د.عبير حاتم
للمرة الثالثة والرابعة والألف :لماذا تقتلون الروح الأوغاريتية للاذقية؟!
بعد مرور أكثر من تسعين عاماً على اكتشاف أوغاريت، فإنّ من حق عشاق أوغاريت أن يتساءلوا : أين هي الروح الأوغاريتية في مدينة اللاذقية؟
بالطبع لا أقصد بعث الحضارة الأوغاريتية من رميمها، وإنما تجسيد رموزها وعناصر ها في عمارة اللاذقية وهويتها الجمالية، ليشعر الزائر لمدينة اللاذقية بهذه الهوية منذ اللحظة التي تطأ فيها قدمه أرضها!!
إن معرفتي المتواضعة بثقافة أوغاريت وحضارتها، أيقظت حلماً، آمل أن يصير واقعاً يوماً ما، عندما تقود هذه المدينه نخبة من أبنائها الخُلَّصِ ، الذين يحترمون هويتها وتاريخها ويبعثون النور في أبجديتها لتصبح مدينة المعرفة والثقافة والجمال !
ومن المفارقات الغريبة أن لا نجد في اللاذقية رمزاً معمارياً، أو جمالياً واحداً يدل على حضارة أوغاريت، في الوقت الذي تنتصب أعمدة رومانية - وياللمفارقة - في ساحة أوغاريت !!!
فكيف للضيف القادم إلى مدينة اللاذقية أن يعرف هويتها؟!!
هل يتعرف على هويتها بالفوضى والعشوائيات والقباحات المعمارية التي تنتشر في أرجائها ؟!
هل يتعرف عليها بالحفر التي تنتشر كالجدري في أرصفتها وطرقاتها ؟!!!
هل يتعرف عليها برمزها الأهم-أي البحر- المطرود بعيداً خلف أسوار الإهمال واللامبالاة وشاطئه الأشدُّ إهمالا بين شطآن العالم !!!!!!!!!
هل يتعرّف عليها بغاباتها المتفحّمة وجبالها الجرداء ؟!!!
هل سيتعرّف عليها بأعمال الترميم السلحفاتية لأعرق مدرسة فيها (مدرسة جول جمال) والكازينو الشهير التي ربما ينقرض كوكبنا قبل أن ينهي المتعهدون أعمال الترميم فيها!!!!
ومن يعرف حديقة البطرنة سابقاً ،كيف سيصدّق أن هناك إدارات وطنية تعاقبت على مدينة اللاذقية ؟!!!!!!
وكيف كان المتحف تحفة معمارية والمآل الذي وصل إليه !!!!!
طبعاً ستجحظ عيون أصحاب الخطب الوطنية النارية وستنتفخ أوداجهم وهم يصرخون : هل نسيت الأزمة التي نمر بها ؟!
بالطبع هم ينسون إشادة بناياتهم الشاهقة التي تنتشر كالفطر ، أما مايخص مصلحة الدولة فهو برسم الأزمة المستدامة !!!!!!
ويبقى السؤال الأهم:
لماذا يصرّ مسؤولو اللاذقية على تغريبها عن روحها وأصلها التاريخي وعلى تكريس الإهمال فيها سلوكاً يومياً وطرازاً معمارياً وحيداً؟!
.................................................. .......................
نقلاً عن الدكتور Zouheir Jabbour
أنت، د.عبير حاتم