الفنان محمد هاشم: الفن أنصفني وأنا ابن الشارع العراقي
ممثل يخرج من الشاشة الصغيرة ويتشابك مع هموم شعبه.
الثلاثاء 2024/10/29
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مواقع التواصل منصات غير حقيقية لتقييم الفن (تصوير علي هاشم)
هناك من الممثلين من يخط تجربة مختلفة تراوح بين الفن على الشاشات الصغيرة والكبيرة والتظاهرات من جهة، والجانب الإنساني والالتحام بقضايا الناس من جهة أخرى، ومن هؤلاء الممثل العراقي محمد هاشم، الذي قدم أدوارا مؤثرة في الدراما العراقية والخليجية، كما كان في الصف الأول من تحركات الشارع العراقي، حول تجربته كان لنا معه هذا الحوار.
أحمد سميسم
أجاد الفنان العراقي محمد هاشم تجسيد الأدوار بمهارة وحرفية كبيرة، فاستطاع أن يصنع تأثيرا لافتا لدى الجمهور عبر أعماله التلفزيونية التي شكلت حضورا جيدا ومحببا، فتارة يبكينا حين يكون مظلوما وتارة يفرحنا في تجسيد أدواره المركبة، فنان يحمل من الصفات الإنسانية الكثير.
وعلاوة على ما يقدمه فإن الممثل قريب من الجمهور إلى حد كبير، إنه بسيط كالخبز، يستمد قوته من الجمهور، فهو فنان واقعي لا يؤمن بلغة الأرقام بل يؤمن بمجريات الواقع إن كانت جيدة أم سيئة، كما أنه يعتقد بأن الفشل أولى خطوات النجاح والإصرار على مواصلة المشوار الفني.
فنان مثابر
حول دوره في مسلسل “مناوي باشا” عام 2000، الذي كان بمثابة جواز مروره نحو الشهرة، على الرغم من أنه كانت لديه تجارب درامية قبل هذا المسلسل، يقول محمد هاشم “انطلاقتي الحقيقية نحو عالم الفن والشهرة كانت من خلال مسلسل ‘مناوي باشا’، بدور ‘شعلان كزارة’، الأعمال التي كانت قبل هذا المسلسل لم تكن أعمالا كثيرة ولم تحقق لي الحضور المطلوب وكان أغلبها تاريخيا، لذلك دوري في ‘مناوي باشا’ هو أول عمل لي يكون علاقة وثيقة بيني وبين الجمهور، على الرغم من دوري في المسلسل كان في 20 مشهدا فقط من أصل 1200 مشهد، لكنه شكل حضورا لافتا، وكأنه دور البطولة في المسلسل، ومن الغريب بعد هذا المسلسل لم أشترك في أي عمل درامي لأربع سنوات متتالية”.
بعد النجاح المدوي الذي حققه في مسلسل “بنات صالح”، اشترك هاشم في مسلسل “طوارئ”، ويبدو أن دوره في العملين متقارب إلى حد ما من ناحية الظلم والدفاع عن النفس، يعلق الممثل العراقي “ليس كذلك، دوري في مسلسل ‘بنات صالح’ يختلف تماما عن دوري في مسلسل ‘طوارئ’، لربما هناك تشابه بسيط من حيث الظلم لكن الدورين مختلفان تماما”.
طفولة هاشم كانت شقية ومشاكسة الأمر معكوس تماما حينما كبر فأصبح خجولا، هذا ما يؤكده الفنان قائلا “هذا صحيح كنت طفلا شقيا ومشاكسا لا يعرف التعب، لكنني حين دخلت المدرسة أصبحت طفلا خجولا وراكزا بعض الشيء، حيث تغيرت صفات كثيرة في شخصيتي، لكنني حين أقف أمام الكاميرا لا وجود للخجل إطلاقا”.
