من (الطريق إلى الموت تعجّ بالأحياء الخطرين)، صدر في 2018ــ يعني قديم: .
ــــــــ اسمي Mr. Blank ــــــــ
كان أبي يشتغلُ رسّامَ أبوابٍ مغلقة على الأبواب المشـرعة. وكانت أمي ترقوةً بلا أمّ.
جئتُ في بادئ الأمر على شكل كُرةٍ رخوةٍ اغتذتْ على اللغوِ القديمِ المحموم بين أجدادي وجداتي. كبرتُ. نبت لي قرنا استشعار طويلان وذيل يشبه المقصّ.
كنتُ في الليل أصابُ بالمغص، فيصفعني غضـروفُ أميّ، فيما (البَوُّ) على سطحنا منشغل بالإصغاء إلى صوت ارتطام بوله بالأسطح المرتفعة. كان يكهكه مثل شلكّات الأحزاب وهو يرقبُ امتزاج النشادر بطلاء بناء أسودَ أسماه "حفلة اليقطين". أصبتُ بجربِ البغال، وكان حكاكي يستفز دمَ ساعدي، فألصق السّاعدَ وأطبعُ الدمَ على أبواب أبي المرسومة، حيث تربض ثيرانُ المسك.
تأتأتُ، تلعثمتُ، سال المخاط من أنفي، وتعثرتُ في مشيتي الأولى، فزينت أمي أرنبة أنفي بملاقط شعرها الذي تركته يسقط ويكشف رأساً صلعاء وَشمتْ أعلاها خريطة المسالخ في بنغلادش.
ثم استويتُ على قدمين. وفي أولِ خروج لي من البيت، سمّمني "البهلوان" بالضبط بعد الفصل الثالث من (الوجوه الحييّة في الأصقاع النديّة)، ثم شهدتُ كيف تناوب عليه عساكر الثكنات وخفراء الليل، وهناك تعرّفتُ إلى دُمى نوبل، وتعلّمتُ كيف أُقسم بنابليون تحت السرير.
لممتُ النحاس وبقايا البلاستيك من مزابل الجهات المتناوبة وبعتُها لباعة التشابيه والصوت الزلق، ثم اشتريتُها وأحرقتُها. ولم أجد بعدها إلا التلاعبَ بنقيض الشيء قبل مجيء الشـيء، وبالموشور، وتفخيم اللفظ حتى ارتعدتْ له القبائل. ثم ألقيتُ لخليقتي بعظام اللغة فتقاتلوا وتنابحوا على (أنّى) و(حتى)، فكان أنِ انسلَّ من نقيِ جيفتي آخر، إلهٌ سرقَ وجهي، وقعدَ تحت زخرفٍ قوطيٍّ حيّ، وأرسلَ أنبياءه في اتجاهٍ واحد ليقولوا ما زيّنهُ لهم، وليقتل من عادَ منهم يروي له ما رأى. ولأنني اشتغلتُ كتفاً له، كنتُ الواشي بعدد النبضات التي ارتشوا بها من صقع الأرض، ثم وشيتُ له به، فصلبَ نفسه، تضاءلَ، وصرتُ عالياً للغاية، أعلى من أنفي الأخضر، ثم أعلى من أن أراني.
لم أبتكر الآلة البخارية قطُّ. إنما وشمتُ فرواتِ البشـر بالجدريّ والقتل والماء الذي يستثير العطاس. دسستُ الطحلبَ السّامَّ في عجينة الضلع، وخثّرتُ الوقتَ على شكلي الرّخويّ الأول في أعين أولئك الذين لم يتوقفوا بعدها عن تقليد صوتِ الأناكوندا وهم يقلبون صحائف المزامير.
جرّبتُ التيه.
أهديتُ لحمي المجذوم إلى من هم على صورتي. صورتي الـ "ووتر برووف" تعلّقتْ على حيطان مدنهم التي تسليتُ بالتفرج على احتراقها، واحتضارهم، في طريق عودتي مخذولاً كلّ دورةٍ من حانة السماء، لآوي إلى ثقبي الأولمبيّ الأسود بعد مغادرة الأبطال، وأغيبَ في أرقي الأبديّ ــ لا تأخذني سِنةٌ ولا نوم، وأصوات أبنائي، قتلاي الأيتام، تجادلُ القاتلَ بصوت يصمّ آذاني، ويُسقط عني الغلالة الأخيرة كاشفاً جسدي الزبديَّ أمام السابلة.
صوتي واهنٌ لا أكاد أسمعه، واهنٌ كحفيف قلادة على صدر قتيل آتِ.
أحاول أن أمدَّ إليّ يدي لكي أنتشلني، لكنني لا أستطيع الوصول إليّ.
أنا بعيدٌ، بعيد عنّي للغاية.
وما فتئتُ أحاول أن أنضوَ عنيَ اسمي: Deus.
