177 عاماً.
وبعد دمار أور انتقلت الملوكية إلى أوان وحكمها ثلاثة ملوك لمدة 356 عاماً.
وتدمرت أوان وانتقلت الملوكية إلى مدينة خمازي وحكم ملك واحد لمدة 36 عاماً .
ودمرت خمازي وانتقلت الملوكية إلى أوروك وحكم ثلاثة ملوك لمدة 187 عاماً.
وبعد دمار أوروك انتقلت الملوكية إلى أور حيث حكمها ثلاثة ملوك لمدة 116 عاماً.
ومن أوروك إلى أدب حيث حكمها ملك واحد لمدة 90 عاماً.
ومن أدب إلى ماري حيث حكم فيها 6 ملوك مدة 136 عاماً.
ومن ماري إلى كيش حيث حكمتها ملكة واحدة لمدة 100 سنة.
ومن كيش انتقلت الملوكية إلى مدينة اكشك حيث حكمها 6 ملوك لمدة 99 سنة.
وبعد اكشك انتقلت إلى كيش حيث حكمها سبعة ملوك لمدة 491 سنة.
ثم من كيش إلى أوروك حيث حكمها لوجال زاجيزي لمدة 25 عاماً.
ومن أوروك إلى أكد وحكم فيها 11 ملكاً لمدة 197 سنة.
ومن أكد إلى أوروك حيث حكمها خمسة ملوك لمدة 30 سنة.
وبعد دمار أوروك انتقلت الملوكية إلى الكوتيين حيث حكم 12 ملكاً لمدة 91 سنة.
دُمر الكوتيون وانتقلت الملوكية إلى أوروك وحكم ملك واحد 7 سنوات و6 أشهر و15 يوماً.
ثم دمرت أوروك وانتقلت الملوكية إلى أور.
وينتهي أثبات الملوك السومريين عبر سلالتي أور الثالثة وسلالة مدينة إيسن في 2017-1794 ق.م .
ويبدو أن الفترات المحددة فيما بعد الطوفان ولاسيما في وسط ونهاية القائمة كانت واقعية إلى حد ما.
وقد ذكرت إحدى الوثائق:"أن الطوفان قضى على الجميع وبعد الطوفان نزل الحكم الملكي من السماء من جديد وأصبحت مدينة كيش مقر حكم الملوك. وقبل الطوفان كان الحكم الملكي قد هبط من السماء لأول مرة في مدينة اريدو"
- من مساهمة لنا في كتاب الدكتور محمد شحرور القصص القرآني