مهرجان طنجة يناقش واقع سينما التحريك بالمغرب
صانعو أفلام التحريك يواجهون صعوبات متعلقة بنقص الإمكانات المادية واللوجستية.
السبت 2024/10/26
ShareWhatsAppTwitterFacebook
ورشات ونقاشات تسعى للارتقاء بالسينما المغربية
طنجة (المغرب) - شهدت الدورة الرابعة والعشرون للمهرجان الوطني للفيلم، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي، وتختتم السبت، تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع “سينما التحريك بالمغرب: سبل الاعتراف”، جمعت نخبة من السينمائيين والنقاد والمبدعين المتخصصين في فن التحريك لمناقشة التحديات التي تواجهها صناعة التحريك في المغرب، وسبل تعزيز الاعتراف بهذا النوع السينمائي في الساحة الوطنية والدولية، كما تناولت النقاشات واقع الإنتاج المحلي للرسوم المتحركة، وفرص تطوير هذا المجال عبر دعم الإبداع وتأطير المواهب، إضافة إلى تعزيز حضور سينما التحريك المغربية في المهرجانات والمحافل السينمائية العالمية.
ويعدّ فن التحريك من المجالات السينمائية الناشئة في المغرب، والتي تواجه مجموعة من التحديات التي تحول دون تطورها بشكل ملحوظ. ويواجه صانعو أفلام التحريك صعوبات متعلقة بنقص الإمكانات المادية واللوجستية، بالإضافة إلى قلة المؤسسات التعليمية المتخصصة في هذا الفن، ما يجعل مسار اكتساب المهارات واحترافية الإنتاج عملية معقدة وطويلة. كما يفتقر هذا المجال إلى الدعم الحكومي الكافي، مقارنة بالأفلام الروائية والوثائقية، مما يقلل من فرص التطوير والاستمرارية.
ويتميز فن التحريك بقدرته على طرح مواضيع معقدة بطريقة إبداعية تصلح لجميع الأعمار، حيث يتيح هذا الفن استخدام الخيال لخلق عوالم جديدة وشخصيات تعبر عن قضايا مجتمعية وثقافية بطريقة فنية جاذبة، إلا أن الإنتاج المغربي لا يزال محدودا من حيث الجودة الفنية، ويعود ذلك إلى نقص الموارد والخبرات، ما يحول دون تحقيق الجودة البصرية العالية التي تتميز بها أعمال التحريك العالمية، بينما توجد بعض المحاولات الفردية التي استطاعت أن تلفت الانتباه محليًا ودوليًا، وتبرز إمكانات كبيرة تحتاج إلى دعم واستثمار لتحقيق المزيد من النجاح.
التمويل عنصر محوري في تطور سينما التحريك وهو من أكبر العقبات التي تعترض طريق منتجي التحريك في المغرب
ورأى المشاركون في المائدة المستديرة أن الجانب التقني يشكل تحديا بارزا أمام صناع أفلام التحريك في المغرب، حيث يتطلب هذا النوع من الأفلام استخدام تقنيات متقدمة وبرامج حديثة لإنتاج حركات وشخصيات واقعية أو إبداعية، وقلة التدريب التقني المتاح وقلة الموارد المالية اللازمة للحصول على معدات وبرامج حديثة تحدّ من قدرة المنتجين على تحقيق أعمال متقنة، لذا أصبح من الضروري تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية ومجال الصناعة لتوفير برامج تدريبية متخصصة تمكن الشباب من تعلم استخدام الأدوات التقنية المتقدمة.
ويمثل التمويل عنصرًا محوريًا في تطور سينما التحريك، إلا أن هذا الجانب لا يزال من أكبر العقبات التي تعترض طريق منتجي التحريك في المغرب، ولا يتلقى هذا المجال حاليًا الدعم الكافي من الجهات الحكومية ولا من القطاع الخاص، مما يعرقل تطوير أفلام طويلة وقصيرة تنافس في السوقين المحلي والدولي، بينما يعتمد صناع التحريك غالبًا على التمويل الذاتي أو على شراكات دولية محدودة، وهي مصادر لا تفي بالغرض على المدى البعيد. ينبغي تحفيز استثمارات القطاعين العام والخاص لتمويل مشاريع سينما التحريك، مما سيساعد على إنشاء بنية تحتية قوية ومستدامة.
ويعد التوزيع أحد أبرز العقبات التي تعيق وصول أفلام التحريك المغربية إلى الجمهور الواسع، فغياب قنوات توزيع محلية فعالة وصعوبة الوصول إلى الشبكات الدولية تجعل من الصعب على صناع التحريك تحقيق الانتشار المطلوب لأعمالهم، كما أن قلة العروض في دور السينما المغربية تحد من فرص التعريف بأعمال التحريك وجذب اهتمام الجمهور المحلي، ويحتاج القطاع إلى تعزيز قنوات التوزيع المحلية ودعم الشراكات مع منصات رقمية عالمية لتمكين الأفلام المغربية من الوصول إلى جمهور واسع، سواء داخل المغرب أو خارجه.
فن التحريك يعدّ من المجالات السينمائية الناشئة في المغرب، والتي تواجه مجموعة من التحديات التي تحول دون تطورها بشكل ملحوظ
ويتطلب تطوير سينما التحريك في المغرب نشر الوعي بأهمية هذا الفن كوسيلة تعبيرية قوية، لا يزال الجمهور المغربي غير معتاد بشكل كبير على هذا النوع من الإنتاج، حيث يعتبره البعض فنًا موجهاً للأطفال أو ترفيهيًا بالأساس. ولتغيير هذا التصور ينبغي تنظيم عروض وورش عمل ومهرجانات مخصصة لفن التحريك، تسلط الضوء على قدرة هذا النوع من الأفلام على تقديم مضامين ثقافية وتعليمية وترفيهية.
ويشكل غياب فن التحريك عن المناهج الدراسية، سواء في التعليم العام أو في التخصصات الفنية والسمعية البصرية، أحد الأسباب الرئيسية وراء ضعف هذا المجال في المغرب، فرغم أهمية التحريك كأداة تعبيرية وفنية تحمل إمكانيات تعليمية وتثقيفية كبيرة، إلا أنه لا يتم تقديمه في برامج التعليم الابتدائي أو الثانوي، ولا يتم التعريف بأساسياته ضمن مواد الفنون، وهذا النقص يؤدي إلى فجوة في الوعي الثقافي لدى الطلاب والشباب حول هذا المجال ويحول دون اكتشاف المواهب في مراحل مبكرة، حيث يمكن تطويرها وصقلها.
ويكشف غياب التحريك في التكوينات المتخصصة بالتعليم الجامعي والمهني عائقًا كبيرًا أمام خلق قاعدة من المتخصصين المؤهلين تقنيًا وفنيًا، ما يجعل الإنتاج المغربي في هذا المجال يعتمد غالبًا على جهود فردية أو محدودة لا يستطيع منافسة الإنتاج العالمي. لذا فإن إدماج فن التحريك في المناهج سيساهم بلا شك في تحفيز اهتمام الشباب، ويؤدي على المدى البعيد إلى خلق جيل من المحترفين القادرين على إحداث قفزة نوعية في هذا الفن بالمغرب.
وتواجه السينما المغربية نفسها العديد من التحديات المتعلقة بالتمويل والتوزيع وضعف التكوين المهني، فإذا كانت السينما الروائية تواجه صعوبات في الحصول على التمويل والرعاية الكافية، فإن سينما التحريك تعاني بدرجة أكبر، حيث تحتاج إلى موارد ضخمة للتقنيات الحديثة والبرمجيات المتقدمة، ويزيد من تفاقم هذا الوضع غياب صناعة متكاملة وغياب رؤية استراتيجية للنهوض بهذا المجال.
ولأن التحريك فن يجمع بين الإبداع والتكنولوجيا، خلص المشاركون في المائدة المستديرة إلى أنه يتطلب بنية تحتية متكاملة وأطرًا مؤهلة لدعمه، ما يستدعي تطوير سياسة ثقافية تتبنى التحريك ضمن أولوياتها، وهذا الغياب للسياسات الداعمة يجعل مشاريع التحريك إما محدودة أو تعتمد على اجتهادات فردية دون القدرة على التأثير بشكل واسع في المشهد السينمائي، وهذا يحرم المغرب من فرصة تطوير صناعة واعدة يمكنها أن تساهم في تعزيز الهوية الثقافية وتصدير المحتوى الثقافي المغربي عالميًا.