احمد م احمد
ــــــــ اسمي Mr. Blank ــــــــ
كان أبي يشتغلُ رسّامَ أبوابٍ مغلقة على الأبواب المشـرعة. وكانت أمي ترقوةً بلا أمّ.
جئتُ في بادئ الأمر على شكل كُرةٍ رخوةٍ اغتذتْ على اللغوِ القديمِ المحموم بين أجدادي وجداتي. كبرتُ. نبت لي قرنا استشعار طويلان وذيل يشبه المقصّ.
كنتُ في الليل أصابُ بالمغص، فيصفعني غضـروفُ أميّ، فيما (البَوُّ) على سطحنا منشغل بالإصغاء إلى صوت ارتطام بوله بالأسطح المرتفعة. كان يكهكه مثل شلكّات الأحزاب وهو يرقبُ امتزاج النشادر بطلاء بناء أسودَ أسماه "حفلة اليقطين". أصبتُ بجربِ البغال، وكان حكاكي يستفز دمَ ساعدي، فألصق السّاعدَ وأطبعُ الدمَ على أبواب أبي المرسومة، حيث تربض ثيرانُ المسك.
تأتأتُ، تلعثمتُ، سال المخاط من أنفي، وتعثرتُ في مشيتي الأولى، فزينت أمي أرنبة أنفي بملاقط شعرها الذي تركته يسقط ويكشف رأساً صلعاء وَشمتْ أعلاها خريطة المسالخ في بنغلادش.
ثم استويتُ على قدمين. وفي أولِ خروج لي من البيت، سمّمني "البهلوان" بالضبط بعد الفصل الثالث من (الوجوه الحييّة في الأصقاع النديّة)، ثم شهدتُ كيف تناوب عليه عساكر الثكنات وخفراء الليل، وهناك تعرّفتُ إلى دُمى نوبل، وتعلّمتُ كيف أُقسم بنابليون تحت السرير.
لممتُ النحاس وبقايا البلاستيك من مزابل الجهات المتناوبة وبعتُها لباعة التشابيه والصوت الزلق، ثم اشتريتُها وأحرقتُها. ولم أجد بعدها إلا التلاعبَ بنقيض الشيء قبل مجيء الشـيء، وبالموشور، وتفخيم اللفظ حتى ارتعدتْ له القبائل. ثم ألقيتُ لخليقتي بعظام اللغة فتقاتلوا وتنابحوا على (أنّى) و(حتى)، فكان أنِ انسلَّ من نقيِ جيفتي آخر، إلهٌ سرقَ وجهي، وقعدَ تحت زخرفٍ قوطيٍّ حيّ، وأرسلَ أنبياءه في اتجاهٍ واحد ليقولوا ما زيّنهُ لهم، وليقتل من عادَ منهم يروي له ما رأى. ولأنني اشتغلتُ كتفاً له، كنتُ الواشي بعدد النبضات التي ارتشوا بها من صقع الأرض، ثم وشيتُ له به، فصلبَ نفسه، تضاءلَ، وصرتُ عالياً للغاية، أعلى من أنفي الأخضر، ثم أعلى من أن أراني.
لم أبتكر الآلة البخارية قطُّ. إنما وشمتُ فرواتِ البشـر بالجدريّ والقتل والماء الذي يستثير العطاس. دسستُ الطحلبَ السّامَّ في عجينة الضلع، وخثّرتُ الوقتَ على شكلي الرّخويّ الأول في أعين أولئك الذين لم يتوقفوا بعدها عن تقليد صوتِ الأناكوندا وهم يقلبون صحائف المزامير.
جرّبتُ التيه.
أهديتُ لحمي المجذوم إلى من هم على صورتي. صورتي الـ "ووتر برووف" تعلّقتْ على حيطان مدنهم التي تسليتُ بالتفرج على احتراقها، واحتضارهم، في طريق عودتي مخذولاً كلّ دورةٍ من حانة السماء، لآوي إلى ثقبي الأولمبيّ الأسود بعد مغادرة الأبطال، وأغيبَ في أرقي الأبديّ ــ لا تأخذني سِنةٌ ولا نوم، وأصوات أبنائي، قتلاي الأيتام، تجادلُ القاتلَ بصوت يصمّ آذاني، ويُسقط عني الغلالة الأخيرة كاشفاً جسدي الزبديَّ أمام السابلة.
صوتي واهنٌ لا أكاد أسمعه، واهنٌ كحفيف قلادة على صدر قتيل آتِ.
أحاول أن أمدَّ إليّ يدي لكي أنتشلني، لكنني لا أستطيع الوصول إليّ.
أنا بعيدٌ، بعيد عنّي للغاية.
وما فتئتُ أحاول أن أنضوَ عنيَ اسمي: Deus.
احمد م احمد