الفنان يحب أن يجسد الشخصيات المهمشة فأدوارها غنية من الناحية الدرامية كما يستهويه تجسيد الأدوار المركبة
أما عن أسباب عدم مشاركته في الأعمال الدرامية العراقية التي أنتجت مؤخرا في رمضان الماضي، وتفضيله أن يشارك بعمل خليجي واحد، فيقول “للأسف لم يتصل بي أحد للمشاركة بالأعمال الدرامية العراقية التي أنتجت مؤخرا وعددها 20 عملا دراميا. لذلك اشتركت في مسلسل كويتي اسمه ‘ملفات منسية’، تجربة مهمة وناجحة بالنسبة إلي وسوقت عملي بشكل صحيح. رشحني للمسلسل المخرج الكويتي مناف عبدال بعد أن أثرت إعجابه في مسلسل ‘بنات صالح’، ولأول مرة يشارك فنان عراقي في عمل عربي تكون شخصيته محورية وإيجابية ولها وقعها في المسلسل، فضلا عن احتفاظي بعراقيتي. وصورت بعض المشاهد بالزي العربي (الشماغ والعقال)”.
نسأل هاشم هل يعد دوره في مسلسل “بنات صالح” الذي حقق شهرة واسعة بمثابة الانعطافة الكبيرة في مسيرته الفنية، بمعنى لو وضعنا “بنات صالح” في كفة وأعماله الأخرى في كفة أخرى فأي كفة ستميل؟ فيجيبنا “مسلسل ‘بنات صالح’ انعطافة في مسيرتي الفنية وسوقني عربيا ومسلسل شكل حضورا واسعا، ولم يشهد أي مسلسل عراقي هذا الحضور الكبير في الشارع العراقي، ووصلت مشاهداته حسب الإحصائيات إلى 160 مليون مشاهدة، لكن رغم هذا لدي أعمال لا تقل أهمية عن ‘بنات صالح’ مثلا مسلسل ‘مناوي باشا’ ومسلسل ‘الحواسم’، ومسلسل ‘فاتنة بغداد’، ومسلسل ‘أعماق الأزقة’، وغيرها من الأعمال”.
لدينا معلومة تقول بعد النجاح الذي حققه هاشم في “بنات صالح” تعرض لهجوم من قبل الوسط الفني، وهو ما يؤكده الممثل قائلا “صحيح تعرضت لهجوم مفاجئ وانتقادات من قبل بعض الأسماء المعروفة من الوسط الفني، وبعضهم تربطني معهم علاقة صداقة جيدة ما أثار استغرابي، لكن لم يستوقفني طويلا وتجاوزته كون الجمهور أنصفني ومنحني كل الحب والإشادة، أنا فنان أعمل للناس ولا يهمني ما يقال عني ولا يهمني أيضا ما يقال عني في مواقع التواصل كونها منصات غير حقيقية للتقييم، أنا فنان واقعي أستمد قوتي وطروحاتي من الواقع”.
نسأله ماذا لو خيروه بمهنة أخرى غير الفن ماذا ممكن أن تكون؟ فيجيبنا “أنا رجل مهووس بفن التمثيل وأنتمي إليه بكل حواسي، لكن سابقا كان يستهويني العمل في مجال تصميم الأزياء، أما الآن فلا أحب أن أعمل بأي مجال سوى الفن”.
غالبا ما يشكو الفنانون من التهميش لكن محمد هاشم لا يوافق ذلك، معتبرا أنه شخص محظوظ سواء على الصعيد الفني أم الشخصي، ولا يتذمر أو يشكو، لذلك تجده يحب النجاح والسعي للعمل الجيد الذي يحقق التميز.
ويضيف “الفن أنصفني كثيرا، كوني أعطيت كل ما أملك للفن من وقت وجهد وعمل دؤوب، ولم أدخر جهدا في مجال عملي إطلاقا كوني أعشق الفن وأنتمي إليه بكل جوارحي”.
