علي الراعي يستحضر جماليات الغواية اللونية في التشكيل السوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي الراعي يستحضر جماليات الغواية اللونية في التشكيل السوري


    علي الراعي يستحضر جماليات الغواية اللونية في التشكيل السوري


    التجربة الفنية الوطنية السورية رغم حضورها العالمي ظلت وفية لملامحها السورية وهويتها المستمدة من إرث سوري قديم.
    الاثنين 2024/11/04

    تجربة ليلى نصير إحدى التجارب التي يتناولها الكتاب

    دمشق- يسلط الأديب علي الراعي من خلال كتابه “جماليات الغواية اللونية، وجوه من المشهد التشكيلي السوري” الضوء على الفن التشكيلي في سوريا، من خلال سيرة وتجربة عدد من الفنانين واعتماده على الأصالة والتراث والحضارة.

    وفي كتابه يبين الراعي تداعيات تجارب تشكيلية في الواقع المعاصر، تتميز بالنضوج وجمال المعايير والأسس، التي أثبتت وجودها من خلالها.

    ويركز الأديب السوري في كتابه على الغواية اللونية والتكوين، والتي شمل من خلالها كل الأشكال الفنية كالحفر والنحت والتصوير الضوئي والكاريكاتير وغير ذلك.


    التشكيلية الراحلة ليلى نصير من بين الفنانين التشكيليين السوريين الذين كان لهم صدى في المشهد التشكيلي العالمي


    ويرى الراعي أن التجربة الفنية الوطنية السورية رغم حضورها العالمي ومشاركاتها المختلفة ظلت وفية لملامحها السورية وهويتها المستمدة من إرث سوري قديم.

    ويشير إلى التجارب الأكاديمية والاحترافية والعفوية، فقسّم القراءات إلى وجوه وأبواب مختلفة، ليظهر الأشكال الإبداعية لكل فنان.

    ويوضح أن هناك تجارب سجلت لنفسها أساليب خاصة، وما أشار إليه بداية للاستمرار في قراءة المشهد الفني.

    ويعتمد الراعي في بحثه على عدم القراءة الذاتية حول تجربة الفنان التشكيلي، فناقش وحاور كل من اتجه إليه في كتابه لمعرفة ذهنيته وفكره الفني.

    قسم الكاتب مؤلفه إلى خمسة أبواب، في باب “وجوه أولى” قرأ الأديب والصحافي تجارب سورية تُعتبر من رواد الحركة التشكيلية المعاصرة، وقد أسّست للتشكيل السوري بقيم تشكيلية كان لها إيقاعها على الكثير من التجارب السورية اللاحقة، كما كان لها صداها في المشهد التشكيلي العالمي، ومن هؤلاء ليلى نصير ونذير نبعة وناجي عبيد ومعد أورفلي.

    أما في الباب الثاني “وجوه تالية” فقد سلّط الكاتب الضوء على التجارب التشكيلية الأكاديمية التي أكملت التجارب السابقة باحترافية عالية مسنودة بالموهبة والدراسة الأكاديمية والبحث العلمي، ولدى بعض أصحابها الكثير من المؤلفات العلمية في مجالات الفنون الجميلة أمثال نشأت الزعبي وخليل عكاري وإدوار شهدا وأنور الرحبي ونبيل رزوق.

    ويقدم في الباب الثالث “وجوه خارج السرب” تجارب استطاعت أن تُسجل لنفسها أسلوبها الخاص، ولاسيما أنها لم تُعدد في مجال شواغل اللوحة، واعتمد أصحابها على معطى واحد مع قدرتهم على التنويع ضمن هذا المعطى دون خشية التكرار أو التماثل، مثل بديع جحجاح وسبهان آدم ووضاح السيد وعبدالسلام عبدالله.

    وفي باب “وجوه بعلامات فارقة” أكد الكاتب أن كلّ التجارب قيد الدراسة في هذا الكتاب هي تجارب بعلامات فارقة من حيث الخامات والمحامل والتقنيات، ومن هذه التجارب جميل قاشا ونزار علي بدر وحسن عزيز محمد وأسامة جحجاح.

    وختم الكاتب بباب “وجوه أخيرة”، وقد خصّصه لنوعين ناضلا طويلاً لكي يحجزا لنفسيهما مكانا في صفوف الفنون التشكيلية، هما الكاريكاتير والتصوير الضوئي، ومن ضمن ذلك تجربتا الفنانين عبدالله بصمه جي وأسمهان حامد.


    تجارب تشكيلية في الواقع المعاصر، تتميز بالنضوج وجمال المعايير والأسس، التي أثبتت وجودها من خلالها


    ويعتبر الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، والذي يقع في 310 صفحات من القطع الكبير، أسلوبا جديدا في قراءة الفن التشكيلي، الذي أضاف إلى المنهج البحثي والنقدي شيئا جديدا رغم قلة ما يكتب عن الفن التشكيلي.

    والأديب علي الراعي رئيس الدائرة الثقافية في صحيفة “تشرين”، ومن مؤلفاته في القصة “كومة رماد”، وفي الشعر “كماء العنب في آب العناقيد”.

    وهذه ليست المرة الأولى التي يهتم فيها علي الراعي بالكتابة في النقد التشكيلي حيث سبق أن صدر له كتاب “دروب في المشهد التشكيلي السوري: ملامح بحث عن هوية”، وفيه انطلق من المعطيات الكثيرة التي تجعلنا نقف أمام عمل فني تشكيلي يمدّ بمجساته صوب الأرض السورية القديمة، الأمر الذي توفر للحديث عن عمل تشكيلي بهوية سورية، لكن دون انقطاع عن حركة التشكيل العالمية، سواء أكان بالنحت، أم باللوحة، أم بمختلف مناحي الفنون التشكيلية، والباعث الثاني الذي حمله على إنجاز كتابه هو تأريخه للحركة التشكيلية السورية ذات الإرهاصات القديمة بمستوى نقدي موازٍ، أو معادل لتنويعاته من اتجاهات وتجارب.

يعمل...
X