منتجون ومخرجون عرب: الأفلام في مناطق الصراع مكلفة لكن لا للتراجع
مهرجان الجونة يواصل تقديم عدد من العروض المهمة لأفلام عربية وعالمية علاوة على نقاش أبرز القضايا المتعلقة بالسينما اليوم.
الثلاثاء 2024/10/29
ShareWhatsAppTwitterFacebook
تصوير الأفلام في زمن الحرب أمر صعب
الجونة (مصر) - أكد منتجون ومخرجون من اليمن وسوريا والسودان وغزة أن صناعة الأفلام في دول تشهد صراعات مسلحة وحروبا أمر مكلف للغاية وغير مضمون النتائج، إلا أنهم يصرون في الوقت ذاته على عدم تخليهم عن قضايا بلادهم حتى وإن كان ذلك على حساب أحلامهم وطموحاتهم الشخصية.
وقالت المنتجة اليمنية آلاء عامر في جلسة نقاشية بمهرجان الجونة السينمائي بمصر عنوانها “السينما في وقت الصراعات” إن الوضع في اليمن غير مأمون لأن كل منطقة تخضع لسلطات مختلفة، وعلى صناع الأفلام الحصول على موافقات عديدة، بينما يمكن في النهاية إلغاء هذه الموافقات في دقيقة.
وأضافت أن أثناء عملها على إنتاج الفيلم القصير “عبر الأزقة” تعرض مخرج الفيلم يوسف الصباحي وشقيقه للاعتقال، وتوقف العمل لمدة أربعة أشهر إلى حين الحصول على الموافقات اللازمة من السلطات في صنعاء.
مخرجون ومنتجون من اليمن وفلسطين وسوريا والسودان يناقشون مصاعب إنتاج الأفلام في بلدانهم
لكنها عادت لتؤكد أن هذه المعوقات وغيرها الكثير لن توقف صناع السينما في البلاد المنكوبة عن الحديث عن قضايا أوطانهم لأنه “إذا لم نفعل نحن ذلك فلن يفعله أحد آخر، نحن نشق الطريق بصعوبة لجعل القادم أسهل لنا، وربما لتستفيد من ثمار هذا الأجيال التالية”.
وقالت عامر إن قبل اندلاع الصراع في اليمن عام 2014 كانت لديها طموحات أخرى في عمل أفلام عن قصص النساء اليمنيات وعادات الزفاف والكثير من الموضوعات المعبرة عن تاريخ وعراقة البلد، لكنها الآن تشعر أن مثل هذه القصص يمكن أن تنتظر.
من جانبها، قالت المنتجة والمصورة السودانية إسراء الكوقلي التي شاركت في فيلم “وداعا جوليا”، الذي حصد العديد من الجوائز عالميا، إن طاقم العمل كان يغير خطة التصوير يوميا، لأنه كانت هناك مظاهرات متواصلة في شوارع الخرطوم، وكان عليهم ضمان سلامة العاملين وأمنهم.
وأضافت أن هذا زاد تكلفة التصوير “أضعافا مضاعفة” وتسبب في اللجوء إلى التصوير بأماكن داخلية أكثر والتنازل عن الجماليات البصرية، هذا بخلاف تأثر نفسية الممثلين والفنيين الذين كانوا في قلق دائم.
الحرب لم تمنع العديد من السينمائيين السوريين من صناعة أفلام تطرح صورا متعددة للحرب في بلدهم، وعلاقتها بالمدن التي يعيشون فيها، لكنها من ناحية أخرى فرضت تحديات كبيرة خاصة على المخرجين المستقلين والشباب، أغلبها إنتاجي ما ألغى الكثير من الأفكار المهمة وعطل إنجازها في أفلام بسبب انعكاس الواقع على الإنتاج.
الحرب لم تمنع العديد من السينمائيين السوريين من صناعة أفلام تطرح صورا متعددة للحرب في بلدهم
في هذا الصدد قالت المخرجة والمصورة السورية راما عبدي إن أكبر مشكلاتها في صناعة الأفلام ببلادها هي افتقاد التجهيزات الفنية الجيدة، لأن الإمكانيات كلها تحت يد المؤسسة العامة للسينما المملوكة للدولة، بينما لا يملك صناع الأفلام المستقلة المعدات اللازمة، وبالتالي يلجؤون إلى البحث عن ذلك خارجيا وهو أمر مكلف.