الفن والإنسان
مسلسل "بنات صالح" انعطافة في مسيرة محمد هاشم الفنية وسوقه عربيا إذ حقق حضورا لم يحققه مسلسل آخر
محمد هاشم من الفنانين العراقيين القلائل الذين يتواجدون دوما في ساحة الأعمال الإنسانية والمجتمعية، نسأله إن كان ذلك انطلاقا من رسالة الفن أم من المواطن العراقي؟ ليجيبنا “الاثنان معا، انطلاقا من رسالتي كفنان وأيضا كمواطن عراقي، أنا فنان أنتمي إلى الشارع العراقي وقريب منه دائما وليس لدي حصن منيع أو تحفظات، أشعر براحة نفسية حينما أقدم عملا إنسانيا خالصا للمجتمع، وهذا ما دفعني إلى تأسيس ‘مؤسسة بيت الأصدقاء’ لتمكين الطفل، تعنى بالأطفال المحتاجين وليس لها دعم من أي جهة أو شخص، تعمل بمجهود فردي مع عدد من الأصدقاء، ونحاول أن نوفر ما نستطيع للطفل العراقي”.
يقال إن دوره في مسلسل “بنات صالح” كان مرشحا للفنان غالب جواد ولم يحصل الاتفاق، لكن هاشم ينفي ذلك، ويقول “لا أعتقد ذلك، غالب جواد صديق عزيز وفنان كبير ومهم، وهو من صرح بهذا الخبر، وأنا التقيت به قبل أن يدلي بتصريحه وقلت له الشركة المنتجة فاتحتني بموضوع المسلسل منذ الشهر السابع وهو يقول إنه تمت مفاتحته في شهر 11 إذن كيف، لا أعلم مدى مصداقية هذا الموضوع، وأقولها للمزاح لو أسند الدور للفنان غالب جواد سوف لن يجيده، الدور بعيد عن ساحته الفنية كون له أدواره ومساحته التي تميز بها”.
نسأله عن الدور الذي يستهويه تجسيده، فيقول “أحب أن أجسد الشخصيات المهمشة في المجتمع، تلك الأدوار تكون غنية من الناحية الدرامية، ويستهويني أيضا تجسيد الأدوار المركبة التي تعاني من أمراض نفسية مثلا، وأنا جسدت أدوارا كهذه سابقا”.
يتقمص هاشم غالبا دور الإعلامي من خلال إجراء اللقاءات العفوية مع زملائه الفنانين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يبين “أنا لست إعلاميا، لكنني مارست تجربة تقديم البرامج التلفزيونية ذات الطابع الإنساني والتفاعلي التي حازت على النجاح وكان من ضمنها برنامج ‘لعبة أور’ عبر قناة العراقية الفضائية، السبب الذي جعلني أجري لقاءات مع الفنانين حينما توقفت عجلة الدراما لفترة من الزمن، بالصدفة أخرجت هاتفي من جيبي وعملت لقاء عفويا مع الكاتب أحمد هاتف ونشرته في مواقع التواصل الاجتماعي رأيت أن هناك تفاعلا من الجمهور لذا استمريت في عمل اللقاءات من دون تخطيط مسبق مع الضيف”.
تجربة الممثل العراقي في مجال السينما تبدو فقيرة خلافا للتلفزيون والمسرح، عن سبب ذلك يقول “هذا صحيح، تجربتي في مجال السينما قليلة جدا بسببي، يبدو أني كنت كسولا في عملي السينمائي، اشتغلت في فيلم ‘أحلام’ للمخرج محمد الدراجي وبعض الأفلام القصيرة، ورفضت سبعة أفلام كانت ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة كانت غير مرضية للطموح”.
نسأل محمد هاشم أخيرا ماذا يخبئ لجمهوره؟ وما الذي يشغله؟ ليجيبنا “أفكر في إخراج أغنية إنسانية وطنية من نوع ‘الراب’، يستهويني هذا العمل، أما على صعيد الدراما فسأطل على جمهوري في مسلسل عربي مهم، أما على الصعيد المحلي فلدي مسلسل أيضا مع قناة العراقية الفضائية سيرى النور قريبا”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
ممثل يخرج من الشاشة الصغيرة ويتشابك مع هموم شعبه.
