"قامات من بلادي".. تكريم لرواد من التشكيل الليبي
الجامعة الليبية الدولية تحتفي بمبدعين ليبيين.
لقاء استعاد سيرة أعلام التشكيل الليبي
في لفتة هي الأولى من نوعها، اختارت الجامعة الليبية الدولية في بنغازي أن تكرم رواد التشكيل الليبي عبر إصدار مكتوب إلى جانب فعاليات فنية وندوة فكرية، عرفت الناشئة على مجموعة من أهم المبدعين الذين بذلوا أعمارهم لازدهار الفن الليبي محليا وعربيا وحتى دوليا.
غمرتنا الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية ببنغازي، في العشرين من شهر أكتوبر الماضي، بدفء اللقاء والمحبة، عبر تكريم ثلة من رواد الفنانين التشكيليين الليبيين تحت عنوان “قامات من بلادي”، وفق مبادئ الجامعة للتواصل مع الجمهور عن طريق الأنشطة المجتمعية ومن أهمها ساحة الثقافة والفنون.
كان التشكيل على موعد هذه السنة بالتزامن مع الذكرى السابعة عشرة لتأسيس هذا الصرح العلمي الكبير، داخل ردهات الفكر وقاعات المعرفة في الجامعة الليبية الدولية. وأقيمت في صباح يوم التكريم ندوة تشكيلية عن الفن التشكيلي الليبي من عدة ورقات قدم لها الدكتور السنوسي صالح وأدارها الأستاذ الناقد رامز النويصري وشارك فيها كل من الناقد الأستاذ منصور أبوشناف والناقد نورالدين سعيد والناقد عدنان معيتيق والأستاذ السنوسي ستيته.
وكان للنشأة الأولى للتشكيل الليبي نصيبها في اﻻفتتاحية الأنيقة من خلال محاضرة للأستاذ منصور أبوشناف، حيث استعرض مراحل التكوين الأولى من الرسم الصخري إلى الفنون الحرفية التقليدية وانتقالها الأولي بعد التخلي عن الفنون الحرفية من سجاد وأوان فخارية وخزف وأدوات نحاسية كانت فضاء لرسومات أقرب إلى العفوية، ومنها إلى اللوحة الحامل عن طريق الفنانين الأجانب أولا وبعد ذلك الفنانون الليبيون.
واستعرض الدكتور نورالدين سعيد بعض أعمال محمد البارودي في ترجمة وتفسير لأعمال الفنان التوثيقية المبكرة ورصد الأفكار المرسومة فيها.
وكان لتجربة الفنان رمضان البكشيشي حيز من الوقت بمرور على سيرة الفنان الشخصية ومراحل تكوينه الفني والاقتراب إلى منهجه التشكيلي وطريقته في التعامل مع اللون خصوصا بعد عمر مديد من مشواره الفني، كما تم استعراض معارضه ومشاركاته داخل ليبيا وخارجها.
وكان لحدث تكريم بيت القصيد الأكثر أناقة وجمالا في التقديم وما تخلل الحفل من برامج واحتفاء بالفنانين التشكيليين المكرمين من جامعة تبذل الكثير من الجهد في المجال المعرفي الثقافي والفني بالإضافة إلى وظيفتها الأكاديمية في التعليم بأرقى الطرق والأساليب مع المساهمة في تشكيل الوعي المجتمعي خصوصا لفئة الشباب من الطلاب عبر العديد من مجالات الإبداع والمعرفة.
40 فنانا تم اختيارهم بعناية، من بين رواد التشكيليين الليبيين، بعضهم رحل عنا والبعض الآخر لا يزال يجود علينا بأعمال فنية مهمة، ومن التجارب الجادة من جيل تسعينات القرن الماضي والذين كان لهم دور في تبلور صور الفن التشكيلي الليبي بكل احترافية وبعيدا عن مدارس التربية الفنية ذات التعاليم التزيينية المباشرة والطابع السياحي التي كانت تملأ دكاكين اللوحات التجارية، والبعض الآخر ممن كانت له مساهمة في الدفع وتعليم الناشئة التشكيلية من الفنانين الجدد أو جهود الكتابة النقدية والرصد لتجارب ليبية في العديد من الصحف والمجلات الليبية والعربية الأخرى.
