تجارب مضيئة في مدونة التشكيل الليبي المعاصر
فن لم يحظ بالاهتمام الكافي فاقتصر على مبادرات عابرة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
منمنمات شمال أفريقيا بجغرافيا حضارة المتوسط (لوحة محمد اعبية)
كان الفن التشكيلي في ليبيا وما زال الفن المنسي من السلطات الرسمية خلال عقود، فلولا الاجتهادات الفردية والتجارب الملتزمة بالتعبير عن ليبيا بالكثير من الواقعية لما استمر أبناء هذا البلد في اتخاذ كل أوجه التشكيل سلاحا فعالا للاستمرار والصمود علهم يشكلون صورة مشرقة عن بلادهم ترتقي بها إلى مصاف الدول الداعمة للفنون. ورغم كل تلك العراقيل نجح فنانون ليبيون في خط أسمائهم ضمن رواد التشكيل محليا وعربيا ودوليا.
منذ أن تأسست الدولة باسم المملكة الليبية المتحدة سنة 1951 وترسخت فكرتها كدولة وطنية بدأت المؤسسات المسؤولة عن الثقافة والفنون في فترة الخمسينات والستينات والسبعينات ببعض البعثات الدراسية لأصحاب المواهب في الفن التشكيلي إلى إيطاليا، وكان من بينهم الفنان علي قانة وعوض عبيدة والطاهر المغربي والفنان مصطفى الخمسي والفنان بشير حمودة وعلي العباني والفنان فرج سعد والفنان عمر الغرياني وبعدها كانت موجة أخرى من الفنانين الدارسين في الخارج في كل من إيطاليا والولايات المتحدة مثل الفنان عياد هاشم وفوزي الصويعي وسالم التميمي.
وبعد كل هذه الدفعات من الفنانين أصبحت الحاجة ملحة إلى تأسيس جسم فني يعنى بالفنون التشكيلية بعد أن كان متمثلا في نادي الرسامين في فترة الستينات من القرن الماضي ليتم تأسيس دائرة الفنون التشكيلية وقد ترأسها كل من الفنان الطاهر المغربي والفنان مرعي التليسي في فترات متباعدة.
ولم تكن للفن التشكيلي الحظوة الكافية للدفع بالحدث الفني التشكيلي ليكون على رأس أولويات المؤسسة الثقافية في ليبيا على مدى سنوات طويلة من الاستقرار السياسي والأمني فكانت كل الملتقيات والمعارض العامة خجولة في التنظيم وعابرة ولا يتبعها أي توثيق رسمي من تسجيلات وطباعة كاتالوغات وكتب ترصد النشاط المقام من هذه المعارض والمهرجانات لذلك لا نمتلك معرفة بمنجز كل الفنانين في هذا المجال.
ومن الأسماء التي مارست فن الرسم منذ الستينات نذكر الفنان محمد الحاراتي وخليفة التونسي ويوسف القنصل وفتحي الخراز وأحمد المرابط، وانضمت هذه الأسماء إلى نادي الرسامين وشاركت في العديد من المعارض في تلك الأيام. وقبلها كانت تجارب أخرى في فترات سابقة من الخمسينات مثل محمد الأرناؤوطي وأبوالقاسم فروج والمهدي الشريف ومحمد الباروني ومحمد البارود وعبدالمنعم بن ناجي وعوض عبيدة.
تجارب مهمة
تجاور وتمازج بين ثقافة المدينة وثقافة الصحراء (لوحة الطاهر المغربي)
من أهم التجارب الفنية في مدونات التشكيل الليبي دون التقيد بزمن محدد أو جغرافيا معينة والتي أثرت المشهد ورسمت ملامح الأناقة والرقي للفن الليبي، تجربة الفنان محمد اعبية في صياغة منمنمات شمال أفريقيا بجغرافيا حضارة المتوسط وثقافته المتنوعة وتجربة الفنان الطاهر المغربي في توليفة تجاور خرائط المدينة بالصحراء، وتجربة الفنان علي العباني في رسم طفولة اللعب تحت سماء زرقاء بغيمة طويلة بيضاء، وكهفيات الرسم وبورتريهات وموتيفات أخرى عابرة لا تستقر على حال للفنان عمر جهان، والعيارات النارية التي اخترقت زجاج الروح وصنعت صيحة في صحراء السكون عند تجربة الفنان محمد بن ﻻمين وثنائية الرهافة والصلابة في مفردات المعنى عنده كتلك التوليفة بين الزجاج ونحاس الطلقات الفارغة إلا من ذكرياتها الأليمة والمفزعة.
