سالم التميمي يرسم حيطان البهجة
ذائقة ترصد مراحل في تاريخ ليبيا وتوثق الذاكرة الشعبية.
عالم التميمي يتجاور مع عوالم تشكيلية رائدة
بإشارات وأشكال ناعمة وبسيطة، يرسم الفنان الليبي سالم التميمي لوحات تعبيرية وأخرى تجريدية، يحول فيها البهجة من شعور إلى قصص بصرية، تكشف تفرد أسلوبه الفني وتمنحه هوية ليبية منفتحة على الكثير من التجارب العالمية المهمة.
يتجه الفنان الليبي سالم التميمي إلى مطارداته لأجواء ومناخات ملونة يصنع بها عوالمه الخاصة القابلة للديمومة، فهي أمزجة ملونة تستدعي الكثير من الفرح حين الوقوف أمامها وتأملها، وكما يسميها الفنان في بعض مراحله الجديدة حيطان البهجة.
أعمال الفنان لا تشير إلى معنى مباشر يمكن أن يفضي إلى قصة توثق مراحل معينة لمجتمع معين بل هي أعمال تشير إلى مناطق داخلية عميقة لمشاعر تحتفي بالجمال المحض، خلاصة مشاهدات المتأمل للكون الفسيح.
الفنان الذي عاش وتأثر بتلك المشاهد تحت سماء ليبيا، كصاحب تجربة عميقة في استيعاب معنى التشكيل في أبلغ صوره، عند انبلاج ضوء الفجر وتعدد ألوانه كتعدد حالات هذا الكون وبالتالي تنوع مقترحاته الجمالية وعدم تكرارها.
التميمي ملون يترفع على السرد والإيضاح في أعماله ويركز على صناعة حالة لونية تنسجم مع الوجدان
والتميمي ملون يترفع على السرد والإيضاح في أعماله ويركز على صناعة حالة لونية تنسجم مع الوجدان ولا تحتاج أعماله إلى مرشحات أخرى لاستيعابها كالتفكير، لأنها أعمال فنية لا تستدعي إلا للتأمل العميق والاتصال الداخلي بالوجدان ومحاولة تغييب العقل في تلك اللحظات حتى تصبح عملية التواصل روحية خالصة لا يمكن أن يفسدها التفكير بمقترحاته التسجيلية العابرة.
اللوحة عند هذا الفنان فضاء للصمت يخلو من الثرثرة أو أي استعراض لإمكانيات الرسم التقليدية بل هو خطاب بصري يتجلى بهمس في علاقات لونية وبعض رموز تاريخية تظهر وتختفي على استحياء كأنها موسيقى للحياة، فالكثير من المحسنات التشكيلية من معالجات مبتكرة للأرضيات.
أعمال التميمي تستدعي للاستحضار الكثير من مشاهد أنتوني تابيس الإسباني الذي أسس فنا يراعي ثقافة الخامة والمواد التي تدخل في بناء العمل الفني مع الكثير من التلقائية واستعمال الخبرة المكتسبة من زمن بعيد خلال مراحل تجريبية مع اللون وعلاقاته مع المواد المختلفة الأخرى من خيش وقماش ومعاجين.
اللوحة فضاء للصمت يخلو من أي استعراض لإمكانيات الرسم التقليدية بل هو خطاب بصري يتجلى بهمس في علاقات لونية
التجريد من ضمن نطاق الفنان سالم التميمي الأوسع في التجريب، بل تبنى هذا الطريق مع اختلاف المناخات التي كان يقدمها في كل مرة يعرض فيها أعماله باختلاف التقنيات أو باختلاف الأمزجة والحالات اللونية التي تدفعها هواجس الفنان الخاصة بمعارضه الشخصية المتعددة أو بمشاركاته الداخلية والخارجية عبر مسيرة امتدت أكثر من 40 سنة.
تمرس الفنان في المدرستين التجريدية والتعبيرية التجريدية منذ عقود، كما تأثر بالعديد من الأساليب المطروحة في اتجاهات حديثة متداولة منذ منتصف القرن الماضي، كما اهتم بمعالجات الخامات المتنوعة والأرضيات التي يجهزها جيدا وبكل اتقان قبل أن يبدأ في عملية الرسم لأن هذه الخطوة يعتمد عليها التميمي في النتائج المرجوة دائما مثل كثافة المعاجين واستعمال السكين لترك خطوط وخدوش غادرة في الأسطح ويغطيها بألوان الرش وضربات الفرشاة وتوزيع مفردات أخرى تكون خلاصة تأمل أو التقاطات يومية من الحياة أو استحضار ما أمكن من الذاكرة الشعبية الليبية، ودراسة لأشكالها من مثلثات ومربعات وأقواس وخطوط غالبا ما تكون في السجاد والكليم بألوانها الصريحة والمتباينة والتي ترصد وتوثق بشكل غير مباشر لذائقة محلية في مراحل معينة من تاريخ ليبيا.