صانعو أفلام التحريك يواجهون صعوبات متعلقة بنقص الإمكانات المادية واللوجستية.
السبت 2024/10/26
ShareWhatsAppTwitterFacebook
ورشات ونقاشات تسعى للارتقاء بالسينما المغربية
طنجة (المغرب) - شهدت الدورة الرابعة والعشرون للمهرجان الوطني للفيلم، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي، وتختتم السبت، تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع “سينما التحريك بالمغرب: سبل الاعتراف”، جمعت نخبة من السينمائيين والنقاد والمبدعين المتخصصين في فن التحريك لمناقشة التحديات التي تواجهها صناعة التحريك في المغرب، وسبل تعزيز الاعتراف بهذا النوع السينمائي في الساحة الوطنية والدولية، كما تناولت النقاشات واقع الإنتاج المحلي للرسوم المتحركة، وفرص تطوير هذا المجال عبر دعم الإبداع وتأطير المواهب، إضافة إلى تعزيز حضور سينما التحريك المغربية في المهرجانات والمحافل السينمائية العالمية.
ويعدّ فن التحريك من المجالات السينمائية الناشئة في المغرب، والتي تواجه مجموعة من التحديات التي تحول دون تطورها بشكل ملحوظ. ويواجه صانعو أفلام التحريك صعوبات متعلقة بنقص الإمكانات المادية واللوجستية، بالإضافة إلى قلة المؤسسات التعليمية المتخصصة في هذا الفن، ما يجعل مسار اكتساب المهارات واحترافية الإنتاج عملية معقدة وطويلة. كما يفتقر هذا المجال إلى الدعم الحكومي الكافي، مقارنة بالأفلام الروائية والوثائقية، مما يقلل من فرص التطوير والاستمرارية.
ويتميز فن التحريك بقدرته على طرح مواضيع معقدة بطريقة إبداعية تصلح لجميع الأعمار، حيث يتيح هذا الفن استخدام الخيال لخلق عوالم جديدة وشخصيات تعبر عن قضايا مجتمعية وثقافية بطريقة فنية جاذبة، إلا أن الإنتاج المغربي لا يزال محدودا من حيث الجودة الفنية، ويعود ذلك إلى نقص الموارد والخبرات، ما يحول دون تحقيق الجودة البصرية العالية التي تتميز بها أعمال التحريك العالمية، بينما توجد بعض المحاولات الفردية التي استطاعت أن تلفت الانتباه محليًا ودوليًا، وتبرز إمكانات كبيرة تحتاج إلى دعم واستثمار لتحقيق المزيد من النجاح.
التمويل عنصر محوري في تطور سينما التحريك وهو من أكبر العقبات التي تعترض طريق منتجي التحريك في المغرب
ورأى المشاركون في المائدة المستديرة أن الجانب التقني يشكل تحديا بارزا أمام صناع أفلام التحريك في المغرب، حيث يتطلب هذا النوع من الأفلام استخدام تقنيات متقدمة وبرامج حديثة لإنتاج حركات وشخصيات واقعية أو إبداعية، وقلة التدريب التقني المتاح وقلة الموارد المالية اللازمة للحصول على معدات وبرامج حديثة تحدّ من قدرة المنتجين على تحقيق أعمال متقنة، لذا أصبح من الضروري تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية ومجال الصناعة لتوفير برامج تدريبية متخصصة تمكن الشباب من تعلم استخدام الأدوات التقنية المتقدمة.
ويمثل التمويل عنصرًا محوريًا في تطور سينما التحريك، إلا أن هذا الجانب لا يزال من أكبر العقبات التي تعترض طريق منتجي التحريك في المغرب، ولا يتلقى هذا المجال حاليًا الدعم الكافي من الجهات الحكومية ولا من القطاع الخاص، مما يعرقل تطوير أفلام طويلة وقصيرة تنافس في السوقين المحلي والدولي، بينما يعتمد صناع التحريك غالبًا على التمويل الذاتي أو على شراكات دولية محدودة، وهي مصادر لا تفي بالغرض على المدى البعيد. ينبغي تحفيز استثمارات القطاعين العام والخاص لتمويل مشاريع سينما التحريك، مما سيساعد على إنشاء بنية تحتية قوية ومستدامة.