كما نذكر تجربة الفنان علي المنتصر ومحاولاته لتقريب موسيقى الرسم من ألوان النغمات الصوتية المتنوعة في سلالم الصعود من القبو الداخلي للبشر إلى الشرفة المطلة على الحياة، وما تضفيه أعمال عبدالقادر بدر على مشهديات البر والبحر للنوارس والأشرعة المرسومة، بالإضافة إلى الأرض والفرح المؤجل في أعمال رمضان نصر أبوراس لتلك المفردات الشعبية المنسوجة في حياتنا الليبية والرسم الباطني لفنان يرسم من قاموس البهجة وفن الخلية ببقع ملونة يعتليها البلل ومشاعر مفعمة بالحياة موغلة في البدائية رغم طرحها الحديث.
ونحن أمام شاعرية وأبيات مرسومة بأحبار ملونة من الكيلاني عون وعنفوان فرشاة الرسم عند يوسف فطيس والجنوح إلى عوالم أخرى من الحلم عند معتوق أبوراوي، والسكون المنسوج بالسحر في عوالم بشر حمودة، والرسم من قاموس الخطوط بالأبيض والأسود عند الفنانة حميدة صقر المفعمة بحركية دائمة وغير مستقرة. ونقف أمام اللهجات وأصوات بالغة الرهافة والأصالة عن يوسف السيفاو، وزهور الأقحوان والمروج الخضر في تفصيل من الذاكرة المرسومة للفنان موسى أبوسبيحة.
عبدالله سعيد كان مجددا في فكرة النحت على الخشب ويهتم بأدق التفاصيل لأشكال مأخوذة من التراث
أما الكائنات المرسومة في أعمال الفنان توفيق العويب فتستمد قدرتها التعبيرية من ذاكرة النسيان حيث تعتمد على نفسها ولا تشبه أحدا إلا أنها تقترب من الفن الأولي.
وتتعدد تجارب الرسم لدى الفنان أسامة النعاس فترتفع إلى مصاف العباقرة في بورتريهات مرسومة بأقلام “الأبيض والأسود”، وأعمال أخرى تجاور الفن الخام الذي قرر الفرنسي جان دي بوفيه أن يعتمده أحد أهم نتاجات الحداثة في منتصف القرن الماضي.
وتتميز تجربة الفنانة نجلاء الفيتوري برهافة المعنى والبحث في حياة المرأة الليبية في زمنها الأول، فيما تتسم شخصيات رمضان البكشيشي ببساطة الطرح دون عقد في سرده لقصص بنغازي المدينة، أما تقسيمات اللون ومناطق الشعور عند حسين ديهوم فتنذر في طابع تجريدي بالرحيل أكثر من الحضور.
وتبدو فصاحة اللغة التشكيلية المعاصرة لتجارب هادية قانة ومشروع اللوحة الكبرى “بيت علي قانة الثقافي” كأنها استعراض لكل منجز من خطوط هذا العمل الفني وإعادة رسم ملامح المدينة القديمة طرابلس والمساهمة في إحيائها من جديد. في حين لا تسكن أعمال الفنان محمد أبوميس دهاليز الغموض ولا تطفو على السطح بخطابات بصرية ساذجة، بل تخاطب الوجدان ثم تحفز العقل والمخيلة لتنسج خيوط أسطورته الشخصية الليبية من تكوينات ورموز شعبية في قالب معاصر.
واستطاع الفنان عادل الفورتية أن يذهـب باللوحة إلى أبعد ما يمكن من ناحيـة التجريـد في كل عناصرهـا بالمحافظـة على القيمـة الجمالية لها. بينما يعتمد الفنان مصباح الكبير على الاستنباط الفوري بشكل كبير في أغلب أعماله الفنية المنجزة فتأتي خالية من الترهل والمبالغة في الوصف البصري الممل، فهو لا يستعين بالحكايات المباشرة، وغالبا ما يكون الأداء أو طريقة التنفيذ هما المقصودان.
وتتنوع تلوينات رموز التفيناغ والمناخات الأمازيغية الليبية لدى الفنان يوسف معاوق والفنانة أسمهان الفرجاني خريجة كلية الفنون بالقاهرة والتي تعد أعمالها ذات بلاغة تشكيلية في تصوير بورتريهات المرأة والأزياء التقليدية الليبية، التي تصورها الفنانة ميسون عبدالحفيظ في تشكيل خزفي جديد بملامح معاصرة. في حين تجرب الفنانة نجلاء الشفتري رسم خيوط أخرى للقصة التشكيلية "الحكاية الشعبية الغول وسبع بنات".
ويمتلك علي قانة الفنان الدارس في وقت مبكر جدا للنحت بروما والمعلم لفن الرسم في كلية الفنون والإعلام وكلية الهندسة المعمارية بطرابلس والموثق الرسمي لفنون العمارة الإسلامية في ليبيا، أرشيفا كبيرا من كل أنحاء الوطن. أما الفنان علي العباني فاشتغل في التدريس فترة من الزمن حيث كان له تأثير كبير على الكثير من الناشئة الفنية في مراحل مختلفة، تلاه الفنان محمد استيته الذي كان له دور كبير في تخريج دفعات من التشكيليين في فضاء المرسم الجامعي ببنغازي رفقة الفنان محمد نجيب.