الثلاثاء 2024/10/29
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مواقع التواصل منصات غير حقيقية لتقييم الفن (تصوير علي هاشم)
هناك من الممثلين من يخط تجربة مختلفة تراوح بين الفن على الشاشات الصغيرة والكبيرة والتظاهرات من جهة، والجانب الإنساني والالتحام بقضايا الناس من جهة أخرى، ومن هؤلاء الممثل العراقي محمد هاشم، الذي قدم أدوارا مؤثرة في الدراما العراقية والخليجية، كما كان في الصف الأول من تحركات الشارع العراقي، حول تجربته كان لنا معه هذا الحوار.
أحمد سميسم
أجاد الفنان العراقي محمد هاشم تجسيد الأدوار بمهارة وحرفية كبيرة، فاستطاع أن يصنع تأثيرا لافتا لدى الجمهور عبر أعماله التلفزيونية التي شكلت حضورا جيدا ومحببا، فتارة يبكينا حين يكون مظلوما وتارة يفرحنا في تجسيد أدواره المركبة، فنان يحمل من الصفات الإنسانية الكثير.
وعلاوة على ما يقدمه فإن الممثل قريب من الجمهور إلى حد كبير، إنه بسيط كالخبز، يستمد قوته من الجمهور، فهو فنان واقعي لا يؤمن بلغة الأرقام بل يؤمن بمجريات الواقع إن كانت جيدة أم سيئة، كما أنه يعتقد بأن الفشل أولى خطوات النجاح والإصرار على مواصلة المشوار الفني.
فنان مثابر
حول دوره في مسلسل “مناوي باشا” عام 2000، الذي كان بمثابة جواز مروره نحو الشهرة، على الرغم من أنه كانت لديه تجارب درامية قبل هذا المسلسل، يقول محمد هاشم “انطلاقتي الحقيقية نحو عالم الفن والشهرة كانت من خلال مسلسل ‘مناوي باشا’، بدور ‘شعلان كزارة’، الأعمال التي كانت قبل هذا المسلسل لم تكن أعمالا كثيرة ولم تحقق لي الحضور المطلوب وكان أغلبها تاريخيا، لذلك دوري في ‘مناوي باشا’ هو أول عمل لي يكون علاقة وثيقة بيني وبين الجمهور، على الرغم من دوري في المسلسل كان في 20 مشهدا فقط من أصل 1200 مشهد، لكنه شكل حضورا لافتا، وكأنه دور البطولة في المسلسل، ومن الغريب بعد هذا المسلسل لم أشترك في أي عمل درامي لأربع سنوات متتالية”.
بعد النجاح المدوي الذي حققه في مسلسل “بنات صالح”، اشترك هاشم في مسلسل “طوارئ”، ويبدو أن دوره في العملين متقارب إلى حد ما من ناحية الظلم والدفاع عن النفس، يعلق الممثل العراقي “ليس كذلك، دوري في مسلسل ‘بنات صالح’ يختلف تماما عن دوري في مسلسل ‘طوارئ’، لربما هناك تشابه بسيط من حيث الظلم لكن الدورين مختلفان تماما”.
طفولة هاشم كانت شقية ومشاكسة الأمر معكوس تماما حينما كبر فأصبح خجولا، هذا ما يؤكده الفنان قائلا “هذا صحيح كنت طفلا شقيا ومشاكسا لا يعرف التعب، لكنني حين دخلت المدرسة أصبحت طفلا خجولا وراكزا بعض الشيء، حيث تغيرت صفات كثيرة في شخصيتي، لكنني حين أقف أمام الكاميرا لا وجود للخجل إطلاقا”.
