إعادة اكتشاف الذات
محمد العلوي
الأحد، 3/11/2024 10:44 م
اهتم العرب كثيراً بدراسة الإنسان، وابتكروا أساليب متعددة لدراسة أنفسهم كأفراد، قبل دراسة الأشخاص والمجتمعات من حولهم، وبرعوا في علم الفراسة، واكتشفوا أن صفات الإنسان قد تتجلى في كلماته التي يعبر بها عن نفسه، حتى إنهم سألوا أعرابياً، كيف تقومون بتربية أطفالكم؟ فقال نراقب حركات الطفل ونسمع كلامه، فإذا قال من سيلعب معي؟ علمنا أنه سيصبح ذا شأن عظيم، لأنه يمتلك صفات القيادة، لأنه قال من سيلعب معي، ووضع نفسه موضع القائد في هذه الجملة، ولم يضع نفسه موضع التابع للآخرين في كلامه، ويقول سألعب مع من؟. وهذا الاهتمام بدراسة الأفراد والمجتمعات، كان متعارفاً عليه في الجاهلية، وجاء الإسلام وأكد على أهمية دراسة النفس في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، حيث قال تعالى «وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ»، وفي هذه الآية دليل على أن معرفة النفس أمر بالغ الأهمية، وقد استخدم أسلافنا العلوم المتاحة لديهم لدراسة الفرد والمجتمع، واليوم، في ظل التطور الذي وصلت إليه البشرية، أصبح مما لا شك فيه، أن علينا أن نستخدم العلوم الحديثة لمعرفة أنفسنا، ودراسة المجتمع الذي نعيش فيه.
وقد اجتهد العلماء في القرن التاسع عشر في دراسة المجتمع، وقاموا بتأسيس مبادئ علم الاجتماع، واجتهدوا في عمل الدراسات والبحوث التي استفاد منها العالم تربوياً واقتصادياً وطبياً، لأن كل ما يؤثر في سلوك الإنسان، يؤثر في ثقافته التربوية والاقتصادية وصحته النفسية والجسدية، وعلى جميع نواحي الحياة، ولكن للأسف، الكثير من الدراسات التي نرجع إليها لدراسة الإنسان والمجتمع، قامت على دراسة المجتمع الغربي، فهي مفيدة للإنسان الغربي، ولكن ماذا عن المجتمع العربي والإنسان العربي؟.
نحن بحاجة إلى إعادة اكتشاف الذات العربية، وقد آن الأوان كي نتعرف إلى أنفسنا بأنفسنا، لا أن نتعرف إلى أنفسنا من خلال الآخرين، ولدينا ما يكفي من الكفاءات والأدوات التي تجعلنا قادرين على إقامة البحوث والدراسات التي تجعلنا أكثر وعياً بما يؤثر في الفرد والأسرة والمجتمع في العالم العربي، وهذه الدراسات ستمكن المتخصصين في شتى المجالات من وقاية المجتمع مما يضره، وإرشاده إلى ما ينفعه، وعلاجه مما تسرب إليه من أفكار أو ثقافات قد تؤثر سلباً في صحته النفسية والجسدية، أو سلوكه الاقتصادي، أو مبادئ السماحة والتسامح التي تحثنا عليها الشريعة الإسلامية ورسولنا الكريم، ولأهمية الدراسات والبحوث العلمية، وجّه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، بإطلاق مبادرة لدعم وتمويل البحث والتطوير والابتكار، والتي تهدف إلى تشجيع الباحثين على إجراء الدراسات والبحوث، وتوفير ما يحتاجون إليه من دعم مادي ومعنوي لمواصلة أبحاثهم، وقد قال سموه «إن البحث والتطوير ركيزة رئيسة في تحقيق رؤية دبي لمستقبل قطاعاتها الرئيسة، وسنقدم الدعم لمختلف المشاريع البحثية الهادفة إلى تحقيق تغيير إيجابي ومؤثر في مسيرتنا نحو الريادة العالمية في مختلف المجالات العلمية والمعرفية».
