مبادرة الأعوام الثقافية تطلق النسخة المغربية من برنامج "جداري آرت"
الحدث يعرض إبداعات فنانين قطريين ومغاربة جاءت في إطار مبادرات التعاون الفني لإبراز التنوع الثقافي والفني في الأماكن العامة.
الأربعاء 2024/10/30
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الإبداع يربط بين المجتمعات
الرباط - أعلنت مبادرة الأعوام الثقافية عن إطلاق النسخة المغربية من برنامج “جداري آرت” في العاصمة المغربية الرباط، ويعرض الحدث إبداعات فنانين قطريين ومغاربة جاءت في إطار مبادرات التعاون الفني لإبراز التنوع الثقافي والفني في الأماكن العامة.
لأول مرة، يأتي هذا المشروع بالتعاون بين برنامج “جداريات” التابع لمتاحف قطر، ومهرجان “جدار لفن الشارع” المغربي، تحت إشراف عادل الفقير، المفوض العام للعام الثقافي قطر ـ المغرب 2024 من الجانب المغربي، وذلك في منتزه الحسن الثاني بالرباط. وتعاون ثلاثة فنانين قطريين مع ثلاثة فنانين مغاربة لإنشاء أعمال فنية مشتركة ضمن مشروع المشهد التكعيبي الخاص بمهرجان جدار.
وفي هذا السياق، قال ديميتري بوغارسكي، أخصائي الفن العام المشرف على البرنامج، في تصريح له “إن تواصل توسيع برنامج جداري آرت خارج قطر من خلال مبادرة الأعوام الثقافية، يساعد أنشطة فن الجداريات التعاونية بين الفنانين المغاربة وزملائهم القطريين في الرباط على تعميق الشراكة والتفاهم الثقافي بين قطر والمغرب”.
وأوضح أن مشروع “جداري آرت” المقام في الرباط، يحتفي بالصداقة الدائمة بين البلدين، ويسلط الضوء على الفنانين الذين يبثون الحياة في تراثنا الثقافي المشترك، حيث توفر هذه الفعاليات منصة حيوية لبناء الروابط وتعزيز التبادل الثقافي وخلق تقدير أكبر لأهمية الفن في حياتنا اليومية.
ونوه بوغارسكي بأن هذا المشروع يسعى إلى دعوة الناس إلى المشاركة في رحلة بصرية تحتفي بالتنوع الثقافي والهوية الحضارية والروابط التي توحد أماكن مختلفة، إذ تتجاوز المكعبات وظيفتها كمجرد أعمال فنية، لترمز إلى كيفية ربط الإبداع بين المجتمعات ومساهمته في تحولاتها، مشيرا إلى أن هذا المشروع المقام في قلب الرباط، يدعو الجميع إلى استكشاف التفاعل القائم بين الثقافات والأساليب والمخيلة اللامحدودة.
◙ "جداري آرت" المقام في الرباط يسلط الضوء على الفنانين الذين يبثون الحياة في التراث الثقافي المشترك
وتتكون نسخة الرباط من جداري آرت بعنوان “مشهد تكعيبي”، من ثلاثة أعمال تركيبية فنية مكعبة الشكل، تم إنشاؤها بالتعاون بين 3 من فناني الجداريات القطريين و3 من فناني الجداريات المغاربة. وقبل تنفيذ أعمالهم، عقد الفنانون القطريون والمغاربة جلسات نقاش من أجل إنجاز أعمال مشتركة تخلد ذكرى العام الثقافي قطر ـ المغرب 2024، وتكون شاهدة على غنى هذا العام وإرثه الدائم بين البلدين.
وفي هذا الصدد، تعاونت الفنانة أنفال الكندري التي تستكشف موضوعات مثل الطفل الداخلي والعوالم الموازية، مع الفنان المغربي المعاصر حمزة مرموش. وتعاونت الفنانة شريفة المناعي، وهي فنانة متعددة التخصصات معروفة بمزج السريالية وفن الكولاج، مع الرسامة المغربية فاطمة الزهراء خلاد، التي تهتم في أعمالها بمفهوم الذاكرة وتأثيرها الدائم على الحاضر.