وكان الفنان عياد هاشم أكثر قربا إلى التأسيس للدراسات الأكاديمية للفنون وخصوصا العليا بالإضافة إلى منتجه الفني في بواكير السنوات الأولى من حياته التشكيلية بعد تخرجه من الولايات المتحدة.
أما الفنان حسن بن دردف فعمل رئيسا لدائرة الفنون التشكيلية في بنغازي وكان له دور في دعم المبادرات التشكيلية، وكذلك فعل الفنان أحمد أبوذراعه الذي كان رئيسا لقسم الفنون بجامعة بنغازي والفنان محمد سويسي رئيس قسم الفنون بمدينة درنة والفنان بشير حمودة الأستاذ في كلية الفنون والإعلام في طرابلس، والفنان مصطفى الخمسي المتخرج من إيطاليا.
الواقعية الليبية
للفنانين الشبان والشابات دور كبير في إضفاء ألق المعاصرة على المنتج الفني التشكيلي الليبي رغم قلة فرص العرض
رغم أن أغلب رواد الفن التشكيلي الليبي قد خبروا العديد من المدارس الفنية خلال دراستهم خارج البلاد إلا أن الكثيرين منهم اختاروا الواقعية كأسلوب يعبّرون به عن ليبيا وتفاصيلها التراثية والبيئية والاجتماعية وحتى اليومية المعيشية، ومن هؤلاء الفنان عوض عبيدة الذي يرسم عن مناطق الذاكرة الشعبية ويحاول استحضار حياة ماضية، فتبدو لوحاته وكأنها مشاهد سينمائية تساعد على إعادة ترميم الصور المتلاشية في ذاكرة كل متلقّ من قصص الأعراس والختان والأسواق والعلاقات الإنسانية الأخرى في عملية توثيق مخلصة لكل التفاصيل وتحافظ على حقبة من تاريخ الليبيين في أعمال فنية.
وكذلك كان الفنان أحمد الغماري الذي يحاذي الواقعية الفائقة متجاوزا إياها في الارتفاع بمخيلة خصبة وحداثية الرؤية الفنية بمواضيع واقعية مصاغة بأفكار خلاقة ومعاصرة لبورتريهات مأزومة داخليا، بالإضافة إلى وجوه محمود الحاسي التي تحيلنا إلى عالم متزن ومتناغم وقصص جمعة الفزاني وألوانه السينمائية الطازجة. فيما اختار فوزي الصويعي الدقة المتناهية في الوصف التشكيلي لمشاهد ليبية من الذاكرة الشعبية غالبا ما تكون خالية من الناس إلا بعض العابرين.
وكان الرسم عند الفنان عبدالرزاق الرياني محاولة لصناعة عالم مثالي بتركيب أكثر من حياة في إطار واحد لتصبح أعماله تسجيلية لوقائع مرسومة بكل أمانة وإخلاص دون أي تصرف من الفنان إلا المهارة في النقل.
واختار الفنان جمال دعوب أن تكون عملية التلوين عنده شديدة الأناقة ملتزما التشريح في خيوله الجامحة، في حين تنقل بورتريهات الفنان صلاح الشاردة بالكثير من الاتقان حالات الوجوه وأصحابها، وذهب الفنان صلاح غيث إلى عزف سيمفونية ألوان الجنوب وحياة الطوارق بالإضافة إلى حياة المدينة بكل أفراحها وأحزانها. أما عبدالصمد المشري فكانت تجربته الفنية واقعا ملونا من الطراز الرفيع خصوصا في مراحله المبكرة.
الفن التشكيلي افتقد الحظوة الكافية التي تخول للحدث الفني أن يكون على رأس أولويات المؤسسة الثقافية في ليبيا على مدى سنوات طويلة
ويهتم الفنان عادل بورقيق بالواقعية الفائقة حيث تصور أغلب مواضيعه القيد والحبال والقوارب المركوبة في مرافئ الذاكرة بألوان ومعالجات مذهلة. بينما كانت مهمة الصناعة البانورامية لتاريخ ليبيا القديم للفنانة التشكيلية شفاء سالم، والدقة في رسم تفاصيل ملامح الأمكنة والبشر عند الفنانة عفراء الأشهب.
اختار عدد من رواد الفن التشكيلي في ليبيا التخصص في النحت ومن بينهم الفنان علي الوكواك الذي يتسم منجزه الفني ببدائيته واستلهامه من الجانب الفطري في غزارة الإنتاج وتنوع مواده المحلية المستخدمة وإعادته تدوير الكثير من المواد الصناعية الأخرى. أما الفنان محمد زعطوط فاختار التشكيل بالخشب لأشكال أغلبها نباتية ذات تكوينات وفراغات بينية تصاحبها بعض الإيحاءات بأجساد آدمية مجردة وتغلب عليها الملامس المصقولة والألوان الطبيعية للخشب والكثير من التشكيلات التي يبقيها الفنان على حالها من تشكيل الطبيعة للشجر.