انعقد حفل التكريم في إحدى قاعات المعرفة المخصصة داخل مكتبة الجامعة الليبية الدولية ببنغازي مع حضور كبير للكثير من المثقفين والأكاديميين والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني ووسائل الإعلام وقنوات تلفزيونية وإذاعات محلية عديدة.
في البدء كانت الكلمة افتتاحية وتوطئة للكتاب “قامات من بلادي.. فنانون تشكيليون”، قدمها رئيس الجامعة الدكتور محمد سعد امبارك وجاء فيها “لقد آمنت الجامعة الليبية الدولية بوجودها بدون أسوار، منفتحة على المجتمع، وجسدت مسؤوليتها المجتمعية من خلال رؤية ليبيا الواعدة، وإطلاقها لمشروع إحياء القيم النبيلة، الذي تجلّى في العام الماضي باختيار أسماء شخصيات وطنية تمثل قيما متعددة، قدمت خدمات جليلة للوطن”.
وتابع “في هذا العام سيكون الفنانون التشكيليون الليبيون المبدعون على امتداد الوطن، حاضرين بنتاجهم التشكيلي البهيج، في أكبر معرض دائم تشهده الجامعات الليبية منذ تأسيسها، عرفانا من الجامعة بدورهم كصنّاع للقيم النبيلة، وشغلهم وانشغالهم وجهدهم في الارتقاء بالوجدان الليبي، في تشكيل الذائقة الجمالية لدى الناس كافة”.
هذا الكتاب يحتوي سيرة ذاتية لكل الفنانين الذين تم تكريمهم مع صور لأعمالهم بطباعة جميلة، مع ملخص مقدمة كتبها الفنان جمال الشريف عن صور عابرة من مراحل التشكيل الليبي ومكامن تجارب تشكيلية جادة كان لها دور في رسم ملامح التشكيل الليبي والتأكيد على أهميته ونضوجه وتميزه بين باقي الفنون في ليبيا.
ويأتي هذا الإصدار ليكون أول كتاب قد يمثل جزءا أصيلا من المشهد التشكيلي الليبي وسيساهم في توثيقه في خطوات على عتبات أولى من مسيرة الرصد والاهتمام بالتجارب الليبية وتكريم أصحاب التميز والإبداع منهم.
وكان من ضمن مقدمة الفنان جمال قوله “في ظل نقص الكتابات والدراسات التي تسهم في توثيق مسيرة الحركة التشكيلية الليبية خلال العقود الماضية وبكل ما أنجزه مبدعوها وفنانوها، فإن السرد الموجز لهذه المسيرة في ليبيا يشوبه بعض الخلل الذي نحاول أن نتفاداه ونقدّم قراءة موضوعية لمشهد تشكيلي ليبي ضمن محطات زمنية مختلفة تشكلت ورسمت ملامحها، ضمن متغيرات سياسية وثقافية لا يسع المجال لسردها في هذا السياق، التي بلا أدنى شك لها تأثيرها في المشهد التشكيلي من خلال إنجاز مبدعيه، كنشاط إنساني لا يمكن فصله عن ظروفه السياسية والثقافية المحيطة”.
صدر الكتاب في مقاس مستطيل متوسط الحجم بعدد 100 صفحة ورق مصقول وملون، بتصميم غلاف أنيق، تحت إشراف وإعداد فريق العمل المكون من الأستاذة صفاء كيشار والفنان جمال الشريف والأستاذة وهيبة سعيد الحاسي والأستاذ جابر نور سلطان والأستاذ حاتم غليليب وإشراف الدكتور علي سعيد البرغثي وكيل الجامعة للمسؤولية المجتمعية والاستدامة.
وكان من ضمن لجنة الإعداد لهذا الحدث كل من الأستاذ محمد عقيلة العمامي والأستاذة نجيبة استيتة اللذين شاركا في إخراج هذا الحدث الفني الكبير والعلامة الفارقة في مسيرة التشكيل الليبي المعاصر.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي من ليبيا
الجامعة الليبية الدولية تحتفي بمبدعين ليبيين.
