الفن والزخرفة في التيجان والأبواب البازلتية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تتميز منطقة شرقي "معرة النعمان" بنوع فريد من العمارة الأثرية وهي التيجان والأبواب البازلتية التي تتميز بزخرفة معينة وتصميم للأبواب البازلتية بطريقة حافظت عليها للوقت الراهن،
.
جمعت هذه التيجان والأبواب في متحف "معرة النعمان" لتبقى شاهداً على روعة الإنسان الذي نحتها وزخرفها.
.
فيما يخص التيجان فإن أغلبها وجد في مواقع من العهد البيزنطي، وتقع ضمن الهضبة البازلتية شرقي المعرة، ولم تتأثر بالتقاليد الهلنستية المعروفة في مناطق الكتلة الكلسية (أفاميا وجبل الزاوية)، بل على العكس تميزت بالبساطة تارة والابتكار تارة أخرى،
.
ونحت بعض هذه التيجان بأسلوب أيوني بسيط وبعضها الآخر نحت بأشكال سعف النخيل ذات الأشكال المتنوعة (صغيرة وكبيرة وبسيطة ومعقدة)
،
وأحياناً يتم تزيين التيجان ببعض العناصر الزخرفية البسيطة كالأوراق وأخرى كالصلبان، وآنية يخرج منها أغصان الكرمة، وطيرين يشربان من كوب، وهناك تاجان نقش عليهما كتابات يونانية أحداهما يحمل رسم شخص والآخر عبارة دعاء وتمني.
.
إن اكتشاف الأبواب البازلتية يوجد في الهضبة البازلتية التي تقع شرقي المعرة وتمتد شمالاً حتى بادية حلب وبادية حماه جنوباً
.
إن تنوع هذه التيجان والحرية في استخدام الزخارف الصغيرة المتنوعة تدل أن هذه التيجان قد تم نحتها من قبل ورش محلية كانت تعيش في هذه القرى، أضف إلى ذلك فإن طبيعة البازلت القاسية لا تسمح بتطبيق الزخارف المعقدة التي نجدها على التيجان الكلسية الموجودة في المنطقة الغربية (المدن المنسية) .
.
لا توجد التيجان والأبواب البازلتية في مدن "سرجيلا وبعودا" وجميع المدن المنسية في جبل الزاوية لطبيعة الارض الكلسية، وإن كان في بعض الحالات النادرة تزود بأبواب بازلتية لمتانتها وحفاظها على نفسها من الحت الطبيعي، وإنما أماكن تواجدها شرقي المعرة في قرى "أبو دالة" و"التح" و"تل خزنة" ومنطقة "سنجار" بشكل عام .
.
تتميز هذه النوعية من الأبواب بوجود محور للحركة وبعضها مزود (بقبضات)، ومعظمها عليه بعض الثقوب الصغيرة (مترلاوجات) من أجل فتحها وإغلاقها كما أنها تحوي على زخارف نافرة من مستطيلات أو مربعات وتحوي في داخلها على زخارف متنوعة نافرة أو غائرة،
ويمكن مشاهدة مجموعة من الصلبان متنوعة الأشكال المنحوتة إما داخل دوائر أو داخل أكاليل او ضمن أشكال هندسية، وبعض الصلبان تترافق مع حرفي (إلفا) أول حرف في اللغة اليونانية أو (أوميغا) آخر حرف، ونجد عنصرا زخرفيا يمثل سقاطة الباب .
.
وهناك بعض الأبواب المزخرفة بمربع كبير في الوسط يحوي على دائرة مزخرفة بصليب، ومن بين هذه الأبواب يوجد بابان مكتوب عليهما كتابة يونانية مؤرخة كتب على أحداهما نقش نزري من أجل راحة الأشخاص المدفونين داخل الغرفة،
.
ووجود الصلبان على اغلب هذه الأبواب يرمز إلى القيامة لأن الصليب هو رمز لقيامة السيد المسيح وبالتالي فإنه من الممكن أن تكون بعض الزخارف قد استخدمت لقيمتها الرمزية المرتبطة بالحياة الأخرى .
الأبواب من أهم العناصر المعمارية في الكنائس وقد تم تزيين هذه المداخل بأشرطة (زخرفية- تزيينية) غائرة أو نافرة عن الجدار، أما النجفات فقد تم تزينها أيضاً بأشكال هندسية ونباتية لكن تخللها في أغلب الأحيان أشكال الصليب المختلفة ضمن دوائر موزعة في مركزها وطرفها، وفي بعض الأحيان وجدت نقوش كتابية تذكر عام البناء واسم المعمار المصمم والمشرف على البناء مع بعض العبارات الدينية المرافقة.
.
إن اكتشاف الأبواب البازلتية يوجد في الهضبة البازلتية التي تقع شرقي المعرة وتمتد شمالاً حتى بادية حلب وبادية حماه جنوباً.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
مدونة وطن