فيما تألف الثنائي الثالث، من الشيخ مبارك بن ناصر آل ثاني، والمصممة ورسامة الغرافيك المغربية عائشة أبوحاج، الشغوفة باستكشاف تراثها وهويتها الأمازيغية. وقال الفنان الشيخ مبارك بن ناصر آل ثاني في تصريح له “ركزت في العمل على المعمار العربي المشرقي والمغربي، من خلال مزج بين جمالية الهندسة المعمارية المغربية والمشرقية”.
وأضاف أن “بالرغم من البعد الجغرافي بين المغرب وقطر، فإن هناك نقاطا مشتركة بين ثقافتي البلدين حرصت على تجسيدها في عملي الفني، حيث إن الاختلافات في العناصر الثقافية والفنية غالبا ما تكون موجودة حتى داخل البلد نفسه، وهو ما يعكس أهمية التنوع الثقافي”، مشيرا إلى أن هذه الفعالية الثقافية ستمكن من مد الجسور بين مختلف الثقافات.
بدوره، قال الفنان المغربي حمزة مرموش، المشارك في رسم الجداريات، “مشاركتي من خلال الرسم على المساحة الخاصة بي في الجدارية، تركزت على توظيف اللون الأخضر الذي يحيل في الثقافة المغربية على الزيتون، بينما يرمز في قطر إلى شجر النخيل، حيث إن العمل على الجدارية مكعبة الأضلاع مع فنانة قطرية، هو تجسيد حي وعملي على الحوار والتبادل الثقافي بين المغرب وقطر، حيث أتاحت لي هذه التجربة التعرف عن قرب على فنانين قطريين متحمسين، كما أني انفتحت على الثقافة القطرية الغنية والثرية”. وأضاف “كما أني اشتغلت على ما يمكن تسميته بـ’لوحة الذكريات’ وهي مليئة بالرموز التي تعني لي ذكريات مررت بها”.
◙ المشروع يدعو الناس إلى المشاركة في رحلة بصرية تحتفي بالتنوع الثقافي والهوية الحضارية والروابط التي توحد أماكن مختلفة
وتدمج هذه الهياكل، التي زينت منتزه الحسن الثاني ذا المناظر الخلابة، الرسم التقليدي مع فن الجداريات المعاصر، مما يرمز إلى التقارب بين المكونات الثقافية والإبداعية المتنوعة من كلا البلدين. إذ تعمل المكعبات كاستعارات بصرية لرحلات تدعو المشاهدين إلى تجربة اندماج تقليدين فنيين متميزين في مساحة فريدة واحدة.
ويعد منتزه الحسن الثاني، وهو مساحة عامة واسعة تقع في قلب الرباط بالقرب من موقع شالة الأثري التاريخي وباب زعير، الموقع المثالي لإقامة هذا التبادل الثقافي. وقد افتتح المنتزه في نوفمبر عام 2018 ليشكل وجهة رئيسية للسياح والسكان المحليين على حد سواء، مما أضفى المزيد من الحيوية على المشهد الفني والثقافي للمدينة.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج “جداري آرت”، الذي أطلقته إدارة الفن العام في متاحف قطر أول مرة عام 2020 تحت إشراف الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، يقدم الفن للجمهور العام خارج إطار المتاحف، ويشجع على التفكر في الموضوعات الثقافية والاجتماعية والتاريخية.
قدم هذا البرنامج أعمالا تركيبية رائعة ثبتت في أماكن مختلفة كشارع الكورنيش وسوق واقف، ومطار حمد الدولي، وحتى في الصحراء القطرية، مثل منحوتة ريتشارد سيرا الضخمة شرق – غرب/غرب – شرق. ستبقى الأعمال التركيبية التي أنشئت ضمن مشروع جداري آرت مشاهد تكعيبية متاحة للجمهور في منتزه الحسن الثاني حتى نهاية عام 2024، مع وجود خطط لعرضها في معرض عام بعد ذلك.
