مهرجان الشعر المغربي يحتفي بالقصائد في فضاءات المدينة الحمراء
شعراء من مختلف أنحاء المغرب يقرأون قصائدهم في مراكش.
الثلاثاء 2024/10/29
ShareWhatsAppTwitterFacebook
ترسيخ التواصل الإنساني عبر الشعر
مثل مهرجان الشعر المغربي، الذي أقيم على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة واسعة من شعراء ومثقفين ونقاد وفنانين مغاربة، مساحة تعاون مهمة بين إمارة الشارقة ووزارة الثقافة المغربية ودار الشعر بمراكش، حيث يسعى المهرجان إلى خلق حركية شعرية ما انفكت تتطور على امتداد دوراته.
مراكش (المغرب)- طوى مهرجان الشعر المغربي صفحة الدورة السادسة التي أقيمت تحت رعاية إمارة الشارقة والمملكة المغربية، ونظمتها دار الشعر في مراكش، بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة واسعة من شعراء ومثقفين ونقاد وفنانين مغاربة.
وحضر حفل الختام الأحد، عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة، ورشيد مصطفى رئيس قسم التعاون في وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية – قطاع الثقافة، والدكتور عبدالجليل لكريفة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض في مراكش، وعبدالحق ميفراني مدير دار الشعر في مراكش، وعدد كبير من الأكاديميين والطلاب والمهتمين بالشعر.
قادمون إلى المستقبل
المهرجان استجاب لكل معايير الإبداع من خلال استقطاب أسماء وازنة من رواد الشعر من مختلف أنحاء المغرب
فتح المهرجان، خلال أيامه الثلاثة المميزة، أبوابه للمبدعين القادمين من مختلف المدن المغربية، مثل: العيون، وطرفاية، وكلميم، وتارودانت، وجهة سوس ماسة، لتصبح مدينة مراكش ملتقى للمبدعين من كافة الأنحاء المغربية خلال فترة الحدث، الذي شهد زخما إبداعيا لافتا لأكثر من 30 شاعرا وناقدا وفنانا مغربيا.
وفيما كان المهرجان، يتنقل بين مؤسسات ثقافية وأكاديمية ومناطق عدة داخل مدينة مراكش، محتفيا بالقصيدة ومبدعيها، كانت “المدينة الحمراء” تحتفي باختيارها عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي للعام 2024، ليكتمل المشهد الثقافي المتصل بالأركان الإبداعية الشعرية والتراثية والتاريخية، وسط حضور كبير يؤكد أهمية الحدث الشعري في المدينة المغربية الجنوبية.
وشهد اليوم الختامي جلسة شعرية صباحية تحت عنوان “شعراء قادمون إلى المستقبل”، شارك فيها: كريم آيت الحاج، وعيني أمنيصير، ورشيد فجاوي، ونعيمة موحتاين.
وبينما أنشد المبدعون، مجموعة قصائد تحاكي دواخل الشعراء، لامس الحضور نبض القصيدة المنبثقة من أعماق الروح، فقرأ كريم آيت الحاج من قصيدة أهداها إلى ضحايا الزلزال في قريتيه النائية التي تستند إلى سفح جبل، يقول في مطلعها “أعاند أيامي وأبكي انهزامها/ كأني تركت الخيل تأبى لجامها”.
واحتشدت قاعة القراءات الشعرية، بأكثر من 100 طفل ويافع وشاب، كانوا قد شاركوا في دورات الكتابة الشعرية ودراسة علم العروض خلال عام كامل، وكان لهذا الحضور الكثيف من قبل الطلبة والمهتمين، إضافة مهمة للمهرجان، وشكل فرصة لاجتماع أجيال شعرية متنوعة في مكان واحد.
وفي الأمسية الشعرية من نفس اليوم في حديقة “مولاي عبد السلام”، شارك الشعراء: خديجة السعدي، ومهند دويب من فلسطين، ونورالدين محقق، وسليمان الدريسي.
