أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث التميمي Aktham bin Sayfi، حكيم الجاهلية وأحد المعمرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث التميمي Aktham bin Sayfi، حكيم الجاهلية وأحد المعمرين

    اكثم صيفي

    Aktham bin Sayfi - Aktham bin Sayfi

    أكثم بن صيفي
    (... ـ 9هـ/... ـ 630م)

    أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث التميمي، حكيم الجاهلية وأحد المعمرين، عاش زمناً طويلاً وأدرك الإسلام. قيل كانت الملوك والرؤساء يستزيرونه لسماع حكمه ونصائحه، إذ كان من الخطباء البلغاء، والحكماء الرؤساء الذين بلغوا في الحكم بين الناس مبلغ الرئاسة. يضرب به المثل في أصالة الرأي، ونبل العظة، ورجاحة العقل على نحو ما نجد في خطبته التي ألقاها يوم سار إلى كسرى في وفد من رجال الحكمة والمعرفة عند العرب ضم إلى جانب أكثم بن صيفي حاجب بن زُرارة التميميين، والحارث بن عُباد، وقيس بن مسعود البكرييّن، وخالد بن جعفر وغيرهم، أرسلهم النعمان بن المنذر لما سمعه من كسرى من تَنَقص العرب وتهجين أمرهم، فلمّا سمع كسرى خطبة أكثم قال: «لو لم يكن للعرب غيرك لكفى».
    ولما ظهر الإسلام أرسل أكثم بن صيفي رجلين يسألان الرسول r عن نسبه وعمّا جاء به فأخبرهما، ثم تلا عليهما قوله تعالى }إنَّ اللهَ يأمرُ بِالعَدْلِ والإحْسَان وإيتَاء ذي القُرْبى، ويَنْهَى عن الفَحْشَاءِ والمنكَرِ والبَغي، يَعِظُكُم لَعَلّكم تَذَكّرون{ (النحل:90)، فلما رجعا إلى أكثم بذلك قال: «يا قوم إنه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤوساً ولاتكونوا فيه أذناباً».
    عُرف أكثم بالحكمة واشتهرت خطبه التي تشتمل على الأمثال وتتناول شتى جوانب الحياة. فهو تارة ينصح قومه ويوجههم إلى ما فيه خيرهم كقوله: «أقِلّوا الخِلاف على أُمرائكم، واعلموا أن كثرة الصِياح من الفَشل، والمرء يعجز لا محالة، يا قوم تثبتوا فإن أحزم الفريقين الرّكين ورُبّ عَجَلَةٍ تَهبُ ريْثا، واتّزرُوا للحرب، وادَّرِعُوا الليل، فإنه أخفى للويل، ولا جماعة لمن اختلف». وتارة يوصي بنيه ورهطه وتارة أخرى يفخر بقومه العرب. فقال في الخطبة التي ألقاها أمام كسرى: «إن أفضل الأشياء أعاليها، وأعلى الرجال ملوكها، وأفضل الملوك أعمَّها نفعاً، وخير الأزمنة أخصبُها، وأفضل الخطباء أصدقُها، الصدق منجاة، والكذب مَهواة. شر البلاد بلادٌ لا أمير بها. شرّ الملوك من خافه البريء».
    استمد أكثم حكمه من واقع الحياة الجاهلية، ومن تجاربه في الحياة من البيئة التي عاش فيها. وتظهر حكمته جلية في خطبه التي اعتمد فيها العبارة الموجزة والحكم الوافرة التي تخاطب العقل وتسرد من غير ترتيب أو تفسير، فهي قصيرة ليس فيها سجع وإنما يقع فيها بعض التوازن أحياناً. اشتهرت حكمه وأمثاله ومازالت سائرة تتردد حتى يومنا هذا ومنها قوله: «آفة الرأي الهوى، العجز مفتاح الفقر، رب قول أنفذ من صَوْل»، «من ضيع زاده اتّكل على زاد غيره».
    ج.ت
    مراجع للاستزادة
    ـ ابن عبد ربه، العقد الفريد (مطبعة لجنة التأليف والنشر، لقاهرة 1940).
    ـ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة (مؤسسة الرسالة، بيروت 1328هـ).
يعمل...
X