باحثه باديه
Bahithat al-Badiya - Bahithat al-Badiya
باحثة البادية
(1304 ـ 1337هـ/1886 ـ 1918م)
باحثة البادية الاسم المستعار للكاتبة المصرية ملك حفني ناصف ابنة اللغوي المعروف حفني ناصف الذي كان مفتشاً للغة العربية في وزارة المعارف بمصر، ثم قاضياً.
أديبة مصرية ومصلحة اجتماعية غيور، احتلت مكانة رفيعة في الحياة الأدبية وفي حياة المرأة الشرقية عامة.
ولدت في القاهرة، وحصلت على الشَّهادة الابتدائية، وتابعت دراستها حتى نالت الشهادة العالية (دبلوم) سنة 1903م، وأحسنت الإنكليزية والفرنسية. واشتغلت بالتعليم في مدارس البنات الأميرية. وتعد في أوائل المتعلمات في مصر.
تزوجت وجيهاً من وجهاء قبيلة الرَّمّاح بالفيّوم، هو شيخ العرب عبد الستار الباسل، فشجّعها على الكتابة، واعتزّ بنبوغها. ولباحثة البادية شخصية متميزة تتصف بالأنوثة العذبة واللطف وسرعة البَديهة والظَّرف وخفَّة الروح إلى جانب المهابة والجرأة والعقل الرزين والثقة بالنفس.
نشأت في بيت عزّ وأدب، ونهلت منذ صغرها من كنوز التراث العربي، وتأثرت به، وحفظت كثيراً من الشعر ولاسيما شعر المتنبي، وما قيل في رثاء الأندلس.
وكان لثقافتها هذه أثر كبير في تكوين مزاجها الانفعالي الثائر.
أحبت جمال الطبيعة، واستهوتها العزلة في الريف، ونفرت من ضوضاء المدن وما يطغى عليها من تكلف. وكانت وفاتها بالحمى الإسبانية.
درست الكاتبة البيئة المصرية، وتألّمت لتخلف المجتمع المصري وانحطاطه، وأدركت أن أكبر داء يفتك به هو الفقر والجهل والأميّة، وأنّ الوسيلة الوحيدة لتحرير المرأة هي تعليمها وتهذيبها، وأيقنت أنّ السنوات الأولى من عمر الطفل هي الحاسمة في تربيته وتوجيهه، وأنّ للأم الأثر الأساسي في ذلك، فقد دعت الفتاة إلى دراسة مبادئ التربية. وبينت أثر العلم في سعادة الأسرة. وذكرت باحثة البادية في خطبها وسائل إصلاح المرأة، وما يجب أن تتعلمه، وكتبت كثيراً عن الزواج وأسباب إخفاقه وما يتصل به.
ولباحثة البادية كتاب «النسائيات»، وهو مجموعة مقالات اجتماعية، أعجب به كثير من النقاد، لما فيه من نزوع إلى إصلاح الأوضاع الاجتماعية ولاسيما حال المرأة الشرقية، وعدّ بعض الكتّاب باحثة البادية في طليعة كاتبات عصرها وأستاذة المربيات.
وأثنى الأدباء على أسلوبها، وقالوا: إن نثرها مرآة صادقة لعاطفتها المتوهجة، وعقلها الرصين. وتتجلى العاطفة الدينية عندها ممتزجة بالمعاني القومية والاجتماعية والوطنية في كل ما كتبت.
كانت اللغة في يد باحثة البادية أداة دقيقة ماهرة للتعبير عن أفكارها ومشاعرها بإيجاز بليغ. وكان أسلوبها سهلاً ممتنعاً يتسم بالدقة والوضوح والجزالة وألفاظها رشيقة جذابة ذات جرس موسيقي عذب، وقد استمد أسلوبها جماله العربي، وفصاحته واستقامة ألفاظه من القرآن الكريم. وكانت باحثة البداية خطيبة شهيرة، وهي أول امرأة تبرز في الخطابة في العصر الحديث وكثير من مقالاتها كتب بأسلوب خطابي، وكانت خطبها محاضرات إنسانية اجتماعية قيمة.