تقنيات وأمزجة مختلفة
يتجاور عالم سالم التميمي مع عوالم عربية أخرى رائدة وهنالك بعض الوشائج من تجارب تشكيلية كانت بمثابة بوصلة تشير إلى اتجاه جديد في منتصف الستينات ومنها تجربة الفنان العراقي شاكر حسن آل سعيد وتجربة اللبناني شفيق عبود والأكثر تأثيرا للتجربة كانت من الأكثر سلطة على أغلب الفنانين التجريديين من الإسباني أنتوني تابيس الذي كانت تجربته منعكسة في ذائقة كل الفنانين الذين انتهجوا هذا الأسلوب. وربما يصل في بعض حالته اللونية إلى تخوم مناطق الفنان الألماني المعاصر جدا غيرارد ريختر الذي اقتفى أثر بيكاسو حيث لا حدود في التجريب ولا أسلوب معينا يحد من شغف الفنان وأفكاره.
الفنان سالم التميمي من جيل الثمانينات، يشارك في أغلب المعارض الفنية في دار الفنون بطرابلس تحت عنوان “نوافذ تشكيلية” وأقام العديد من المعارض الشخصية والمشاركة في عدة مهرجانات دولية ومحلية.
سالم التميمي من مواليد عام 1956 في طرابلس – ليبيا، خريج جامعة قاريونس بنغازي كلية الآداب قسم الدراسات الإعلامية عام 1980. خريج كلية إكستر للفنون والتصميم بريطانيا، تخصص فن الحفر والطباعة عام 1985. حاصل على شهادة في صيانة ومعالجة وترميم اللوحة الفنية من المركز الإقليمي لصيانة الممتلكات الثقافية في الدول العربية اليونسكو بغداد عام 1988.
اختيرت أعمال الفنان لتكون في كتاب المشروع السويسري الليبي فرع اليونسكو بسويسرا بعنوان “كتاب الفن الصخري بلاد العلامات” سنة 2007. شارك في معرض بمدينة باليرمو – إيطاليا. فاز بجائزة البينالي الذهبية في بينالي الإسكندرية 2001. حاز على الجائزة الثانية في المعرض السنوي للتشكيليين الشبان تونس 2004. عضو رابطة الفنانين التشكيليين الليبيين. عمل رئيس وحدة الفنون التشكيلية 1980. شارك وأقام العديد من المعارض الفردية والجماعية في داخل وخارج ليبيا منها في تونس ومصر والعراق وسوريا والإمارات واليمن وإيطاليا وسويسرا.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي من ليبيا
ذائقة ترصد مراحل في تاريخ ليبيا وتوثق الذاكرة الشعبية.
عالم التميمي يتجاور مع عوالم تشكيلية رائدة
بإشارات وأشكال ناعمة وبسيطة، يرسم الفنان الليبي سالم التميمي لوحات تعبيرية وأخرى تجريدية، يحول فيها البهجة من شعور إلى قصص بصرية، تكشف تفرد أسلوبه الفني وتمنحه هوية ليبية منفتحة على الكثير من التجارب العالمية المهمة.
يتجه الفنان الليبي سالم التميمي إلى مطارداته لأجواء ومناخات ملونة يصنع بها عوالمه الخاصة القابلة للديمومة، فهي أمزجة ملونة تستدعي الكثير من الفرح حين الوقوف أمامها وتأملها، وكما يسميها الفنان في بعض مراحله الجديدة حيطان البهجة.
أعمال الفنان لا تشير إلى معنى مباشر يمكن أن يفضي إلى قصة توثق مراحل معينة لمجتمع معين بل هي أعمال تشير إلى مناطق داخلية عميقة لمشاعر تحتفي بالجمال المحض، خلاصة مشاهدات المتأمل للكون الفسيح.
الفنان الذي عاش وتأثر بتلك المشاهد تحت سماء ليبيا، كصاحب تجربة عميقة في استيعاب معنى التشكيل في أبلغ صوره، عند انبلاج ضوء الفجر وتعدد ألوانه كتعدد حالات هذا الكون وبالتالي تنوع مقترحاته الجمالية وعدم تكرارها.
التميمي ملون يترفع على السرد والإيضاح في أعماله ويركز على صناعة حالة لونية تنسجم مع الوجدان
والتميمي ملون يترفع على السرد والإيضاح في أعماله ويركز على صناعة حالة لونية تنسجم مع الوجدان ولا تحتاج أعماله إلى مرشحات أخرى لاستيعابها كالتفكير، لأنها أعمال فنية لا تستدعي إلا للتأمل العميق والاتصال الداخلي بالوجدان ومحاولة تغييب العقل في تلك اللحظات حتى تصبح عملية التواصل روحية خالصة لا يمكن أن يفسدها التفكير بمقترحاته التسجيلية العابرة.
