بلوي (يوسف محمد )
Al-BalwiI (Yusuf ibn Mohammad-) - Al-BalwiI (Yusuf ibn Mohammad-)
البلوي (يوسف بن محمد ـ)
(529 ـ 604هـ/1135 ـ 1207م)
أبو الحجّاج، يوسف بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن غالب البلوي المالَقي نسبة إلى مالقة Málaga جنوبي الأندلس. ويعرف بابن الشيخ. قارىء زاهد وفقيه وأديب.
حمل القراءات عن أبي الفخّار، وسمع بمالقة من ابن قُرقْول إبراهيم بن يوسف (ت569هـ)، والسهيلي عبد الرحمن بن عبد الله (ت581هـ)، وابن حوط الله البلنسي، ورحل إلى الاسكندرية، فسمع من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني (ت576هـ) ومن أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني، وتقيّة بنت غيث الأرمنازي (ت579هـ).
كان مشاركاً في الفقه والأصول، تلا بالقراءات السبع فأقرأ وأفاد، وكان زاهداً قانتاً لله، غزا في البحر والبر، وحجّ.
تولّى الخطابة بمالقة، وبنى فيها من ماله خمسة وعشرين مسجداً عمل في اثني عشر منها بيده.
تمثّلت فيه ثقافة الأديب الموسوعية القائمة على مبدأ الأخذ من كل علم بطرف، فقد كان إماماً في الحفظ والرواية وإنشاء الخطب وتحبير الرسائل وتدبيج الكلام كما في وصفه عجائب الاسكندرية، ومنها منارتها، ذاهباً وآيباً في حجّه سنة 561 و562هـ.
رُويت له مقطعات شعرية هي وسط بين السمين والغثّ ذكر المقّري منها قوله:
اطلبْ لنفسك فوزها واصبرْ لها
نظر الشفيق وخفْ عليهـا واتقِ
مَنْ ليس يرحم نفسه ويصدّها
عما سيُهلكها فليـس بمُشفقِ
وسجّل له أبو عبد الله المراكشي في «الذيل والتكملة لكتابَي الموصول والصلة» أبياتاً لم يكرّر فيها كاف ضمير، ولا كاف تشبيه، ولا كاف مصدر، ولا اسم فاعل، وتضمّن السِّفْر نفسه معارضة إخوانية أسهم فيها ثمانية من شعراء مالقة، منهم أبو الحجّاج.
وضع البلوي لابنه عبد الرحيم (ت638هـ) كتاباً لينمي ثقافته العقلية، ويزوده بما ينفعه، وكان إذ ذاك حدثاً، وسماه «ألف باء» نثر فيه كنانة محفوظاته في المعارف الأدبية، ولم يخله من أخاير ذخائر ما التقطه من أفواه شيوخه والعلماء والأدباء، فجاء أشبه بموسوعة موجزة جامعة لفنون شتى، فيه موضوعات في الحساب والطبيعة والحيوان وعلم الاجتماع والأديان والمذاهب وفقه اللغة والشعر والنحو والصرف، وقد التزم فيه السجع أحياناً، ورتّبه ترتيباً غريباً على حروف الهجاء، ذلك أنه ضمّنه تسعة وعشرين بيتاً وشرح كل كلمة مع مقلوبها ومعكوسها، وأورد في أول الشعر ثمانية أبواب وفي آخرها أربع كلمات مزدوجات متشابهات في الحروف، وقد أشار في أكثر من موضع في الكتاب إلى كتاب آخر لم يصلنا توسّع فيه بما أوجزه في ألف باء من أخبار وأشعار سمّاه «تكميل الأبيات وتتميم الحكايات مما اختصر للألباء في كتاب ألف باء».
هناء دويدري
مراجع للاستزادة: |
ـ محمد بن محمد بن عبد الملك المراكشي، الذيل والتكملة لكتابَي الموصول والصلة، السفر الخامس، القسم الأول، تحقيق إحسان عباس (نشر وتوزيع دار الثقافة، بيروت 1965).
ـ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، التكملة لوفيات النقلة، تحقيق بشار عواد معروف، المجلد الثاني (مؤسسة الرسالة، بيروت 1988).