الدراما وعلاقتها بالمجتمع والجمهور: آراء متباينة لنجوم الدراما العربية
المخرج كريم الشناوي يرى أن دور صناع الفن ليس إحداث تغيير جذري بقدر ما هو عكس الواقع.
الأربعاء 2024/10/30
ShareWhatsAppTwitterFacebook
فنانون قدموا مسلسلات أثرت في المجتمع
الجونة (مصر) - أي تأثير يمكن أن تحدثه الدراما في المجتمع، وكيف يؤثر المجتمع في التوجه العام لصناعة الدراما؟ ذلك ما ناقشه عدد من الفنانين وصناع المسلسلات ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي في ندوة بعنوان “علاقة الدراما بالمجتمع والجمهور”.
تحدث في الندوة الفنانون يوسف الشريف ونيللي كريم والمخرج كريم الشناوي، أخصائية حقوق الطفل سلمى الفوال، والكاتب ورائد الأعمال شريف عبدالمسيح، وحضرها نخبة من الفنانين المصريين والعرب أبرزهم أمينة خليل، لقاء الخميسي، جيهان خليل، صبري فواز، هنا يسري، بسنت شوقي.
وفي مداخلته، أكد المخرج كريم الشناوي أن الدراما تعد مرآة تعكس الواقع، ولكن دور صناع الفن ليس إحداث تغيير جذري بقدر ما هو عكس الواقع، معتبرا أن المبدعين ليسوا بالضرورة خبراء في القضايا الاجتماعية التي يعالجونها، ويجب أن يدركوا حدود أدوارهم.
يوسف الشريف: الدراما تحدث تأثيرا تراكميا في المجتمع عبر ما تعرضه من سلبيات
ورأى الشناوي أن الجمهور يعيش اليوم مع شخصيات المسلسل أكثر من شخصيات الفيلم، ورغم ذلك لا تمتلك الدراما القدرة على تغيير الواقع وحدها، إذ لابد من تضافر كل الجهات التعليمية والثقافية مع الدراما لتستطيع إحداث تغيير، مشيرًا إلى أن الدراما تقدم صورة واقعية للمجتمع، مع كل جوانبه الإيجابية والسلبية، ولكنها لا تستطيع وحدها أن تحل المشكلات الاجتماعية المعقدة، ومن أجل التغيير يتطلب ذلك جهدًا من مختلف مؤسسات المجتمع.
وتابع المخرج قائلا: “علاقتنا كصناع بالجمهور متغيرة طوال الوقت، وبالنسبة لي كمخرج أهتم بالحكاية وأبحث عن الأدوار، وما يستطيع تغيير المجتمع ليس المسلسل لأننا طرف في منظومة كبيرة ولدينا حدود نحترمها ولذلك نفكر وندرس جيدا ما الذي نقدمه للجمهور كصناع وليس كخبراء”.
من جانبه، رأى الفنان يوسف الشريف أن “الفن هو أكثر المهن تأثيرا في العقل الباطن للإنسان” معتبرا أن “موضوع الجلسة مهم جدا ويسيطر على مشواري كله، دائما كنت أقول لنفسي أنا لماذا ألعب هذه الأدوار؟ في ماذا يفيد موضوع المسلسل المجتمع؟”.
وشدد الممثل المصري على أن “تأثير الدراما على المجتمع موضوع مهم وشيق جدا، لو افترضنا أن تأثير الدراما على المجتمع من خلال أمرين أساسيين هما رسالة العمل وهذا أمر واضح وصريح ويسهل التفكير فيه، أما الأمر الثاني فيتعلق بنوعية المشاهد التي يشاهدها الجمهور”.
وتابع “ممكن أن يشاهد شخص ما مسلسلا ويرى أنه يناقش مشكلة البلطجة ويحذر منها بينما يرى آخر أن العمل يروج للعنف والبلطجة، إذا هناك معضلة كبرى هي كيف يتلقى الجمهور العمل الدرامي، نحن لا نستطيع أن نتحكم في ذلك”.
وأضاف “تأثير الدراما على المجتمع يكون بشكل تراكمي، علينا أن نعرض سلبيات المجتمع في الدراما لكن عرضها بشكل متكرر من خلال الأعمال المنتجة طوال السنة يؤثر في المجتمع سلبيا”.
وأشار يوسف إلى أنه خريج هندسة عين شمس قسم ميكانيكا، وحاول عند دخوله الفن تقديم إضافة جديدة، موضحا: “هناك أناس يحبون الدراما التي تتكلم عن العلاقات الإنسانية والعاطفية، وهناك من يرفضها، وحين تقدم نوعا دراميا جديدا ومواضيع مختلفة قد يقال لك المشاهد لا يحب ذلك. من وجهة نظري أنا أقدم العمل وأقدم دوري بإتقان وأترك للمشاهد حرية التقييم”.
أما الممثلة نيللي كريم، فشددت على دور الفن في التأثير على الجمهور، وسردت قصة مؤثرة عن أحد المعجبين الذي اكتشف مشكلة إدمان ابنه بعد مشاهدة مسلسل “تحت السيطرة” (2015)، مما دفعه للتواصل معها وشكرها.
نيللي كريم: بعض مسلسلاتي أحدث تغييرا مهما في المجتمع وسلوك الجمهور
ورأت أن “تحت السيطرة” من أنجح الأعمال التي ناقشت قضايا اجتماعية حساسة، وقالت “تعرفت على عالم الإدمان والمدمنين لأول مرة من خلال المسلسل”.
وتطرقت الفنانة إلى دورها المؤثر في مسلسل “سجن النسا” (2014) الذي قالت إنه ترك أثرًا اجتماعيًا قويًا، حيث دفع العديد من المشاهدين للتبرع لصالح النساء الغارمات بعدما تعرفوا على معاناة النساء المسجونات في قضايا غير جنائية، معربةً عن سعادتها بهذا الأثر الإيجابي الذي حققه المسلسل في رفع الوعي العام حول هذه القضية الإنسانية.
كما قالت إن المسلسل شجع بعض الأشخاص على التبرع بجهاز لغسيل الكلى خصص للنساء في مستشفى القناطر.
وتذكرت نيللي تجسيدها لشخصية غالية في المسلسل، والتي وصفتها بالصعبة، مشيرةً إلى أن هذه الشخصية أثرت على مظهرها الجسدي وحالتها النفسية خارج أوقات التصوير، وحتى بعد انتهاء المسلسل، حيث قالت: “بعد تصوير المسلسل، كنت ألاحظ أن شكلي ومظهري بدأ يتشابه مع شخصية غالية”.
وأكدت الممثلة أنها بعد نهاية كل عمل تأخذ وقتًا للابتعاد والتعافي من تأثير الشخصيات التي تجسدها، وغالبًا ما تلجأ للسفر والتخلص من أي ملابس أو إكسسوارات تخص الشخصية.
ونيللي كريم من أكثر الممثلات اللواتي يلعبن أدوارا اجتماعية تحدث جدلا في المجتمع وتحت سقف البرلمان، ومن بينها “فاتن أمل حربي” الذي ناقش قانون الأحوال الشخصية المصري وقضايا أخرى تهم المرأة ومنها الزواج العرفي والزواج الرسمي وحضانة الأبناء والوصاية القانونية.
ويذكر أن مهرجان الجونة السينمائي الذي يختتم مطلع نوفمبر المقبل، قد انطلق في 24 أكتوبر الجاري وأقام على مدار أيامه السابقة عددا كبيرا من الجلسات الحوارية والندوات التي ناقشت قضايا مهمة في صناعة السينما والدراما، وأبرز هذه الجلسات حوارية مع الممثل محمود حميدة، والفنانة إسعاد يونس، والممثلة هند صبري، والمرج الفلسطيني هاني أبوأسعد، وندوة لصناع فيلم “رفعت عيني للسما”، إضافة إلى عدد من الجلسات الأخرى.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
المخرج كريم الشناوي يرى أن دور صناع الفن ليس إحداث تغيير جذري بقدر ما هو عكس الواقع.
الأربعاء 2024/10/30
ShareWhatsAppTwitterFacebook
فنانون قدموا مسلسلات أثرت في المجتمع
الجونة (مصر) - أي تأثير يمكن أن تحدثه الدراما في المجتمع، وكيف يؤثر المجتمع في التوجه العام لصناعة الدراما؟ ذلك ما ناقشه عدد من الفنانين وصناع المسلسلات ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي في ندوة بعنوان “علاقة الدراما بالمجتمع والجمهور”.
تحدث في الندوة الفنانون يوسف الشريف ونيللي كريم والمخرج كريم الشناوي، أخصائية حقوق الطفل سلمى الفوال، والكاتب ورائد الأعمال شريف عبدالمسيح، وحضرها نخبة من الفنانين المصريين والعرب أبرزهم أمينة خليل، لقاء الخميسي، جيهان خليل، صبري فواز، هنا يسري، بسنت شوقي.
وفي مداخلته، أكد المخرج كريم الشناوي أن الدراما تعد مرآة تعكس الواقع، ولكن دور صناع الفن ليس إحداث تغيير جذري بقدر ما هو عكس الواقع، معتبرا أن المبدعين ليسوا بالضرورة خبراء في القضايا الاجتماعية التي يعالجونها، ويجب أن يدركوا حدود أدوارهم.
يوسف الشريف: الدراما تحدث تأثيرا تراكميا في المجتمع عبر ما تعرضه من سلبيات
ورأى الشناوي أن الجمهور يعيش اليوم مع شخصيات المسلسل أكثر من شخصيات الفيلم، ورغم ذلك لا تمتلك الدراما القدرة على تغيير الواقع وحدها، إذ لابد من تضافر كل الجهات التعليمية والثقافية مع الدراما لتستطيع إحداث تغيير، مشيرًا إلى أن الدراما تقدم صورة واقعية للمجتمع، مع كل جوانبه الإيجابية والسلبية، ولكنها لا تستطيع وحدها أن تحل المشكلات الاجتماعية المعقدة، ومن أجل التغيير يتطلب ذلك جهدًا من مختلف مؤسسات المجتمع.
وتابع المخرج قائلا: “علاقتنا كصناع بالجمهور متغيرة طوال الوقت، وبالنسبة لي كمخرج أهتم بالحكاية وأبحث عن الأدوار، وما يستطيع تغيير المجتمع ليس المسلسل لأننا طرف في منظومة كبيرة ولدينا حدود نحترمها ولذلك نفكر وندرس جيدا ما الذي نقدمه للجمهور كصناع وليس كخبراء”.
من جانبه، رأى الفنان يوسف الشريف أن “الفن هو أكثر المهن تأثيرا في العقل الباطن للإنسان” معتبرا أن “موضوع الجلسة مهم جدا ويسيطر على مشواري كله، دائما كنت أقول لنفسي أنا لماذا ألعب هذه الأدوار؟ في ماذا يفيد موضوع المسلسل المجتمع؟”.
وشدد الممثل المصري على أن “تأثير الدراما على المجتمع موضوع مهم وشيق جدا، لو افترضنا أن تأثير الدراما على المجتمع من خلال أمرين أساسيين هما رسالة العمل وهذا أمر واضح وصريح ويسهل التفكير فيه، أما الأمر الثاني فيتعلق بنوعية المشاهد التي يشاهدها الجمهور”.
وتابع “ممكن أن يشاهد شخص ما مسلسلا ويرى أنه يناقش مشكلة البلطجة ويحذر منها بينما يرى آخر أن العمل يروج للعنف والبلطجة، إذا هناك معضلة كبرى هي كيف يتلقى الجمهور العمل الدرامي، نحن لا نستطيع أن نتحكم في ذلك”.
نيللي كريم من أكثر الممثلات اللواتي يلعبن أدوارا اجتماعية تحدث جدلا في المجتمع وتحت سقف البرلمان
وأضاف “تأثير الدراما على المجتمع يكون بشكل تراكمي، علينا أن نعرض سلبيات المجتمع في الدراما لكن عرضها بشكل متكرر من خلال الأعمال المنتجة طوال السنة يؤثر في المجتمع سلبيا”.
وأشار يوسف إلى أنه خريج هندسة عين شمس قسم ميكانيكا، وحاول عند دخوله الفن تقديم إضافة جديدة، موضحا: “هناك أناس يحبون الدراما التي تتكلم عن العلاقات الإنسانية والعاطفية، وهناك من يرفضها، وحين تقدم نوعا دراميا جديدا ومواضيع مختلفة قد يقال لك المشاهد لا يحب ذلك. من وجهة نظري أنا أقدم العمل وأقدم دوري بإتقان وأترك للمشاهد حرية التقييم”.
أما الممثلة نيللي كريم، فشددت على دور الفن في التأثير على الجمهور، وسردت قصة مؤثرة عن أحد المعجبين الذي اكتشف مشكلة إدمان ابنه بعد مشاهدة مسلسل “تحت السيطرة” (2015)، مما دفعه للتواصل معها وشكرها.
نيللي كريم: بعض مسلسلاتي أحدث تغييرا مهما في المجتمع وسلوك الجمهور
ورأت أن “تحت السيطرة” من أنجح الأعمال التي ناقشت قضايا اجتماعية حساسة، وقالت “تعرفت على عالم الإدمان والمدمنين لأول مرة من خلال المسلسل”.
وتطرقت الفنانة إلى دورها المؤثر في مسلسل “سجن النسا” (2014) الذي قالت إنه ترك أثرًا اجتماعيًا قويًا، حيث دفع العديد من المشاهدين للتبرع لصالح النساء الغارمات بعدما تعرفوا على معاناة النساء المسجونات في قضايا غير جنائية، معربةً عن سعادتها بهذا الأثر الإيجابي الذي حققه المسلسل في رفع الوعي العام حول هذه القضية الإنسانية.
كما قالت إن المسلسل شجع بعض الأشخاص على التبرع بجهاز لغسيل الكلى خصص للنساء في مستشفى القناطر.
وتذكرت نيللي تجسيدها لشخصية غالية في المسلسل، والتي وصفتها بالصعبة، مشيرةً إلى أن هذه الشخصية أثرت على مظهرها الجسدي وحالتها النفسية خارج أوقات التصوير، وحتى بعد انتهاء المسلسل، حيث قالت: “بعد تصوير المسلسل، كنت ألاحظ أن شكلي ومظهري بدأ يتشابه مع شخصية غالية”.
وأكدت الممثلة أنها بعد نهاية كل عمل تأخذ وقتًا للابتعاد والتعافي من تأثير الشخصيات التي تجسدها، وغالبًا ما تلجأ للسفر والتخلص من أي ملابس أو إكسسوارات تخص الشخصية.
ونيللي كريم من أكثر الممثلات اللواتي يلعبن أدوارا اجتماعية تحدث جدلا في المجتمع وتحت سقف البرلمان، ومن بينها “فاتن أمل حربي” الذي ناقش قانون الأحوال الشخصية المصري وقضايا أخرى تهم المرأة ومنها الزواج العرفي والزواج الرسمي وحضانة الأبناء والوصاية القانونية.
ويذكر أن مهرجان الجونة السينمائي الذي يختتم مطلع نوفمبر المقبل، قد انطلق في 24 أكتوبر الجاري وأقام على مدار أيامه السابقة عددا كبيرا من الجلسات الحوارية والندوات التي ناقشت قضايا مهمة في صناعة السينما والدراما، وأبرز هذه الجلسات حوارية مع الممثل محمود حميدة، والفنانة إسعاد يونس، والممثلة هند صبري، والمرج الفلسطيني هاني أبوأسعد، وندوة لصناع فيلم “رفعت عيني للسما”، إضافة إلى عدد من الجلسات الأخرى.
ShareWhatsAppTwitterFacebook