وبعد ذلك برزت تجربة الفنان عبدالله سعيد، وهو من جيل فني جديد، كان مجددا في فكرة النحت على الخشب ويهتم بأدق التفاصيل لأشكال مأخوذة من التراث الليبي من أزياء وتكوينات أخرى هندسية، ومعظم أعماله تكون تفصيلا جزئيا من مشهد يدركه المتلقي ويتواصل معه بكل يسر. أما الفنانة مريم هنيدي فكانت لها مادة أخرى تتعامل معها وهي الأحجار والبرونز في تكوينات الكثير منها تعبيرية ذات ملامح مرهقة ويعلوها التعب للإنسان المعاصر.
ومن رواد الحروفية التي تميز بها رغم أنه فنان تشكيلي كان له نمط آخر قبل هذه التجربة، الفنان علي عمر ارميص الذي بيعت أعماله في العديد من المزادات العالمية وأشهرها كريستيز، كما توجد مقتنيات أخرى من أعماله في المتحف البريطاني. وكذلك الفنان محمد الخروبي صاحب فكرة "دواية" المعرض الحروفي الناجح باستمراره لأكثر من ست سنوات متتالية، والفنان أحمد البارودي الذي اهتم بالحروفيات وكان له إنتاج مميز جدا على صعيد التجربة الليبية خصوصا في المعرض الجماعي "دواية" 2018.
مسارات مختلفة
ألوان ومناخات أمازيغية (لوحة يوسف معتوق)
وتقترب أعمال البارودي من حروفيات تتماهى فيها العديد من اللغات بين أقصى الشرق من الصينية إلى العربية واللاتينية في خلفيات مونوكرومية وأحبار كأنها ألوان الدواية التي كانت تستعمل قديما في الكتابة على ألواح القرآن والكتابة على الجلود وغيرهما.
وكان سالم المزوغي صاحب طرح جديد تجاوز الحروفية ليصبح فنانا بصريا بامتياز يقدم تجارب معاصرة. أما الفنانة تقوى برنوسة التي قدمت تجارب معاصرة واشتغلت على التعدد في الوسائط فكانت فنانة بصرية تجمع بين التقليدي والمعاصر وقدمت صورة مشرقة في العديد من معارضها خارج الوطن.
وللفنان محمد التونسي السيناوني اهتمام بالتفاصيل الدقيقة لرسم نسيج الروح في منمنمات الرقش العربي بلغة بعيدة عن الإبهار والاستعراض غير المبرر والتركيز على مناجاة داخلية تقترب إلى الروح الصوفية الخالصة لتكوينات منها الحروفية بشكل صريح في ألوان متعددة ومتناغمة.
التحدث عن فن الكاريكاتير يعني التكلم عن محمد الزواوي الذي تبوأ مكانا مرموقا في الساحة الليبية والعربية
وعندما نتحدث عن الرسومات الساخرة أو فن الكاريكاتير في ليبيا فذلك يعني أن نتكلم عن الفنان الكبير محمد الزواوي الذي تبوأ مكانة مرموقة في الساحة الليبية والعربية وكان له دور كبير في ترسيخ فكرة النقد الاجتماعي والسياسي من خلال ما أنتجه من فن غزير. وأبرز إنتاجات الفنان موثقة في كتبه الفنية مثل “الوجه الآخر” و”أنتم” والعديد من المنشورات في الصحف والمجلات منذ مطلع الستينات.
وكانت في الساحة الليبية أيضا أسماء أخرى، أصبح الكثير منها له اسمه الخاص وأسلوب خاص في فن الكاريكاتير، مثل خيري الشريف والعجيلي العبيدي والعديد من التجارب الجديدة الأخرى.
وللفنانين الشبان والشابات دور كبير في إضفاء ألق المعاصرة على المنتج الفني التشكيلي الليبي رغم قلة فرص العرض عندهم لعدم وجود الفضاءات الخاصة للعرض والتي كانت المؤسسة الرسمية هي السبب الرئيسي في غيابها من قاعات خاصة للعرض التشكيلي ومتاحف في كل المدن الكبرى.