الفنان يحب أن يجسد الشخصيات المهمشة فأدوارها غنية من الناحية الدرامية كما يستهويه تجسيد الأدوار المركبة
أما عن أسباب عدم مشاركته في الأعمال الدرامية العراقية التي أنتجت مؤخرا في رمضان الماضي، وتفضيله أن يشارك بعمل خليجي واحد، فيقول “للأسف لم يتصل بي أحد للمشاركة بالأعمال الدرامية العراقية التي أنتجت مؤخرا وعددها 20 عملا دراميا. لذلك اشتركت في مسلسل كويتي اسمه ‘ملفات منسية’، تجربة مهمة وناجحة بالنسبة إلي وسوقت عملي بشكل صحيح. رشحني للمسلسل المخرج الكويتي مناف عبدال بعد أن أثرت إعجابه في مسلسل ‘بنات صالح’، ولأول مرة يشارك فنان عراقي في عمل عربي تكون شخصيته محورية وإيجابية ولها وقعها في المسلسل، فضلا عن احتفاظي بعراقيتي. وصورت بعض المشاهد بالزي العربي (الشماغ والعقال)”.
نسأل هاشم هل يعد دوره في مسلسل “بنات صالح” الذي حقق شهرة واسعة بمثابة الانعطافة الكبيرة في مسيرته الفنية، بمعنى لو وضعنا “بنات صالح” في كفة وأعماله الأخرى في كفة أخرى فأي كفة ستميل؟ فيجيبنا “مسلسل ‘بنات صالح’ انعطافة في مسيرتي الفنية وسوقني عربيا ومسلسل شكل حضورا واسعا، ولم يشهد أي مسلسل عراقي هذا الحضور الكبير في الشارع العراقي، ووصلت مشاهداته حسب الإحصائيات إلى 160 مليون مشاهدة، لكن رغم هذا لدي أعمال لا تقل أهمية عن ‘بنات صالح’ مثلا مسلسل ‘مناوي باشا’ ومسلسل ‘الحواسم’، ومسلسل ‘فاتنة بغداد’، ومسلسل ‘أعماق الأزقة’، وغيرها من الأعمال”.
لدينا معلومة تقول بعد النجاح الذي حققه هاشم في “بنات صالح” تعرض لهجوم من قبل الوسط الفني، وهو ما يؤكده الممثل قائلا “صحيح تعرضت لهجوم مفاجئ وانتقادات من قبل بعض الأسماء المعروفة من الوسط الفني، وبعضهم تربطني معهم علاقة صداقة جيدة ما أثار استغرابي، لكن لم يستوقفني طويلا وتجاوزته كون الجمهور أنصفني ومنحني كل الحب والإشادة، أنا فنان أعمل للناس ولا يهمني ما يقال عني ولا يهمني أيضا ما يقال عني في مواقع التواصل كونها منصات غير حقيقية للتقييم، أنا فنان واقعي أستمد قوتي وطروحاتي من الواقع”.
نسأله ماذا لو خيروه بمهنة أخرى غير الفن ماذا ممكن أن تكون؟ فيجيبنا “أنا رجل مهووس بفن التمثيل وأنتمي إليه بكل حواسي، لكن سابقا كان يستهويني العمل في مجال تصميم الأزياء، أما الآن فلا أحب أن أعمل بأي مجال سوى الفن”.
غالبا ما يشكو الفنانون من التهميش لكن محمد هاشم لا يوافق ذلك، معتبرا أنه شخص محظوظ سواء على الصعيد الفني أم الشخصي، ولا يتذمر أو يشكو، لذلك تجده يحب النجاح والسعي للعمل الجيد الذي يحقق التميز.
ويضيف “الفن أنصفني كثيرا، كوني أعطيت كل ما أملك للفن من وقت وجهد وعمل دؤوب، ولم أدخر جهدا في مجال عملي إطلاقا كوني أعشق الفن وأنتمي إليه بكل جوارحي”.