وقدم المهرجان في ثاني أيامه ندوة نقدية بعنوان “الشعر والسيرة.. ذاكرة الشاعر وسير القصيدة”، بمشاركة الباحثين: نادية العشيري، وعبدالجليل لكريفة، ومراد المتيوي، وأقيمت في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض في مراكش، وحضرها عدد كبير من الأكاديميين والطلاب وجمهور المهرجان. وطرحت الندوة، سؤال العلاقة الملتبسة والمشتبكة بين “الشعر والسيرة.. ذاكرة الشاعر وسير القصيدة”.
وفي المداخلة الأولى بعنوان “القصيدة السيرذاتية: ذات الشاعر بين التسريد والتخييل”، عمق الناقد مراد المتيوي أسئلة الكتابة الشعرية السيرذاتية في ديوان عبدالقادر الشاوي “بالنيابة عني يا أيها القناع” (2023) لإبراز اشتغال السيرذاتية في قصائده، من خلال تجربة شخصية صعبة مر بها الشاعر وحاول بعدها لملمة شظايا ذاته، وتجاوز أثرها بضمير المتكلم الذي يتحول بكيمياء الكتابة إلى صوت الإنسانية جمعاء.
في دورته الجديدة تنقل المهرجان بين مؤسسات ثقافية وأكاديمية ومناطق عدة داخل مراكش محتفيا بالقصيدة ومبدعيها
أما مداخلة نادية العشيري فقد أشارت إلى ارتباط الكتابة السيرية بمدى توفر المساحة، ومفهوم الذات، ونظرا لتوفر هامش من المساحة، والاعتراف بنون النسوة في الثقافة الأندلسية، تناولت الناقدة، تقاطعات السيرة مع الكتابة الشعرية النسائية من خلال نماذج من أشعار الأندلسيات، وعلى رأسهن ولادة بنت المستكفي، وما طرحتهُ تجربتها الشعرية من ثورة سببها الأساس في الربط بين تخييلية قصائدها وواقعها الفعلي.
أما المداخلة الأخيرة، فكانت من إلقاء عبدالجليل لكريفة، واختار أن يسائل تنافذ السيري والشعري من خلال قصيدة الجيلالي مثيرد “فاطْما”، التي ولدت القصيدة في تخوم الشعري والاجتماعي؛ إذ هي تعبير عن التشابك بين عديد المكونات الحياتية، وهكذا، عمدت الكتابة الشعرية في القصيدة إلى الاستعارات من أجل التعبير عن واقع مرجعي.
وفي جلسة شعرية تلت الندوة، اقترحت دار الشعر بمراكش، أن يستمع جمهورها إلى تجارب شعرية ينهل شعراؤها في كتابتهم من معين السيرة الذاتية، حيث استمتع الحضور بإلقاءات شعرية متنوعة، لعائشة عمور التي ساءلت اللغة باعتبارها حجابا، ويوسف الأزرق الحذر من الأمنيات بوصفها مكائد، وأيوب آيت لمقدم الذي يرى في الهموم قلائد في الصدر، وعمر العسري التائه في “7 تْلاوي” بمراكش، حيث تنتصر المتاهةُ على إمكان الوصول إلى الذات، بينما قرأ أيوب آيت لمقدم من قصيدة بعنوان “حنين لخيل الغياب”.
مشروع ثقافي
رأى مشاركون في مهرجان الشعر المغربي، أن مشروع الشارقة الثقافي نتاج رؤية ثقافية متكاملة، ويمتد ليشمل وطننا العربي ككل، والبعد الثقافي في مختلف مكوناته وأنواعه الإبداعية، ويؤكد هؤلاء أن المشروع يدفع إلى الأمام عجلة الإبداع، بصورة متقنة تسعى إلى تحقيق الإشعاع الثقافي للمكون العربي.
واعتبر المشاركون أن مهرجان الشعر المغربي استجاب لكل معايير الإبداع، من خلال استقطاب أسماء وازنة مرموقة من رواد الحرف عبر ربوع المغرب، وجعل الشعر رافدا رئيسا من روافد الإبداع.
ولفتت الشاعرة والناقدة عائشة عمور الفائزة بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، أن مشروع الشارقة الثقافي هو نتاج رؤية تشمل البعد الثقافي في مختلف مكوناته وأنواعه الإبداعية الشعرية والسردية والتشكيلية والنقدية، وكذلك من خلال تنظيم الجوائز الثقافية وإصدار المجلات وتنظيم المعارض الفنية والثقافية من قبل دائرة الثقافة بالشارقة، مما جعل الإمارة منارة حقيقية للثقافة والفنون والآداب بالعالم العربي.
مهرجان الشعر المغربي في دورته السادسة، كان عرسا ثقافيا ناجحا بامتياز، يسعى إلى ترسيخ التواصل الإنساني العميق والانتصار لقيم الود والسلام
وأوضحت عمور حول المهرجان، “وأنا في مدينة مراكش محمولة بهذا الألق الشعري، أحس أنني أرفل بين الكلمات الدافئة التي يتردد صداها بين الشعراء والنقاد، وأنا سعيدة كون دار الشعر في مراكش هي التي كرست بانتظام ومثابرة هذا الحضور المشرق والبهي، وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر لدار الشعر وللمسؤولين الذين يسهرون على رعاية الشعر والشعراء”.
من جهته قال يوسف الأزرق “بوصفي شاعرا ومتتبعا للأنشطة الثقافية لبيوت الشعر في الوطن العربي ومن ضمنها المغرب، يتضح بشكل جلي، هذا الاشتغال الثقافي العميق، المتواصل المتعدد والمتجدد للرقي بالشعر والشعراء، وهذا الإصرار على الاعتناء بالبعد الثقافي والتربوي والإبداعي، كما تجدر الإشارة إلى الاهتمام النبيل من دار الشعر بالأطفال، شعراء المستقبل، خصوصا في أنشطة ورشات الكتابة الإبداعية والشعر الممسرح التي تزرع بذور التنشئة الاجتماعية والفنية، وتنمي الذائقة الفنية للناشئة”.
ورأى الأزرق، أن مهرجان الشعر المغربي في دورته السادسة، كان عرسا ثقافيا ناجحا بامتياز، يسعى إلى ترسيخ التواصل الإنساني العميق والانتصار لقيم الود والسلام، وحيا بكل محبة وامتنان “دار الجمال، ودار الحياة، ودار الشعر بمراكش، ودائرة الثقافة بالشارقة”، على الدعم المستمر والدافئ للشعر وللشعراء، والمساهمة منذ سنوات في الرقي بالشأن الثقافي والإبداعي بالمغرب، ونوّه إلى أن المهرجان كان ناجحا على مستوى مواد البرنامج والأسماء المبدعة المشاركة، كما أنه جعل الشعراء بمختلف تنوعهم كعقد متلألئ وملهم، وعائلة منسجمة ومتناغمة، وكانت واسطة هذا العقد دار الشعر.
بدوره قال الشاعر محمد كبداني “لا يسعنا باعتبارنا شعراء شبابا إلا أن نقدر هذه المبادرة العربية، ونقول بالشعر سنجد صلة وصل بين ما نريده، وبين ما هو موجود فعلا”.
من جانبه، رأى أيوب لمقدم أن مهرجان الشعر المغربي استجاب لكل معايير الإبداع من خلال استقطاب أسماء وازنة مرموقة من رواد الحرف عبر ربوع المغرب، وجعل الشعر رافدا رئيسا للإبداع، وركز على أن فكرة الورشات الخاصة بالكتابة وتنويع مقرات العرض، كلها مناسبات جميلة ربطت المتلقي بالقصيدة، وربطت الشاعر في عالمه. من جهته، قال كريم آيت الحاج “نشكر نحن شعراء المغرب العميق، دار الشعر في مراكش، على صقل المواهب وبعث القصيدة من جديد”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
شعراء من مختلف أنحاء المغرب يقرأون قصائدهم في مراكش.
الثلاثاء 2024/10/29
ShareWhatsAppTwitterFacebook
ترسيخ التواصل الإنساني عبر الشعر
مثل مهرجان الشعر المغربي، الذي أقيم على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة واسعة من شعراء ومثقفين ونقاد وفنانين مغاربة، مساحة تعاون مهمة بين إمارة الشارقة ووزارة الثقافة المغربية ودار الشعر بمراكش، حيث يسعى المهرجان إلى خلق حركية شعرية ما انفكت تتطور على امتداد دوراته.
مراكش (المغرب)- طوى مهرجان الشعر المغربي صفحة الدورة السادسة التي أقيمت تحت رعاية إمارة الشارقة والمملكة المغربية، ونظمتها دار الشعر في مراكش، بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة واسعة من شعراء ومثقفين ونقاد وفنانين مغاربة.
وحضر حفل الختام الأحد، عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة، ورشيد مصطفى رئيس قسم التعاون في وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية – قطاع الثقافة، والدكتور عبدالجليل لكريفة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض في مراكش، وعبدالحق ميفراني مدير دار الشعر في مراكش، وعدد كبير من الأكاديميين والطلاب والمهتمين بالشعر.
قادمون إلى المستقبل
المهرجان استجاب لكل معايير الإبداع من خلال استقطاب أسماء وازنة من رواد الشعر من مختلف أنحاء المغرب
فتح المهرجان، خلال أيامه الثلاثة المميزة، أبوابه للمبدعين القادمين من مختلف المدن المغربية، مثل: العيون، وطرفاية، وكلميم، وتارودانت، وجهة سوس ماسة، لتصبح مدينة مراكش ملتقى للمبدعين من كافة الأنحاء المغربية خلال فترة الحدث، الذي شهد زخما إبداعيا لافتا لأكثر من 30 شاعرا وناقدا وفنانا مغربيا.
وفيما كان المهرجان، يتنقل بين مؤسسات ثقافية وأكاديمية ومناطق عدة داخل مدينة مراكش، محتفيا بالقصيدة ومبدعيها، كانت “المدينة الحمراء” تحتفي باختيارها عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي للعام 2024، ليكتمل المشهد الثقافي المتصل بالأركان الإبداعية الشعرية والتراثية والتاريخية، وسط حضور كبير يؤكد أهمية الحدث الشعري في المدينة المغربية الجنوبية.
وشهد اليوم الختامي جلسة شعرية صباحية تحت عنوان “شعراء قادمون إلى المستقبل”، شارك فيها: كريم آيت الحاج، وعيني أمنيصير، ورشيد فجاوي، ونعيمة موحتاين.
وبينما أنشد المبدعون، مجموعة قصائد تحاكي دواخل الشعراء، لامس الحضور نبض القصيدة المنبثقة من أعماق الروح، فقرأ كريم آيت الحاج من قصيدة أهداها إلى ضحايا الزلزال في قريتيه النائية التي تستند إلى سفح جبل، يقول في مطلعها “أعاند أيامي وأبكي انهزامها/ كأني تركت الخيل تأبى لجامها”.
واحتشدت قاعة القراءات الشعرية، بأكثر من 100 طفل ويافع وشاب، كانوا قد شاركوا في دورات الكتابة الشعرية ودراسة علم العروض خلال عام كامل، وكان لهذا الحضور الكثيف من قبل الطلبة والمهتمين، إضافة مهمة للمهرجان، وشكل فرصة لاجتماع أجيال شعرية متنوعة في مكان واحد.
وفي الأمسية الشعرية من نفس اليوم في حديقة “مولاي عبد السلام”، شارك الشعراء: خديجة السعدي، ومهند دويب من فلسطين، ونورالدين محقق، وسليمان الدريسي.
وقدم المهرجان في ثاني أيامه ندوة نقدية بعنوان “الشعر والسيرة.. ذاكرة الشاعر وسير القصيدة”، بمشاركة الباحثين: نادية العشيري، وعبدالجليل لكريفة، ومراد المتيوي، وأقيمت في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض في مراكش، وحضرها عدد كبير من الأكاديميين والطلاب وجمهور المهرجان. وطرحت الندوة، سؤال العلاقة الملتبسة والمشتبكة بين “الشعر والسيرة.. ذاكرة الشاعر وسير القصيدة”.
وفي المداخلة الأولى بعنوان “القصيدة السيرذاتية: ذات الشاعر بين التسريد والتخييل”، عمق الناقد مراد المتيوي أسئلة الكتابة الشعرية السيرذاتية في ديوان عبدالقادر الشاوي “بالنيابة عني يا أيها القناع” (2023) لإبراز اشتغال السيرذاتية في قصائده، من خلال تجربة شخصية صعبة مر بها الشاعر وحاول بعدها لملمة شظايا ذاته، وتجاوز أثرها بضمير المتكلم الذي يتحول بكيمياء الكتابة إلى صوت الإنسانية جمعاء.
في دورته الجديدة تنقل المهرجان بين مؤسسات ثقافية وأكاديمية ومناطق عدة داخل مراكش محتفيا بالقصيدة ومبدعيها
أما مداخلة نادية العشيري فقد أشارت إلى ارتباط الكتابة السيرية بمدى توفر المساحة، ومفهوم الذات، ونظرا لتوفر هامش من المساحة، والاعتراف بنون النسوة في الثقافة الأندلسية، تناولت الناقدة، تقاطعات السيرة مع الكتابة الشعرية النسائية من خلال نماذج من أشعار الأندلسيات، وعلى رأسهن ولادة بنت المستكفي، وما طرحتهُ تجربتها الشعرية من ثورة سببها الأساس في الربط بين تخييلية قصائدها وواقعها الفعلي.
أما المداخلة الأخيرة، فكانت من إلقاء عبدالجليل لكريفة، واختار أن يسائل تنافذ السيري والشعري من خلال قصيدة الجيلالي مثيرد “فاطْما”، التي ولدت القصيدة في تخوم الشعري والاجتماعي؛ إذ هي تعبير عن التشابك بين عديد المكونات الحياتية، وهكذا، عمدت الكتابة الشعرية في القصيدة إلى الاستعارات من أجل التعبير عن واقع مرجعي.
وفي جلسة شعرية تلت الندوة، اقترحت دار الشعر بمراكش، أن يستمع جمهورها إلى تجارب شعرية ينهل شعراؤها في كتابتهم من معين السيرة الذاتية، حيث استمتع الحضور بإلقاءات شعرية متنوعة، لعائشة عمور التي ساءلت اللغة باعتبارها حجابا، ويوسف الأزرق الحذر من الأمنيات بوصفها مكائد، وأيوب آيت لمقدم الذي يرى في الهموم قلائد في الصدر، وعمر العسري التائه في “7 تْلاوي” بمراكش، حيث تنتصر المتاهةُ على إمكان الوصول إلى الذات، بينما قرأ أيوب آيت لمقدم من قصيدة بعنوان “حنين لخيل الغياب”.
مشروع ثقافي
رأى مشاركون في مهرجان الشعر المغربي، أن مشروع الشارقة الثقافي نتاج رؤية ثقافية متكاملة، ويمتد ليشمل وطننا العربي ككل، والبعد الثقافي في مختلف مكوناته وأنواعه الإبداعية، ويؤكد هؤلاء أن المشروع يدفع إلى الأمام عجلة الإبداع، بصورة متقنة تسعى إلى تحقيق الإشعاع الثقافي للمكون العربي.
واعتبر المشاركون أن مهرجان الشعر المغربي استجاب لكل معايير الإبداع، من خلال استقطاب أسماء وازنة مرموقة من رواد الحرف عبر ربوع المغرب، وجعل الشعر رافدا رئيسا من روافد الإبداع.