وباختصار، هناك العديد من التجارب التشكيلية الليبية الرائدة والمميزة والتي كان لها دور في الرقي بالحركة التشكيلية الليبية ولم يتم ذكرها في هذا المقال العابر، ولا يعني ذلك إهمال هذه التجارب أو التقليل من شأنها ولكن عدم إمكانية الوصول إلى منجزها والتعرف بشكل كاف على تجربتها حال دون تناولها في هذه الإحاطة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي من ليبيا
فن لم يحظ بالاهتمام الكافي فاقتصر على مبادرات عابرة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
منمنمات شمال أفريقيا بجغرافيا حضارة المتوسط (لوحة محمد اعبية)
كان الفن التشكيلي في ليبيا وما زال الفن المنسي من السلطات الرسمية خلال عقود، فلولا الاجتهادات الفردية والتجارب الملتزمة بالتعبير عن ليبيا بالكثير من الواقعية لما استمر أبناء هذا البلد في اتخاذ كل أوجه التشكيل سلاحا فعالا للاستمرار والصمود علهم يشكلون صورة مشرقة عن بلادهم ترتقي بها إلى مصاف الدول الداعمة للفنون. ورغم كل تلك العراقيل نجح فنانون ليبيون في خط أسمائهم ضمن رواد التشكيل محليا وعربيا ودوليا.
منذ أن تأسست الدولة باسم المملكة الليبية المتحدة سنة 1951 وترسخت فكرتها كدولة وطنية بدأت المؤسسات المسؤولة عن الثقافة والفنون في فترة الخمسينات والستينات والسبعينات ببعض البعثات الدراسية لأصحاب المواهب في الفن التشكيلي إلى إيطاليا، وكان من بينهم الفنان علي قانة وعوض عبيدة والطاهر المغربي والفنان مصطفى الخمسي والفنان بشير حمودة وعلي العباني والفنان فرج سعد والفنان عمر الغرياني وبعدها كانت موجة أخرى من الفنانين الدارسين في الخارج في كل من إيطاليا والولايات المتحدة مثل الفنان عياد هاشم وفوزي الصويعي وسالم التميمي.
وبعد كل هذه الدفعات من الفنانين أصبحت الحاجة ملحة إلى تأسيس جسم فني يعنى بالفنون التشكيلية بعد أن كان متمثلا في نادي الرسامين في فترة الستينات من القرن الماضي ليتم تأسيس دائرة الفنون التشكيلية وقد ترأسها كل من الفنان الطاهر المغربي والفنان مرعي التليسي في فترات متباعدة.
ولم تكن للفن التشكيلي الحظوة الكافية للدفع بالحدث الفني التشكيلي ليكون على رأس أولويات المؤسسة الثقافية في ليبيا على مدى سنوات طويلة من الاستقرار السياسي والأمني فكانت كل الملتقيات والمعارض العامة خجولة في التنظيم وعابرة ولا يتبعها أي توثيق رسمي من تسجيلات وطباعة كاتالوغات وكتب ترصد النشاط المقام من هذه المعارض والمهرجانات لذلك لا نمتلك معرفة بمنجز كل الفنانين في هذا المجال.
ومن الأسماء التي مارست فن الرسم منذ الستينات نذكر الفنان محمد الحاراتي وخليفة التونسي ويوسف القنصل وفتحي الخراز وأحمد المرابط، وانضمت هذه الأسماء إلى نادي الرسامين وشاركت في العديد من المعارض في تلك الأيام. وقبلها كانت تجارب أخرى في فترات سابقة من الخمسينات مثل محمد الأرناؤوطي وأبوالقاسم فروج والمهدي الشريف ومحمد الباروني ومحمد البارود وعبدالمنعم بن ناجي وعوض عبيدة.
تجارب مهمة
تجاور وتمازج بين ثقافة المدينة وثقافة الصحراء (لوحة الطاهر المغربي)
من أهم التجارب الفنية في مدونات التشكيل الليبي دون التقيد بزمن محدد أو جغرافيا معينة والتي أثرت المشهد ورسمت ملامح الأناقة والرقي للفن الليبي، تجربة الفنان محمد اعبية في صياغة منمنمات شمال أفريقيا بجغرافيا حضارة المتوسط وثقافته المتنوعة وتجربة الفنان الطاهر المغربي في توليفة تجاور خرائط المدينة بالصحراء، وتجربة الفنان علي العباني في رسم طفولة اللعب تحت سماء زرقاء بغيمة طويلة بيضاء، وكهفيات الرسم وبورتريهات وموتيفات أخرى عابرة لا تستقر على حال للفنان عمر جهان، والعيارات النارية التي اخترقت زجاج الروح وصنعت صيحة في صحراء السكون عند تجربة الفنان محمد بن ﻻمين وثنائية الرهافة والصلابة في مفردات المعنى عنده كتلك التوليفة بين الزجاج ونحاس الطلقات الفارغة إلا من ذكرياتها الأليمة والمفزعة.