الفن والإنسان
مسلسل "بنات صالح" انعطافة في مسيرة محمد هاشم الفنية وسوقه عربيا إذ حقق حضورا لم يحققه مسلسل آخر
محمد هاشم من الفنانين العراقيين القلائل الذين يتواجدون دوما في ساحة الأعمال الإنسانية والمجتمعية، نسأله إن كان ذلك انطلاقا من رسالة الفن أم من المواطن العراقي؟ ليجيبنا “الاثنان معا، انطلاقا من رسالتي كفنان وأيضا كمواطن عراقي، أنا فنان أنتمي إلى الشارع العراقي وقريب منه دائما وليس لدي حصن منيع أو تحفظات، أشعر براحة نفسية حينما أقدم عملا إنسانيا خالصا للمجتمع، وهذا ما دفعني إلى تأسيس ‘مؤسسة بيت الأصدقاء’ لتمكين الطفل، تعنى بالأطفال المحتاجين وليس لها دعم من أي جهة أو شخص، تعمل بمجهود فردي مع عدد من الأصدقاء، ونحاول أن نوفر ما نستطيع للطفل العراقي”.
يقال إن دوره في مسلسل “بنات صالح” كان مرشحا للفنان غالب جواد ولم يحصل الاتفاق، لكن هاشم ينفي ذلك، ويقول “لا أعتقد ذلك، غالب جواد صديق عزيز وفنان كبير ومهم، وهو من صرح بهذا الخبر، وأنا التقيت به قبل أن يدلي بتصريحه وقلت له الشركة المنتجة فاتحتني بموضوع المسلسل منذ الشهر السابع وهو يقول إنه تمت مفاتحته في شهر 11 إذن كيف، لا أعلم مدى مصداقية هذا الموضوع، وأقولها للمزاح لو أسند الدور للفنان غالب جواد سوف لن يجيده، الدور بعيد عن ساحته الفنية كون له أدواره ومساحته التي تميز بها”.
نسأله عن الدور الذي يستهويه تجسيده، فيقول “أحب أن أجسد الشخصيات المهمشة في المجتمع، تلك الأدوار تكون غنية من الناحية الدرامية، ويستهويني أيضا تجسيد الأدوار المركبة التي تعاني من أمراض نفسية مثلا، وأنا جسدت أدوارا كهذه سابقا”.
يتقمص هاشم غالبا دور الإعلامي من خلال إجراء اللقاءات العفوية مع زملائه الفنانين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يبين “أنا لست إعلاميا، لكنني مارست تجربة تقديم البرامج التلفزيونية ذات الطابع الإنساني والتفاعلي التي حازت على النجاح وكان من ضمنها برنامج ‘لعبة أور’ عبر قناة العراقية الفضائية، السبب الذي جعلني أجري لقاءات مع الفنانين حينما توقفت عجلة الدراما لفترة من الزمن، بالصدفة أخرجت هاتفي من جيبي وعملت لقاء عفويا مع الكاتب أحمد هاتف ونشرته في مواقع التواصل الاجتماعي رأيت أن هناك تفاعلا من الجمهور لذا استمريت في عمل اللقاءات من دون تخطيط مسبق مع الضيف”.
تجربة الممثل العراقي في مجال السينما تبدو فقيرة خلافا للتلفزيون والمسرح، عن سبب ذلك يقول “هذا صحيح، تجربتي في مجال السينما قليلة جدا بسببي، يبدو أني كنت كسولا في عملي السينمائي، اشتغلت في فيلم ‘أحلام’ للمخرج محمد الدراجي وبعض الأفلام القصيرة، ورفضت سبعة أفلام كانت ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة كانت غير مرضية للطموح”.
نسأل محمد هاشم أخيرا ماذا يخبئ لجمهوره؟ وما الذي يشغله؟ ليجيبنا “أفكر في إخراج أغنية إنسانية وطنية من نوع ‘الراب’، يستهويني هذا العمل، أما على صعيد الدراما فسأطل على جمهوري في مسلسل عربي مهم، أما على الصعيد المحلي فلدي مسلسل أيضا مع قناة العراقية الفضائية سيرى النور قريبا”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook