Emad Saodi - مثقفو حلب
أمس الساعة ٨:١١ ص ·
مما قرأت....
يُروى أنَّ احد الأمراء استدعى شعراء البلد، فكان بينهم شاعر فقير بيده جرّة فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماءً فرافقهم إلى أن وصلوا إلى دار الأمارة .... بالغ الأمير في إكرامهم والإنعام عليهم ولّما رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثة
قال: من أنت؟ وما حاجتك
فأنشد:
ولمَّا رأيتُ القومَ شَدُّوا رِحَالَهُم
إلى بحرِكَ الطَّامي أتيتُ بِجرتّي
فقال الأمير:
املأوا له الجّرة ذهباً وفضّة .. فحسده بعض الحاضرين وقالوا للأمير : هذا فقير مجنون لايعرف قيمة هذا المال، وربّما أتلفه وضيّعه.
فقال الأمير: هو له يفعل به ما يشاء، فمُلئت جرّته ذهباً، وخرج إلى الباب ففرّق المال لجميع الفقراء بلغ الأمير فعلهُ فاستدعاه وسأله لم فعلت ذلك؟ فقال:
يَجُودُ علينا الخيّرُونَ بِمالِهم
ونحنُ بمالِ الخيّرينَ نَجُودُ
فأعجب الأمير بجوابه .. وأمــر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات فأنشد الفقير هذه الأبيات الشعرية التي يتم تداولها عبر مئات السنين:
اﻟﻨَّﺎﺱُ ﻟﻠﻨَّﺎﺱِ ﻣﺎﺩﺍﻡَ ﺍﻟﻮَﻓَﺎﺀُ ﺑﻬِم
وﺍﻟﻌُﺴﺮُ ﻭﺍﻟﻴُﺴﺮُ أﻭﻗﺎﺕٌ ﻭﺳَﺎﻋَﺎﺕُ
ﻭأﻛﺮﻡُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮَﺭَى ﺭَﺟﻞٌ
تُقضَى على ﻳﺪﻩِ ﻟﻠﻨَّﺎﺱِ حاجاتُ
ﻻ ﺗﻘﻄَﻌﻦَّ ﻳﺪَ ﺍﻟﻤَﻌﺮُوﻑِ ﻋﻦ أﺣــﺪٍ
ﻣـﺎ ﺩُﻣـﺖَ ﺗـَﻘﺪِﺭُ ﻭﺍلأﻳَّـﺎﻡُ ﺗـَــﺎﺭﺍﺕٌ
ﻭﺍﺫﻛُﺮْ ﻓَﻀِﻴﻠﺔَ ﺻُﻨﻊِ ﺍﻟﻠﻪ إﺫ ﺟُﻌِﻠَﺖ
إﻟﻴﻚَ ﻻ ﻟﻚَ ﻋﻨﺪَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﺣَﺎﺟــَـﺎﺕُ
ﻓﻤﺎﺕَ ﻗﻮﻡٌ ﻭﻣﺎ ﻣـَـﺎﺗَﺖْ ﻓﻀَﺎﺋﻠِﻬﻢ
وﻋﺎﺵَ ﻗﻮﻡٌ ﻭﻫُﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِأمواتُ.
Basel O HaririGeorge Sahwi
- أحسنت القول حبيبي ابا عمار ما أجمل ماتقدمه لنا من نثر وشعر شكرا لكم من القلب ونرجو ان يستفيد منه القوم في هذا الزمان الذي نعيش فيه لكم كل التقدير اخي الغالي