وبينما ينتظر أبناء اليمن والسودان وسوريا تحسن الأوضاع في بلادهم يدرك كاتب السيناريو والمخرج محمد المغني ابن حي الشجاعية بمدينة غزة الفلسطينية أن قضية بلاده وضعها مختلف.
وقال المغني في الجلسة النقاشية إن الآخرين إذا امتلكوا طموحات وأحلاما سينمائية قبل اندلاع الصراعات في بلادهم العربية فهو شخصيا لم يملك الخيار لترتيب أولوياته، لأنه ولد بأرض تفرض قضيتها على الجميع.
وأضاف أنه يعيش حاليا بالخارج وأراد قبل الحرب الحالية تصوير وتوثيق الكثير مما رآه وعاصره في غزة لكن دخول القطاع كان صعبا للغاية والخروج منه أصعب.
وأشار إلى أنه يصور عمله الجديد حاليا في مناطق قريبة مثل مخيم شاتيلا في لبنان الذي تأزم به الوضع أيضا لكنه يأمل يوما ما “في صنع فيلم بالكامل من غزة”.
ويواصل مهرجان الجونة السينمائي تقديم عدد من العروض المهمة لأفلام عربية وعالمية علاوة على نقاش أبرز القضايا المتعلقة بالسينما اليوم. وتمتد الدورة الحالية السابعة من المهرجان على ثمانية أيام من الرابع والعشرين من أكتوبر الحالي حتى الأول من نوفمبر المقبل، بمشاركة 55 فيلما روائيا طويلا ووثائقيا، إضافة إلى 16 فيلما قصيرا، من 40 دولة، ومن بين هذه الأفلام ستشهد 6 أفلام عرضها العالمي الأول، فيما تُقدم 12 تجربة سينمائية لمخرجين جدد، ولتمكين المرأة في صناعة السينما تصل نسبة الأفلام التي صنعتها مخرجات إلى 44 في المئة، ويكرم الفنان محمود حميدة بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي، احتفاء بأدواره المتعددة في السينما والتلفزيون.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مهرجان الجونة يواصل تقديم عدد من العروض المهمة لأفلام عربية وعالمية علاوة على نقاش أبرز القضايا المتعلقة بالسينما اليوم.
الثلاثاء 2024/10/29
ShareWhatsAppTwitterFacebook
تصوير الأفلام في زمن الحرب أمر صعب
الجونة (مصر) - أكد منتجون ومخرجون من اليمن وسوريا والسودان وغزة أن صناعة الأفلام في دول تشهد صراعات مسلحة وحروبا أمر مكلف للغاية وغير مضمون النتائج، إلا أنهم يصرون في الوقت ذاته على عدم تخليهم عن قضايا بلادهم حتى وإن كان ذلك على حساب أحلامهم وطموحاتهم الشخصية.
وقالت المنتجة اليمنية آلاء عامر في جلسة نقاشية بمهرجان الجونة السينمائي بمصر عنوانها “السينما في وقت الصراعات” إن الوضع في اليمن غير مأمون لأن كل منطقة تخضع لسلطات مختلفة، وعلى صناع الأفلام الحصول على موافقات عديدة، بينما يمكن في النهاية إلغاء هذه الموافقات في دقيقة.
وأضافت أن أثناء عملها على إنتاج الفيلم القصير “عبر الأزقة” تعرض مخرج الفيلم يوسف الصباحي وشقيقه للاعتقال، وتوقف العمل لمدة أربعة أشهر إلى حين الحصول على الموافقات اللازمة من السلطات في صنعاء.
مخرجون ومنتجون من اليمن وفلسطين وسوريا والسودان يناقشون مصاعب إنتاج الأفلام في بلدانهم
لكنها عادت لتؤكد أن هذه المعوقات وغيرها الكثير لن توقف صناع السينما في البلاد المنكوبة عن الحديث عن قضايا أوطانهم لأنه “إذا لم نفعل نحن ذلك فلن يفعله أحد آخر، نحن نشق الطريق بصعوبة لجعل القادم أسهل لنا، وربما لتستفيد من ثمار هذا الأجيال التالية”.
وقالت عامر إن قبل اندلاع الصراع في اليمن عام 2014 كانت لديها طموحات أخرى في عمل أفلام عن قصص النساء اليمنيات وعادات الزفاف والكثير من الموضوعات المعبرة عن تاريخ وعراقة البلد، لكنها الآن تشعر أن مثل هذه القصص يمكن أن تنتظر.
من جانبها، قالت المنتجة والمصورة السودانية إسراء الكوقلي التي شاركت في فيلم “وداعا جوليا”، الذي حصد العديد من الجوائز عالميا، إن طاقم العمل كان يغير خطة التصوير يوميا، لأنه كانت هناك مظاهرات متواصلة في شوارع الخرطوم، وكان عليهم ضمان سلامة العاملين وأمنهم.
وأضافت أن هذا زاد تكلفة التصوير “أضعافا مضاعفة” وتسبب في اللجوء إلى التصوير بأماكن داخلية أكثر والتنازل عن الجماليات البصرية، هذا بخلاف تأثر نفسية الممثلين والفنيين الذين كانوا في قلق دائم.
الحرب لم تمنع العديد من السينمائيين السوريين من صناعة أفلام تطرح صورا متعددة للحرب في بلدهم، وعلاقتها بالمدن التي يعيشون فيها، لكنها من ناحية أخرى فرضت تحديات كبيرة خاصة على المخرجين المستقلين والشباب، أغلبها إنتاجي ما ألغى الكثير من الأفكار المهمة وعطل إنجازها في أفلام بسبب انعكاس الواقع على الإنتاج.
الحرب لم تمنع العديد من السينمائيين السوريين من صناعة أفلام تطرح صورا متعددة للحرب في بلدهم
في هذا الصدد قالت المخرجة والمصورة السورية راما عبدي إن أكبر مشكلاتها في صناعة الأفلام ببلادها هي افتقاد التجهيزات الفنية الجيدة، لأن الإمكانيات كلها تحت يد المؤسسة العامة للسينما المملوكة للدولة، بينما لا يملك صناع الأفلام المستقلة المعدات اللازمة، وبالتالي يلجؤون إلى البحث عن ذلك خارجيا وهو أمر مكلف.
وبينما ينتظر أبناء اليمن والسودان وسوريا تحسن الأوضاع في بلادهم يدرك كاتب السيناريو والمخرج محمد المغني ابن حي الشجاعية بمدينة غزة الفلسطينية أن قضية بلاده وضعها مختلف.
وقال المغني في الجلسة النقاشية إن الآخرين إذا امتلكوا طموحات وأحلاما سينمائية قبل اندلاع الصراعات في بلادهم العربية فهو شخصيا لم يملك الخيار لترتيب أولوياته، لأنه ولد بأرض تفرض قضيتها على الجميع.
وأضاف أنه يعيش حاليا بالخارج وأراد قبل الحرب الحالية تصوير وتوثيق الكثير مما رآه وعاصره في غزة لكن دخول القطاع كان صعبا للغاية والخروج منه أصعب.
وأشار إلى أنه يصور عمله الجديد حاليا في مناطق قريبة مثل مخيم شاتيلا في لبنان الذي تأزم به الوضع أيضا لكنه يأمل يوما ما “في صنع فيلم بالكامل من غزة”.
ويواصل مهرجان الجونة السينمائي تقديم عدد من العروض المهمة لأفلام عربية وعالمية علاوة على نقاش أبرز القضايا المتعلقة بالسينما اليوم. وتمتد الدورة الحالية السابعة من المهرجان على ثمانية أيام من الرابع والعشرين من أكتوبر الحالي حتى الأول من نوفمبر المقبل، بمشاركة 55 فيلما روائيا طويلا ووثائقيا، إضافة إلى 16 فيلما قصيرا، من 40 دولة، ومن بين هذه الأفلام ستشهد 6 أفلام عرضها العالمي الأول، فيما تُقدم 12 تجربة سينمائية لمخرجين جدد، ولتمكين المرأة في صناعة السينما تصل نسبة الأفلام التي صنعتها مخرجات إلى 44 في المئة، ويكرم الفنان محمود حميدة بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي، احتفاء بأدواره المتعددة في السينما والتلفزيون.
ShareWhatsAppTwitterFacebook