لقاء استعاد سيرة أعلام التشكيل الليبي
في لفتة هي الأولى من نوعها، اختارت الجامعة الليبية الدولية في بنغازي أن تكرم رواد التشكيل الليبي عبر إصدار مكتوب إلى جانب فعاليات فنية وندوة فكرية، عرفت الناشئة على مجموعة من أهم المبدعين الذين بذلوا أعمارهم لازدهار الفن الليبي محليا وعربيا وحتى دوليا.
غمرتنا الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية ببنغازي، في العشرين من شهر أكتوبر الماضي، بدفء اللقاء والمحبة، عبر تكريم ثلة من رواد الفنانين التشكيليين الليبيين تحت عنوان “قامات من بلادي”، وفق مبادئ الجامعة للتواصل مع الجمهور عن طريق الأنشطة المجتمعية ومن أهمها ساحة الثقافة والفنون.
كان التشكيل على موعد هذه السنة بالتزامن مع الذكرى السابعة عشرة لتأسيس هذا الصرح العلمي الكبير، داخل ردهات الفكر وقاعات المعرفة في الجامعة الليبية الدولية. وأقيمت في صباح يوم التكريم ندوة تشكيلية عن الفن التشكيلي الليبي من عدة ورقات قدم لها الدكتور السنوسي صالح وأدارها الأستاذ الناقد رامز النويصري وشارك فيها كل من الناقد الأستاذ منصور أبوشناف والناقد نورالدين سعيد والناقد عدنان معيتيق والأستاذ السنوسي ستيته.
وكان للنشأة الأولى للتشكيل الليبي نصيبها في اﻻفتتاحية الأنيقة من خلال محاضرة للأستاذ منصور أبوشناف، حيث استعرض مراحل التكوين الأولى من الرسم الصخري إلى الفنون الحرفية التقليدية وانتقالها الأولي بعد التخلي عن الفنون الحرفية من سجاد وأوان فخارية وخزف وأدوات نحاسية كانت فضاء لرسومات أقرب إلى العفوية، ومنها إلى اللوحة الحامل عن طريق الفنانين الأجانب أولا وبعد ذلك الفنانون الليبيون.
واستعرض الدكتور نورالدين سعيد بعض أعمال محمد البارودي في ترجمة وتفسير لأعمال الفنان التوثيقية المبكرة ورصد الأفكار المرسومة فيها.
وكان لتجربة الفنان رمضان البكشيشي حيز من الوقت بمرور على سيرة الفنان الشخصية ومراحل تكوينه الفني والاقتراب إلى منهجه التشكيلي وطريقته في التعامل مع اللون خصوصا بعد عمر مديد من مشواره الفني، كما تم استعراض معارضه ومشاركاته داخل ليبيا وخارجها.
وكان لحدث تكريم بيت القصيد الأكثر أناقة وجمالا في التقديم وما تخلل الحفل من برامج واحتفاء بالفنانين التشكيليين المكرمين من جامعة تبذل الكثير من الجهد في المجال المعرفي الثقافي والفني بالإضافة إلى وظيفتها الأكاديمية في التعليم بأرقى الطرق والأساليب مع المساهمة في تشكيل الوعي المجتمعي خصوصا لفئة الشباب من الطلاب عبر العديد من مجالات الإبداع والمعرفة.
40 فنانا تم اختيارهم بعناية، من بين رواد التشكيليين الليبيين، بعضهم رحل عنا والبعض الآخر لا يزال يجود علينا بأعمال فنية مهمة، ومن التجارب الجادة من جيل تسعينات القرن الماضي والذين كان لهم دور في تبلور صور الفن التشكيلي الليبي بكل احترافية وبعيدا عن مدارس التربية الفنية ذات التعاليم التزيينية المباشرة والطابع السياحي التي كانت تملأ دكاكين اللوحات التجارية، والبعض الآخر ممن كانت له مساهمة في الدفع وتعليم الناشئة التشكيلية من الفنانين الجدد أو جهود الكتابة النقدية والرصد لتجارب ليبية في العديد من الصحف والمجلات الليبية والعربية الأخرى.