كما نذكر تجربة الفنان علي المنتصر ومحاولاته لتقريب موسيقى الرسم من ألوان النغمات الصوتية المتنوعة في سلالم الصعود من القبو الداخلي للبشر إلى الشرفة المطلة على الحياة، وما تضفيه أعمال عبدالقادر بدر على مشهديات البر والبحر للنوارس والأشرعة المرسومة، بالإضافة إلى الأرض والفرح المؤجل في أعمال رمضان نصر أبوراس لتلك المفردات الشعبية المنسوجة في حياتنا الليبية والرسم الباطني لفنان يرسم من قاموس البهجة وفن الخلية ببقع ملونة يعتليها البلل ومشاعر مفعمة بالحياة موغلة في البدائية رغم طرحها الحديث.
ونحن أمام شاعرية وأبيات مرسومة بأحبار ملونة من الكيلاني عون وعنفوان فرشاة الرسم عند يوسف فطيس والجنوح إلى عوالم أخرى من الحلم عند معتوق أبوراوي، والسكون المنسوج بالسحر في عوالم بشر حمودة، والرسم من قاموس الخطوط بالأبيض والأسود عند الفنانة حميدة صقر المفعمة بحركية دائمة وغير مستقرة. ونقف أمام اللهجات وأصوات بالغة الرهافة والأصالة عن يوسف السيفاو، وزهور الأقحوان والمروج الخضر في تفصيل من الذاكرة المرسومة للفنان موسى أبوسبيحة.
عبدالله سعيد كان مجددا في فكرة النحت على الخشب ويهتم بأدق التفاصيل لأشكال مأخوذة من التراث
أما الكائنات المرسومة في أعمال الفنان توفيق العويب فتستمد قدرتها التعبيرية من ذاكرة النسيان حيث تعتمد على نفسها ولا تشبه أحدا إلا أنها تقترب من الفن الأولي.
وتتعدد تجارب الرسم لدى الفنان أسامة النعاس فترتفع إلى مصاف العباقرة في بورتريهات مرسومة بأقلام “الأبيض والأسود”، وأعمال أخرى تجاور الفن الخام الذي قرر الفرنسي جان دي بوفيه أن يعتمده أحد أهم نتاجات الحداثة في منتصف القرن الماضي.
وتتميز تجربة الفنانة نجلاء الفيتوري برهافة المعنى والبحث في حياة المرأة الليبية في زمنها الأول، فيما تتسم شخصيات رمضان البكشيشي ببساطة الطرح دون عقد في سرده لقصص بنغازي المدينة، أما تقسيمات اللون ومناطق الشعور عند حسين ديهوم فتنذر في طابع تجريدي بالرحيل أكثر من الحضور.
وتبدو فصاحة اللغة التشكيلية المعاصرة لتجارب هادية قانة ومشروع اللوحة الكبرى “بيت علي قانة الثقافي” كأنها استعراض لكل منجز من خطوط هذا العمل الفني وإعادة رسم ملامح المدينة القديمة طرابلس والمساهمة في إحيائها من جديد. في حين لا تسكن أعمال الفنان محمد أبوميس دهاليز الغموض ولا تطفو على السطح بخطابات بصرية ساذجة، بل تخاطب الوجدان ثم تحفز العقل والمخيلة لتنسج خيوط أسطورته الشخصية الليبية من تكوينات ورموز شعبية في قالب معاصر.
واستطاع الفنان عادل الفورتية أن يذهـب باللوحة إلى أبعد ما يمكن من ناحيـة التجريـد في كل عناصرهـا بالمحافظـة على القيمـة الجمالية لها. بينما يعتمد الفنان مصباح الكبير على الاستنباط الفوري بشكل كبير في أغلب أعماله الفنية المنجزة فتأتي خالية من الترهل والمبالغة في الوصف البصري الممل، فهو لا يستعين بالحكايات المباشرة، وغالبا ما يكون الأداء أو طريقة التنفيذ هما المقصودان.
وتتنوع تلوينات رموز التفيناغ والمناخات الأمازيغية الليبية لدى الفنان يوسف معاوق والفنانة أسمهان الفرجاني خريجة كلية الفنون بالقاهرة والتي تعد أعمالها ذات بلاغة تشكيلية في تصوير بورتريهات المرأة والأزياء التقليدية الليبية، التي تصورها الفنانة ميسون عبدالحفيظ في تشكيل خزفي جديد بملامح معاصرة. في حين تجرب الفنانة نجلاء الشفتري رسم خيوط أخرى للقصة التشكيلية "الحكاية الشعبية الغول وسبع بنات".
ويمتلك علي قانة الفنان الدارس في وقت مبكر جدا للنحت بروما والمعلم لفن الرسم في كلية الفنون والإعلام وكلية الهندسة المعمارية بطرابلس والموثق الرسمي لفنون العمارة الإسلامية في ليبيا، أرشيفا كبيرا من كل أنحاء الوطن. أما الفنان علي العباني فاشتغل في التدريس فترة من الزمن حيث كان له تأثير كبير على الكثير من الناشئة الفنية في مراحل مختلفة، تلاه الفنان محمد استيته الذي كان له دور كبير في تخريج دفعات من التشكيليين في فضاء المرسم الجامعي ببنغازي رفقة الفنان محمد نجيب.