محمد العلوي
الأحد، 3/11/2024 10:44 م
اهتم العرب كثيراً بدراسة الإنسان، وابتكروا أساليب متعددة لدراسة أنفسهم كأفراد، قبل دراسة الأشخاص والمجتمعات من حولهم، وبرعوا في علم الفراسة، واكتشفوا أن صفات الإنسان قد تتجلى في كلماته التي يعبر بها عن نفسه، حتى إنهم سألوا أعرابياً، كيف تقومون بتربية أطفالكم؟ فقال نراقب حركات الطفل ونسمع كلامه، فإذا قال من سيلعب معي؟ علمنا أنه سيصبح ذا شأن عظيم، لأنه يمتلك صفات القيادة، لأنه قال من سيلعب معي، ووضع نفسه موضع القائد في هذه الجملة، ولم يضع نفسه موضع التابع للآخرين في كلامه، ويقول سألعب مع من؟. وهذا الاهتمام بدراسة الأفراد والمجتمعات، كان متعارفاً عليه في الجاهلية، وجاء الإسلام وأكد على أهمية دراسة النفس في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، حيث قال تعالى «وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ»، وفي هذه الآية دليل على أن معرفة النفس أمر بالغ الأهمية، وقد استخدم أسلافنا العلوم المتاحة لديهم لدراسة الفرد والمجتمع، واليوم، في ظل التطور الذي وصلت إليه البشرية، أصبح مما لا شك فيه، أن علينا أن نستخدم العلوم الحديثة لمعرفة أنفسنا، ودراسة المجتمع الذي نعيش فيه.
وقد اجتهد العلماء في القرن التاسع عشر في دراسة المجتمع، وقاموا بتأسيس مبادئ علم الاجتماع، واجتهدوا في عمل الدراسات والبحوث التي استفاد منها العالم تربوياً واقتصادياً وطبياً، لأن كل ما يؤثر في سلوك الإنسان، يؤثر في ثقافته التربوية والاقتصادية وصحته النفسية والجسدية، وعلى جميع نواحي الحياة، ولكن للأسف، الكثير من الدراسات التي نرجع إليها لدراسة الإنسان والمجتمع، قامت على دراسة المجتمع الغربي، فهي مفيدة للإنسان الغربي، ولكن ماذا عن المجتمع العربي والإنسان العربي؟.
نحن بحاجة إلى إعادة اكتشاف الذات العربية، وقد آن الأوان كي نتعرف إلى أنفسنا بأنفسنا، لا أن نتعرف إلى أنفسنا من خلال الآخرين، ولدينا ما يكفي من الكفاءات والأدوات التي تجعلنا قادرين على إقامة البحوث والدراسات التي تجعلنا أكثر وعياً بما يؤثر في الفرد والأسرة والمجتمع في العالم العربي، وهذه الدراسات ستمكن المتخصصين في شتى المجالات من وقاية المجتمع مما يضره، وإرشاده إلى ما ينفعه، وعلاجه مما تسرب إليه من أفكار أو ثقافات قد تؤثر سلباً في صحته النفسية والجسدية، أو سلوكه الاقتصادي، أو مبادئ السماحة والتسامح التي تحثنا عليها الشريعة الإسلامية ورسولنا الكريم، ولأهمية الدراسات والبحوث العلمية، وجّه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، بإطلاق مبادرة لدعم وتمويل البحث والتطوير والابتكار، والتي تهدف إلى تشجيع الباحثين على إجراء الدراسات والبحوث، وتوفير ما يحتاجون إليه من دعم مادي ومعنوي لمواصلة أبحاثهم، وقد قال سموه «إن البحث والتطوير ركيزة رئيسة في تحقيق رؤية دبي لمستقبل قطاعاتها الرئيسة، وسنقدم الدعم لمختلف المشاريع البحثية الهادفة إلى تحقيق تغيير إيجابي ومؤثر في مسيرتنا نحو الريادة العالمية في مختلف المجالات العلمية والمعرفية».