انعقد حفل التكريم في إحدى قاعات المعرفة المخصصة داخل مكتبة الجامعة الليبية الدولية ببنغازي مع حضور كبير للكثير من المثقفين والأكاديميين والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني ووسائل الإعلام وقنوات تلفزيونية وإذاعات محلية عديدة.
في البدء كانت الكلمة افتتاحية وتوطئة للكتاب “قامات من بلادي.. فنانون تشكيليون”، قدمها رئيس الجامعة الدكتور محمد سعد امبارك وجاء فيها “لقد آمنت الجامعة الليبية الدولية بوجودها بدون أسوار، منفتحة على المجتمع، وجسدت مسؤوليتها المجتمعية من خلال رؤية ليبيا الواعدة، وإطلاقها لمشروع إحياء القيم النبيلة، الذي تجلّى في العام الماضي باختيار أسماء شخصيات وطنية تمثل قيما متعددة، قدمت خدمات جليلة للوطن”.
وتابع “في هذا العام سيكون الفنانون التشكيليون الليبيون المبدعون على امتداد الوطن، حاضرين بنتاجهم التشكيلي البهيج، في أكبر معرض دائم تشهده الجامعات الليبية منذ تأسيسها، عرفانا من الجامعة بدورهم كصنّاع للقيم النبيلة، وشغلهم وانشغالهم وجهدهم في الارتقاء بالوجدان الليبي، في تشكيل الذائقة الجمالية لدى الناس كافة”.
هذا الكتاب يحتوي سيرة ذاتية لكل الفنانين الذين تم تكريمهم مع صور لأعمالهم بطباعة جميلة، مع ملخص مقدمة كتبها الفنان جمال الشريف عن صور عابرة من مراحل التشكيل الليبي ومكامن تجارب تشكيلية جادة كان لها دور في رسم ملامح التشكيل الليبي والتأكيد على أهميته ونضوجه وتميزه بين باقي الفنون في ليبيا.
ويأتي هذا الإصدار ليكون أول كتاب قد يمثل جزءا أصيلا من المشهد التشكيلي الليبي وسيساهم في توثيقه في خطوات على عتبات أولى من مسيرة الرصد والاهتمام بالتجارب الليبية وتكريم أصحاب التميز والإبداع منهم.
وكان من ضمن مقدمة الفنان جمال قوله “في ظل نقص الكتابات والدراسات التي تسهم في توثيق مسيرة الحركة التشكيلية الليبية خلال العقود الماضية وبكل ما أنجزه مبدعوها وفنانوها، فإن السرد الموجز لهذه المسيرة في ليبيا يشوبه بعض الخلل الذي نحاول أن نتفاداه ونقدّم قراءة موضوعية لمشهد تشكيلي ليبي ضمن محطات زمنية مختلفة تشكلت ورسمت ملامحها، ضمن متغيرات سياسية وثقافية لا يسع المجال لسردها في هذا السياق، التي بلا أدنى شك لها تأثيرها في المشهد التشكيلي من خلال إنجاز مبدعيه، كنشاط إنساني لا يمكن فصله عن ظروفه السياسية والثقافية المحيطة”.
صدر الكتاب في مقاس مستطيل متوسط الحجم بعدد 100 صفحة ورق مصقول وملون، بتصميم غلاف أنيق، تحت إشراف وإعداد فريق العمل المكون من الأستاذة صفاء كيشار والفنان جمال الشريف والأستاذة وهيبة سعيد الحاسي والأستاذ جابر نور سلطان والأستاذ حاتم غليليب وإشراف الدكتور علي سعيد البرغثي وكيل الجامعة للمسؤولية المجتمعية والاستدامة.
وكان من ضمن لجنة الإعداد لهذا الحدث كل من الأستاذ محمد عقيلة العمامي والأستاذة نجيبة استيتة اللذين شاركا في إخراج هذا الحدث الفني الكبير والعلامة الفارقة في مسيرة التشكيل الليبي المعاصر.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي من ليبيا