الحدث يعرض إبداعات فنانين قطريين ومغاربة جاءت في إطار مبادرات التعاون الفني لإبراز التنوع الثقافي والفني في الأماكن العامة.
الأربعاء 2024/10/30
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الإبداع يربط بين المجتمعات
الرباط - أعلنت مبادرة الأعوام الثقافية عن إطلاق النسخة المغربية من برنامج “جداري آرت” في العاصمة المغربية الرباط، ويعرض الحدث إبداعات فنانين قطريين ومغاربة جاءت في إطار مبادرات التعاون الفني لإبراز التنوع الثقافي والفني في الأماكن العامة.
لأول مرة، يأتي هذا المشروع بالتعاون بين برنامج “جداريات” التابع لمتاحف قطر، ومهرجان “جدار لفن الشارع” المغربي، تحت إشراف عادل الفقير، المفوض العام للعام الثقافي قطر ـ المغرب 2024 من الجانب المغربي، وذلك في منتزه الحسن الثاني بالرباط. وتعاون ثلاثة فنانين قطريين مع ثلاثة فنانين مغاربة لإنشاء أعمال فنية مشتركة ضمن مشروع المشهد التكعيبي الخاص بمهرجان جدار.
وفي هذا السياق، قال ديميتري بوغارسكي، أخصائي الفن العام المشرف على البرنامج، في تصريح له “إن تواصل توسيع برنامج جداري آرت خارج قطر من خلال مبادرة الأعوام الثقافية، يساعد أنشطة فن الجداريات التعاونية بين الفنانين المغاربة وزملائهم القطريين في الرباط على تعميق الشراكة والتفاهم الثقافي بين قطر والمغرب”.
وأوضح أن مشروع “جداري آرت” المقام في الرباط، يحتفي بالصداقة الدائمة بين البلدين، ويسلط الضوء على الفنانين الذين يبثون الحياة في تراثنا الثقافي المشترك، حيث توفر هذه الفعاليات منصة حيوية لبناء الروابط وتعزيز التبادل الثقافي وخلق تقدير أكبر لأهمية الفن في حياتنا اليومية.
ونوه بوغارسكي بأن هذا المشروع يسعى إلى دعوة الناس إلى المشاركة في رحلة بصرية تحتفي بالتنوع الثقافي والهوية الحضارية والروابط التي توحد أماكن مختلفة، إذ تتجاوز المكعبات وظيفتها كمجرد أعمال فنية، لترمز إلى كيفية ربط الإبداع بين المجتمعات ومساهمته في تحولاتها، مشيرا إلى أن هذا المشروع المقام في قلب الرباط، يدعو الجميع إلى استكشاف التفاعل القائم بين الثقافات والأساليب والمخيلة اللامحدودة.
◙ "جداري آرت" المقام في الرباط يسلط الضوء على الفنانين الذين يبثون الحياة في التراث الثقافي المشترك
وتتكون نسخة الرباط من جداري آرت بعنوان “مشهد تكعيبي”، من ثلاثة أعمال تركيبية فنية مكعبة الشكل، تم إنشاؤها بالتعاون بين 3 من فناني الجداريات القطريين و3 من فناني الجداريات المغاربة. وقبل تنفيذ أعمالهم، عقد الفنانون القطريون والمغاربة جلسات نقاش من أجل إنجاز أعمال مشتركة تخلد ذكرى العام الثقافي قطر ـ المغرب 2024، وتكون شاهدة على غنى هذا العام وإرثه الدائم بين البلدين.
وفي هذا الصدد، تعاونت الفنانة أنفال الكندري التي تستكشف موضوعات مثل الطفل الداخلي والعوالم الموازية، مع الفنان المغربي المعاصر حمزة مرموش. وتعاونت الفنانة شريفة المناعي، وهي فنانة متعددة التخصصات معروفة بمزج السريالية وفن الكولاج، مع الرسامة المغربية فاطمة الزهراء خلاد، التي تهتم في أعمالها بمفهوم الذاكرة وتأثيرها الدائم على الحاضر.
فيما تألف الثنائي الثالث، من الشيخ مبارك بن ناصر آل ثاني، والمصممة ورسامة الغرافيك المغربية عائشة أبوحاج، الشغوفة باستكشاف تراثها وهويتها الأمازيغية. وقال الفنان الشيخ مبارك بن ناصر آل ثاني في تصريح له “ركزت في العمل على المعمار العربي المشرقي والمغربي، من خلال مزج بين جمالية الهندسة المعمارية المغربية والمشرقية”.
وأضاف أن “بالرغم من البعد الجغرافي بين المغرب وقطر، فإن هناك نقاطا مشتركة بين ثقافتي البلدين حرصت على تجسيدها في عملي الفني، حيث إن الاختلافات في العناصر الثقافية والفنية غالبا ما تكون موجودة حتى داخل البلد نفسه، وهو ما يعكس أهمية التنوع الثقافي”، مشيرا إلى أن هذه الفعالية الثقافية ستمكن من مد الجسور بين مختلف الثقافات.
بدوره، قال الفنان المغربي حمزة مرموش، المشارك في رسم الجداريات، “مشاركتي من خلال الرسم على المساحة الخاصة بي في الجدارية، تركزت على توظيف اللون الأخضر الذي يحيل في الثقافة المغربية على الزيتون، بينما يرمز في قطر إلى شجر النخيل، حيث إن العمل على الجدارية مكعبة الأضلاع مع فنانة قطرية، هو تجسيد حي وعملي على الحوار والتبادل الثقافي بين المغرب وقطر، حيث أتاحت لي هذه التجربة التعرف عن قرب على فنانين قطريين متحمسين، كما أني انفتحت على الثقافة القطرية الغنية والثرية”. وأضاف “كما أني اشتغلت على ما يمكن تسميته بـ’لوحة الذكريات’ وهي مليئة بالرموز التي تعني لي ذكريات مررت بها”.
◙ المشروع يدعو الناس إلى المشاركة في رحلة بصرية تحتفي بالتنوع الثقافي والهوية الحضارية والروابط التي توحد أماكن مختلفة
وتدمج هذه الهياكل، التي زينت منتزه الحسن الثاني ذا المناظر الخلابة، الرسم التقليدي مع فن الجداريات المعاصر، مما يرمز إلى التقارب بين المكونات الثقافية والإبداعية المتنوعة من كلا البلدين. إذ تعمل المكعبات كاستعارات بصرية لرحلات تدعو المشاهدين إلى تجربة اندماج تقليدين فنيين متميزين في مساحة فريدة واحدة.
ويعد منتزه الحسن الثاني، وهو مساحة عامة واسعة تقع في قلب الرباط بالقرب من موقع شالة الأثري التاريخي وباب زعير، الموقع المثالي لإقامة هذا التبادل الثقافي. وقد افتتح المنتزه في نوفمبر عام 2018 ليشكل وجهة رئيسية للسياح والسكان المحليين على حد سواء، مما أضفى المزيد من الحيوية على المشهد الفني والثقافي للمدينة.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج “جداري آرت”، الذي أطلقته إدارة الفن العام في متاحف قطر أول مرة عام 2020 تحت إشراف الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، يقدم الفن للجمهور العام خارج إطار المتاحف، ويشجع على التفكر في الموضوعات الثقافية والاجتماعية والتاريخية.
قدم هذا البرنامج أعمالا تركيبية رائعة ثبتت في أماكن مختلفة كشارع الكورنيش وسوق واقف، ومطار حمد الدولي، وحتى في الصحراء القطرية، مثل منحوتة ريتشارد سيرا الضخمة شرق – غرب/غرب – شرق. ستبقى الأعمال التركيبية التي أنشئت ضمن مشروع جداري آرت مشاهد تكعيبية متاحة للجمهور في منتزه الحسن الثاني حتى نهاية عام 2024، مع وجود خطط لعرضها في معرض عام بعد ذلك.