ولفتت الشاعرة والناقدة عائشة عمور الفائزة بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، أن مشروع الشارقة الثقافي هو نتاج رؤية تشمل البعد الثقافي في مختلف مكوناته وأنواعه الإبداعية الشعرية والسردية والتشكيلية والنقدية، وكذلك من خلال تنظيم الجوائز الثقافية وإصدار المجلات وتنظيم المعارض الفنية والثقافية من قبل دائرة الثقافة بالشارقة، مما جعل الإمارة منارة حقيقية للثقافة والفنون والآداب بالعالم العربي.
مهرجان الشعر المغربي في دورته السادسة، كان عرسا ثقافيا ناجحا بامتياز، يسعى إلى ترسيخ التواصل الإنساني العميق والانتصار لقيم الود والسلام
وأوضحت عمور حول المهرجان، “وأنا في مدينة مراكش محمولة بهذا الألق الشعري، أحس أنني أرفل بين الكلمات الدافئة التي يتردد صداها بين الشعراء والنقاد، وأنا سعيدة كون دار الشعر في مراكش هي التي كرست بانتظام ومثابرة هذا الحضور المشرق والبهي، وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر لدار الشعر وللمسؤولين الذين يسهرون على رعاية الشعر والشعراء”.
من جهته قال يوسف الأزرق “بوصفي شاعرا ومتتبعا للأنشطة الثقافية لبيوت الشعر في الوطن العربي ومن ضمنها المغرب، يتضح بشكل جلي، هذا الاشتغال الثقافي العميق، المتواصل المتعدد والمتجدد للرقي بالشعر والشعراء، وهذا الإصرار على الاعتناء بالبعد الثقافي والتربوي والإبداعي، كما تجدر الإشارة إلى الاهتمام النبيل من دار الشعر بالأطفال، شعراء المستقبل، خصوصا في أنشطة ورشات الكتابة الإبداعية والشعر الممسرح التي تزرع بذور التنشئة الاجتماعية والفنية، وتنمي الذائقة الفنية للناشئة”.
ورأى الأزرق، أن مهرجان الشعر المغربي في دورته السادسة، كان عرسا ثقافيا ناجحا بامتياز، يسعى إلى ترسيخ التواصل الإنساني العميق والانتصار لقيم الود والسلام، وحيا بكل محبة وامتنان “دار الجمال، ودار الحياة، ودار الشعر بمراكش، ودائرة الثقافة بالشارقة”، على الدعم المستمر والدافئ للشعر وللشعراء، والمساهمة منذ سنوات في الرقي بالشأن الثقافي والإبداعي بالمغرب، ونوّه إلى أن المهرجان كان ناجحا على مستوى مواد البرنامج والأسماء المبدعة المشاركة، كما أنه جعل الشعراء بمختلف تنوعهم كعقد متلألئ وملهم، وعائلة منسجمة ومتناغمة، وكانت واسطة هذا العقد دار الشعر.
بدوره قال الشاعر محمد كبداني “لا يسعنا باعتبارنا شعراء شبابا إلا أن نقدر هذه المبادرة العربية، ونقول بالشعر سنجد صلة وصل بين ما نريده، وبين ما هو موجود فعلا”.
من جانبه، رأى أيوب لمقدم أن مهرجان الشعر المغربي استجاب لكل معايير الإبداع من خلال استقطاب أسماء وازنة مرموقة من رواد الحرف عبر ربوع المغرب، وجعل الشعر رافدا رئيسا للإبداع، وركز على أن فكرة الورشات الخاصة بالكتابة وتنويع مقرات العرض، كلها مناسبات جميلة ربطت المتلقي بالقصيدة، وربطت الشاعر في عالمه. من جهته، قال كريم آيت الحاج “نشكر نحن شعراء المغرب العميق، دار الشعر في مراكش، على صقل المواهب وبعث القصيدة من جديد”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook