تويت
"المرهقون" يقتنص الجوائز واعدا بولادة سينما يمنية من رحم المأساة
بين إجهاض الأرواح والأحلام، لا يزال اليمنيون يحلمون بمستقبل أفضل.
الجمعة 2024/11/01
ShareWhatsAppTwitterFacebook
عمل سينمائي ولد من رحم المعاناة
معتمدا على الكثير من الرمزية، ينتقد المخرج عمرو جمال الواقع اليمني انطلاقا من حكاية أسرة يمنية هي نموذج عن أسر كثيرة تواجه تحديات كبيرة وعادات وتقاليد بالية، ما يضطرها للتخلي عن الكثير من أحلامها وطموحاتها، محاولة النجاة رغم الإرهاق النفسي والاقتصادي الذي يكاد يدمرها.
فاز الشريط اليمني “المرهقون” للمخرج عمرو جمال، بالجائزة الكبرى للجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة للدورة الثانية لمهرجان نواكشوط السينمائي الدولي، الذي عقدت فعالياته من 22 إلى 26 أكتوبر الماضي.
وجاء هذا التتويج ليضاف إلى سلسلة التتويجات التي حظي بها الفيلم في عدد كبير من المهرجانات العربية والدولية، ما جعل منه ظاهرة فنية وإعلانا رسميا عن ولادة سينما يمنية قوية وناضجة وقادرة على التعبير عن ذاتها وعن الجغرافيا الاجتماعية والثقافية التي تنطلق منها.
ينطلق “المرهقون” من قصة واقعية جرت أحداثها في عدن عام 2019، وتروي معاناة زوجين وأطفالهما الثلاثة بعد خسارة الأب والأم لعملهما جراء أزمة اقتصادية تعانيها البلاد. وبعد اكتشاف الأم حملها في الطفل الرابع، يحاول الأبوان إيجاد طريقة للإجهاض رغم موقف مجتمعهما المحافظ تجاه هذا الأمر، مما يجبر العائلة على اتخاذ قرارات صعبة للنجاة من هذا المأزق.
انتقاد الواقع اليمني
وبحسب تصريحات للمخرج عمرو جمال، فإن الإجهاض المقصود في الفيلم يرمز للمستقبل والأحلام وهو حال اليمن الذي لا يزال يعيش تحت وطأة ظروف اقتصادية وسياسية مؤلمة أجهضت الأحلام والطموحات والمستقبل وأجبرت الأشخاص على تقديم تضحيات صعبة.
ويجمع أغلب النقاد على قيمة الصدق التي تميز الفيلم، وقدرته التعبيرية الفائقة في إطار من السلاسة والبساطة والشاعرية، ونجاحه في نقل معاناة البسطاء من الناس الذين يدفعون ثمن الصراعات السياسية وفشل السلطات على تحقيق طموحات شعبها في الزمن والاستقرار والخدمات الأساسية.
وفي 18 فبراير 2023، أصبح فيلم “المرهقون” أول فيلم يمني يعرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي، ومن ثم تم عرضه في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية مثل مهرجان سيدني الدولي للأفلام، مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، مهرجان شنغهاي الدولي للأفلام، مهرجان سياتل السينمائي الدولي، مهرجان بكين الدولي للأفلام، مهرجان بالم سبرينجز السينمائي الدولي، مهرجان فالنسيا الدولي للأفلام، مهرجان تايبيه الدولي للأفلام، ومهرجان ديربان الدولي للأفلام.
وفي يوليو 2022 حصد فيلم “المرهقون” الجائزة الكبرى من سوق مهرجان كارلوفيفاري الدولي للأفلام قيد الإنتاج، وهو مهرجان سينمائي يقام سنويا في كارلوفي فاري بجمهورية التشيك، ويعد من أقدم المهرجانات في العالم وأصبح الحدث السينمائي الرائد في وسط وشرق أوروبا.
وفي فبراير 2023 حصل الفيلم على جائزة منظمة العفو الدولية في مهرجان برلين السينمائي، والتي عادة ما تقدم للفيلم الأكثر تأثيرا في الجانب الإنساني من بين جميع أقسام المهرجان.
وقال مخرج الفيلم في مقابلة مع موقع مهرجان برلين “حرصت على تصوير الفيلم في أماكنه الطبيعية بمدينة عدن، والتقطت بالكاميرا لقطات بانورامية تظهر الكثير من معالم المدينة التي أخشى أن تزول خلال الأعوام القادمة”.
وأضاف “الفيلم لا يناقش جدلية الإجهاض وإذا كان حراما أم حلالا، الإجهاض هو رمز للتضحيات التي يلجأ لها اليمنيون لمواصلة حياتهم، فعندما تضطرنا الظروف للتخلي عن أحلامنا نقول إن أحلامنا أجهضت، وهنا فكرة التخلي عن الطفل المنتظر ترمز للتخلي عن الأحلام والمستقبل”.
وعرض الفيلم، ضمن قسم “البانوراما” ضمن مهرجان برلين، القسم الذي يهتم بمتابعة التطورات الفنية في السينما العالمية المعاصرة وبالأخص الأفلام التي تناقش قضايا وتقدم لمشاهديها تحديات لأفكارهم وعاداتهم وحل في المركز الثاني كأفضل فيلم روائي في قسم البانوراما بتصويت الجمهور.
و«المرهقون» إنتاج مشترك بين اليمن والسودان والسعودية ومن إخراج وإنتاج عمرو جمال وشارك في كتابة السيناريو مع مازن رفعت ويشارك في إنتاج الفيلم محسن الخليفي بالإضافة لمحمد العمدة وأمجد أبوالعلاء. وبطولة خالد حمدان وعبير محمد وسماح العمراني وأوسام عبدالرحمن.
وعن تكاليف عملية الإنتاج في ظل شح الموارد، قال عمرو جمال: “منذ بدء تجهيزنا للفيلم، قدمنا للعديد من صناديق الدعم، في عدة مهرجانات عربية وعالمية، توفر منحا لاستكمال الأفلام قيد التنفيذ أو ما يطلق عليها مرحلة ما بعد الإنتاج”، وأضاف “تمكنا من الحصول على منحة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في السعودية، ومنحة من مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، كما حصلنا على الجائزة الكبرى في الأفلام ما بعد الإنتاج، من مهرجان كارلوفيفاري السينمائي الدولي في جمهورية التشيك”.
وفي يونيو 2023، أسندت لجنة التحكيم الخاصة في الدورة الخامسة والعشرين مهرجان تايبيه بتايوان جائزة أفضل فيلم روائي لفيلم “المرهقون”، وفي الشهر الموالي منحت لجنة تحكيم الدورة الرابعة والأربعين من “مهرجان دربان السينمائي الدولي في جنوب أفريقيا الذي ينظمه “مركز الفنون الإبداعية” بجامعة كوازولو ناتال، جائزة أفضل سيناريو لكاتبي الفيلم مازن رفعت وعمرو جمال.
في الشهر نفسه، فاز فيلم “المرهقون” بجائزتي لجنة التحكيم لأفضل إخراج وأفضل سيناريو ضمن فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين من مهرجان فالنسيا السينمائي الدولي بإسبانيا.
وفي أكتوبر من العام ذاته، فاز بجائزة هوغو الذهبية ضمن فعاليات النسخة 59 من مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، حيث نافس في مسابقة صنّاع الأفلام الجدد.
وفي نوفمبر 2023، قررت لجنة تحكيم مهرجان «ميد فيلم روما الدولي» في دورته الـتاسعة والعشرين بالعاصمة الإيطالية، إسناد جائزتها الخاصة إلى فيلم «المرهقون» الذي قالت إنه مليء بالمشاعر الإنسانية العميقة والموضوعات السياسية، ويقدم صورة حقيقية للمجتمع اليمني بأسلوب سينمائي رائع وحساس. وأضافت: «في الحقيقة نحن مجبرون على إعادة تسميته كعمل سياسي».
وفي أبريل 2024 منحت لجنة التحكيم في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد جائزتها الخاصة للفيلم اليمني.
"المرهقون" أول فيلم روائي طويل يعرض جماهيريا في اليمن بعد ثلاثة عقود من اختفاء السينما في اليمن
ومخرج الفيلم عمرو جمال من مواليد العام 1983 ببولندا، وبالإضافة إلى كونه مخرجا وكاتبا سينمائيا، هو أيضا كاتب مسرحي يمني مستقل، حصل في عام 2001 على جائزة رئيس الجمهورية في كتابة النص المسرحي عن مسرحية “الطابور السادس”، ليصبح أصغر يمني يفوز بهذه الجائزة وقتها، كما قام بتأليف وإخراج 8 أعمال مسرحية بين عامي 2005 و2019.
وأصبحت مسرحيته “معك نازل” أول مسرحية يمنية يتم عرضها في أوروبا حيث عرضت عام 2010 في مسرح جريبس بالعاصمة الألمانية برلين لمدة يومين متتاليين.
كما فاز بجوائز في مهرجانات بكين وشانغهاي وفالنسيا وغيرها قبل أن يصل إلى السينما، واختير لتمثيل اليمن كأفضل فيلم روائي عالمي في حفل توزيع جوائز “أوسكار” الـ 96.
وفي مايو الماضي، حصد “المرهقون” جائزتين جديدتين في مهرجان “أفلام السعودية” بمدينة الدمام، وهما جائزة “النخلة الذهبية” للفيلم الخليجي الروائي الطويل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للتمثيل في الأفلام الخليجية للممثلة عبير محمد عن دورها في الفيلم.
وفي المملكة المغربية، نال “المرهقون” الجائزة الكبرى عن فئة الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة، خلال الدورة الخامسة لمهرجان الدار البيضاء السينمائي للفيلم العربي والذي أقيمت فعالياته خلال الفترة من 6 إلى 13 سبتمبر الماضي، متفوقا على 11 فيلما عربيا مشاركا مقدمة من العراق، وليبيا، والمغرب، والسعودية، ولبنان، والبحرين، وتونس، وفلسطين، وسوريا، ومصر.
وصادف أن شهد المهرجان تتويجا آخر لليمن، من خلال فوز مخرج الفيلم اليمني “سطل”، الشاب عادل الحيمي، بجائزة أفضل إخراج عن فئة المسابقة الرسمية للأفلام الروائية والوثائقية القصيرة للمهرجان، من بين 18 فيلما عربيا شاركت في المسابقة، وتوزعت على مصر، والأردن، ولبنان، والمغرب، والسعودية، والسودان، والبحرين، وسوريا، والعراق، وفلسطين، وتونس، وموريتانيا.
ويعد «المرهقون» ثاني فيلم روائي طويل لمخرجه بعد فيلم “عشرة أيام قبل الزفة” (2018)، وأول فيلم روائي طويل يعرض جماهيريا في اليمن بعد ثلاثة عقود من اختفاء السينما في اليمن.
وكما يعلن الفيلم عن ولادة السينما اليمنية بظهور مخرج متميز، فإنه يشير كذلك إلى أن الأعمال الفنية الكبرى هي التي تولد من رحم المعاناة ومن التعبير عن خصوصيات المجتمعات التي تواجه ظروفا قاسية أو تعيش مراحل انتقالية صعبة كتلك التي يمر فيها اليمن الذي يكشف الفيلم أنه لم يعد سعيدا، وإنما يعانق المأساة عساها تكون منطلقا لولادته الجديدة التي يطمح إليها أبناؤه المرهقون.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الحبيب الأسود
كاتب تونسي
بين إجهاض الأرواح والأحلام، لا يزال اليمنيون يحلمون بمستقبل أفضل.
الجمعة 2024/11/01
ShareWhatsAppTwitterFacebook
عمل سينمائي ولد من رحم المعاناة
معتمدا على الكثير من الرمزية، ينتقد المخرج عمرو جمال الواقع اليمني انطلاقا من حكاية أسرة يمنية هي نموذج عن أسر كثيرة تواجه تحديات كبيرة وعادات وتقاليد بالية، ما يضطرها للتخلي عن الكثير من أحلامها وطموحاتها، محاولة النجاة رغم الإرهاق النفسي والاقتصادي الذي يكاد يدمرها.
فاز الشريط اليمني “المرهقون” للمخرج عمرو جمال، بالجائزة الكبرى للجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة للدورة الثانية لمهرجان نواكشوط السينمائي الدولي، الذي عقدت فعالياته من 22 إلى 26 أكتوبر الماضي.
وجاء هذا التتويج ليضاف إلى سلسلة التتويجات التي حظي بها الفيلم في عدد كبير من المهرجانات العربية والدولية، ما جعل منه ظاهرة فنية وإعلانا رسميا عن ولادة سينما يمنية قوية وناضجة وقادرة على التعبير عن ذاتها وعن الجغرافيا الاجتماعية والثقافية التي تنطلق منها.
ينطلق “المرهقون” من قصة واقعية جرت أحداثها في عدن عام 2019، وتروي معاناة زوجين وأطفالهما الثلاثة بعد خسارة الأب والأم لعملهما جراء أزمة اقتصادية تعانيها البلاد. وبعد اكتشاف الأم حملها في الطفل الرابع، يحاول الأبوان إيجاد طريقة للإجهاض رغم موقف مجتمعهما المحافظ تجاه هذا الأمر، مما يجبر العائلة على اتخاذ قرارات صعبة للنجاة من هذا المأزق.
انتقاد الواقع اليمنيوبحسب تصريحات للمخرج عمرو جمال، فإن الإجهاض المقصود في الفيلم يرمز للمستقبل والأحلام وهو حال اليمن الذي لا يزال يعيش تحت وطأة ظروف اقتصادية وسياسية مؤلمة أجهضت الأحلام والطموحات والمستقبل وأجبرت الأشخاص على تقديم تضحيات صعبة.
ويجمع أغلب النقاد على قيمة الصدق التي تميز الفيلم، وقدرته التعبيرية الفائقة في إطار من السلاسة والبساطة والشاعرية، ونجاحه في نقل معاناة البسطاء من الناس الذين يدفعون ثمن الصراعات السياسية وفشل السلطات على تحقيق طموحات شعبها في الزمن والاستقرار والخدمات الأساسية.
وفي 18 فبراير 2023، أصبح فيلم “المرهقون” أول فيلم يمني يعرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي، ومن ثم تم عرضه في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية مثل مهرجان سيدني الدولي للأفلام، مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، مهرجان شنغهاي الدولي للأفلام، مهرجان سياتل السينمائي الدولي، مهرجان بكين الدولي للأفلام، مهرجان بالم سبرينجز السينمائي الدولي، مهرجان فالنسيا الدولي للأفلام، مهرجان تايبيه الدولي للأفلام، ومهرجان ديربان الدولي للأفلام.
وفي يوليو 2022 حصد فيلم “المرهقون” الجائزة الكبرى من سوق مهرجان كارلوفيفاري الدولي للأفلام قيد الإنتاج، وهو مهرجان سينمائي يقام سنويا في كارلوفي فاري بجمهورية التشيك، ويعد من أقدم المهرجانات في العالم وأصبح الحدث السينمائي الرائد في وسط وشرق أوروبا.
وفي فبراير 2023 حصل الفيلم على جائزة منظمة العفو الدولية في مهرجان برلين السينمائي، والتي عادة ما تقدم للفيلم الأكثر تأثيرا في الجانب الإنساني من بين جميع أقسام المهرجان.
وقال مخرج الفيلم في مقابلة مع موقع مهرجان برلين “حرصت على تصوير الفيلم في أماكنه الطبيعية بمدينة عدن، والتقطت بالكاميرا لقطات بانورامية تظهر الكثير من معالم المدينة التي أخشى أن تزول خلال الأعوام القادمة”.
وأضاف “الفيلم لا يناقش جدلية الإجهاض وإذا كان حراما أم حلالا، الإجهاض هو رمز للتضحيات التي يلجأ لها اليمنيون لمواصلة حياتهم، فعندما تضطرنا الظروف للتخلي عن أحلامنا نقول إن أحلامنا أجهضت، وهنا فكرة التخلي عن الطفل المنتظر ترمز للتخلي عن الأحلام والمستقبل”.
وعرض الفيلم، ضمن قسم “البانوراما” ضمن مهرجان برلين، القسم الذي يهتم بمتابعة التطورات الفنية في السينما العالمية المعاصرة وبالأخص الأفلام التي تناقش قضايا وتقدم لمشاهديها تحديات لأفكارهم وعاداتهم وحل في المركز الثاني كأفضل فيلم روائي في قسم البانوراما بتصويت الجمهور.
و«المرهقون» إنتاج مشترك بين اليمن والسودان والسعودية ومن إخراج وإنتاج عمرو جمال وشارك في كتابة السيناريو مع مازن رفعت ويشارك في إنتاج الفيلم محسن الخليفي بالإضافة لمحمد العمدة وأمجد أبوالعلاء. وبطولة خالد حمدان وعبير محمد وسماح العمراني وأوسام عبدالرحمن.
وعن تكاليف عملية الإنتاج في ظل شح الموارد، قال عمرو جمال: “منذ بدء تجهيزنا للفيلم، قدمنا للعديد من صناديق الدعم، في عدة مهرجانات عربية وعالمية، توفر منحا لاستكمال الأفلام قيد التنفيذ أو ما يطلق عليها مرحلة ما بعد الإنتاج”، وأضاف “تمكنا من الحصول على منحة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في السعودية، ومنحة من مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، كما حصلنا على الجائزة الكبرى في الأفلام ما بعد الإنتاج، من مهرجان كارلوفيفاري السينمائي الدولي في جمهورية التشيك”.
وفي يونيو 2023، أسندت لجنة التحكيم الخاصة في الدورة الخامسة والعشرين مهرجان تايبيه بتايوان جائزة أفضل فيلم روائي لفيلم “المرهقون”، وفي الشهر الموالي منحت لجنة تحكيم الدورة الرابعة والأربعين من “مهرجان دربان السينمائي الدولي في جنوب أفريقيا الذي ينظمه “مركز الفنون الإبداعية” بجامعة كوازولو ناتال، جائزة أفضل سيناريو لكاتبي الفيلم مازن رفعت وعمرو جمال.
في الشهر نفسه، فاز فيلم “المرهقون” بجائزتي لجنة التحكيم لأفضل إخراج وأفضل سيناريو ضمن فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين من مهرجان فالنسيا السينمائي الدولي بإسبانيا.
وفي أكتوبر من العام ذاته، فاز بجائزة هوغو الذهبية ضمن فعاليات النسخة 59 من مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، حيث نافس في مسابقة صنّاع الأفلام الجدد.
وفي نوفمبر 2023، قررت لجنة تحكيم مهرجان «ميد فيلم روما الدولي» في دورته الـتاسعة والعشرين بالعاصمة الإيطالية، إسناد جائزتها الخاصة إلى فيلم «المرهقون» الذي قالت إنه مليء بالمشاعر الإنسانية العميقة والموضوعات السياسية، ويقدم صورة حقيقية للمجتمع اليمني بأسلوب سينمائي رائع وحساس. وأضافت: «في الحقيقة نحن مجبرون على إعادة تسميته كعمل سياسي».
وفي أبريل 2024 منحت لجنة التحكيم في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد جائزتها الخاصة للفيلم اليمني.
"المرهقون" أول فيلم روائي طويل يعرض جماهيريا في اليمن بعد ثلاثة عقود من اختفاء السينما في اليمن
ومخرج الفيلم عمرو جمال من مواليد العام 1983 ببولندا، وبالإضافة إلى كونه مخرجا وكاتبا سينمائيا، هو أيضا كاتب مسرحي يمني مستقل، حصل في عام 2001 على جائزة رئيس الجمهورية في كتابة النص المسرحي عن مسرحية “الطابور السادس”، ليصبح أصغر يمني يفوز بهذه الجائزة وقتها، كما قام بتأليف وإخراج 8 أعمال مسرحية بين عامي 2005 و2019.
وأصبحت مسرحيته “معك نازل” أول مسرحية يمنية يتم عرضها في أوروبا حيث عرضت عام 2010 في مسرح جريبس بالعاصمة الألمانية برلين لمدة يومين متتاليين.
كما فاز بجوائز في مهرجانات بكين وشانغهاي وفالنسيا وغيرها قبل أن يصل إلى السينما، واختير لتمثيل اليمن كأفضل فيلم روائي عالمي في حفل توزيع جوائز “أوسكار” الـ 96.
وفي مايو الماضي، حصد “المرهقون” جائزتين جديدتين في مهرجان “أفلام السعودية” بمدينة الدمام، وهما جائزة “النخلة الذهبية” للفيلم الخليجي الروائي الطويل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للتمثيل في الأفلام الخليجية للممثلة عبير محمد عن دورها في الفيلم.
وفي المملكة المغربية، نال “المرهقون” الجائزة الكبرى عن فئة الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة، خلال الدورة الخامسة لمهرجان الدار البيضاء السينمائي للفيلم العربي والذي أقيمت فعالياته خلال الفترة من 6 إلى 13 سبتمبر الماضي، متفوقا على 11 فيلما عربيا مشاركا مقدمة من العراق، وليبيا، والمغرب، والسعودية، ولبنان، والبحرين، وتونس، وفلسطين، وسوريا، ومصر.
وصادف أن شهد المهرجان تتويجا آخر لليمن، من خلال فوز مخرج الفيلم اليمني “سطل”، الشاب عادل الحيمي، بجائزة أفضل إخراج عن فئة المسابقة الرسمية للأفلام الروائية والوثائقية القصيرة للمهرجان، من بين 18 فيلما عربيا شاركت في المسابقة، وتوزعت على مصر، والأردن، ولبنان، والمغرب، والسعودية، والسودان، والبحرين، وسوريا، والعراق، وفلسطين، وتونس، وموريتانيا.
ويعد «المرهقون» ثاني فيلم روائي طويل لمخرجه بعد فيلم “عشرة أيام قبل الزفة” (2018)، وأول فيلم روائي طويل يعرض جماهيريا في اليمن بعد ثلاثة عقود من اختفاء السينما في اليمن.
وكما يعلن الفيلم عن ولادة السينما اليمنية بظهور مخرج متميز، فإنه يشير كذلك إلى أن الأعمال الفنية الكبرى هي التي تولد من رحم المعاناة ومن التعبير عن خصوصيات المجتمعات التي تواجه ظروفا قاسية أو تعيش مراحل انتقالية صعبة كتلك التي يمر فيها اليمن الذي يكشف الفيلم أنه لم يعد سعيدا، وإنما يعانق المأساة عساها تكون منطلقا لولادته الجديدة التي يطمح إليها أبناؤه المرهقون.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الحبيب الأسود
كاتب تونسي