في الأساس وبعيداً عن النظرة الدينية لنشوء الدين، بمقاربة أكثر علمية لمعالم فهم الكون والطبيعة والألوهية، نلحظ حسب الوثائق المدونة من قبل بواكير العقل الإنساني قبل الميلاد بحوالي ثلاثة آلاف عام سواء في الرافدين أو مصر، أن الإنسان حين روضته الطبيعة واستقر، نظر إلى السماء كتجليات أولى لمحاولة فهم مدعاة وجوده.
قصرُ الإدراك للماوراء وخضوعه لظواهر المناخ والطبيعة واتكاله عليها في بقاءه، جعل لاشعوره يبحث عن منقذ غير مدرَك.
العقل إياه رمّزَ الظواهر الطبيعية وكتب تأملاته الأسطورية والماورائية لمحاولة لمس مغزى هذا الوجود وهو مستسلم للمافوق.
رمّزَ وآمن كمعطى اجتماعي متوازن، خلق منظومته الأرض- سماوية ومضى عابراً في إتقان الحياة.
الملاحظ هنا أن مجمل الرموز التي أصبحت إلهية بامتياز تصارعت في العقل الإنساني في تلك المقاربة الرمزية، ولكن حين نشأ نظام معتقدي قيمي في المجتمعات كان السلم الإلهي والمجتمعي والإنساني محققاً لهذا لانجد صراعاً دينياً بين أتباع المعتقدات ورموزها في المستوى الاجتماعي بل ثمة احترام لعقائد الآخر وصون لرموزه حتى في الحروب.
استمر هذا الإبداع الإنساني حتى تدخّل السماء حسب أدبيات الأديان السماوية.
اليهودية، صممتْ إلهاً يطابق نوازع التواجدات اليهودية منذ منتصف الألف الأول ق.م، وصممت إلهاً متناسباً مع من اخترعه وكان إلهاً غير إنساني النزعة بقدر ماكان إلهاً لمجموع يشتاق العزلة.
ثم حلت المسيحية فالإسلام، الإله إنساني فيهما، للبشر كافة، لكن في التفاصيل نلحظ افتراقاً بين إله مسيحي وآخر مسلم.
السماء برموزها استطاع الإنسان استدراجها أو استنبطها بحسب منظومة كل مجتمع وشخصيته.
البيئة لعبت دوراً مهماً في صياغة شخصية كل مجتمع، لهذا اختلفت الرؤية المجردة وتم دحرجة الفكرة إلى مستوى أرضي بكافة مظاهره السلبية والإيجابية.
الحروب والخلافات الدينية وحتى سليلتها المذهبية هي نتاج الاستناد على شرعية إلهية تمنح الجنة والفراديس للأتباع حين يُقتل الآخر المناوئ.
بالرجوع نحو منبت الفكر لدى المجتمعات التاريخية نجد أن العالم المعتقدي القديم أكثر تطوراً من الأديان اللاحقة التي ارتفقت أربابها، كلٌ على هواه.
وأن العدوانية حضرتْ حين صودر الإله في العقل الإنساني لصالح عالم ماورائي متخيل يمنح مكافآته على الموت وتصدير الموت لا على استيراد الحياة باتزان وعقل.
بشار خليف.
قصرُ الإدراك للماوراء وخضوعه لظواهر المناخ والطبيعة واتكاله عليها في بقاءه، جعل لاشعوره يبحث عن منقذ غير مدرَك.
العقل إياه رمّزَ الظواهر الطبيعية وكتب تأملاته الأسطورية والماورائية لمحاولة لمس مغزى هذا الوجود وهو مستسلم للمافوق.
رمّزَ وآمن كمعطى اجتماعي متوازن، خلق منظومته الأرض- سماوية ومضى عابراً في إتقان الحياة.
الملاحظ هنا أن مجمل الرموز التي أصبحت إلهية بامتياز تصارعت في العقل الإنساني في تلك المقاربة الرمزية، ولكن حين نشأ نظام معتقدي قيمي في المجتمعات كان السلم الإلهي والمجتمعي والإنساني محققاً لهذا لانجد صراعاً دينياً بين أتباع المعتقدات ورموزها في المستوى الاجتماعي بل ثمة احترام لعقائد الآخر وصون لرموزه حتى في الحروب.
استمر هذا الإبداع الإنساني حتى تدخّل السماء حسب أدبيات الأديان السماوية.
اليهودية، صممتْ إلهاً يطابق نوازع التواجدات اليهودية منذ منتصف الألف الأول ق.م، وصممت إلهاً متناسباً مع من اخترعه وكان إلهاً غير إنساني النزعة بقدر ماكان إلهاً لمجموع يشتاق العزلة.
ثم حلت المسيحية فالإسلام، الإله إنساني فيهما، للبشر كافة، لكن في التفاصيل نلحظ افتراقاً بين إله مسيحي وآخر مسلم.
السماء برموزها استطاع الإنسان استدراجها أو استنبطها بحسب منظومة كل مجتمع وشخصيته.
البيئة لعبت دوراً مهماً في صياغة شخصية كل مجتمع، لهذا اختلفت الرؤية المجردة وتم دحرجة الفكرة إلى مستوى أرضي بكافة مظاهره السلبية والإيجابية.
الحروب والخلافات الدينية وحتى سليلتها المذهبية هي نتاج الاستناد على شرعية إلهية تمنح الجنة والفراديس للأتباع حين يُقتل الآخر المناوئ.
بالرجوع نحو منبت الفكر لدى المجتمعات التاريخية نجد أن العالم المعتقدي القديم أكثر تطوراً من الأديان اللاحقة التي ارتفقت أربابها، كلٌ على هواه.
وأن العدوانية حضرتْ حين صودر الإله في العقل الإنساني لصالح عالم ماورائي متخيل يمنح مكافآته على الموت وتصدير الموت لا على استيراد الحياة باتزان وعقل.
بشار خليف.