ويعد التوزيع أحد أبرز العقبات التي تعيق وصول أفلام التحريك المغربية إلى الجمهور الواسع، فغياب قنوات توزيع محلية فعالة وصعوبة الوصول إلى الشبكات الدولية تجعل من الصعب على صناع التحريك تحقيق الانتشار المطلوب لأعمالهم، كما أن قلة العروض في دور السينما المغربية تحد من فرص التعريف بأعمال التحريك وجذب اهتمام الجمهور المحلي، ويحتاج القطاع إلى تعزيز قنوات التوزيع المحلية ودعم الشراكات مع منصات رقمية عالمية لتمكين الأفلام المغربية من الوصول إلى جمهور واسع، سواء داخل المغرب أو خارجه.
فن التحريك يعدّ من المجالات السينمائية الناشئة في المغرب، والتي تواجه مجموعة من التحديات التي تحول دون تطورها بشكل ملحوظ
ويتطلب تطوير سينما التحريك في المغرب نشر الوعي بأهمية هذا الفن كوسيلة تعبيرية قوية، لا يزال الجمهور المغربي غير معتاد بشكل كبير على هذا النوع من الإنتاج، حيث يعتبره البعض فنًا موجهاً للأطفال أو ترفيهيًا بالأساس. ولتغيير هذا التصور ينبغي تنظيم عروض وورش عمل ومهرجانات مخصصة لفن التحريك، تسلط الضوء على قدرة هذا النوع من الأفلام على تقديم مضامين ثقافية وتعليمية وترفيهية.
ويشكل غياب فن التحريك عن المناهج الدراسية، سواء في التعليم العام أو في التخصصات الفنية والسمعية البصرية، أحد الأسباب الرئيسية وراء ضعف هذا المجال في المغرب، فرغم أهمية التحريك كأداة تعبيرية وفنية تحمل إمكانيات تعليمية وتثقيفية كبيرة، إلا أنه لا يتم تقديمه في برامج التعليم الابتدائي أو الثانوي، ولا يتم التعريف بأساسياته ضمن مواد الفنون، وهذا النقص يؤدي إلى فجوة في الوعي الثقافي لدى الطلاب والشباب حول هذا المجال ويحول دون اكتشاف المواهب في مراحل مبكرة، حيث يمكن تطويرها وصقلها.
ويكشف غياب التحريك في التكوينات المتخصصة بالتعليم الجامعي والمهني عائقًا كبيرًا أمام خلق قاعدة من المتخصصين المؤهلين تقنيًا وفنيًا، ما يجعل الإنتاج المغربي في هذا المجال يعتمد غالبًا على جهود فردية أو محدودة لا يستطيع منافسة الإنتاج العالمي. لذا فإن إدماج فن التحريك في المناهج سيساهم بلا شك في تحفيز اهتمام الشباب، ويؤدي على المدى البعيد إلى خلق جيل من المحترفين القادرين على إحداث قفزة نوعية في هذا الفن بالمغرب.
وتواجه السينما المغربية نفسها العديد من التحديات المتعلقة بالتمويل والتوزيع وضعف التكوين المهني، فإذا كانت السينما الروائية تواجه صعوبات في الحصول على التمويل والرعاية الكافية، فإن سينما التحريك تعاني بدرجة أكبر، حيث تحتاج إلى موارد ضخمة للتقنيات الحديثة والبرمجيات المتقدمة، ويزيد من تفاقم هذا الوضع غياب صناعة متكاملة وغياب رؤية استراتيجية للنهوض بهذا المجال.
ولأن التحريك فن يجمع بين الإبداع والتكنولوجيا، خلص المشاركون في المائدة المستديرة إلى أنه يتطلب بنية تحتية متكاملة وأطرًا مؤهلة لدعمه، ما يستدعي تطوير سياسة ثقافية تتبنى التحريك ضمن أولوياتها، وهذا الغياب للسياسات الداعمة يجعل مشاريع التحريك إما محدودة أو تعتمد على اجتهادات فردية دون القدرة على التأثير بشكل واسع في المشهد السينمائي، وهذا يحرم المغرب من فرصة تطوير صناعة واعدة يمكنها أن تساهم في تعزيز الهوية الثقافية وتصدير المحتوى الثقافي المغربي عالميًا.