وكان الفنان عياد هاشم أكثر قربا إلى التأسيس للدراسات الأكاديمية للفنون وخصوصا العليا بالإضافة إلى منتجه الفني في بواكير السنوات الأولى من حياته التشكيلية بعد تخرجه من الولايات المتحدة.
أما الفنان حسن بن دردف فعمل رئيسا لدائرة الفنون التشكيلية في بنغازي وكان له دور في دعم المبادرات التشكيلية، وكذلك فعل الفنان أحمد أبوذراعه الذي كان رئيسا لقسم الفنون بجامعة بنغازي والفنان محمد سويسي رئيس قسم الفنون بمدينة درنة والفنان بشير حمودة الأستاذ في كلية الفنون والإعلام في طرابلس، والفنان مصطفى الخمسي المتخرج من إيطاليا.
الواقعية الليبية
للفنانين الشبان والشابات دور كبير في إضفاء ألق المعاصرة على المنتج الفني التشكيلي الليبي رغم قلة فرص العرض
رغم أن أغلب رواد الفن التشكيلي الليبي قد خبروا العديد من المدارس الفنية خلال دراستهم خارج البلاد إلا أن الكثيرين منهم اختاروا الواقعية كأسلوب يعبّرون به عن ليبيا وتفاصيلها التراثية والبيئية والاجتماعية وحتى اليومية المعيشية، ومن هؤلاء الفنان عوض عبيدة الذي يرسم عن مناطق الذاكرة الشعبية ويحاول استحضار حياة ماضية، فتبدو لوحاته وكأنها مشاهد سينمائية تساعد على إعادة ترميم الصور المتلاشية في ذاكرة كل متلقّ من قصص الأعراس والختان والأسواق والعلاقات الإنسانية الأخرى في عملية توثيق مخلصة لكل التفاصيل وتحافظ على حقبة من تاريخ الليبيين في أعمال فنية.
وكذلك كان الفنان أحمد الغماري الذي يحاذي الواقعية الفائقة متجاوزا إياها في الارتفاع بمخيلة خصبة وحداثية الرؤية الفنية بمواضيع واقعية مصاغة بأفكار خلاقة ومعاصرة لبورتريهات مأزومة داخليا، بالإضافة إلى وجوه محمود الحاسي التي تحيلنا إلى عالم متزن ومتناغم وقصص جمعة الفزاني وألوانه السينمائية الطازجة. فيما اختار فوزي الصويعي الدقة المتناهية في الوصف التشكيلي لمشاهد ليبية من الذاكرة الشعبية غالبا ما تكون خالية من الناس إلا بعض العابرين.
وكان الرسم عند الفنان عبدالرزاق الرياني محاولة لصناعة عالم مثالي بتركيب أكثر من حياة في إطار واحد لتصبح أعماله تسجيلية لوقائع مرسومة بكل أمانة وإخلاص دون أي تصرف من الفنان إلا المهارة في النقل.
واختار الفنان جمال دعوب أن تكون عملية التلوين عنده شديدة الأناقة ملتزما التشريح في خيوله الجامحة، في حين تنقل بورتريهات الفنان صلاح الشاردة بالكثير من الاتقان حالات الوجوه وأصحابها، وذهب الفنان صلاح غيث إلى عزف سيمفونية ألوان الجنوب وحياة الطوارق بالإضافة إلى حياة المدينة بكل أفراحها وأحزانها. أما عبدالصمد المشري فكانت تجربته الفنية واقعا ملونا من الطراز الرفيع خصوصا في مراحله المبكرة.
الفن التشكيلي افتقد الحظوة الكافية التي تخول للحدث الفني أن يكون على رأس أولويات المؤسسة الثقافية في ليبيا على مدى سنوات طويلة
ويهتم الفنان عادل بورقيق بالواقعية الفائقة حيث تصور أغلب مواضيعه القيد والحبال والقوارب المركوبة في مرافئ الذاكرة بألوان ومعالجات مذهلة. بينما كانت مهمة الصناعة البانورامية لتاريخ ليبيا القديم للفنانة التشكيلية شفاء سالم، والدقة في رسم تفاصيل ملامح الأمكنة والبشر عند الفنانة عفراء الأشهب.
اختار عدد من رواد الفن التشكيلي في ليبيا التخصص في النحت ومن بينهم الفنان علي الوكواك الذي يتسم منجزه الفني ببدائيته واستلهامه من الجانب الفطري في غزارة الإنتاج وتنوع مواده المحلية المستخدمة وإعادته تدوير الكثير من المواد الصناعية الأخرى. أما الفنان محمد زعطوط فاختار التشكيل بالخشب لأشكال أغلبها نباتية ذات تكوينات وفراغات بينية تصاحبها بعض الإيحاءات بأجساد آدمية مجردة وتغلب عليها الملامس المصقولة والألوان الطبيعية للخشب والكثير من التشكيلات التي يبقيها الفنان على حالها من تشكيل الطبيعة للشجر.
