#مسرح_أفاميا من أكبر مسارح العالم القديم
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
بني (مسرح أفاميا) على هضبة طبيعية بطول واجهة كواليس ١٣٩ متراً ، لم يبق منها سوى مداميك قليلة وجزء بسيط يبلغ ارتفاعه نحو 8 أمتار مزين بتيجان كورنثية مربعة الشكل وخشبته التي تقع ضمن الواجهة وهي غير واضحة المعالم.
.
وقد بني بداية على (الطراز الإغريقي) في القرن الثالث قبل الميلاد وبتصميم نصف دائري.
ولكن في القرن الميلادي الثاني وفي (الفترة الرومانية) تحديداً تمت توسعته بشكل كبير، فازدادت المدرجات وتعددت المداخل، وأصبح من أكبر مسارح الشرق إذ كان يتسع لعدد ٢٥ ألف متفرج.
.
و كان للمسرح شكل نصف دائري متمركز مع المدرجات ويتصل معها بالممرات والأدراج التي كانت تلتقي عند البهو الأعلى إضافة إلى درج يسمح بالوصول إلى مدخل المسرح الجنوبي الضخم.
أما أوركسترا المسرح فهي عبارة عن ساحة نصف دائرية تقع في أسفل المدرجات وفيها بقايا بلاط حجري
أما المدرجات فتتألف من ثلاث طبقات كانت محمولة على قبوات وعقود برميلية الشكل عليها مقاعد حجرية لا يزال بعضها موجوداً ويفصل بين صفوف المقاعد عدد من الأدراج الحجرية التي تؤدي إلى المخارج إضافة إلى الأدراج الصاعدة والنازلة.
.
الا ان (مسرح أفاميا) تأثر بشكل كبير بالزلزلة التي حصلت عام ١١٥٧م، إذ تهدم قسم كبير منه حاله حال مختلف أبنية "أفاميا" و"قلعة المضيق" التي بنيت مكان «أكربول» المدينة، فقام آنذاك "نور الدين زنكي" بترميم أسوار وأبراج (قلعة المضيق) مستخدماً حجارة المسرح.
.
ولاحقاً وخلال الفترة العثمانية استخدمت أيضاً حجارة المسرح في بناء "خان الحجاج" (متحف أفاميا حالياً) كما لوحظ وجود أفران لصناعة الكلس داخل البناء، وهي تعود لفترات عدّ فيها المسرح كمقلع حجري .
.
مع العلم أن المسرح في أفاميا استخدمه جيش "نور الدين زنكي" كنقطة متقدمة قبل أن يتمكن من الاستيلاء على القلعة، لذلك هناك بعض المراجع تسمي بناء المسرح بالحصن، بينما الذاكرة الشعبية في المنطقة تدعوه بالقصر ..
حالياً وللأسف يبدو مسرح أفاميا كأطلال وبقايا حجرية لايمكن أن يستوعبها إلا المختص بالعمارة أو الآثار،..
وكشفت بعض التنقيبات الخجولة التي تمت على ذلك المسرح بقاء أجزاء بعض الصفوف الأمامية من كامل بناء مدرج المسرح وأيضاً ممكن ملاحظة بوابتين للدخول وجدار كواليس ومدخل لها..!.
.
ويعد وجود هذا المسرح الضخم في أفاميا دليلاً على وجود حضاري إنساني كبير يستحق الذكر والمزيد من الاهتمام والبحث بل وإعادة الإحياء والترميم.
.
و بمقارنة مسرح أفاميا مع مسارح أخرى كمسرح بصرى الشهير، نجد إنه يتسع لعدد ٢٥ ألف متفرج وبطول واجهة كواليس خارجية ١٣٩ م، بينما يتّسع مسرح تدمر الشهير لعدد ١٥٠٠ متفرج وبطول واجهة كواليس ٤٠م.
.