ثريا العمري
ـ باحثة البادية، «النسائيات»، الجريدة (مطبعة الجريدة ،القاهرة 1328هـ).
ـ مي زيادة، باحثة البادية، المؤلفات الكاملة (مؤسسة نوفل ، بيروت).
Bahithat al-Badiya - Bahithat al-Badiya
باحثة البادية
(1304 ـ 1337هـ/1886 ـ 1918م)
باحثة البادية الاسم المستعار للكاتبة المصرية ملك حفني ناصف ابنة اللغوي المعروف حفني ناصف الذي كان مفتشاً للغة العربية في وزارة المعارف بمصر، ثم قاضياً.
أديبة مصرية ومصلحة اجتماعية غيور، احتلت مكانة رفيعة في الحياة الأدبية وفي حياة المرأة الشرقية عامة.
ولدت في القاهرة، وحصلت على الشَّهادة الابتدائية، وتابعت دراستها حتى نالت الشهادة العالية (دبلوم) سنة 1903م، وأحسنت الإنكليزية والفرنسية. واشتغلت بالتعليم في مدارس البنات الأميرية. وتعد في أوائل المتعلمات في مصر.
نشأت في بيت عزّ وأدب، ونهلت منذ صغرها من كنوز التراث العربي، وتأثرت به، وحفظت كثيراً من الشعر ولاسيما شعر المتنبي، وما قيل في رثاء الأندلس.
وكان لثقافتها هذه أثر كبير في تكوين مزاجها الانفعالي الثائر.
أحبت جمال الطبيعة، واستهوتها العزلة في الريف، ونفرت من ضوضاء المدن وما يطغى عليها من تكلف. وكانت وفاتها بالحمى الإسبانية.
درست الكاتبة البيئة المصرية، وتألّمت لتخلف المجتمع المصري وانحطاطه، وأدركت أن أكبر داء يفتك به هو الفقر والجهل والأميّة، وأنّ الوسيلة الوحيدة لتحرير المرأة هي تعليمها وتهذيبها، وأيقنت أنّ السنوات الأولى من عمر الطفل هي الحاسمة في تربيته وتوجيهه، وأنّ للأم الأثر الأساسي في ذلك، فقد دعت الفتاة إلى دراسة مبادئ التربية. وبينت أثر العلم في سعادة الأسرة. وذكرت باحثة البادية في خطبها وسائل إصلاح المرأة، وما يجب أن تتعلمه، وكتبت كثيراً عن الزواج وأسباب إخفاقه وما يتصل به.
ولباحثة البادية كتاب «النسائيات»، وهو مجموعة مقالات اجتماعية، أعجب به كثير من النقاد، لما فيه من نزوع إلى إصلاح الأوضاع الاجتماعية ولاسيما حال المرأة الشرقية، وعدّ بعض الكتّاب باحثة البادية في طليعة كاتبات عصرها وأستاذة المربيات.
وأثنى الأدباء على أسلوبها، وقالوا: إن نثرها مرآة صادقة لعاطفتها المتوهجة، وعقلها الرصين. وتتجلى العاطفة الدينية عندها ممتزجة بالمعاني القومية والاجتماعية والوطنية في كل ما كتبت.
كانت اللغة في يد باحثة البادية أداة دقيقة ماهرة للتعبير عن أفكارها ومشاعرها بإيجاز بليغ. وكان أسلوبها سهلاً ممتنعاً يتسم بالدقة والوضوح والجزالة وألفاظها رشيقة جذابة ذات جرس موسيقي عذب، وقد استمد أسلوبها جماله العربي، وفصاحته واستقامة ألفاظه من القرآن الكريم. وكانت باحثة البداية خطيبة شهيرة، وهي أول امرأة تبرز في الخطابة في العصر الحديث وكثير من مقالاتها كتب بأسلوب خطابي، وكانت خطبها محاضرات إنسانية اجتماعية قيمة.
ثريا العمري
مراجع للاستزادة: |
ـ مي زيادة، باحثة البادية، المؤلفات الكاملة (مؤسسة نوفل ، بيروت).