نشوء فكرة الألوهة - مقاربة فكرية - تاريخية - أنثروبولوجية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نشوء فكرة الألوهة - مقاربة فكرية - تاريخية - أنثروبولوجية

    مقتطف من مقدمة كتابنا: نشوء فكرة الألوهة - مقاربة فكرية - تاريخية - أنثروبولوجية

    لعله السؤال يطرح نفسه ، إذا كانت الألوهة هي العلة الأولى فكيف لنا أن نناقش في نشوئها؟ و كيف لنا أن نقارب هذا العالم السامي العالي طالما أننا كائنات أرضية يفصلنا عن عالم السماء ما يفصل؟ و هل يمكن للعقل الإنساني أن يصل إلى الحقيقة في اكتناه الألوهة ؟.هي جملة من الأسئلة المشروعة تحتاج إلى أجوبة منطقية موضوعية علمية ، في وقت أمست الخرافة المجتمعية بعقليتها البسيطة تتحكم عبر رداء الدين بحركة العقل و طموحاته.فإن كان العقل/الدماغ الإنساني قد أدرك روح الألوهة غير أنه لم يستطع إدراك الألوهة ذاتها و بقي يحاول ويحاول حتى زادت سماكة تلافيفه و لم يصل إلى نتيجة واضحة.إذن عالم الألوهة عالم غير مدرك,غير محسوس ، غير أننا نستطيع وفق مسيرة العقل الإنساني وتطوره أن ندرك أبعاد ما وصلنا إليه في محاولة لملامسة تجليات الألوهة وتمظهراتها في الكون وفي الإنسان .وإن كانت العقائد البشرية الأولى التي صاغها الدماغ البشري قد طوبت المقام العالي في السماء و أسبغت عليه مجمل قيم الحق و الخير ، فإن الأديان السماوية ما لبثت أن أكدت صدقية ما وصل إليه الدماغ البشري في مجال الألوهة و هذا يعني أن العقل/ الدماغ البشري بإمكانه أن يكون الشرع الأعلى طالما تأمل و افترض و فكر واستنتج.و في دخولنا إلى عالم الدماغ البشري و مقاربتنا لأقسامه التي اختصت ببحثنا هذا فإننا نجد أن ثمة قسمين دماغيين يتنازعان الأضداد على المستوى البشري.فمقابل القسم الحوفي/الطرفي/ في الدماغ و الذي اختص بالتدين والعاطفة والغيرية نجد أن القسم الزواحفي اختص بالعدوانية وسلوكياتها وبالطقوسية بمعناها الواسع ، وتجاه ذلك ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل البشرية في تاريخها هي حصيلة صراع بين قسم طرفي و قسم زواحفي؟ وهل أن تطور الإدراك الإنساني عبر تطور القشرة الدماغية هو الذي تكفّل بإحباط نشاط القسم الزواحفي؟.و إذا ما وسعنا الدائرة قليلاً ،هل أن القسم الطرفي قد سعى نحو قيم الألوهة الخيرة مقابل سعي القسم الزواحفي لممارسة وظائف الشيطان؟.هل نحن أمام صراع دماغي إنساني بين الله والشيطان, بين الحق والخير من جهة والفساد والشر من جهة أخرى ؟، والحكَم في ذلك هو القشرة الدماغية سيدة الإدراك الإنساني.وعلى كل ذلك كان قدرنا أن نناقش في هذا الكتاب مجمل الأفكار والتصورات والعقائد التي واكبت النشاط الفكري الإنساني المقترن بتطور البنية الدماغية .ولم تكن الأفكار التي تمت مناقشتها سوى الوثائق التي كتبها الأقدمون في سعيهم نحو الحق والخير والسلام الاجتماعي الداخلي والتوازن النفسي الجمعي، ومحاولة إيجاد توازن بين عالم السماء وعالم الأرض .
يعمل...
X