ويعتبر مسرح أفاميا الروماني أحد أوسع مسارح العالم القديم ولا يسبقه في الحجم سوى مسرح بومبي في روما.
وامتاز هذا المسرح بتقنية انتشار الصوت المستخدمة فيه بحيث كان يمكن سماع كل ما يدور على المنصة من أي جهة في المسرح ما جعله مثار دهشة وإعجاب وبحث الاختصاصيين المعاصرين.
ويقع المسرح في مدينة أفاميا الأثرية عند طرفها الغربي في السفح المقابل لقلعة المضيق بريف حماة ورغم أنه بني في الفترة الرومانية لكن استخدم في تصميمه الطراز الهلنستي حيث تمت الاستفادة خلال بنائه من انثناء الأرض ليستند عليها.
والمسرح اليوم بمجمله غير محفوظ بشكل جيد فقد استخدم كميدان ومقلع حجارة لترميم قلعة المضيق زمن نور الدين زنكي في القرن الـ 12 الميلادي وعندما بنى السلطان العثماني سليمان القانوني خاناً في المدينة عام 1531 نقلت حجارته من ركام المسرح كما عثر على أفران كلس كثيرة كانت تستخدم لصناعة الكلس وكل ذلك ساهم في تخريب هذا الصرح وتدميره خلال العصور الوسطى.
ويعود تاريخ بناء مسرح أفاميا إلى القرن الثاني الميلادي ويذكرنا مخططه بمسرح (أسبندوس) في مدينة أنطاليا،و هناك بعض الجدران والأساسات تعود إلى الفترة الهلنستية وتقع تحت مدرج المسرح.
.
وقد بدأت أعمال التنقيب والبحوث الأثرية للكشف عن مسرح أفاميا منذ بداية ستينيات القرن الماضي من قبل البعثة الأثرية البلجيكية التي باشرت عملها في الموقع لعدة مواسم.
ويشار إلى أن أعمال التنقيب أظهرت أن معظم أجزاء المسرح الباقية محفوظة بشكل سيئ من الدرجات التي كانت بارزة بروزاً بسيطاً وجدار المنصة وما فيها من تزيينات والأعمدة المشغولة من الجص لافتاً إلى أن عمارة مسرح أفاميا كانت بشكل عام ذات طراز بسيط ومعتدل.
وما أثر على حالة المسرح الحالية أنه تحول في العصور الوسطى إلى حصن حيث بني في تلك الفترة برج مربع على أحد مداخل واجهته الغربية وشيد برج آخر دائري على قمة المدرج إلى الغرب أيضاً كما تم سد كل الممرات المؤدية إلى المسرح.
ونظراً لاستخدام المسرح في العصور الإسلامية اللاحقة عثر فيه على لقى تعود لتلك الحقب كالفخار.
ولم تتضمن عمليات الترميم التي شهدها المسرح أعمالاً كبيرة حيث تم خلال عمليات تنقيب البعثة الأثرية البلجيكية تحرير المدخل الرئيسي الذي يقع في وسط المسرح
كما قامت البعثة الأثرية الأمريكية السورية المشتركة خلال مواسم التنقيب لأعوام 2008-2009-2010 بتنظيف وتحرير المداخل الرئيسية والممرات وبعض المدرجات من الردميات والحجارة المترامية من أعلى السفح وإزالة الكتل الحجرية التي كانت تغلق الممرات.
وكان يوجد مشروع كبير لترميم المسرح كانت المديرية العامة للآثار والمتاحف بدأته عام 2009 بالتعاون مع خبراء أمريكيين يشمل رفعاً هندسياً ومسحاً طبوغرافياً للبناء بغرض إحياء هذا الصرح الأثري المهم ولكن الحرب على سورية وما طال موقع أفاميا ومسرحها من اعتداءات على يد تنظيمات إرهابية حال دون إنجاز هذا المشروع.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
- شذى حمود - سانا
- مدونة وطن