اللوحة عند هذا الفنان فضاء للصمت يخلو من الثرثرة أو أي استعراض لإمكانيات الرسم التقليدية بل هو خطاب بصري يتجلى بهمس في علاقات لونية وبعض رموز تاريخية تظهر وتختفي على استحياء كأنها موسيقى للحياة، فالكثير من المحسنات التشكيلية من معالجات مبتكرة للأرضيات.
أعمال التميمي تستدعي للاستحضار الكثير من مشاهد أنتوني تابيس الإسباني الذي أسس فنا يراعي ثقافة الخامة والمواد التي تدخل في بناء العمل الفني مع الكثير من التلقائية واستعمال الخبرة المكتسبة من زمن بعيد خلال مراحل تجريبية مع اللون وعلاقاته مع المواد المختلفة الأخرى من خيش وقماش ومعاجين.
اللوحة فضاء للصمت يخلو من أي استعراض لإمكانيات الرسم التقليدية بل هو خطاب بصري يتجلى بهمس في علاقات لونية
التجريد من ضمن نطاق الفنان سالم التميمي الأوسع في التجريب، بل تبنى هذا الطريق مع اختلاف المناخات التي كان يقدمها في كل مرة يعرض فيها أعماله باختلاف التقنيات أو باختلاف الأمزجة والحالات اللونية التي تدفعها هواجس الفنان الخاصة بمعارضه الشخصية المتعددة أو بمشاركاته الداخلية والخارجية عبر مسيرة امتدت أكثر من 40 سنة.
تمرس الفنان في المدرستين التجريدية والتعبيرية التجريدية منذ عقود، كما تأثر بالعديد من الأساليب المطروحة في اتجاهات حديثة متداولة منذ منتصف القرن الماضي، كما اهتم بمعالجات الخامات المتنوعة والأرضيات التي يجهزها جيدا وبكل اتقان قبل أن يبدأ في عملية الرسم لأن هذه الخطوة يعتمد عليها التميمي في النتائج المرجوة دائما مثل كثافة المعاجين واستعمال السكين لترك خطوط وخدوش غادرة في الأسطح ويغطيها بألوان الرش وضربات الفرشاة وتوزيع مفردات أخرى تكون خلاصة تأمل أو التقاطات يومية من الحياة أو استحضار ما أمكن من الذاكرة الشعبية الليبية، ودراسة لأشكالها من مثلثات ومربعات وأقواس وخطوط غالبا ما تكون في السجاد والكليم بألوانها الصريحة والمتباينة والتي ترصد وتوثق بشكل غير مباشر لذائقة محلية في مراحل معينة من تاريخ ليبيا.
تقنيات وأمزجة مختلفة
يتجاور عالم سالم التميمي مع عوالم عربية أخرى رائدة وهنالك بعض الوشائج من تجارب تشكيلية كانت بمثابة بوصلة تشير إلى اتجاه جديد في منتصف الستينات ومنها تجربة الفنان العراقي شاكر حسن آل سعيد وتجربة اللبناني شفيق عبود والأكثر تأثيرا للتجربة كانت من الأكثر سلطة على أغلب الفنانين التجريديين من الإسباني أنتوني تابيس الذي كانت تجربته منعكسة في ذائقة كل الفنانين الذين انتهجوا هذا الأسلوب. وربما يصل في بعض حالته اللونية إلى تخوم مناطق الفنان الألماني المعاصر جدا غيرارد ريختر الذي اقتفى أثر بيكاسو حيث لا حدود في التجريب ولا أسلوب معينا يحد من شغف الفنان وأفكاره.
الفنان سالم التميمي من جيل الثمانينات، يشارك في أغلب المعارض الفنية في دار الفنون بطرابلس تحت عنوان “نوافذ تشكيلية” وأقام العديد من المعارض الشخصية والمشاركة في عدة مهرجانات دولية ومحلية.
سالم التميمي من مواليد عام 1956 في طرابلس – ليبيا، خريج جامعة قاريونس بنغازي كلية الآداب قسم الدراسات الإعلامية عام 1980. خريج كلية إكستر للفنون والتصميم بريطانيا، تخصص فن الحفر والطباعة عام 1985. حاصل على شهادة في صيانة ومعالجة وترميم اللوحة الفنية من المركز الإقليمي لصيانة الممتلكات الثقافية في الدول العربية اليونسكو بغداد عام 1988.
اختيرت أعمال الفنان لتكون في كتاب المشروع السويسري الليبي فرع اليونسكو بسويسرا بعنوان “كتاب الفن الصخري بلاد العلامات” سنة 2007. شارك في معرض بمدينة باليرمو – إيطاليا. فاز بجائزة البينالي الذهبية في بينالي الإسكندرية 2001. حاز على الجائزة الثانية في المعرض السنوي للتشكيليين الشبان تونس 2004. عضو رابطة الفنانين التشكيليين الليبيين. عمل رئيس وحدة الفنون التشكيلية 1980. شارك وأقام العديد من المعارض الفردية والجماعية في داخل وخارج ليبيا منها في تونس ومصر والعراق وسوريا والإمارات واليمن وإيطاليا وسويسرا.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي من ليبيا