وبعد ذلك برزت تجربة الفنان عبدالله سعيد، وهو من جيل فني جديد، كان مجددا في فكرة النحت على الخشب ويهتم بأدق التفاصيل لأشكال مأخوذة من التراث الليبي من أزياء وتكوينات أخرى هندسية، ومعظم أعماله تكون تفصيلا جزئيا من مشهد يدركه المتلقي ويتواصل معه بكل يسر. أما الفنانة مريم هنيدي فكانت لها مادة أخرى تتعامل معها وهي الأحجار والبرونز في تكوينات الكثير منها تعبيرية ذات ملامح مرهقة ويعلوها التعب للإنسان المعاصر.
ومن رواد الحروفية التي تميز بها رغم أنه فنان تشكيلي كان له نمط آخر قبل هذه التجربة، الفنان علي عمر ارميص الذي بيعت أعماله في العديد من المزادات العالمية وأشهرها كريستيز، كما توجد مقتنيات أخرى من أعماله في المتحف البريطاني. وكذلك الفنان محمد الخروبي صاحب فكرة "دواية" المعرض الحروفي الناجح باستمراره لأكثر من ست سنوات متتالية، والفنان أحمد البارودي الذي اهتم بالحروفيات وكان له إنتاج مميز جدا على صعيد التجربة الليبية خصوصا في المعرض الجماعي "دواية" 2018.
مسارات مختلفة
ألوان ومناخات أمازيغية (لوحة يوسف معتوق)
وتقترب أعمال البارودي من حروفيات تتماهى فيها العديد من اللغات بين أقصى الشرق من الصينية إلى العربية واللاتينية في خلفيات مونوكرومية وأحبار كأنها ألوان الدواية التي كانت تستعمل قديما في الكتابة على ألواح القرآن والكتابة على الجلود وغيرهما.
وكان سالم المزوغي صاحب طرح جديد تجاوز الحروفية ليصبح فنانا بصريا بامتياز يقدم تجارب معاصرة. أما الفنانة تقوى برنوسة التي قدمت تجارب معاصرة واشتغلت على التعدد في الوسائط فكانت فنانة بصرية تجمع بين التقليدي والمعاصر وقدمت صورة مشرقة في العديد من معارضها خارج الوطن.
وللفنان محمد التونسي السيناوني اهتمام بالتفاصيل الدقيقة لرسم نسيج الروح في منمنمات الرقش العربي بلغة بعيدة عن الإبهار والاستعراض غير المبرر والتركيز على مناجاة داخلية تقترب إلى الروح الصوفية الخالصة لتكوينات منها الحروفية بشكل صريح في ألوان متعددة ومتناغمة.
التحدث عن فن الكاريكاتير يعني التكلم عن محمد الزواوي الذي تبوأ مكانا مرموقا في الساحة الليبية والعربية
وعندما نتحدث عن الرسومات الساخرة أو فن الكاريكاتير في ليبيا فذلك يعني أن نتكلم عن الفنان الكبير محمد الزواوي الذي تبوأ مكانة مرموقة في الساحة الليبية والعربية وكان له دور كبير في ترسيخ فكرة النقد الاجتماعي والسياسي من خلال ما أنتجه من فن غزير. وأبرز إنتاجات الفنان موثقة في كتبه الفنية مثل “الوجه الآخر” و”أنتم” والعديد من المنشورات في الصحف والمجلات منذ مطلع الستينات.
وكانت في الساحة الليبية أيضا أسماء أخرى، أصبح الكثير منها له اسمه الخاص وأسلوب خاص في فن الكاريكاتير، مثل خيري الشريف والعجيلي العبيدي والعديد من التجارب الجديدة الأخرى.
وللفنانين الشبان والشابات دور كبير في إضفاء ألق المعاصرة على المنتج الفني التشكيلي الليبي رغم قلة فرص العرض عندهم لعدم وجود الفضاءات الخاصة للعرض والتي كانت المؤسسة الرسمية هي السبب الرئيسي في غيابها من قاعات خاصة للعرض التشكيلي ومتاحف في كل المدن الكبرى.
وباختصار، هناك العديد من التجارب التشكيلية الليبية الرائدة والمميزة والتي كان لها دور في الرقي بالحركة التشكيلية الليبية ولم يتم ذكرها في هذا المقال العابر، ولا يعني ذلك إهمال هذه التجارب أو التقليل من شأنها ولكن عدم إمكانية الوصول إلى منجزها والتعرف بشكل كاف على تجربتها حال دون تناولها في هذه الإحاطة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي من ليبيا